يوجد 80 في المائة من الجهاز المناعي في القناة الهضمية، مما يعني أنك إذا لم تتمتع بقناة هضمية صحية، يستحيل أن تنعم بجهاز مناعي سليم. لهذا السبب، تشكل صحة القناة الهضمية جزءًا حيويًا مما أريد إماطة اللثام عنه. فإذا وجدت أين تعرضت القناة الهضمية للإصابة، يمكنني في العادة رؤية ما جعلها ذاتية المناعة.
القناة الهضمية: الطريق إلى صحتك
يسألني الناس دائمًا: “لِمَ كل هذا الاهتمام بالقناة الهضمية؟”. وأجيبهم ببساطة: القناة الهضمية هي بوابتكم إلى الصحة.
القناة الهضمية هي نظام معقد يضم كل جزء في جسدك يشارك في عملية الهضم:
– الفم
– المريء
– المعدة
– الأمعاء الدقيقة
– الأمعاء الغليظة (القولون)
– فتحة الشرج
– المرارة
– الكبد
– البنكرياس
– الجهاز العصبي
– الجهاز المناعي
– تريليونات من البكتيريا التي تعيش داخل أمعائك، وغيرها من الأماكن في جميع أنحاء جسمك.
إذا اضطرب أي من تلك الأجزاء من جهازك الهضمي، فسوف تعاني قناتك الهضمية بأكملها، وبالتبعية ستظهر الأعراض.
إذا كنت تعاني إحدى حالات المناعة الذاتية، أو كنت على طيف المناعة الذاتية، فإن قناتك الهضمية المسكينة تقع تحت وطأة نظام غذائي سيئ (بما في ذلك الأطعمة التي يفترض أن تكون صحية على ما يبدو)، والأدوية، والسموم، والعدوى، والكثير من التوتر. لقد مررنا جميعًا بذلك، إلا أن الوقت قد حان لإحداث التغيير.
الخبر السار هو أنك عندما تعالج قناتك الهضمية، وهو الأمر الذي يمكنك البدء به خلال ثلاثين يومًا، ستكون على الطريق الصحيح لعكس مسار المناعة الذاتية، وكبح جماحها، ناهيك عن معالجة الكثير من الأعراض الأخرى التي ربما لم تربطها أبدًا بصحة قناتك الهضمية. تتسم كثير من القضايا التي يتعين عليّ توضيحها بالتعقيد، إلا أن تلك القضية بسيطة للغاية: عالج قناتك الهضمية، تعالج نفسك. في الحقيقة، ستختفي معظم مشكلاتك الصحية ببساطة، بل وربما تختفي إلى الأبد.
علامات صحة القناة الهضمية
– تشعر بأنك في حالة جيدة بعد تناول الطعام.
– تتحرك أمعاؤك (تتغوط) بمعدل مرة إلى ثلاث مرات يوميًا؛ بغائط متماسك، ومتسق البنية.
– لا تعاني من الغازات، أو الانتفاخات، أو التشنجات، أو الألم بعد تناول الطعام.
– لا تلاحظ وجود أي طعام غير مهضوم في البراز.
– لا تحتاج إلى أي أدوية للهضم.
– لا تعاني من أعراض الارتجاع المعدي المريئي، أو ارتجاع الحمض.
علامات اعتلال القناة الهضمية
حب الشباب
اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة/اضطراب نقص الانتباه
القلق
التهاب المفاصل
الربو
أمراض المناعة الذاتية
التجشؤ
الانتفاخ
عدم توازن سكر الدم
السرطان
السعال المزمن
متلازمة الإرهاق المزمن
الاحتقان
الإمساك (أقل من حركة أمعاء واحدة في اليوم)
الاكتئاب
الإسهال، براز لين
صعوبة التركيز
الدوار
الإرهاق
الألم الليفي العضلي
المرض المتكرر
الصداع
حرقة المعدة
اختلال التوازن الهرموني
العقم
الأرق
تشنجات الأمعاء
عدم انتظام الدورة الشهرية
ألم المفاصل
انخفاض عدد كريات الدم البيضاء
تقلبات المزاج
الغثيان، أو القيء
انبعاث الغازات
الأرجية الفصلية
الطفح الجلدي، والإكزيما، والشرى، والوردية
ألم المعدة
انسداد الأنف
عدم توازن الغدة الدرقية
زيادة الوزن، وعدم القدرة على فقدان الوزن
آلية عمل الهضم
1- تثير رؤية الطعام، وشم رائحته الغدد اللعابية لديك.
