أنا حامل. أنا خائفة من الإصابة بعدوى الجهاز البولي
إن مثانتك الضعيفة، التي تستغرق شهورًا وينتهي بها الأمر بكونها منهكة بفعل رحمك المتضخم وما يحتويه من جنين رائع، هي أرض خصبة للزائرين الأقل ترحابًا: البكتيريا. تلك الجراثيم الصغيرة (التي تعيش بهدوء في جلدك وفي برازك) تجد سهولة أكثر من المعتاد في دخول جهازك البولي حين تكونين حاملًا، ويرجع الفضل إلى تدفق الهرمونات المرخية للعضلات. وبمجرد وجود البكتيريا هناك، تلهو وترتع بداخلك وتجعلك بائسة – وتتكاثر بسرعة في مناطق يسمح فيها الضغط الناتج من توسع رحمك (الضغط ذاته الذي يجعلك تتبولين مرات عديدة في الليل) للبول بالتجمع أو التدفق ببطء.
في الحقيقة، حالات عدوى المسالك البولية شائعة للغاية في الحمل بحيث تتوقع 5٪ من الحوامل على الأقل الإصابة بحالة عدوى واحدة على الأقل، ومن أصبن بهذه الحالة لديهن فرصة واحدة من كل ثلاث فرص للإصابة بها مرة أخرى. وعند بعض النساء، تكون العدوى “هادئة” (بدون أعراض) ويتم تشخيصها فقط بعد أخذ عينة بول روتينية. وعند نساء أخريات، يمكن أن تتراوح حدة الأعراض ما بين الخفيفة والمزعجة للغاية (الرغبة في التبول باستمرار، والإحساس بالألم أو الحرقان حين يمر البول – نقطة أو نقطتان منه أحيانًا، والضغط أو الألم الحاد في المنطقة البطنية السفلية). قد يكون البول غائمًا ورائحته كريهة.
تشخيص وعلاج عدوى المسالك البولية
إن تشخيص عدوى المسالك البولية أمر سهل بقدر غمس عصا اختبار في عينة بول في عيادة طبيبك الممارس – ستستجيب العصا إلى كرات الدم الحمراء أو البيضاء في العينة، ويمكن أن يشير كلاهما إلى وجود عدوى. سيتم إرسال العينة حينها إلى المعمل من أجل المزيد من التحاليل، كما أن علاج عدوى المسالك البولية بسيط أيضًا، وسيصف طبيبك الممارس أيضًا جرعات مقررة للمضادات الحيوية تستهدف خصيصًا نوع البكتيريا التي يجدها معمل التحاليل في بولك.
الوقاية من عدوى المسالك البولية
بالطبع، الوقاية هي الإستراتيجية المثلى دائمًا – وخاصة في أثناء الحمل. إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لمنع عدوى المسالك البولية – يمكنك أيضًا استخدامها بالاقتران مع علاجك الموصوف، للمساعدة على تسريع عملية شفائك من العدوى:
• تناولي الكثير من السوائل، خاصة المياه، التي قد تساعدك على تصريف أية بكتيريا. قد يكون عصير التوت البري الأحمر مفيدًا أيضًا؛ ربما لأن أحماض التانيك الموجود فيها تمنع البكتيريا من الالتصاق بجدران الجهاز البولي. تجنبي القهوة والشاي (حتى النوع منزوع الكافيين)، اللذين قد يزيدان من التهيج.
• في كل مرة تتبولين فيها، استغرقي الوقت لتفريغ مثانتك تمامًا؛ حيث سيساعد الميل للأمام نحو المرحاض على إنهاء هذا الأمر. ويساعد أيضًا على “التجنب المضاعف”: بعد التبول، انتظري لمدة خمس دقائق، ثم حاولي التبول مجددًا، ولا تحبسي رغبتك في التبول حين تأتيك؛ لأن حبسها باستمرار يزيد من قابلية التعرض للعدوى.
• لإعطاء منطقة عجانك المساحة الكافية، ارتدي الجوارب أو الملابس الداخلية ذات الزاوية المنفرجة القطنية، وتجنبي ارتداء السراويل الضيقة، ولا ترتدي جوارب أو كولون تحت السراويل أو ملابس النوم إن كان هذا متاحًا (ومريحًا).
• حافظي على النظافة التامة لمنطقتي المهبل والعجان وخلوهما من التهيجات. امسحي من الأمام إلى الخلف بعد استخدام المرحاض لمنع بكتيريا البراز من دخول مهبلك أو إحليلك. اغسليهما يوميًّا (الاستحمام بالدش أفضل من الاستحمام في حوض الاستحمام)، وتجنبي حمام الفقاقيع والمنتجات المعطرة: كالمساحيق وجيل الاستحمام والصابون والبخاخات والمنظفات والمناديل الورقية.
• اسألي طبيبك الممارس بشأن تناول معينات حيوية تساعدك على استعادة توازن البكتيريا المفيدة.
إن عدوى المسالك البولية في الجزء السفلي من المسالك ليست ممتعة، ويزداد خطرها المحتمل عند عدم تلقي العلاج المناسب لكليتيك. ويمكن لعدوى الكلى غير المعالَجة أن تكون خطيرة للغاية وقد تؤدي إلى المخاض المبكر وانخفاض وزن طفلك عند الولادة ومضاعفات أخرى. وهذه الأعراض أشبه بأعراض عدوى المسالك البولية لكن تصاحبها باستمرار الحمى (تكون درجة الحرارة فيها مرتفعة وتصل إلى 39 درجة مئوية تقريبًا)، والارتعاشات والدماء الممزوجة بالبول وآلام الظهر (منتصف الظهر في جانب واحد أو كلا الجانبين)، والغثيان والقيء. إن مررت بهذه الأعراض، فأخبري طبيبك الممارس على الفور لكي تتلقي العلاج المناسب على الفور.