التصنيفات
العيون

علاج أمراض العين الشائعة

إن معظم الأمراض الشائعة للعين مزعجة أكثر مما هي خطيرة. فقد تصبح عيناك محمرتين، أو موجبتين للحك، أو متهيجتين، أو دامعتين، أو جافتين أو متدليتين- وهذا ليس ممتعا طبعا. لكن مع توفير الرعاية الملائمة، يفترض أن يعود بصرك إلى طبيعته. قد تستلزم هذه المشاكل زيارة للطبيب واتباع العلاج الموصى به في المنزل. تم ذكر العديد من الأمراض الشائعة للعين في هذا الفصل، إضافة إلى إرشادات لكيفية معالجتها.

احمرار العين، تهيج العين

يمكن للإرهاق أو حسور العين أو قلة النوم أو استعمال الكحول أن يجعل الملتحمة في عينك حمراء اللون. والملتحمة هي الغشاء الشفاف والدقيق الذي يبطن الجهة الداخلية للجفنين ويغطي بياض العين (الصلبة). إذا كان الاحمرار يحدث عرضيا فقط ويختفي بسرعة، لا حاجة ربما للقلق بشأنه. لكن الاحمرار الدائم، ولاسيما عند ترافقه مع تهيج أو ألم، قد ينذر بمشكلة أكثر خطورة.

والتهاب الملتحمة هو التهاب الغشاء المخاطي لباطن الجفن، وهو السبب الأكثر شيوعا للاحمرار الدائم في العين. قد ينجم التهاب الملتحمة عن التهاب فيروسي أو التهاب جرثومي أو حساسية. تجدر الإشارة إلى أن التهاب الملتحمة الفيروسي والجرثومي شائعان بين الأولاد وهما كثيري العدوى. أما التهاب الملتحمة الناجم عن حساسية فيحدث عند التعرض لمادة مسببة للحساسية تهيج العين. وقد تشمل المواد المسببة للحساسية والمواد الشبيهة بها كل شيء يراوح من الغبار أو الفرو الحيواني إلى رذاذ العطور والمنظفات المنزلية والضباب الدخاني.

تتشارك كل أشكال التهاب الملتحمة العوارض نفسها. ويؤدي الالتهاب عموما إلى جعل الأوعية الدموية الصغيرة في الملتحمة أكثر بروزا، مما يمنح الصلبة البيضاء في عينك لونا أحمر أو ورديا – علما أن أحد أشكال هذا الالتهاب يعرف بالتهاب الملتحمة الساري (pinkeye). وتوجب عينك الحك في أغلب الأحيان. كما تشعر بوجود حبيبات رملية في عينك حين تطرف، كما لو أنها عالقة تحت الجفنين. وقد تستيقظ في الصباح وتجد جفنيك ملتصقين بسبب إفرازات مخاطية. وقد تعاني من ارتجاج الرؤية وتصبح شديد الحساسية للضوء.

قد يكون التهاب الملتحمة مشكلة مزعجة، لكنه غير مؤذ عموما للبصر ولا يستلزم مبدئيا علاجا مسهبا. إلا أن بعض أشكال التهاب الملتحمة معدية جدا، ولذلك يجب السعي وراء العلاج باكرا. فإذا لاحظت عوارض التهاب الملتحمة، عليك اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع الالتهاب من الانتشار. حدد موعدا مع الطبيب. فقد يفحص الورم والإفرازات في عينيك. وبعد معرفة متى بدأت العوارض وكيف، يستطيع طبيبك عموما تحديد نوع التهاب الملتحمة الذي تعاني منه.

التهاب الملتحمة الفيروسي أو الساري

إن الشكل الفيروسي من التهاب الملتحمة، المعروف بالالتهاب الساري، مألوف للعديد من الأهل لأنه شائع جدا بين الأولاد ويمكن أن ينتشر بسرعة في الصف المدرسي. قد يكون التهاب العين الساري كريها عند النظر إليه والمعاناة منه، لكنه غير مؤذ عموما للبصر.

ينتشر التهاب الملتحمة الساري عبر لمس الدموع الملوثة أو سوائل الأنف. وتظهر العوارض عادة بعد 7 إلى 10 أيام من العدوى. تصيب المشكلة عينا واحدة أولا، ثم العين الأخرى بعد أيام قليلة. ويسبب التهاب العين الساري إفرازا مائيا أو مخاطيا. وقد يحدث أثناء الزكام أو بعده، وقد يترافق مع تقرح الحنجرة وتورم الغدد اللمفاوية الصغيرة أمام أذنيك.

العلاج

لسوء الحظ، عليك الانتظار حتى يختفي التهاب الملتحمة الفيروسي من تلقاء نفسه- وهذا ما يستغرق عادة أسبوعا أو اثنين. ولا تجدي المضادات الحيوية نفعا مع هذا الالتهاب الفيروسي.
وكما هي الحال عند المعاناة من الزكام، عليك الحصول على الكثير من الراحة وشرب الكثير من السوائل. وإذا لم يختف الالتهاب، يتوجب عليك ربما استشارة طبيبك. يمكنك التخفيف من إزعاج التهاب الملتحمة من خلال وضع كمادة ساخنة أو باردة على العين المصابة. إنقع قطعة قماش نظيفة وخالية من النسالات في الماء، ثم اعصرها وابسطها فوق الجفنين المغلقين. وقد تجدي الدموع الاصطناعية نفعا أيضا. يمكنك مسح الإفرازات بمحرمة رطبة أو كرة قطنية نظيفة. إغسل يديك جيدا بعد ذلك.