2- تنتج غددك اللعابية اللعاب.
3- تكسر الإنزيمات الموجودة في اللعاب الكربوهيدرات البسيطة (الموجودة في النشويات).
4- تمضغ طعامك، وتحوله إلى أجزاء أصغر.
5- تبتلع طعامك الذي ينتقل أسفل المريء، ثم إلى داخل معدتك.
6- تكسر المواد الكيميائية المتنوعة طعامك إلى أجزاء أصغر وأصغر، خاصةً حمض الهيدروكلوريك.
7- يدخل الطعام أمعاءك الدقيقة، حيث يتم هضم معظم طعامك.
8- تفرز الأمعاء الدقيقة كذلك الهرمونات التي تعطي إشارة للبنكرياس، والكبد، والمرارة لبدء دورها في عملية الهضم.
9- ينتقل الماء، والألياف غير القابلة للذوبان إلى الأمعاء الغليظة للامتصاص النهائي.
10- يتم التخلص من أي مخلفات باقية من خلال فتحة الشرج.
قناة هضمية صحية، أم قناة هضمية تعاني الارتشاح؟
أحد المفاتيح الرئيسية للحصول على قناة هضمية صحية يكمن في الأمعاء الدقيقة، حيث تتم معظم عملية الهضم. تعتبر الأمعاء الدقيقة عضوًا مذهلًا حقًا. فهي “دقيقة” اسمًا فحسب: فعلى الرغم من أنها تقبع مرتاحة داخل البطن، فإن طولها يتجاوز عشرين قدمًا، وتعادل مساحتها السطحية مساحة ملعب للتنس.
توجد داخل الأمعاء الدقيقة نتوءات صغيرة تعرف باسم “الخملات”. عندما تتدفق المواد الغذائية عبر الأمعاء الدقيقة، فإنها تعلق بتلك النتوءات، والتي تبدو مثل الأصابع المشعرة. وتعرف الشعيرات الصغيرة الموجودة على الخملات باسم “الخميلات”، ويطلق على هذا الجزء بأكمله من أمعائك الدقيقة اسم “الحافة الفرشاتية” لأنه يبدو كفرشاة شعر عملاقة.
تجرف أهداب الفرشاة -الخملات، والخميلات- المواد الغذائية في وسط تدفق الطعام المهضوم حديثًا. وبعد ذلك، يتم توجيه المواد الغذائية نحو “الموصلات المحكمة”، وهي قنوات خاصة تضم خلايا الجدار الطلائي معًا بإحكام (تعرف تلك الخلايا بالخلايا المعوية). تمر المواد الغذائية عبر الموصلات المحكمة، وتدخل مجرى الدم الذي يحمل هذا الغذاء إلى كل جزء من أجزاء الجسم.
عندما تسير عملية الهضم بشكل جيد، تمنع الموصلات المحكمة جميع جزيئات الطعام، عدا أصغرها، من المرور عبر جدار الأمعاء. ولكن عندما تتعرض صحة أمعائك للخطر، يتطور الوضع لتصل إلى الحالة المعروفة باسم “ارتشاح الأمعاء”.
