من شأن الإجهاد أن يدفع بالقلب إلى تفويت نبضة. وتعرف هذه الحالة في الأوساط الطبية بعدم انتظام نبض القلب Arrhythmia (Irregular Heartbeat).
في حالات عدم انتظام نبض القلب الحميد، وهو نوع لا يهدّد الحياة، يصف الأطباء عقارا يهدئ القلب، كعقار الحصر بيتا أو عقار حصر قناة الكالسيوم. ومع أن هذه الأدوية قد تساعد على إيقاف عدم انتظام القلب الحميد، إلا أنها قد تخلف العجز والإمساك والتعب، من بين آثار جانبية محتملة عديدة.
إن استعمال المعالجة المغايرة بالأدوية لعلاج عدم انتظام القلب الحميد غالبا ما تكون مقاربة غير فعالة. كما يرى خبيرون في الطب البديل، أن ثمة طرقا أخرى لعلاج عدم انتظام نبض القلب الحميد، إلى جانب تلك العقاقير غير الآمنة.
دليل العناية الطبية
تحذير: لا تستعمل العلاجات البديلة المذكورة إلا كجزء من برنامج علاج يقوده ويشرف عليه طبيب مؤهل بالاشتراك مع طبيب بديل مؤهل، كلاهما خبير في العناية بحالتك. واستشر طبيبك التقليدي قبل تغيير العلاجات الطبية أو الأدوية التقليدية أو إيقافها، وأبق جميع أطبائك التقليديين و/أو البديلين مطلعين على جميع أنواع العلاج التي تتلقاها.
في حالات اعتلال الشريان التاجي (وهو داء خال من الأعراض غالبا)، من شأن عدم انتظام نبض القلب أو خفقان القلب أن يؤدي إلى وفاة المريض. فإن شعرت بأنك تعاني من أي نوع من عدم انتظام نبض القلب – تقطع النبض أو تسارع النبض أو خفقان القلب – سارع إلى رؤية الطبيب على الفور.
ولكن معظم حالات عدم انتظام نبض القلب يصفها الأطباء بأنها حميدة. وهي ليست أكثر خطرا من الحازوقة، بالرغم من كونها مزعجة جسديا ونفسيا.
ولكن كون المرض غير مؤذ لا يعني بأن المصابين به لا يرغبون بالشفاء منه بل على العكس. ويستعمل وسائل علاج طبيعية، كالمكملات الغذائية، عوضا عن الأدوية التي يرى بأنها تشتمل على كثير من الآثار الجانبية المكروهة. وينصح مرضى عدم انتظام نبض القلب بزيارة طبيب ذي توجه إلى العلاج الغذائي.
إن بعض ممارسي الطب البديل يستعملون فحصا طبيا فعالا لمرضى عدم انتظام نبض القلب الحميد يعرف بمؤشر الإجهاد اللعابي الكظري، إذ يساعد الفحص الطبيب على تحديد ما إذا كان المرض ناجما عن الهرمونات التي تنتجها الغدد الكظرية كاستجابة على التوتر. وفي حال تبين أن الإجهاد هو المسؤول عن الحالة، يمكن علاجها بتقنيات تخفيف الإجهاد.
دلّك ظهرك وانفض عنك الإجهاد
يعتقد بعض خبراء الطب البديل أن القلب ليس هو مصدر معظم حالات عدم انتظام نبض القلب اليومية أو الحميدة (تلك التي تسبب خفقانا في القلب غير خطير على حياة المريض)، بل ترجع إلى الغدد الكظرية.
فحين نشعر بالتوتر، تضخ هذه الغدد هرمونات من شأنها أن تهيج القلب وتنبهه بشكل مفرط، فنشعر بتسارع في النبض أو خفقان في القلب أو تقطع في النبض. غير أنك تستطيع تهدئة الغدد الكظرية والمساعدة على منع حالات عدم انتظام نبض القلب الحميد بالكيغونغ، وهو نوع من الطب الصيني يعلمك كيفية بعث الطاقة الشافية (التشي) إلى أي جزء من الجسد.
لكي توصل التشي إلى غددك الكظرية، اجمع قبضتيك خلف ظهرك وضع ظهر القبضة المسطح على الغدة الكظرية. وتقع الغدتان في جانبي الظهر، قرب كل كلية، فوق الخصر وتحت الأضلاع. دلكهما ببطء ولطف إلى الأعلى والأسفل، بحيث تشعر بالدفء في تلك المنطقة من جسدك. قم بذلك كل يوم لدقيقتين أو ثلاث.