الحؤول دون انتشار التهاب الملتحمة

يكون التهاب الملتحمة الناجم عن الفيروسات أو الجراثيم شديد العدوى. لذا، تعتبر النظافة الجيدة أساسية لضبط انتشار المرض. وبعد تشخيص المرض، تعتبر الخطوات التالية مفيدة:

●   أبق يديك بعيدا عن عينيك.
●   إغسل يديك على الدوام.
●   تخلص من المحارم المستخدمة على الفور.
●   بدل المنشفة وقماشة الغسل يوميا.
●   ارتد الثياب مرة واحدة فقط قبل غسلها.
●   بدل غطاء الوسادة كل ليلة. إغسل الشراشف والملاحف في المياه الساخنة.
●   تخلصي من مستحضرات تجميل العينين، ولاسيما الماسكارا، بعد بضعة أشهر. لا تتشاركي مستحضرات التجميل مع أي كان.
●   تخلص من العدسات اللاصقة المعدة للطرح. لا تتشارك العدسات اللاصقة وسوائل تنظيف العدسات وقطرات العيون مع أي كان.
●   لا تتشارك المناشف أو أقمشة الغسل، أو المناديل، أو الأكواب أو الأواني مع أي كان.
●   إبق في المنزل بعيدا عن العمل أو المدرسة أو النشاطات الجماعية الأخرى إلى حين توقف الإفراز من عينيك. فعدم ظهور أي إفراز يقلل من خطر عدواك للآخرين.

التهاب الملتحمة الجرثومي

تؤدي العينان المحمرتان والمتهيجتان نتيجة التهاب فيروسي إلى إفراز دبق أصفر إلى أخضر اللون قد يكون أكثر كثافة من الإفراز الناجم عن التهاب الملتحمة الفيروسي. فحين تستيقظ في الصباح، قد تكون عيناك مغلقتين نتيجة إفراز قاس. واللافت أن التهاب الملتحمة الجرثومي يظهر بسرعة، بعد أيام قليلة على العدوى. يبدأ الالتهاب عادة في عين واحدة وينتقل بسرعة إلى الأخرى.

هناك العديد من أنواع الجراثيم التي تسبب التهاب الملتحمة. ويمكن أن تأتي الجراثيم من مصادر عدة، مثل الشخص المصاب بالتهاب الملتحمة أو أي نوع آخر من الالتهاب. وقد تنتقل الجراثيم أيضا من شخص غير مصاب بالتهاب الملتحمة. تنتقل الجراثيم من شخص إلى آخر عبر سوائل الجسم الملتهبة أو عبر اتصال اليد بالعين. تجدر الإشارة إلى أن التهاب الملتحمة الجرثومي يرتبط غالبا بالزكام. وهو شائع في المدارس والأماكن الأخرى التي يحتشد فيها الأولاد.

العلاج

تتم معالجة التهاب الملتحمة الجرثومي بالمضادات الحيوية، في شكل قطرات للعيون أو مراهم عادة. ولمعالجة بعض أنواع الجراثيم، يتم وصف حبوب مضادة للالتهاب. يفترض أن تقضي مضادات الالتهاب على الالتهاب في غضون 7 أيام. ومن المهم تناول الدواء لعدد الأيام التي أمر بها الطبيب، حتى لو اختفت العوارض قبل نهاية العلاج. فهذا يحول دون تكرر الالتهاب.

أما الرعاية الذاتية للوقاية من التهاب الملتحمة الجرثومي فهي مماثلة لتلك المتبعة في التهاب الملتحمة الفيروسي.

التهاب الملتحمة الناجم عن الحساسية

ليس التهاب الملتحمة الناجم عن الحساسية التهابا حقيقيا. إنه في الواقع استجابة لمادة مسببة للحساسية- أي مادة قادرة على تهييج جسمك. وما يمكن أن يكون مسببا للحساسية لديك قد لا يؤثر أبدا في شخص آخر- إذ يتفاعل كل واحد بطريقة مختلفة مع المواد المسببة للحساسية. لكن المواد المسببة عموما للحساسية تشمل غبار الطلع، وشعر الحيوان أو جلده، والغبار، والمواد الكيميائية الموجودة في منتجات مثل قطرات العيون، وبعض الأدوية. يتفاعل جسمك مع المادة المسببة للحساسية من خلال إطلاق مواد كيميائية، مثل الهيستامين، تسبب عوارض الحساسية.

يمكن لالتهاب الملتحمة الناجم عن الحساسية، تماما مثل الشكلين الفيروسي والجرثومي، أن يجعل عينيك حمراوين ومتورمتين وموجبتين للحك. بالإضافة إلى ذلك، قد تدمع عيناك، ويجري المخاط من أنفك، وتعطس كثيرا. ويصيب هذا الالتهاب كلا العينين معا في أغلب الأحيان.

العلاج

في التهاب الملتحمة الناجم عن حساسية، قد يقضي العلاج على الالتهاب بسرعة أو تبقى العوارض، وذلك حسب المادة المسببة للحساسية. فالتهاب الملتحمة الناجم مثلا عن حمى القش قد يدوم موسما كاملا ويعود كل سنة. ويستطيع العلاج عندئذ تخفيف الانزعاج فقط.