يعوق ارتشاح الأمعاء قدرة الأمعاء الدقيقة على امتصاص المواد الغذائية. يرجع السبب جزئيًا في كون الأمعاء الدقيقة مدهشة إلى هذا الحد إلى أن لها مساحة سطح هائلة مع كل تلك الثنايا والخملات. وكلما ازدادت مساحة السطح، ازدادت قدرتها على امتصاص المواد الغذائية. فلتفكر فقط في مقدار الماء الذي يمكن أن تمتصه منشفة حمام كبيرة مقابل منديل مربع صغير.
مع ذلك، إذا تضررت الخملات والخميلات الخاصة بك، يقلل ذلك من مساحة سطح أمعائك الدقيقة، ومن ثم تتراجع قدرتك على امتصاص المواد الغذائية بشدة. على الرغم من أن الطب التقليدي لا يقر تلك الظاهرة إلا في حالة الإصابة بالداء البطني، فإن خبرتي السريرية تدفعني إلى الاعتقاد بأن ثمة طيفًا لهذا النوع من التلف، والذي يتضمن كثيرًا ممن يعانون ارتشاح الأمعاء، ويحول دول حصولهم على الفائدة الغذائية الكاملة من طعامهم.
إن ارتشاح الأمعاء لا يحد من إمكانية امتصاص المواد الغذائية فحسب، بل يتسبب أيضًا في ارتشاح جدران الأمعاء، كما يجعل الموصلات المحكمة تأخذ في التمزق. ومن ثم، يمكن أن تنزلق جميع أنواع العناصر الممنوعة من أمعائك لتدخل مجرى الدم بما في ذلك السموم، والجراثيم الضارة، والطعام المهضوم جزئيًا. كما تميل الأبحاث الحديثة إلى الاعتقاد بأن ارتشاح الأمعاء هو أحد العوارض السابقة للإصابة بالسرطان.
كيف تعلم إذا ما كنت تعاني ارتشاح الأمعاء؟
في واقع الأمر، سواء كنت تعاني أحد أمراض المناعة الذاتية أو لا، فإن كل شخص تقريبًا يتبع أحد الأنظمة الغذائية القياسية الأمريكية، و/أو يعيش بأسلوب حياتنا ذي الضغط المرتفع في العادة يعاني من ارتشاح الأمعاء بدرجة معينة. قد تعطيك بعض الأعراض تلميحًا إلى صحة أمعائك. إذا كنت تعاني أيًا من الأعراض التالية -خاصة إذا كانت تلك الأعراض شديدة، ومتكررة- فمن المؤكد تقريبًا أنك تعاني ارتشاح الأمعاء.
– العظام: قلة العظم، وهشاشة العظام
– الدماغ: القلق، والاكتئاب، وغشاوة الدماغ
– الجهاز الهضمي: الانتفاخ، والإمساك، والإسهال، وفقدان الوزن، وسوء امتصاص الدهون.
– الهرمونات: عدم انتظام الدورة الشهرية، وآلام الدورة الشهرية، وأعراض ما قبل انقطاع الطمث، وانقطاع الطمث
– الجهاز المناعي: نزلات برد متكررة، وإنفلونزا، وعدوى؛ وآلام في المفاصل؛ وآلام في العضلات؛ واضطرابات في المناعة الذاتية
– العدوى – القناة الهضمية: الطفيليات، وفرط نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة، أو فرط نمو الخميرة (المُبيَضَّة)
– الأيض: الوزن الزائد، والسمنة المفرطة، ومرض السكري
– المواد الغذائية: نقص الحديد / فقر الدم (الأنيميا)، ونقص الحمض الدهني أوميجا 3، ونقص الفيتامينات.
– الجلد: حب الشباب، والإكزيما، والوردية.