الماغنيزيوم: معدن يهدئ القلب
يعتبر معدن الماغنيزيوم علاجا طبيعيا هاما لعدم انتظام نبض القلب، أكان حميدا أم مهدّدا حياة المريض.
إذ يتسبب انخفاض معدل الماغنيزيوم في الجسم إلى فوضى في الكهرباء التي تتحكم بالعضلات والأعصاب، مما يحتمل أن يؤدي إلى عدم انتظام نبض القلب. ولو استعاد الماغنيزيوم معدله الطبيعي، من شأنه أن يساعد على إعادة الاستقرار إلى الكهرباء وتهدئة القلب.
في حالات عدم انتظام القلب الحميد، يوصى بتناول 250 ملغ من الماغنيزيوم أربع مرات في اليوم أو 500 ملغ مرتين في اليوم مع الطعام. وينصح بالمثابرة على هذه الجرعة لمدة شهرين تقريبا، إلى أن يتكون احتياطا من المعدن، ثم اخفض الجرعة إلى ما بين 500 إلى 800 ملغ في اليوم. ومهما كان المستحضر الذي تبتاعه، تأكد من أن الملصق يحمل عبارة ماغنيزيوم عنصري.
ولا يؤخذ هذا العلاج إلا إن أثبت التشخيص إصابة المريض بعدم انتظام نبض القلب الحميد. ولو كنت تعاني من مشكلة أخرى في القلب أو الكلى، استشر طبيبك قبل استعماله.
اليوغا: مارس وضعية النوم
إن الإجهاد سبب رئيسي لمشكلة عدم انتظام نبض القلب، وتخفيف الإجهاد هو العلاج الأساسي.
وثمة وضعية يوغا تعرف باسم وضعية النوم، تعد من أسهل الطرق لتخفيف الإجهاد. في إحدى الدراسات العلمية، وجد الطلاب الذين مارسوا وضعية النوم قبل الامتحانات وبعدها أنهم لم يعانوا من القلق أو خفقان القلب أثناء الامتحانات.
لتأدية هذا التمرين، تمدد على ظهرك على السرير أو السجادة أو غيرها من المسطحات المريحة. مد ذراعيك على جنبيك ووجه راحتيك نحو الأعلى. تنفس بسهولة وبصورة طبيعية وركز انتباهك على نفسك. وفي حال شت ذهنك، أعده إلى تنفسك. مارس هذه الوضعية لمدة 5 دقائق في اليوم أو كلما أحسست بالإجهاد.
عشبة الزعرور HAWTHORN: ابحث عن النوع المناسب
تظهر بعض الدراسات العلمية أن عشبة الزعرور من شأنها أن تساعد على السيطرة على عدم انتظام نبض القلب الحميد. وقد استعملت الدراسات أزهار وأوراق نبتة الزعرور عوضا عن ثمارها، التي لم تخضع لدراسة معمقة. احرص بالتالي على أن يحتوي المستحضر الذي تستعمله على الأزهار والأوراق.
وينصح المرضى المصابين بعدم انتظام نبض القلب الحميد بتناول 80 إلى 300 ملغ من العشبة مرتين في اليوم. ولكن إن كنت تعاني من مشكلة في القلب والشرايين، لا تستعمل عشبة الهاوثورن لأكثر من بضعة أسابيع من دون مراقبة طبية.
التورين TAURINE: يهدئ الأعصاب
يساعد هذا الحمض الأميني على منع الأعصاب من فرط إثارة القلب، وهو شرط ضروري للسيطرة على عدم انتظام نبض القلب الحميد. ويوصى بتناول 500 إلى 1.000 ملغ مرتين في اليوم بين الوجبات.
كافا كافا kava-kava وزهرة الحب passion flower
يعتقد بأن الكافا كافا وزهرة الحب تساعدان كلتاهما على تهدئة الجهاز العصبي الودي، وهو جزء من الجهاز العصبي يحفز استجابة المواجهة أو الهرب.
بالنسبة إلى الكافا كافا، تناول كبسولة عيار 200 ملغ (تحتوي على 30 بالمئة من الكافالاكتون) أو 40 نقطة من الصباغ ثلاث مرات في اليوم. أما زهرة الحب، فتناول منها كبسولة من عيار 250 إلى 500 ملغ أو 40 نقطة من الصباغ ثلاث مرات في اليوم. تابع أحد العلاجين حتى اختفاء الأعراض.