أما الأدوية التي قد تساعد على تلطيف العوارض فتشمل:

●  قطرات العيون المزيلة للاحتقان تساعد على جعل العينين أكثر بياضا، لكن لا يجدر بك استعمال هذه القطرات لفترات طويلة من الوقت، خصوصا إذا كنت تعاني من المياه الزرقاء (الغلوكوما). لكن قطرة العيون غير السترودية المضادة للالتهاب مثل كيتورولاك تروميثامين (أكيولار) أو ديكلوفيناك الصوديوم (فولتارين) آمنة إذا كنت تعاني من المياه الزرقاء (الغلوكوما).

●  قطرات العيون الخاصة بالحساسية المحتوية على مضاد للهيستامين. تتوافر أشكال خفيفة من هذه القطرات من دون وصفة طبية، فيما تحتاج الأشكال الأقوى إلى وصفة طبية.

●  مضادات الهيستامين الشائعة في شكل أقراص تخفف أيضا من إزعاج التهاب الملتحمة الناجم عن الحساسية.

●  العقاقير غير السترودية المضادة للالتهاب، مثل الأسبيرين والإيبوبروفين (أدفيل، موترين، وما شابه) تستطيع التخفيف من الورم والانزعاج.

●  يمكن وصف قطرات العيون السترودية لالتهاب الملتحمة الوخيم الناجم عن الحساسية. لكن يجب استعمال قطرات العيون السترودية بحذر لأن الاستعمال الطويل الأمد قد يسبب المياه الزرقاء (الغلوكوما) أو إعتام عدسة العين (المياه البيضاء).

●  يمكن استعمال مثبتات الخلايا البدينة للحؤول دون الحساسية. فالخلايا البدينة، التي تنتج الهيستامين، مركزة خصوصا في الملتحمة. وتقمع هذه الأدوية إطلاق الهيستامين من خلال منع المواد المسببة للحساسية من الالتصاق بالخلايا البدينة.

ثمة طريقة أخرى للتعاطي مع التهاب الملتحمة الناجم عن الحساسية ألا وهي محاولة البقاء بمنأى عن المواد المسببة للحساسية التي تحفز العوارض. فإذا كنت حساسا مثلا لغبار الطلع، حاول البقاء داخل المنزل، وإغلاق الأبواب والنوافذ، واستعمال مكيف الهواء حين تكون مستويات غبار الطلع مرتفعة خارجا. وإذا كنت حساسا لجلد الحيوان أو شعره، عليك ربما تفادي الحيوانات الأليفة التي يتساقط وبرها. وإذا كانت مادة كيميائية في قطرة عيون معينة أو محلول للعدسات اللاصقة هي سبب الحساسية لديك، حاول تغيير الماركة.

للتخفيف من إزعاج التهاب الملتحمة الناجم عن الحساسية، ضع كمادة باردة أو ساخنة فوق عينيك مرات عدة في اليوم. يمكنك استعمال منشفة منقوعة بالمياه الباردة أو ملفوفة حول مكعب ثلج.

حساسيات أخرى

هناك بعض أشكال الحساسية التي تكون مصدر إزعاج في العين من دون جعل الملتحمة حمراء اللون بالضرورة. وقد ينجم هذا النوع من الحساسية عن مواد شائعة مسببة للحساسية، مثل غبار الطلع والغبار، أو عن مواد ليست في الحقيقة مسببة للحساسية، مثل دخان السجائر والعطور ودخان عوادم السيارات. وقد تسبب مستحضرات التجميل الحساسية أيضا في البشرة الحساسة قرب العين.

في هذا النوع من الحساسية، تتهيج عيناك وتوجبان الحك وتدمعان. وقد ينتفخ الجفنان وتظهر هالات داكنة تحت العينين. وقد يظهر جلد أحمر ومتقشر وموجب للحك خارج العين وعلى الجفن. ورغم أن هذه العوارض مزعجة فعلا، لن تعيق بصرك بشكل دائم. وقد تميل إلى فرك عينيك، لكن فعل ذلك يسبب المزيد من التهيج والحكاك.

العلاج

إن علاج الحساسية في العين مماثل تماما لعلاج التهاب الملتحمة الناجم عن الحساسية. ويمكن لقطرة أو حبة مضادة للهيستامين أن توفر راحة كافية للعديد من الأشخاص.

لمعالجة الحساسية في الجلد المحيط بعينيك، ضع كمادة باردة على المساحة المصابة أربع مرات أو أكثر كل يوم لتخفيف التورم. يمكنك أيضا تناول الأقراص المضادة للهيستامين. وفي الحالات الوخيمة، قد يصف الطبيب مرهما أو كريما ستروديا لاستعماله قرب العين.

ما هي تلك البقعة الحمراء في عيني؟

هل أصبت يوما بالهلع عند اكتشاف بقعة حمراء في عينك؟ هذه البقعة المخيفة المظهر هي في الواقع نزف تحت الملتحمة. ويحدث ذلك عند تمزق وعاء دموي في الملتحمة، فيرشح الدم إلى المساحة الرقيقة الموجودة بين الملتحمة وبياض العين (الصلبة). قد يتمزق الوعاء الدموي من دون سبب على الإطلاق أو حين تعطس أو تسعل أو تتقيأ. كما يمكن لكدمة على العين أن تسبب مثل هذا النزف.

إذا عانيت من الألم عند تمزق الوعاء الدموي، أو إذا عانيت من هذه المشكلة على نحو متكرر، إتصل بالطبيب. وإلا، لا يحتاج النزف تحت الملتحمة إلى المعالجة. بالفعل، تختفي البقعة الحمراء لوحدها بعد عدة أيام.