أولًا، تبدأ السموم والجراثيم الضارة -العناصر التي كانت لتبقى في المعتاد داخل أمعائك ثم يتم التخلص منها أثناء عملية الإخراج- في الدخول إلى مجرى الدم لديك، وهذا قطعًا ليس المكان المناسب لها. على حين غرة، ودون سابق إنذار، يجد مسئولو القيادة المركزية مزيدًا من الغزاة الأشد سمية ليتعاملوا معهم. فيأخذون بإطلاق المواد الكيميائية الالتهابية، وتبدأ أنت في المعاناة من الآثار الجانبية. فتصاب بحب الشباب، أو نزلات البرد المتكررة، أو الغازات، أو الصداع، ويبدأ جهازك المناعي الشعور بالتوتر.
لكن يتفاقم الوضع، لأنه إلى جانب تلك السموم والميكروبات السيئة، ترشح أمعاؤك كذلك أجزاءً من الطعام غير المهضوم في هيئات لا يستطيع جسدك التعرف عليها ببساطة. فبدلًا من الأحماض الأمينية والجلوكوز التي تدرِّب جهازك المناعي على توقعها، تشق أجزاء أكبر، وأشد غرابة بكثير إلى مجرى دمك.
عندئذ، يصاب جهازك المناعي بالجنون حقًا. ويبدأ بإنتاج أجسام مضادة لهؤلاء الغزاة الجدد؛ الجلوتين، وبروتينات الألبان، وبروتينات البيض، وغير ذلك من الأطعمة التي قد يكون تناولها مفيدًا لصحتك في ظل حالة أخرى. في كل مرة تأكل بعضًا من هذا الطعام، تنبه الأجسام المضادة جهازك المناعي، ويطلق مسئولو القيادة المركزية وابلًا من المواد الكيميائية الالتهابية. ثم تصاب بالالتهاب المزمن، مع كل آثاره الجانبية المتعددة، ويكون جهازك المناعي الآن تحت ضغط هائل. وتكون ضمنت موقعك بثبات الآن على طيف المناعة الذاتية. وفي حال بقيت هناك لفترة طويلة، ربما تصاب بمرض مناعة ذاتية كامل.
يضعك ارتشاح الأمعاء بثبات على طيف المناعة الذاتية. لذلك إذا كنت تريد عكس حالة المناعة الذاتية، ومنعها، فعالج ارتشاح الأمعاء.
ما الذي يسبب ارتشاح الأمعاء؟
1. الأطعمة الصعبة، والحساسيات الغذائية:
– المشروبات الكحولية
– منتجات الألبان
– البيض
– الجلوتين
– الأطعمة المعدلة وراثيًا
– الحبوب وأشباه الحبوب
– البقوليات
– الباذنجانيات
– السكر
2. العلاج الكيميائي
3. عدوى واضطرابات القناة الهضمية:
– الطفيليات
– فرط نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة
– فرط نمو الخميرة
4. الأدوية:
– الأدوية المثبطة لإنتاج الأحماض
– المضادات الحيوية
– حبوب تنظيم الحمل
– مضادات الالتهابات اللاستيرويدية (الإسبرين، والإيبوبروفين، ومضادات الالتهابات اللاستيرويدية بوصف الطبيب [الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهابات])
– بريدنيزون
5. السموم الفطرية (العفن السام)
6. الأشعة
7. التوتر:
– الإجهاد البدني (المرض وقلة النوم)
– الإجهاد العاطفي (الأسرة والضغوط الشخصية وضغوط العمل)
8. العمليات الجراحية
أهمية حمض المعدة: أحد أفضل أصدقاء أمعائك
– يكسر البروتينات (المستمدة من اللحوم، والدجاج، والأسماك، وغيرها من الأطعمة الأخرى) إلى أحماض أمينية، والتي يمكن أن تمتصها الأمعاء الدقيقة لاحقًا؛
– يوفر الأحماض الأمينية لدعم جميع وظائف جسمك تقريبًا، بما في ذلك بناء العضلات والعظام، والحفاظ على انتظام حالاتك المزاجية، ويمنحك الطاقة، كما يدعم جهازك المناعي؛
– يحميك من أي بكتيريا ضارة، أو خميرة، أو طفيليات قد تعلق بأي طعام تستهلكه؛
– يدعم سلامة عمليات الهضم والامتصاص، حتى تحصل على الاستفادة الكاملة من العناصر الغذائية التي تتناولها.
