مع ازدياد اهتمام الناس بالعناية بصحتهم، يحاول كثيرون استكشاف وسائل علاج أخرى لا يعتمدها الطب التقليدي. وقد تكون من هؤلاء الأشخاص الذين ابتاعوا ملحقا من الأعشاب أو لجأوا إلى اليوغا أو الوخز بالإبر.
وتشمل وسائل العلاج المتممة والبديلة عددا كبيرا من فلسفات وطرق العلاج غير المنتشرة في كليات الطب أو المستعملة في المستشفيات، والتي تغطي نفقاتها شركات التأمين الصحي. وبالرغم من أنّ التعبيرين يستعملان كمرادفين، إلا أنهما لا يحملان الدلالة نفسها.
ويعرّف المركز الوطني للطب المتمم والبديل، وهو أحد فروع الكلية الوطنية للصحة، الطب البديل على أنه وسائل علاج تستعمل كبديل للطب التقليدي، بما في ذلك المداواة المثلية أو الطبيعية. أما العلاج المتمم فهو عبارة عن الممارسات الطبية غير المتفق عليها والمستعملة بالإضافة إلى العلاج الذي يصفه الطبيب. ومن الأمثلة على ذلك استعمال ملحقات الأعشاب بالإضافة إلى الحمية الغذائية والتمارين الرياضية.
والسؤال المطروح، هل هذه العلاجات فعالة في مكافحة الأمراض؟ أظهرت بعض طرق العلاج فاعليتها وبدأت تلاقي قبولا في أوساط الأطباء. إلا أنّ كثيرا منها لم يبرهن عن فاعلية أكيدة.
وفي ما يلي بعض من أكثر وسائل العلاج المتمم والبديل شيوعا والتي تستعمل للوقاية من اعتلال البروستات، والسرطان بشكل عام أو علاجهما.
الملحقات الغذائية والعشبية
إنّ أيّ شخص يزور مخازن الأطعمة الصحية يشهد على كثرة انتشار الملحقات الغذائية والأدوية العشبية. إذ تزدحم هذه المتاجر بآلاف من المستحضرات التي توصف لكل الأمراض.
وتشتمل المستحضرات العشبية المخصصة لعلاج مشاكل البروستات، كالتبول المتكرر أو ضعف جريان البول، على:
● البرقوق الأفريقي (Pygeum africanum).
● العشبة النجمية الأفريقية (Hypoxis rooperii).
● بذور اليقطين (Cucurbita pepo).
● بذور الجودار (Secale cereale).
● القراص الشائك (Urtica dioica وUrtica urens).
وتبدو هذه المستحضرات غير مضرة إن هي أخذت بكميات قليلة إلى معتدلة. ولكن لم تجر أية دراسات على تأثير الجرعات الكبيرة والطويلة الأمد لتتأكد من مدى خطورتها أو فاعليتها.
هذا باستثناء نبات البلميط المسنن، الذي خضع لاختبارات عديدة، خلافا للأعشاب الأخرى، أكدت فوائده الواعدة.
البلميط المسنن Saw palmetto أو Serenoa repens
تحضّر أعشاب البلميط المسنن من شجيرات البلميط التي تنمو في جنوب فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية. والواقع أنّ هنود السيمينول استعملوا هذه العشبة منذ مئات السنين لإثارة الشهوة الجنسية. وفي العقود الأخيرة، تحولت عشبة البلميط إلى علاج شائع لتخفيف أعراض تضخم البروستات الحميد. واليوم يباع البلميط المسنن في أوروبا على شكل دواء. أما في الولايات المتحدة، فهو يتوفر في متاجر الأغذية الصحية على شكل ملحق عشبي.
ويعتقد بأن اعشاب البلميط المسنن تعمل على منع هرمون التستوستيرون من التحلل إلى هرمون آخر يساعد على تضخم أنسجة البروستات. وبعد مراجعة لأكثر من اثنتي عشرة دراسة عن البلميط المسنن أجريت عام 1998، استنتج الباحثون أنّ هذه العشبة توازي في مفعولها دواء الفيناستريد (Proscar)، مع آثار جانبية أقل. إلا أنهم فضلوا إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد الجرعة اليومية اللازمة من هذا الملحق العشبي والتأكد من فاعليته على المدى الطويل. وهذا ما أسفرت عنه أيضا دراسات أخرى.