المشاكل المرتبطة بالجفن

يعتبر الجفنان واقيين مهمين جدا لعينيك. وثمة ردات فعل لاإرادية سريعة وقوية تجعل الجفنين يغلقان عند اقتراب شيء منهما أو وجود جسيمات مهيجة في الهواء. كما يزلق الجفنان عينيك ويزيلان الجسيمات الغريبة منهما. لكن الجفنين قد يكونان أحيانا موقعا للأمراض.

الشحاذ وأورام الجفن الأخرى

الشحاذ (أو دمل الجفن) هو كتلة حمراء على حافة جفنك قد تشبه البثرة أو الحبة. ينجم الشحاذ عن التهاب جرثومي قرب جذر أحد الأهداب، وهو يستمر لأيام عدة. يمتلئ بالقيح ويصبح مؤلما عند اللمس، لكنه غير مؤذ عموما للعين.

ثمة شكل آخر من الورم في الجفن وهو الورم الظفري. لكن على عكس الشحاذ، ينشأ هذا الورم في مساحة أعلى قليلا وضمن الجفن. وهو ليس التهابا وإنما ورما ناجما عن انسداد أحد الغدد الدهنية الصغيرة التي تساعد على تزليق العين. يكون الورم الظفري غير مؤلم نسبيا لكنه قبيح.

العلاج

يتمزق الشحاذ عادة بعد أسبوع تقريبا على ظهوره، مما يخفف من الألم. ويختفي الورم بعد أسبوع آخر تقريبا. باشر في استعمال كمادة فاترة ونظيفة ما إن تلاحظ ظهور الشحاذ. ضع الكمادة أربع مرات يوميا لمدة 10 دقائق حتى يفتح الشحاذ. لا تعصره في محاولة لإخراج القيح، بل دع الشحاذ ينفجر لوحده. وبعد فتح الشحاذ، إغسل جفنك جيدا لمنع الجراثيم من الانتشار.

إستشر طبيبك إذا أعاق الشحاذ بصرك أو لم يختف لوحده أو تكرر على الدوام. فالشحاذ العنيد جدا قد يحتاج إلى البضع والتصريف. وإذا كنت عرضة لتكرر الشحاذ، قد يصف لك الطبيب مضادا حيويا عبر الفم.

أما الورم الظفري فيختفي غالبا من دون علاج، رغم أن الأمر يستغرق عادة بين أسبوع وأسبوعين. لكن وضع كمادة ساخنة عليه أربع مرات يوميا لمدة 10 دقائق قد يجدي نفعا. يمكنك أيضا تدليك المساحة أربع مرات يوميا للقضاء على الورم. لكن إذا أصبح الورم الظفري كبيرا كفاية للتأثير في بصرك، قد يحقنه طبيبك بمحلول سترودي أو يبضعه ويصرف الورم.

وإذا عانيت من تكرار الورم الظفري، قد يرغب طبيبك في إجراء خزعة واستئصال عينة صغيرة من النسيج لمعرفة ما إذا كانت الكتلة ورما سرطانيا.

التهاب الجفن

التهاب الجفن هو التهابه بمحاذاة حافته. يفرز بعض الأشخاص زيتا فائضا في الغدد الموجودة قرب أهدابهم. ويشجع هذا الزيت على نمو الجراثيم التي قد تجعل الجفنين متهيجين وموجبين للحك. والواقع أن التهاب الجفن هو في الغالب مرض مزمن ينطوي على التهاب الجلد الزهامي، أي الإفراز غير الطبيعي للزهم (المادة الدهنية) في البشرة، ولاسيما حول فروة الرأس والوجه. كما أن المصابين بالعد الوردي أو قشرة الرأس أو جفاف العينين عرضة لالتهاب الجفن. ورغم أن هذه المشكلة مزعجة وغير جذابة، لا يسبب التهاب الجفن ضررا دائما للبصر.

يمكن أن تنطوي علامات وعوارض التهاب الجفن على إحساس حارق في العينين، وعينين حمراوين ودامعتين، وجفنين متورمين، وتقشر الجلد حول العينين. قد يبدو الجفنان دهنين ومليئين بالحراشف الملتصقة بالأهداب. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى التصاق الأهداب ببعضها خلال الليل. لكن لا تخف إذا توجب عليك بنفسك فتح عينيك في الصباح بسبب هذه الإفرازات الدبقة.

العلاج

يتجلى أساس معالجة التهاب الجفن المزمن في النظافة الجيدة. وهذا الإجراء لوحده قد يسمح لك بالسيطرة على العوارض والحؤول دون المضاعفات. إتبع هذه الإرشادات في الرعاية الذاتية مرة أو مرتين كل يوم:

1. ضع كمادة فاترة فوق عينيك المغلقتين لمدة 10 دقائق.

2. استعمل مباشرة بعد ذلك قطعة قماش مرطبة بالمياه الفاترة الممزوجة ببضعة قطرات من شامبو الأطفال للتخلص من كل الرواسب الزيتية والحراشف الموجودة عند قاعدة الأهداب.

3. أشطف الجفنين بالمياه الفاترة وربتهما برفق بمنشفة نظيفة وجافة لتجفيفهما.

استمر في هذا العلاج حتى تختفي العوارض. وإذا لم تتحسن مشكلتك، إتصل بالطبيب. فقد يصف لك مرهما مضادا للالتهاب، أو ربما قطرات عيون محتوية على مضادات حيوية وستروديات في الحالات الوخيمة.

