ماذا يعني قضم الأظافر Onychophagia (Nail Biting)؟
في بعض الأحيان يكون قضم الأظافر مؤشرا على التوتر، وفي أحيان أخرى لا يعبر عن شيء محدد سوى أنه مجرد عادة. يشيع قضم الأظافر أكثر بين الأطفال الذين تسهل استثارتهم؛ لأنهم يميلون بطبعهم إلى القلق الزائد، وعادة ما تنتقل هذه العادة بين أفراد العائلة الواحدة. في الأغلب يقوم الأطفال بقضم أظافرهم عندما يشعرون بالقلق، فقد يفعلون ذلك –مثلا- وهم ينتظرون استدعاء في المدرسة، أو خلال مشاهدتهم مشهدا مرعبا في أحد الأفلام.
ثمة قاعدة عامة مفيدة بخصوص هذا الأمر هي أن تحاول أن تكتشف بعض الضغوط التي يتعرض لها طفلك وتخفف منها، هل يتعرض الطفل للإلحاح أو التقويم أو التحذير أو التوبيخ بصورة زائدة على الحد؟ هل يضع نفسه تحت ضغط زائد على الحد؟ هل ما تتوقعه منه بشأن الأعمال المدرسية والأنشطة الإضافية أكبر مما يستطيع أن يحققه؟ هل علاقته بأقرانه تسير على ما يرام؟ اسأل مدرسيه عن ملاحظاتهم عنه أثناء وجوده في حجرة الدراسة وحجرة الطعام. إذا كان مقدار العنف الذي يتعرض إليه من خلال مشاهدة التليفزيون أو الأفلام السينمائية أو الاستماع إلى الراديو يسبب له قدرا كبيرا من التوتر والهياج، فمن الأفضل ألا تكون مثل هذه المواد الإعلامية العنيفة متاحة أمامه (في الواقع هذا هو القرار السليم الذي يجب أن نتخذه مع كل الأطفال).
الخطوات الوقائية
غالبا ما يكون هناك دافع لدى الأطفال في عمر الدراسة للتوقف عن قضم أظافرهم؛ إما لأنهم يستشعرون الاستهجان من أقرانهم، أو لأنهم يريدون أن تكون أظافرهم حسنة المنظر. بإمكانك أن تستغل هذا الشعور الإيجابي بالرغبة في التوقف عن تلك العادة وتقدم لطفلك اقتراحات تساعده على ذلك، ولكن أفضل شيء أن تترك زمام الأمور في يد الطفل؛ فهو صاحب المشكلة، ويجب أن يكون هو أيضا من يحلها.
توبيخ الأطفال الذين يقومون بقضم أظافرهم أو معاقبتهم لن تسهم في إيقافهم عن ممارسة تلك العادة لأكثر من نصف دقيقة؛ لأنهم نادرا ما يدركون أنهم يقومون بذلك، وعلى المدى الطويل من الممكن أن تؤدي هذه الطريقة إلى زيادة كم التوتر الذي يشعرون به وتشجعهم على أن يفكروا بالمشكلة على أنها مشكلة أبويهم وليست مشكلتهم هم. قد يفيد وضع دواء مر على الأظافر إذا كان الطفل هو الذي طلب وضعه ليذكِّر نفسه أنه يرغب في التوقف عن قضم أظافره، أما إذا قام الأبوان بذلك رغما عن إرادته فمن المؤكد أنه سيعتقد أنهما قاما بذلك كنوع من العقاب؛ وهذا سيزيد من أسباب شعوره بالتوتر، ومن الممكن أن يطيل من عمر هذه العادة.
يجب أن نرى المشكلة من منظور أوسع
إذا كان طفلك ينعم بقدر معقول من السعادة والهدوء فليس هناك داعٍ للقلق الزائد بشأن عادة قضم الأظافر، أما إذا كانت تلك العادة واحدة من مجموعة من السلوكيات الأخرى المثيرة للقلق فمن الأفضل أن تستشير أخصائيا بشأن ذلك. فما يجب أن نهتم به بالغ الاهتمام هو الشيء الذي يتسبب للطفل في شعوره بالقلق وليس قضم أظافره.