والملاحظ أنّ البلميط المسنن بطيء المفعول. إذ يبدأ تحسن الأعراض البولية بالظهور بعد شهر إلى ثلاثة أشهر من استعماله. أما إن لم يطرأ أي تحسن بعد ثلاثة أشهر من استعمالك للمستحضر، فذلك يعني بأنه قد لا يفيد في حالتك.
وعلى ما يبدو، لا خطر في استعمال أعشاب البلميط المسنن إلى أجل غير محدد، علما أنّ آثاره الطويلة الأمد لا تزال غير معروفة. ومن إحدى سلبيات المستحضر أنه يخفض معدل مستضد البروستات النوعي في الدم، شأنه في ذلك شأن الفيناستريد وكثير من المستحضرات العشبية الأخرى، مما يؤثر على فاعلية تحليل المستضد. وبالتالي، في حال كنت تتداوى بالبلميط المسنن أو بدواء عشبي آخر، من الأهمية بمكان إعلام الطبيب قبل إجراء تحليل لمستضد البروستات النوعي، لكي يتمكن من قراءة النتائج على هذا الأساس.
إرشادات هامة في كيفية استعمال البلميط المسنن
وضعت الجمعية الطبية للعلاج بالأدوية العشبية الإرشادات التالية لاستعمال البلميط المسنن:
دواعي الاستعمال. يعتبر الدواء أكثر فاعلية في علاج الأعراض الخفيفة إلى المعتدلة لتضخم البروستات الحميد أو ما يسمى طبيا فرط تنسج البروستات الحميد. وهو يخفف الأعراض لا تضخم الغدة.
المحاذير والتأثيرات المعاكسة. لم يتبين وجود أية مخاطر صحية أو آثار جانبية في حال استعمال الملحق ضمن الجرعات الموصى بها، بالرغم من حدوث بعض المشاكل الهضمية النادرة.
الجرعة اليومية. ينصح بتناول كمية تتراوح بين غرام واحد وغرامين من الملحق.
الملحقات المضادة للسرطان
ثمة عدد قليل من المستحضرات العشبية والغذائية يدّعي بأنه يساعد على علاج السرطان أو الوقاية منه. وما من دليل علمي على فاعلية هذه المستحضرات، كما أنّ بعضها قد يشكل خطرا على الصحة. وفي ما يلي ثلاثة مستحضرات شائعة لمكافحة الأورام الخبيثة:
عشبة الكريوزوت
تأتي عشبة الكريوزوت (Larrea tridentata) من نبتة صحراوية تنمو في جنوبي غرب الولايات المتحدة والمكسيك. وقد استعملها هنود أميركا في الماضي لعلاج أعراض عديدة من الزكام إلى لسعات الأفاعي. وفي العقود الماضية تم تركيب هذه العشبة على شكل شاي وكبسولات وأقراص، وروّج لها على أنها قادرة على شفاء عدد من الأمراض والاضطرابات الصحية، بما في ذلك السرطان.
ويظن الباحثون أنه ثمة مادة كيميائية في العشبة تدعى حمض الجيارتيك الحيدروجيني (NDGA) تمنع تكاثر الخلايا الخبيثة والفيروسات والبكتيريا. إلا أنّ الدراسات التي أجريت على العشبة لم تثبت قدرتها على تدمير السرطان أو الوقاية منه، لا بل أشارت إلى احتمال أن تسبب النبتة قصورا لا انقلابيا في الكبد.
غضروف سمك القرش Shark cartilage
يظن بعض الباحثين بأن غضروف سمك القرش يحتوي على بروتين يمنع تشكل أوعية دموية جديدة داخل الأورام الخبيثة، وهذا ما يمنع إصابة أسماك القرش بالسرطان. ويرتكز العلاج بغضروف سمك القرش على نظرية تقول بأن الكبسولات المحتوية على الغضروف تؤدي الدور نفسه لدى الكائن البشري، أي أنها توقف نمو الأورام السرطانية وتقلصها. غير أنه تبين في دراسات محدودة أنّ ملحقات غضروف سمك القرش كانت غير فعالة عموما.
