من المعتاد بالنسبة للطفل ما بين ثمانية أشهر وأربع سنوات أن يقوم بأرجحة جسمه أو ضرب رأسه فوق أحد الأسطح بين الحين والآخر، فعندما يكون الطفل مستلقيا على ظهره في فراشه قد يلف رأسه من جانب إلى آخر أو يستند على أطرافه الأربعة مثلما يفعل في وضع الحبو، ويبدأ في أرجحة جسده من الأمام إلى الخلف، ثم إلى الأمام مرة أخرى، وفي كل مرة يحرك فيها جسده إلى الأمام قد يصطدم رأسه بالفراش. يبدو هذا الأمر مؤلما، ولكنه لا يكون كذلك، ولا يقوم الطفل –مطلقا- بهذا الأمر بقوة تسبب له إصابة بالمخ (ولكن في بعض الأحيان قد ينتج عن ذلك نتوء في رأس الطفل). وعندما يجلس الطفل على الأريكة فسوف يدفع بجسمه بقوة إلى الخلف ويدع الأريكة تدفعه إلى الأمام مرة أخرى.
ماذا تعني هذه الحركات الإيقاعية؟
عادة ما تظهر هذه الحركات في النصف الثاني من العام الأول عندما يكتسب الأطفال القدرة على التحرك بصورة إيقاعية، ومثلها مثل مص الإبهام أو اللعب بلعبة من الفرو الناعم يبدو أن أرجحة الجسم أو ضرب الرأس تندرج تحت مسمى سلوكيات استعادة الشعور بالهدوء والراحة، وعادة ما تحدث تلك الحركات عندما يشعر الطفل بالنعاس أو الملل أو الضيق، أو كرد فعل للتعب الجسدي الذي ينتابه نتيجة التسنين -مثلا- أو نتيجة إصابته بعدوى في الأذن، وربما تكون تلك الحركات مؤشرا على أن الطفل يرغب في أن يعيش مرة أخرى تجربة أرجحته وأن يحمله أحد والديه.
وتحدث هذه الحركات نفسها -خاصة ضرب الرأس- بشكل متكرر وعنيف لدى بعض الأطفال الذين يعانون من التجاهل الشعوري أو الإيذاء البدني، ولدى بعض الأطفال الذين يعانون من التوحد، أو المصابين بأنواع أخرى من الخلل تتعلق بالنمو. فإذا كنت تلاحظ أن مثل هذا السلوك يتكرر بشكل منتظم للغاية فمن الأفضل أن تناقشه مع طبيب الأطفال.