عند هذه النقطة، ربما تتساءل عما إذا كنت تعاني فرط نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة، أو فرط نمو الخميرة، أو الطفيليات، وإذا كان الأمر كذلك، ما الذي يجدر بك فعله بشأنها.
عندما يكون الدواء أسوأ من الداء
تدمر المضادات الحيوية البكتيريا النافعة ← التهاب مزمن ← ارتشاح الأمعاء ومشاكل في المناعة ← فرط نمو الخميرة، و/أو فرط نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة، و/أو مزيد من حب الشباب
تدمر مثبطات إنتاج الحمض حمض المعدة، والإنزيمات الهضمية ← مشكلات في القناة الهضمية، وفرط نمو الخميرة، فضلًا عن اضطرابات المناعة ← عدم القدرة على امتصاص الأحماض الأمينية ← الإرهاق، والاكتئاب، و/أو غشاوة الدماغ
أربع خطوات لعلاج القناة الهضمية
لحسن الحظ توصل الطب الوظيفي إلى وضع بروتوكول فعَّال للغاية لعلاج قناتك الهضمية وحمايتها، وهو بروتوكول 4Rs. ويأتي هذا الاسم عن الخطوات الأربع الرئيسية التي تبدأ جميعها في اللغة الإنجليزية بحرف R وهي كالتالي: Remove أي تخلّص، و Restore أي استعد، و Reinoculate أي أعد الادخال، و Repair أي أصلح.
وعلى الرغم من أنني أقسِّم ذلك إلى أربع خطوات لمساعدتك على تصور العملية، فإنه في الواقع يتم تنفيذ تلك الخطوات الأربع في وقت واحد.
الخطوة الأولى: تخلَّص من السيئ
تنطوي الخطوة الأولى على التخلص من أي شيء يخل ببيئة جهازك الهضمي، أو يساهم في إصابتك بارتشاح الأمعاء. يجعلك بروتوكول طريقة مايرز تتخلص من الأطعمة المسببة للالتهابات بما في ذلك الجلوتين، والحبوب، والبقوليات، ومنتجات الألبان، والسكر، وخضراوات الباذنجانيات، والبيض، فضلًا عن الأغذية المعالجة، والإضافات، والمواد الحافظة. كما ستتخلص كذلك من المشروبات الكحولية، والكافيين، بالإضافة إلى أكبر قدر ممكن من الأدوية، لأنها من المحتمل أن تضغط على قناتك الهضمية، أو تهيجها. وأخيرًا، عليك التخلص من الالتهابات والعدوى المعوية مثل الخميرة، والطفيليات، وفرط نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة، والتي يمكنها جميعًا نشر الفوضى داخل قناتك الهضمية كذلك.
إن الغذاء الأول الذي يجب عليك التخلص منه، هو الجلوتين، وهو بروتين موجود في القمح، والشعير، والحبوب الأخرى. كما يظهر الجلوتين في المكرونة، والخبز، والفطائر، وكعك الوافلز، والمخبوزات. وفي رأيي، إنه يحتل المرتبة الأولى على صعيد الأخطار التي تهدد الصحة في الولايات المتحدة الأمريكية. فإذا قررت أن بإمكانك القيام بشيء واحد فحسب لتحسين صحتك، فسيكون استبعاد الجلوتين من نظامك الغذائي هو أفضل شيء يمكنك القيام به على الإطلاق.
الخطوة الثانية: استعد الجيد
بمجرد التخلص من الأشياء السيئة، يكون الوقت قد حان لاستعادة الجيدة. وفي هذه الخطوة، تستعيد المكونات الضرورية لسلامة عملية الهضم والامتصاص، التي ربما استنزفها النظام الغذائي، أو الأدوية، أو المرض، أو التقدم في العمر.