والواقع أنّ الباحثين لا يعتقدون بأن الكبسولات تحتوي على ما يكفي من البروتين النقي لأداء مفعول يذكر. أضف إلى أنّ المعدة والأمعاء قد تهضم البروتين على غرار البروتينات الأخرى وتمنعه من الوصول إلى مجرى الدم. أخيرا، وإضافة إلى طعم الدواء الكريه، من شأن الجرعات المفرطة منه أن تسبب الغثيان لدى البعض.
وسائل علاج أخرى
ليست الملحقات سوى واحدة من وسائل علاج السرطان غير التقليدية. ومن العلاجات الأخرى:
العلاج الاستخلابي
حيث يقوم الطبيب بحقن عامل رابط (خالب) في مجرى الدم يعتقد بأنه يؤدي عمل المخلب، فيزيل الرصاص والزئبق وغيرهما من المواد المسببة للسرطان من مجرى الدم. وثمة نظرية أخرى تؤكد بأن الاستخلاب يحسن الدورة الدموية بشكل عام مضاعفا كمية الأكسيجين في الخلايا. إذ يعتقد بأن الأورام الخبيثة تنمو بشكل أفضل في غياب الأكسيجين.
ويستعمل الاستخلاب لعلاج المصابين بالتسمم المعدني الحاد، غير أنه ما من دليل على أنه يصلح لعلاج أمراض أخرى، بما في ذلك السرطان. ناهيك عن أنّ هذا العلاج قد يسبب آثارا جانبية هامة، كتلف الكلى والنخاع العظمي وعدم انتظام ضربات القلب والتهاب الأوردة الحاد.
العلاج النباتي
يتطلب هذا العلاج اتباع حمية غذائية خاصة بالاقتران مع بعض التغييرات في نمط الحياة. وتقوم الحمية على تناول أنواع من الحساء المرتكز على الحبوب الكاملة والخضار والأعشاب البحرية والفاصولياء وفول الصويا. أما التغييرات الحياتية فتشتمل على الحفاظ على نظرة إيجابية إلى الحياة وعلى علاقات شخصية قوية، إضافة إلى ممارسة كثير من التمارين الرياضية وارتداء الأقمشة الطبيعية واستعمال أواني مصنوعة من المواد الطبيعية للطبخ كالخشب أو الزجاج أو السيراميك.
أما الفلسفة الكامنة وراء العلاج النباتي فتقول بأن الأطعمة والأواني والأقمشة الطبيعية المقترنة بالسلوك الإيجابي والروابط الاجتماعية تعزز الصحة والتناغم وتكافح الأمراض، بما في ذلك الخبيثة منها. غير أنه ما من دليل علمي على دور العلاج النباتي في علاج السرطان أو الوقاية منه. علما أنّ للحمية نفسها فوائد صحية عديدة منها انخفاض نسبة الدهون فيها وغناها بالفيتامينات والمعادن والكيميائيات النباتية. إلا أنها تفتقر إلى مغذيات أخرى مما قد يستلزم أخذ ملحقات غذائية لتأمين التوازن الغذائي.
إدراك المخاطر
خلافا للعقاقير التي يصفها الطبيب، فإن إدارة مراقبة الأغذية والأدوية لم تحدد مدى فاعلية المستحضرات الغذائية والعشبية.
وتختلف أيضا الأنظمة المتعلقة بسلامة استعمال هذه المستحضرات. فبالنسبة إلى الأدوية الموصوفة، على المصنّع أن يثبت أنّ فوائد الدواء تفوق مخاطره الصحية قبل الموافقة على طرحه في الأسواق. أما مع الملحقات الغذائية والعشبية، فيفترض المسؤول الطبي بأنها آمنة حتى يتم إثبات العكس. ولا يتم سحب المستحضر من السوق إلا حين يثبت ضرره. وبما أنّ هذه العقاقير لا تخضع لإجراءات السلامة التي تخضع لها العقاقير الطبية، فمن الممكن أن تحتوي على مواد سامة غير مذكورة على الملصق. إضافة إلى أنّ جرعات الدواء غير ثابتة.
من جهة ثانية، لا يكفي للدواء أن يكون “طبيعيا” لكي يصبح غير ضارّ. فالفطر السام مثلا هو نبتة طبيعية، من شأنها أن تسبب المرض، لا بل الموت، عند تناولها.
وبما أنه من الصعب التأكد من عدم سلامة المستحضر أو مدى فائدته، من الأفضل استشارة الطبيب قبل استعمال أي مستحضر غذائي أو عشبي.