جفن مرتعش

قد يتصرف جفنك بين الحين والآخر بطريقة مستقلة، فيرتعش بطريقة عشوائية. والواقع أن هذا الارتعاش اللاإرادي لعضلة الجفن يدوم أقل من دقيقة، لكنه قد يسبب لك الجنون ويجعلك تتساءل عن الخطب الحاصل في عينيك.

والارتعاش غير مؤذ عادة. يمكنك التخفيف ربما من ارتعاش الجفن من خلال تدليك الجفن المصاب برفق. ولا يعرف سبب ارتعاش الجفن، لكن الحالة ترتبط غالبا بالتعب والإجهاد. ونادرا ما يكون ارتعاش الجفن دليلا على مرض في العضلة أو العصب، لكن ارتعاش الجفن يكون مصحوبا عادة بعوارض أخرى.

انقلاب الجفن إلى الداخل: الشتر الداخلي لجفن العين Entropion

في الشتر الداخلي، ينقلب الجفن – السفلي عادة – إلى داخل العين مما يجعل جلد الجفن والأهداب يحتكان مع الملتحمة. وبالإضافة إلى تهييج العين، قد يسبب الشتر الداخلي دموعا مفرطة، وإفرازات، وتقشر الجفن والإحساس بوجود شيء عالق في العين. وفي الحالات الوخيمة، قد تحتك الأهداب المقلوبة إلى الداخل بالقرنية، مما يسبب التهابا أو ندبة في القرنية ويعيق البصر.

وفي أغلب الأحيان، يحدث الشتر الداخلي عند استرخاء أنسجة الجفن نتيجة التقدم في العمر. ولعل أولى علامات هذه المشكلة تتمثل في تهيج العينين في الصباح، لكن هذا التهيج يختفي عادة خلال النهار. لكن مع تفاقم المشكلة، قد يصبح التهيج أكثر تواترا، وحتى مستمرا. وقد تلاحظ انقلاب الأهداب إلى داخل العين، خصوصا أثناء الطرف قسريا.

العلاج

يمكن للدموع الاصطناعية أو مرهم التزليق أن يوفر راحة مؤقتة من الشتر الداخلي من خلال توفير رطوبة إضافية. ويستعمل بعض الأشخاص درعا بلاستيكيا للعين خلال الليل لحبس الرطوبة.

ولعل الوسيلة الأولية لمعالجة هذه المشكلة هي الجراحة لإعادة الجفن إلى موقعه. ينجز الطبيب ذلك من خلال تعديل عضلات الجفن أو أوتاره. إنه إجراء بسيط نسبيا ينجز عادة في العيادة الخارجية باستعمال تخدير موضعي. وبعد انتهاء الجراحة، يمكنك وضع لصاقة على العين طوال الليل واستعمال مرهم مضاد للجراثيم لمدة أسبوع تقريبا.

انقلاب الجفن إلى الخارج: الشتر الخارجي لجفن العين Ectropion

يصيب الشتر الخارجي، تماما مثل الشتر الداخلي، الجفن السفلي عادة. لكن في الشتر الخارجي، ينقلب الجفن إلى الخارج، وليس إلى الداخل، ويرتخي. هكذا، لا يستطيع الجفن الإغلاق كما يجب. ومن دون حماية الجفن، يصبح داخل الجفن وسطح العين جافين ومتهيجين وملتهبين. تتدفق الدموع العادية إلى الخارج بدل تزليق العين. ويمكن أن يؤدي فرك العين إلى تقشر الجفنين وظهور إفراز مخاطي.

ينجم الشتر الخارجي غالبا عن استرخاء العضلات والأوتار في الجفن نتيجة التقدم في العمر. وقد تنجم هذه المشكلة أيضا عن ندبة في الجفن نتيجة حروق، أو كدمة، أو أورام، أو اضطراب عصبي في الوجه أو جراحة سابقة في العين. والمؤسف أن الشتر الخارجي غير المعالج قد يؤدي إلى الالتهاب ويؤذي القرنية نتيجة الكشف والتزليق غير الملائم، ويعيق البصر في النهاية.

العلاج

إن علاج الشتر الخارجي شبيه تماما بعلاج الشتر الداخلي. بالإضافة إلى ذلك، يثبت بعض الأشخاص الجفن المتدلي في مكانه خلال الليل لمنعه من الانقلاب خارجا.

استرخاء الجلد في الجفن العلوي أو السفلي

مع التقدم في العمر، تبدأ بشرة الجفن بالتمدد والاسترخاء. يحتشد الدهن فوق العينين وتحتهما. يطلق على استرخاء الجلد في الجفن العلوي أو السفلي نتيجة التقدم في العمر اسم استرخاء الجلد. وفي الجفن العلوي، قد تؤدي هذه المشكلة إلى تدلي جلد الجفن فوق الأهداب وإعاقة بصرك. أما الجفن السفلي فقد يكون ما يعرف عموما بالجيوب تحت العينين. يصيب استرخاء الجلد كلا العينين عموما.

العلاج

تنجز عموما عملية جراحية اسمها تقويم الجفن للتخلص من فائض الجلد والعضلات والدهن في الجفن. إنه إجراء آمن عموما ويمكن إنجازه في العيادة الخارجية. يجب ألا يعيق تقويم الجفن بصرك، ويفترض أن يختفي كل ورم أو انتفاخ أو ألم تعاني منه بعد العملية خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع. وتتم معالجة الحالات الخفيفة من استرخاء الجلد بجراحة اللايزر في بعض الأحيان. في هذه العملية، يتم شد الجلد والعضلة بدل استئصالهما.

