في الألعاب والتسالي اليومية، يعتبر الأولاد ما قبل المدرسيين أعظم خبراء العالم في تحديد مدى إمكانية تمديد قواعد الأهل، ودرجة تنفيذ التهديدات، وضرورة اتباع التوجيهات بحذافيرها. إمنحي ولدك دوماً النتائج نفسها لبحثه عن كيفية سير عالم الراشدين.
أثبتي له أنك تعنين حقاً ما تقولينه، كي يشعر باطمئنان أكبر بما يستطيع توقعه من الراشدين الآخرين. واعلمي أن سيطرتك الدائمة تبدو مثل دكتاتورية غير عادلة بالنسبة إلى ولدك. لكن على رغم احتجاجاته، سوف يشعر بالارتياح عند تعيين الحدود والقواعد فيما هو ينتقل من عالم الصغار إلى عالم الكبار.
الحؤول دون المشكلة
إعرفي عدد التوجيهات التي يستطيع ولدك اتباعها دفعة واحدة
يستطيع ولدك ما قبل المدرسي أن يتذكر ومن ثم ينفذ عدداً محدوداً من التوجيهات دفعة واحدة. ولكي تعرفي درجة استيعاب ولدك لهذا الأمر، إمنحيه أولاً توجيهاً واحداً، ثم اثنين، ثم ثلاثة. وعند إعطائه ثلاثة توجيهات، قولي له مثلاً: “إرفع الكتاب من فضلك، ضعه على الطاولة، ثم تعال واجلس بقربي”. إذا نفذ هذه الأمور الثلاثة بالتسلسل المطلوب، تدركين أن ولدك يستطيع تذكر ثلاثة توجيهات. وفي حال العكس، حددي مقدرته وانتظري حتى ينمو قليلاً قبل منحه المزيد. تذكري دوماً عدد التوجيهات التي يستطيع ولدك اتباعها في مرحلة نمو معينة.
دعي ولدك ينفذ أكبر عدد من الأشياء لوحده من دون أن تطلبي منه التوقف
بما أن ولدك البالغ من العمر سنتين أو ثلاث أو أربع أو خمس سنوات يريد فقط اتباع توجيهاته والتحكم بالكامل في حياته، سوف يكافح لفرصة اتخاذ القرار. إمنحيه فرصة تطوير مهاراته في اتخاذ القرار وزيادة ثقته في نفسه. وكلما شعر أنه مسيطر على نفسه، تضاءل احتمال رفضه للتقيد بالتوجيهات الصادرة عن شخص آخر.
تجنبي القواعد غير الضرورية
حللي أهمية القاعدة قبل فرضها. فولدك ما قبل المدرسي يحتاج إلى أكبر قدر من الحرية لتطوير استقلاله. لذا، دعيه يفعل ذلك.
حل المشكلة
ما يجب فعله
أعطي توجيهات بسيطة وواضحة
كوني دقيقة قدر الامكان في ما تريدين من ولدك تنفيذه لتسهلي عليه اتباع التوجيهات. أعطيه اقتراحات، لكن لا تحاولي انتقاد ما فعله. قولي له مثلاً: “أرجوك لملم لعبك الآن وضعها في الصندوق” بدل القول “لمَ لا تتذكر إطلاقاً لملمة لعبك ووضعها في الصندوق من تلقاء نفسك؟”
إمدحي تتبعه للتوجيهات
كافئي ولدك عند اتباعه تعليماتك من خلال الكشف عن ردات فعل إيجابية لعمل أحسن إنجازه. علّميه ما عليه قوله حين يقدر ما فعله شخص آخر، أيضاً، بالقول “شكراً لأنك نفذت ما طلبته منك” كلما كان ذلك ملائماً، تماماً مثلما تقولين لصديق راشد.
استخدمي العد العكسي
حددي قاعدة مفادها أنه على ولدك المباشرة في مهمة معينة بالعد حتى الخمسة، مثلاً، لتسهلي عليه فكرة التوقف عما يستمتع بقيامه حالياً لتنفيذ ما تريدين منه القيام به. قولي له: “من فضلك، إرفع لعبك الآن. خمسة-أربعة-ثلاثة-اثنان-واحد”. واشكري ولدك لأنه باشر في فعل ذلك بسرعة، طبعاً إذا فعل ذلك.
إمدحي أي تقدم يقوم به من تلقاء نفسه، وليس فقط عند تتبعه توجيهاتك بالكامل
شجعي ولدك حين يبدأ باتخاذ الخطوات الصحيحة في اللعبة التي تريدين منه أداءها. قولي له مثلاً: “إن طريقتك عظيمة في النهوض والمباشرة في إبعاد تلك اللعب”.
استخدمي قاعدة الجدة لجعله يتبع التوجيهات
إن كان ولدك يستطيع اتباع توجيه معين، إجعلي تنفيذ المهمة يساوي مكافأة بالقول “إذا رتبت كل الكتب، يمكنك مشاهدة التلفزيون” أو “بعد أن تغسل يديك، سوف نتناول الغداء”.
دربيه على اتباع التوجيهات
إن كان ولدك لا يتبع التوجيهات، دربيه على ذلك من خلال الكشف له عن كيفية القيام بذلك، وتوجيهه يدوياً، ومدحه وتشجيعه. قولي له: “أنا آسفة لأنك لم تكن تتبع التوجيهات. علينا الآن التدرب على ذلك”. دربيه خمس مرات، ثم إمنحيه فرصة اتباع التوجيهات وحده. وإذا أصرّ على الرفض، قولي “علينا الآن تعليق الوقت” وأبعديه عن ذلك الوضع.
ما لا يجب فعله
لا تتراجعي إذا قاوم ولدك
قولي لنفسك: “أعرف أن ولدي لا يريد تنفيذ ما أقوله، لكني أكثر خبرة منه وأعرف ما هو الأفضل له. عليّ تعليمه بمنحه توجيهات واضحة، كي يتمكن في النهاية من تنفيذ الأشياء وحده”.
لا تعاقبي ولدك لعدم اتباعه التوجيهات
إن تعليم ولدك كيفية تنفيذ أمر ما بدل إظهار له مدى غضبك حين لا يفعل ذلك يحفظ الاحترام الذاتي لولدك بدل إيذائه، ويضع اهتماماً أقل على سلوكه السيء بدل سلوكه الجيد.