وسائل علاج العقل والجسم
يرتكز هذا العلاج على العلاقة المتبادلة بين العقل والجسد وعلى مدى تأثير الواحد منهما على الآخر. وأكثر ما تستعمل وسائل علاج العقل والجسم لتخفيف القلق والإجهاد النفسي وتعزيز الشعور العام بالراحة. لا بل ثمة دلائل على أنها تزيد من قوة الجهاز المناعي. وليس بمقدور هذه العلاجات أن تشفي سرطان البروستات، إلا أنّ بعض المرضى يجدونها فعالة في مساعدتهم على مواجهة آثار المرض النفسية والجسدية.
العلاج بالضحك
يرتكز هذا العلاج على اعتقاد يقول بأن الضحك المتكرر يساهم في صرف الانتباه عن المشاكل الصحية. أضف إلى أنّ الضحك يؤدي دورا شبيها بدور المسكنات. إذ أنه يحفز تحرير كيميائيات تحارب الألم وتخفف من الشعور بالإحباط.
ويقوم العلاج ببساطة على جعل أيامك أكثر بهجة، وذلك عبر مشاهدة فيلم مضحك أو الاتصال بصديق مرح أو المزاح مع أحد الجيران أو الزملاء أو ارتياد ناد للكوميديا.
التنويم المغناطيسي
أستعمل التنويم المغناطيسي للمساعدة على الشفاء منذ القدم. وفي السنوات الخمسين الأخيرة عاد إلى استعماله بعض الأطباء وعلماء النفس والمختصين بالصحة الذهنية.
ويسبب التنويم المغناطيسي حالة من الاسترخاء يبقى أثناءها العقل مركّزا على فكرة محددة وقابلا للإيحاء. ولا تزال آلية عمل التنويم المغناطيسي غير معروفة، ولكن يعتقد الخبراء بأنه يؤثر على موجات الدماغ كما تفعل تقنيات الاسترخاء.
وأثناء جلسة التنويم المغناطيسي يتلقى المريض إيحاءات معينة يكون الهدف منها تخفيف التوتر والقلق وزيادة القدرة على التأقلم مع المشكلة الصحية التي يعاني منها. وخلافا لبعض المشاهد التي تظهر في السينما والتلفاز، لا يمكن إجبار المريض المنوّم مغناطيسيا على القيام بما لا يرضى فعله وهو في وعيه التام. ويمكن لثمانين بالمئة تقريبا من الراشدين أن ينوّموا مغناطيسيا من قبل أخصائي. غير أنه غالبا ما يتعذر تنويم الأشخاص الذين لا يرغبون بفقدان السيطرة على أنفسهم.
التأمل
التأمل هو وسيلة لتهدئة العقل والجسم، يرجع أصلها إلى تقاليد دينية وثقافية. فيجلس المريض بهدوء من دون التفكير بشيء أو يركّز على صوت بسيط يتكرر باستمرار. وهذا ما يؤدي به إلى الدخول في حالة استرخاء عميق تخفف من توتر الجسم. فيتباطأ التنفس وتسترخي العضلات وتشير حركة الموجات الدماغية إلى حالة من الاسترخاء التام.
ومن شأن جلسات الاسترخاء المنتظمة أن تساعد على تخفيف القلق والإجهاد النفسي. كما تظن بعض الدراسات أنه يخفض ضغط الدم لا بل من الممكن أن يساهم في إطالة العمر.
وبالرغم من أنّ التأمل قد يبدو عملية سهلة للوهلة الأولى، إلا أنّ تعلّم السيطرة على الأفكار ليس بالأمر السهل. ولكن بالطبع، مع الممارسة، سيصبح تركيز الذهن أكثر سهولة.
العلاج بالموسيقى والرقص والفن
ويشمل ذلك الرقص الأنيق والتعبير الفني وعزف الموسيقى أو الاستماع إليها. فإضافة إلى الآثار المهدئة لهذه النشاطات، فإنها تساهم في تعزيز الثقة بالنفس وقد تخفف الراحة النفسية أعراض الإحباط.
والواقع أنّ عددا من المنظمات الوطنية تنصح باستخدام الموسيقى والرقص والفن لتحسين الصحة والشفاء من الأمراض، وذلك في مراكز موزعة في مناطق مختلفة. كما أنّ بعض المراكز الطبية تملك برامج علاج بالموسيقى أو الرقص أو الفن.