قد يجري لك الطبيب اختبارات عدة قبل الجراحة لتوثيق إعاقة بصرك نتيجة استرخاء الجفن.

استرخاء الجفن العلوي

ثمة حالة اسمها استرخاء الجفن العلوي وهي أقل شيوعا وأكثر تعقيدا من استرخاء جلد العين. تنجم هذه الحالة عن ضعف في العضلة التي ترفع الجفن العلوي وتبقيه في وضعية مفتوحة. وفيما يؤدي استرخاء جلد العين إلى ترهل جلد الجفن، يفضي استرخاء جلد الجفن إلى انسدال كامل الجفن. وقد يصيب استرخاء الجفن العلوي عينا واحدة أو الاثنتين معا وقد يعيق البصر جزئيا.

ينتقل استرخاء الجفن العلوي غالبا في العائلات. بالفعل، يولد بعض الأولاد وهم يعانون من استرخاء الجفن العلوي، في عين واحدة عادة. وعند الكبار، يمكن أن ينجم استرخاء الجفن العلوي عن التقدم في العمر أو إصابة ما. كما أن المشكلة التي تصيب استجابة الأعصاب والعضلات، مثل الوهن العضلي أو السكتة أو داء السكر أو ورم الدماغ، قد تسبب أيضا استرخاء الجفن العلوي. تجدر الإشارة إلى أن استرخاء الجفن المفاجئ يستلزم انتباها فوريا. فقد يكون دليلا على سكتة أو مشكلة أخرى خطيرة في جهازك العصبي.

العلاج

إذا تأثر بصرك نتيجة استرخاء الجفن، تبرز الحاجة ربما إلى فحص كامل للعين لتحديد السبب. فإذا كان الاسترخاء ناجما عن مشكلة في الأعصاب أو العضلات، يمكن لمعالجة هذه المشكلة أن يحسن استرخاء الجفن العلوي. وإذا كان الاسترخاء ناجما عن التقدم في العمر أو عن إصابة، قد يجري لك طبيب العيون عملية لتقوية العضلة. قد تنطوي هذه الجراحة على تقصير عضلة الجفن واستئصال بعض الجلد المترهل. إنها عملية معقدة يجب إنجازها على يد اختصاصي في هذا النوع من الجراحة.

المشاكل المرتبطة بالدموع

قد تنهمر دموعك عند مشاهدة فيلم حزين أو أثناء حفلة زفاف. لكن التعبير عن العواطف هو مجرد وظيفة واحدة من وظائف الدموع العديدة. فالدموع تحمي العينين وتزلقهما، وهي جزء أساسي من البصر المريح والصافي. تخفف الدموع من خطر التهاب العين، وتساعد العين على التخلص من الأوساخ مع كل طرفة جفن. وحين تتهيج عيناك نتيجة الغبار أو تنزعجان من الريح أو الدخان أو الغبار، تتكون دموع إضافية للمساعدة على التخلص من المادة الغريبة.

هناك العديد من الأسباب الأخرى للعيون الدامعة، ومنها الحساسية، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهابات العين ومشاكل الأنف. واللافت أن العيون الجافة تنتج غالبا دموعا مفرطة. وفي بعض الأحيان، تفضي مشاكل مجاري الدموع إلى عيون دامعة باستمرار.

مجرى الدمع المسدود

تقع الغدد المنتجة للدموع، المعروفة بالغدد الدمعية، تحت عظم الحاجب مباشرة فوق عينيك. وحين تطرف عيناك، يبسط جفناك العلويان الدموع فوق مساحة عينيك ويضخان فائض السائل في المجاري الممتدة إلى أنفك. لهذا السبب، يسيل المخاط غالبا من أنفك أثناء البكاء. وإذا أصبح مجرى الدمع مسدودا، يرتد السائل ويتناثر فوق الجفن مما يجعل الدموع تنهمر على وجنتك.

والواقع أن انسداد مجرى الدمع نادر جدا، لكنه قد يرتبط بالتقدم في العمر، أو التهاب المجرى الأنفي، أو إصابة في الأنف. وتتأثر عين واحدة عادة بهذه المشكلة. تجدر الإشارة إلى أن 5 في المئة تقريبا من الأطفال يولدون مع مجرى دموع مسدود. لكن هذا الانسداد الخلقي يختفي عادة لوحده خلال ستة أشهر.

قد يصبح مجرى الدمع المسدود ملتهبا نتيجة الجراثيم في الدموع الراكدة. تعرف هذه الحالة بالتهاب الكيس الدمعي، ويصبح النسيج بين الزاوية الداخلية للعين وقصبة الأنف منتفخا وملتهبا.

العلاج

إذا كانت عينك تدمع باستمرار على مدى عدة أيام، راجع طبيب العيون. وإذا تمثلت المشكلة في انسداد المجرى، قد يسبر الطبيب مجرى الدمع ويشطفه للمساعدة على تشخيص الحالة. إنه إجراء بسيط يتم في العيادة الخارجية. ويمكن لوضع كمادة فاترة على العين مرات عدة خلال اليوم أن يساعد على تخفيف الانزعاج. وقد يصف لك الطبيب أيضا مضادات حيوية.

لكن إذا كانت عوارضك وخيمة ولم تتحسن، قد يوصيك الطبيب بالجراحة لاستحداث مجرى جديد للدمع. في هذه العملية، قد يستخدم الطبيب أنبوبا رفيعا من السيليكون لإبقاء مجرى الدمع الجديد مفتوحا أثناء مرحلة الشفاء.