الأنزيم المساعد Q10: لحالات تقطع النبض
يعرف أيضا باسم coQ10، وهو مركب موجود في كل خلية من خلايا الجسم، يساعدها على إنتاج الطاقة. ومن شأنه أيضا أن يثبت الجهاز الكهربائي للجسم ويساعد على منع الإصابة بعدم انتظام نبض القلب.
ويعتقد بأن coQ10 فعال خصوصا في منع الإصابة بنوع معين من عدم انتظام نبض القلب الحميد يعرف بـ PVCs، أو التقلصات البطينية المبكرة، التي تظهر عادة على شكل تقطع في نبض القلب. ولهذه التقلصات أسباب محتملة عديدة، بما في ذلك الإكثار من شرب القهوة أو الكحول ونقص معدن البوتاسيوم من الجسم.
ويعتبر نقص الأنزيم المساعد coQ10 سببا آخر. إن المكمل يعالج المشكلة بنسبة 20 إلى 25 بالمئة من المرضى. وينصح الأشخاص الذين يعانون من التقلصات البطينية المبكرة بتناول جرعة يومية من 120 إلى 240 ملغ من coQ10 أو استعمال هلام Q-Gel.
توصيات واعتبارات عن عدم انتظام نبضات القلب
● اضطراب نبضات القلب أو الخفقان أو عدم انتظام دقات القلب هو اسم عام يطلق على مجموعة متنوعة من الاضطرابات التي تتأرجح ما بين أنواع الاضطراب غير الضارة، وأنواع المخاطر التي تهدد الحياة. يعرف النوع الأكثر شيوعا من هذا الاضطراب باسم “دقة القلب المفقودة Escape Heart Beat” (التي هي عبارة عن نبضة غير كاملة في التجويفات السفلية من القلب) وكذلك توالي النبضات المنتظمة التي تزيد سرعتها عن السرعة المعتادة. يمكن أن يكون هذا الأمر مزعجا، ولكنه لا يكون خطيرة في أغلب الأحوال. يرتبط عدم انتظام ضربات القلب المقلق بأمراض القلب الخطيرة، وهو يتطلب علاج طبي.
● يمكنك أن تفعل الكثير لكي تقلل من نوبات تکرر اضطراب ضربات القلب، وما تسببه من ضيق. ابدأ بتجنب الكافيين. إنه أحد أكثر العوامل أهمية، وأحد أكبر مسببات اضطراب نبضات القلب. توقف عن تناول المنبهات (مثل النيكوتين، والكوكايين، والأمفيتامین، والإفيدرين، والفينيلبروبانولامين إلخ). وبالرغم من أنها ليست منبهات، فإن الكحوليات والمريجوانا يمكن أيضا أن تجعل الشخص أكثر عرضة لاضطراب نبضات القلب، ويجب تحاشيها كلية.
● يجب فضلاً عن ذلك أن تلتزم بممارسة التمرينات الرياضية. تصد لآثار القلق والضغوط بممارسة تقنيات الاسترخاء. يعتبر التدرب على التغذية الحيوية المرتدة من بين الوسائل الجيدة، لأنه يمكن أن يعمل على تهدئة الجهاز العصبي السمبثاوی. (يعتبر اضطراب نبضات القلب أحد التعبيرات التي تنم عن فرط نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي). يجب أن يعتاد كل شخص مصاب باضطراب في نبضات القلب على ممارسة تدريبات التنفس التي سبق وأشرت إليها مرتين يوميا على الأقل.
● تعمل مكملات الكالسيوم والماغنسيوم كمرخيات للعضلات والأعصاب، وقد تهدئ من اضطراب بعض الأجزاء في عضلة القلب التي تتسبب في عدم انتظام نبضات القلب. يمكنك أن تتناول 1000 إلى 2000 ملجم من الكالسيوم (سيتريت أو جلوكونات الكالسيوم) بالإضافة إلى جرعة مماثلة من الماغنسيوم عند وقت النوم. احرص على تناول هذه المكملات بشكل دائم. اسع أيضا لتناول إنزيم Q المساعد وإل – کرنیتین.
● إن استمرت نوبة عدم انتظام ضربات القلب لأكثر من بضع ساعات، أو تسببت في ضيق في التنفس، أو آلام في الصدر ؛ يجب أن تستشير الطبيب، أو تلجأ إلى قسم الطوارئ لإجراء رسم قلب كهربائي، وربما تكون بحاجة إلى تناول بعض الأدوية لوضع حد للحالة.