على رغم مثابرة الأهل في دفع أولادهم الذين لم يدخلوا المدرسة بعد إلى الأكل منذ مستهلّ الأبوة، هناك العديد من الأولاد ما دون السادسة المشغولين كثيراً في استكشاف عالمهم بحيث لا يخصصون الكثير من الوقت لمضغ الطعام. إن كانت محاولة إكراه ولدك على تناول الطعام تبدو أمراً طبيعياً، حاولي منحه المزيد من الاهتمام بالأكل (حتى حبة الفاصوليا الصغيرة) وليس بعدم الأكل.
ملاحظة: إنتبهي إلى السلوك النموذجي في عدم الأكل في حالة المرض. أطلبي مساعدة محترفة إذا شعرت أن ولدك مريض جسدياً ولا يستطيع الأكل.
الحؤول دون المشكلة
لا تفوّتي الوجبات بنفسك
إنّ حذف الوجبات بنفسك يكوِّن لدى ولدك فكرة أن عدم الأكل جيد له بما أنه جيد لك.
لا تشددي على الجسم الرفيع أو البطن الكبير
حتى الولد البالغ ثلاث سنوات قد يصبح مهتماً بوزنه بصورة لا عقلانية إذا أظهرت له مدى قلقك ببدانة جسمه.
إعرفي المقدار الملائم من الطعام لعمر ولدك ووزنه
إعرفي ما هي المستويات الطبيعية للأكل بالنسبة إلى ولدك، بحيث تكون توقعاتك واقعية.
حددي جدوال لمواعيد الأكل
إجعلي ولدك يعتاد على نظام لتناول الأكل في وقت معين، وسيخبره جسمه حينها بأنه حان موعد الأكل.
حل المشكلة
ما يجب فعله
شجعي عادة تناول طعام أقل في أغلب الأحيان
ليست معدة ولدك كبيرة بقدر معدتك، بحيث لا تستطيع الصمود أكثر من ثلاث أو أربع ساعات بين الوجبتين. دعي ولدك يأكل بقدر ما يشاء، لكن شرط إعطائه الأطعمة الصحيحة للتغذية الملائمة. قولي له: “حين تشعر بالجوع، أخبرني لأعطيك الحبوب مع زبدة الفاصوليا أو الجبن مع التفاح” مثلاً. لكن إحرصي على الوفاء بوعودك، استناداً إلى الأطعمة الموجودة في المنزل وتحديد موعد تناول الوجبة الأكبر.
دعي ولدك يختار الأطعمة
دعي ولدك يحدد (في بعض الأحيان) طعام الغداء أو الوجبات الخفيفة التي يريدها (تحت إشرافك طبعاً). فإذا شعر أن لديه بعض السلطة في اختيار ما يأكله، يصبح متحمساً أكثر للطعام. إمدحي خياراته الحكيمة (إمنحيه فقط خيارين كي لا يرتبك في عملية الاختيار) بتعليقات مثل “أنا مسرور حقاً لأنك اخترت البرتقال. إنها حقاً وجبة لذيذة”.
إحرصي على التنوع والتوازن
يجب أن يتعلم الأولاد نظام الغذاء السليم. إلعبي دور المعلم من خلال تقديم مجموعة من النكهات والمواد والألوان والعطور في الأطعمة المغذية. تذكري أن ذوق الولد ما قبل المدرسي يتغير بين ليلة وضحاها. لذا، توقعي أن يرفض ولدك تناول طعام كان مفضلاً لديه الأسبوع الماضي.
دعي الطبيعة تأخذ مجراها
إن الولد الطبيعي المتمتع بصحة جيدة يختار طبيعياً الغذاء المتوازن على مدى الأسبوع، والذي يقول عنه أطباء الأطفال إنه مغذي. تذكري جيداً ما تناوله ولدك من الاثنين حتى الأحد، وليس من الصباح إلى المساء قبل أن تدقي الناقوس بأن ولدك لا يتغذى جيداً.
فاجئي ولدك بلقمة
شجعي ولدك حين يتناول مقداراً صغيراً من أي شيء لتعلميه أن الأكل يلفت الانتباه تماماً مثل عدم الأكل. إمدحيه على عادات الأكل الجيدة بالقول مثلاً “إنك رائع حقاً حين تضع لقمة اللحم في فمك بنفسك” أو “أنا مسرورة لأنك أحببت الرقائق التي تناولتها اليوم”.
إجعلي وقت الوجبة وقتاً للأكل
بما أن الأولاد لا يتناولون الطعام في المواعيد نفسها التي تعتمدينها أنت، فإنهم يرغبون دائماً في اللعب خارجاً أو إتمام تشييد القصر البلاستيكي عندما يحين موعد تناول الأكل. قد يحتاجون إلى بعض التدريب للانتقال إلى توقيت ساعتك والجلوس معاً على الأقل. لكن لا تفعلي ذلك بإجبار ولدك على تناول الكثير من الطعام، وإنما بضبط ساعة توقيت لتحديد المدة التي يفترض بولدك مكوثها على الطاولة، سواء تناول الأكل أو لا. قولي له: “سوف تخبرنا الساعة متى ينتهي موعد العشاء. وتقضي القاعدة بمكوثك على الطاولة حتى ترن الساعة. أخبرني حين تنتهي من الأكل لكي أنزع صحنك”. دعي الأولاد الذين لم يبلغوا الثالثة يبقون على المائدة لوقت أقصر من الأولاد الذين هم في الثالثة أو الرابعة من العمر. وتذكري حين يشعر ولدك بالجوع أن يعرف نوع ساعة الجوع التي بلغها، والتي يمكنك الانتقال اليها إن أمكن.
ما لا يجب فعله
لا تقدمي دوماً مكافأة طعام للأكل
أتركي الطعام وفقاً لأهميته النسبية. فالهدف من الطعام هو توفير التغذية، وليس الدلالة على المدح. قولي: “بما أنك أكلت الفاصوليا الخضراء بطريقة جيدة، يمكنك الخروج في نزهة بعد العشاء”.
لا ترشيه أو تتوسلي اليه
حين يمتنع الولد عن تناول الطعام، لا ترشيه أو تتوسلي اليه لتناول صحنه. فهذا يجعل عدم الأكل لعبة للفت انتباهك ويمنح ولدك شعوراً بالتفوق عليك.
لا تغضبي حين يرفض ولدك الأكل
إن منح الولد الانتباه عند رفضه لتناول الطعام يجعل عدم الأكل مرضياً لولدك أكثر من الأكل نفسه.
لا تخبري الآخرين برفض ولدك للأكل
إجعلي الانتباه الذي تمنحيه لعادات ولدك في الأكل وفقاً لأهميته النسبية، بحيث لا يتحول الطعام إلى أرض معركة تتصارع عليها القوى.