معظم الرضع الذين يستمرون في عادة مص الإبهام بعد العام الأول يمارسون أيضا عادة اللعب باليدين والأصابع، فنجد طفلا صغيرا يمسك بقطعة من البطانية أو بحفاضة أو بقطعة من الحرير أو بلعبة من الفرو ويفركها بيديه أو يشدها بأصابعه، وهناك طفل آخر يشد شحمة أذنه أو يلف خصلة من شعره حول أصابعه، وهناك طفل آخر يمسك بقطعة من الملابس ويقربها من وجهه، وربما يبدأ في مداعبة أنفه أو إحدى شفتيه بإصبع من أصابعه، وهذه الحركات جديرة بتذكيرنا أن الأطفال الرضع الأصغر سنا يتحسسون -في رفق- ملابس أمهاتهم أو بشرتهم أثناء الرضاعة من الثدي أو من زجاجات الإرضاع، فعندما يضغط الأطفال على وجوههم بشيء ما فهم يحاولون استدعاء ما كانوا يشعرون به أثناء الرضاعة من الثدي.
ينخرط الطفل -في بعض الأحيان- في عادة اللعب في شعره بأصابعه وجذب خصلات منه، وتكون النتيجة هي ظهور أماكن خالية من الشعر بفروة الرأس يكون شكلها غير مستحسن؛ مما يثير قلق الأبوين. يعد هذا السلوك مجرد عادة، ولا يعد مؤشرا على وجود خلل شعوري أو بدني لدى الطفل، وأفضل علاج لتلك الحالة هو قص الشعر حتى لا يجد الطفل ما يمسك به، وعندما يستعيد الشعر طوله مرة أخرى ستكون هذه العادة قد اختفت.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا فغالبا ما تكون عادة الطفل لجذب الشعر بشكل قهري مؤشرا على أن الطفل يعاني من القلق أو التوتر النفسي؛ ولذا من المنطقي أن يستشير الأبوان طبيبا نفسيا أو أي أخصائي آخر. وقد يتطلب الأمر عمل بعض الفحوصات الطبية لاستبعاد وجود أي أسباب أخرى لسقوط الشعر.