وفي بعض الحالات النادرة، يكون الانسداد غير قابل للإصلاح، وتبرز الحاجة إلى زرع مجرى دمع اصطناعي بواسطة عملية جراحية. يكون المجرى الاصطناعي، المعروف بأنبوب جونز، مصنوعا من الزجاج الذي لا ينكسر ويوضع في الزاوية الداخلية للجفن.

العيون الجافة

تصبح العيون جافة حين يتعطل الجهاز الذي ينتج دموعك. ويؤدي ذلك إلى جفاف القرنية، أو أجزاء منها. وتشمل العوارض إحساسا بالوخز أو الحرق أو الحكاك، ووجود مخاط ليفي في العينين أو حولهما، وازدياد تهيج العينين من الدخان أو الريح، وتعب العين بعد فترات قصيرة من القراءة، وصعوبة في استعمال العدسات اللاصقة. وتتأثر كلا العينين عادة بهذه المشكلة.

لا ينتج بعض الأشخاص كمية كافية من الدموع لإبقاء عيونهم مزلقة على نحو مريح. قد يعزى ذلك إلى التقدم في العمر، أو الأدوية، أو سن اليأس، أو مشاكل جهاز المناعة، أو الحروق الكيميائية أو تشوهات الجفن. وينتج أشخاص آخرون مقدارا طبيعيا من الدموع، لكن نوعية الدموع تكون رديئة عموما. ويعني ذلك افتقاد دموعهم إلى بعض المكونات، مثل الزيت، الضرورية للتزليق. كما أن المشاكل غير المرتبطة بإنتاج الدمع قد تجعل العينين جافتين وموجبتين للحك. وهي تشمل:

●  التهاب جفن العين.
●  الشتر الداخلي أو الخارجي.
●  المهيجات البيئية مثل الدخان، والشمس، والريح، والتدفئة الداخلية.
●  تعطل استجابة الطرف عندك.
●  حساسية لقطرات العيون أو المراهم.
●  حسور العين.

ورغم أن العيون الجافة لا تسبب عادة ضررا دائما، فإن تضاؤل البصر قد يدفع الأشخاص إلى السعي وراء علاج طبي.

الأدوية والعيون الجافة

ثمة مجموعة كبيرة من الأدوية الشائعة، سواء الموصوفة من قبل الطبيب أو المتوافرة من دون وصفة طبية، التي قد تسبب جفاف العيون. وهي تشمل:

●   مدرات البول.
●   مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان.
●   الحبوب المنومة.
●   مضادات الاكتئاب الثلاثية الدورة.
●   عقاقير معالجة حب الشباب من نوع أكيوتان.
●   مسكنات الألم المرتكزة على الأفيون مثل المورفين.

تضاؤل إنتاج الدمع. تماما مثل الجلد والشعر، يميل إنتاج الدموع إلى التضاؤل مع التقدم في العمر. وحين تصبح عاجزا عن إنتاج كمية كافية من الدمع، تتهيج عيناك بسهولة. تعرف هذه الحالة في المصطلحات الطبية بالتهاب القرنية والملتحمة.

ورغم أن جفاف العيون قد يصيب الرجال والنساء في أي عمر كان، فإنه أكثر شيوعا بين النساء، ولاسيما بعد سن اليأس. قد يعزى ذلك إلى التغيرات الهرمونية الحاصلة في هذه المرحلة. كما أن الضرر الحاصل في الغدد الدمعية نتيجة الالتهاب أو الإشعاع قد يعيق إنتاج الدمع. ويرتبط جفاف العيون أيضا بمشاكل طبية مثل التهاب المفاصل الرثياني، والذأب الحمامي الشامل، والوذمة الصلبة وتناذر سيوغرن.

الدموع الرديئة النوعية. ليست الدموع مجرد ماء. فهي مزيج معقد من الماء، والزيوت الدهنية، والبروتينات، والالكتروليت، والمواد المحاربة للجراثيم وعوامل النمو التي تنظم مختلف عمليات الخلايا. ويساعد هذا المزيج على جعل سطح العين ناعما وشفافا. ومن دونه، يصبح البصر الجيد مستحيلا.

تنشر الجفون الدموع عبر مساحة العين في شكل غشاوة رقيقة، علما أن غشاوة الدموع تتألف من ثلاث طبقات رئيسية:

المخاط. تتألف الطبقة الداخلية من المخاط الذي تنتجه الملتحمة. وتسمح هذه الطبقة للدموع بالانتشار على نحو متساو فوق سطح العين.

الماء. تتألف الطبقة الوسطى، التي تشكل 90 في المئة تقريبا من الدمع، من الماء والقليل من الملح. تتولى الغدد الدمعية إنتاج هذه الطبقة التي تنظف العين وتتخلص من كل الجسيمات الغريبة أو المواد المهيجة.

الزيت. تحتوي الطبقة الخارجية، التي تنتجها الغدد عند حافة الجفن، على زيوت دهنية اسمها اللبيدات. تتولى هذه الأخيرة تمليس سطح الدموع وإبطاء تبخر الطبقة المائية.

وعند التفكير في هذا المزيج المعقد من المكونات، لا عجب أن يقع الخلل أحيانا في التوازن. ويؤدي الخلل في التوازن إلى تبخر الدموع بسرعة أكبر وتصبح عيناك جافتين. تجدر الإشارة إلى أن بعض الأمراض أو الحروق الكيميائية قد تحدث تغيرات في الطبقات الزيتية والمخاطية من دموعك. كما أن التهاب الجفن والعد الوردي ومشاكل الجلد الأخرى قد تعيق إفراز الطبقة الزيتية.