تعتبر إضافة الإنزيمات الهاضمة مرة أخرى على هيئة مكملات غذائية عنصرًا أساسيًا في هذه الخطوة. فدون تلك الإنزيمات، لا تهضم طعامك على نحو صحيح، مما يولد ضغطًا على جهازك الهضمي، ويجعلك تعاني سوء التغذية. إنني أخبر مرضاي دائمًا: “إن مقولة ‘أنت ما تأكله’ ليست دقيقة تمامًا. ففي الواقع، ينبغي أن تكون تلك المقولة: ‘أنت ما تهضمه وتمتصه'”.
إضافة الإنزيمات الهاضمة تستعيد أيضًا حمض المعدة، إذا لزم الأمر، حيث تتطلب سلامة الهضم وجود تلك الأحماض.
الخطوة الثالثة: أعد التلقيح بالبكتيريا النافعة
يحتاج جسمك لوجود توازن صحي من بكتيريا الأمعاء النافعة. وكثيرًا ما تستنفد المضادات الحيوية، والاستيرويدات، والعقاقير المثبطة لإنتاج الحمض، وسوء النظام الغذائي، والتوتر، وغيرها من العوامل الأخرى تلك البكتيريا النافعة.
ربما تكون قد سمعت تلك التزكية التي تفيد بأن تناول الأغذية المتخمرة -الزبادي، والكفير (أحد أنواع الحليب المتخمر)، والكيمتشي (مخلل الملفوف الكوري)، والملفوف المخلل، والخضراوات المتخمرة الأخرى- يعتبر وسيلة رائعة لدعم البكتيريا النافعة لديك. وهذا صحيح، فالأطعمة المتخمرة مليئة بالبكتيريا النافعة مما يجعل منها كائنات حية مفيدة (بروبايوتكس) طبيعية. كما تمتلئ أيضًا بالألياف والسكريات التي تغذي البكتيريا، مما يجعلها محفزات أولية “بروبايوتكس” طبيعية، وهي العناصر التي تغذي بكتيريا الأمعاء وتدعمها.
هذا صحيح، ولكن ثمة تحذير. إذا لم تكن وازنت بعد بين بكتيريا أمعائك -إذا كنت تعاني فرط نمو الخميرة، أو فرط نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة- يمكن أن تغذي الأطعمة المتخمرة البكتيريا الضارة أيضًا. وفي هذه الحالة، عوضًا عن دعم صحة أمعائك وسلامتها، يمكن في الواقع أن تزيد الأطعمة المتخمرة الوضع سوءًا.
بمجرد شفاء أمعائك، أوصيك بشدة بتناول الكثير من الأطعمة المتخمرة عدا منتجات الألبان: مخلل الملفوف غير المطبوخ، والكيمتشي، والخضراوات المتخمرة. مع ذلك، تأكد من شفاء أمعائك تمامًا، وإلا سيكون ضر ما تفعله أكبر من نفعه. يمكنك القول بأن أمعاءك قد تعافت عندما تتوقف عن تناول الأدوية، وتتحسن الأعراض التي تشعر بها بدرجة كبيرة.
الخطوة الرابعة: أصلح قناتك الهضمية
يعاني معظمنا من ارتشاح الأمعاء. نحن في حاجة إلى إصلاح بطانة جدار الأمعاء، وهو ما يمكننا فعله من خلال المكملات الغذائية. يوجد الجلوتامين على رأس قائمة مفضلاتي، وهو حمض أميني يساعد على تجديد بطانة الأمعاء. يساعد زيت السمك وأوميجا 3 على تقليل الالتهاب. بالإضافة إلى ذلك، يساعد جذر العرقسوس، ونبات الصبار (الألو فيرا) على تهدئة أمعائك، وتخفيف الالتهاب، مما يتيح لأمعائك التعافي بشكل أسرع.