العلاج

إذا شعرت بالجفاف والتهيج في عينيك، قد يختبر طبيب العيون كمية دموعك ونوعيتها على حد سواء. قد يقيس الطبيب إنتاج الدمع لديك باستعمال اختبار سكيرمر للدموع. في هذا الاختبار، توضع رقاقات من الورق النشاف تحت الجفنين السفليين. وبعد 5 دقائق، يتم قياس مقدار الورق المبلل بالدمع.

وثمة اختبارات أخرى تستخدم أصباغا خاصة في قطرات العيون لتحديد حالة سطح العين. يبحث الطبيب عن أنماط البقع في القرنية ويقيس الوقت الممتد قبل تبخر دموعك.

وبصرف النظر عن سبب جفاف العيون، يسعى العلاج عموما إلى إبقاء عينيك رطبتين. يمكن فعل ذلك إما باستبدال الدموع أو بالحفاظ عليها.

إضافة الدموع. يمكن معالجة الحالة الخفيفة من جفاف العيون عادة بالدموع الاصطناعية. يمكنك استعمال القطرات المزلقة بقدر ما تحتاج، وربما مرات عدة خلال الساعة الواحدة، للشعور بالراحة. وإذا استخدمت القطرات على نحو متواتر قد تكون القطرات الخالية من المواد الحافظة هي الخيار الأمثل لتفادي الحساسية أو التفاعل مع المواد الحافظة. فالمصابون باضطرابات جفاف العيون أكثر عرضة غالبا للتهيج نتيجة المواد الحافظة في قطرات العيون.

يمكن استعمال المراهم لتوفير التزليق. لكن هذه المراهم قد تجعل البصر ضبابيا، ولذلك يفضل استعمالها في الليل فقط.

الحفاظ على الدموع. قد يقترح عليك طبيب العيون أيضا طرقا للحؤول دون تصريف دموعك. يمكن سد مجاري تصريف الدمع على نحو مؤقت أو دائم بواسطة سدادات صغيرة جدا من الكولاجين أو السيليكون. ويضمن هذا السد الحفاظ على دموعك الخاصة والدموع الاصطناعية التي أضفتها ربما. لكن سدادات الكولاجين تذوب ببطء بعد أيام قليلة، فيما يمكن إزالة سدادات السيليكون أو تركها على حالها. وثمة حل أكثر استدامة هو الكي الحراري. في هذه العملية، يخدر الطبيب المساحة بواسطة مخدر ويضع من ثم سلكا يقلص أنسجة مساحة التصريف ويترك ندبة مما يغلق مجرى الدمع.

العقاقير المضادة للالتهاب. تشير بعض الأدلة إلى أن السبب الكامن وراء جفاف العيون هو التهاب الغدد الدمعية وسطح العين. لهذا السبب، يدرس الباحثون العقاقير المضادة للالتهاب لمعالجة جفاف العيون. وقد أشارت نتائج إحدى التجارب السريرية إلى أن الأشخاص الذين تلقوا عقارا من هذا النوع، وهو سيكلوسبورين أ، شهدوا تحسنا ملحوظا في عوارض جفاف العيون مع تأثيرات جانبية ضئيلة. وحين يعاني الأشخاص من تهيج مزعج من جفاف العيون على رغم الاستعمال المتكرر لقطرات العيون المزلقة، قد يصف الأطباء قطرات سترودية.

الرعاية الذاتية

تماما مثل أي سائل آخر، تتبخر الدموع عند تعرضها للهواء. في ما يأتي بعض الخطوات البسيطة التي تستطيع اتخاذها للمساعدة على إبطاء التبخر:

●  لا توجه مجفف الشعر الكهربائي، أو جهاز تدفئة السيارة، أو مكيف الهواء، أو المروحة نحو عينيك.

●  استعمل النظارات في الأيام الكثيرة الرياح والنظارات الخاصة بالسباحة أثناء السباحة.

●  إحرص على إبقاء رطوبة منزلك بين 30 و50 في المئة. وفي فصل الشتاء، يمكن لجهاز الترطيب أن يضيف الرطوبة إلى الهواء الداخلي الجاف.

●  تذكر أن تطرف عينيك. فالطرف المتكرر يساعد على نشر الدموع على نحو متساو.

إذا كانت عيناي جافتين، فلماذا تدمعان؟

قد يبدو هذا تناقضا حقيقيا، لكنك قد تعاني من جفاف العيون وتجد نفسك في بعض الأحيان والدموع تنهمر على وجنتيك. لماذا؟

يتم إنتاج الدموع بطريقتين. ففي إنتاج الدمع الأساسي، تنتج الدموع وفق وتيرة بطيئة ومطردة وتبقي العينين مزلقتين. لكن في إنتاج الدمع اللاإرادي، تنتج كميات كبيرة من الدموع استجابة للعواطف أو تهيج العينين. واللافت أن الدموع الإرادية تحتوي على ماء أكثر مما تفعل الدموع العادية، مقابل كمية ضئيلة من المخاط والزيوت.

وحين تتهيج عيناك نتيجة الجفاف، تغرق الغدة الدمعية عينك بالدموع اللاإرادية. هكذا، يغمر السائل مجرى الدمع ويتدفق في جفنيك. وبما أن هذه الدموع رديئة النوعية، فإنها لا تساعد الجفاف. وهذا ما يجعلك تفرز ربما المزيد من الدموع.