اليوغا
تعود ممارسة اليوغا إلى خمسة آلاف سنة، وهي تهدف إلى تحسين التنفس والحركة والوضعية لبلوغ مرحلة يتحد فيها العقل والجسم والروح. وتقوم هذه الرياضة على الجلوس وفقا لمجموعة من الوضعيات، تركز أثناءها على تنفسك، بحيث تستنشق الهواء مع حركات معينة وتزفره مع أخرى.
ومن شأن اليوغا أن تساعد على تخفيف التوتر والقلق والألم. ولكنها تستلزم التدريب والممارسة للحصول على نتائج فعالة.
الطب الصيني التقليدي
تركز بعض وسائل العلاج المتممة والبديلة على اعتقاد يقول بأن قوى الطاقة الطبيعية تؤدي دورا هاما في الصحة العامة والشفاء من الأمراض. ويرتكز عدد كبير من هذه العلاجات على فلسفات صينية قديمة. وما من دليل علمي على قدرتها على شفاء سرطان البروستات، إلا أنها تبدو آمنة وقد تشتمل على فوائد صحية أخرى.
الضغط بالإبر
على غرار الوخز بالإبر، يعود العلاج بالضغط بالإبر إلى الاعتقاد الصيني القائل بوجود 14 طريقا غير مرئي تحت الجلد تسمى خطوط الزوال. وعبر هذه الطرق تجري chi، وهي كلمة صينية تعني قوة الحياة. وعندما ينقطع جريان التشي أو قوة الحياة، تبدأ الأمراض بالظهور.
وأثناء جلسة الضغط بالإبر، يقوم المعالج بالضغط بإصبعه على نقاط معينة من الجسم لفتح مجاري التشي وإزالة أعراض المرض. والواقع أنّ الأبحاث التي أجريت على فوائد الضغط بالإبر لم تؤدّ إلى نتائج نهائية، وكثر من الناس الذين يستفيدون من هذه الجلسات يجدون بأنها تبعث على الاسترخاء والشعور بالارتياح.
الوخز بالإبر
هي واحدة من طرق العلاج غير التقليدية التي شكلت مجالا لعدد كبير من الأبحاث، وهي تلاقي قبولا في أوساط الطب الغربي كعلاج لعدد من الأمراض. وقد أقرت نتائج الأبحاث التي أجريت عام 1998 من قبل الكلية الوطنية للصحة أنه ثمة دلائل كافية على أنّ الوخز بالإبر يساعد على تخفيف ألم الأسنان بعد الجراحة والغثيان الناجم عن العلاج الكيميائي أو التخدير أو الحمل. علما أنّ فائدة هذا العلاج بقيت غير واضحة في حالات أخرى. إلا أنّ دراسات عدة أكدت على أنّ الوخز بالإبر قد يكون فعالا في تخفيف آلام السرطان.
وأثناء جلسة الوخز بالإبر، يقوم المعالج بغرز ما بين إبرة وعشر إبر رفيعة جدا في الجلد لمدة تتراوح بين 15 و40 دقيقة. وتهدف هذه العملية إلى فتح مجاري التشي. وقد يعمد المعالج إلى تحريك الإبر أو تزويدها بالطاقة الكهربائية أو الحرارة. والواقع أنّ بعض الأشخاص يجدون في العملية مبعثا على الاسترخاء.
أما الآثار الجانبية للوخز بالإبر فهي نادرة، ولكن حدوثها محتمل. تأكد بالتالي من مهارة الطبيب المعالج واتباعه لشروط النظافة والصحة، بما في ذلك استعماله الإبر لمرة واحدة.
تاي تشي Tai chi
هو فن عسكري وجد في الصين منذ أكثر من ألف سنة. ومع أنّ التاي تشي لم يعد يستعمل لمحاربة الأعداء، إلا أنه تحوّل إلى رياضة شعبية جدا، خاصة بين المتقدمين في السن، لتقوية العضلات وزيادة المرونة وتخفيف التوتر.
ويتضمن العلاج القيام بحركات دائرية مدروسة مرفقة بالتنفس العميق. ومع التركيز على حركات الجسد، يغمر المريض شعور بالسكينة. ومن يمارسون هذه الرياضة يصفونها أحيانا بالتأمل المتحرك. وهي تهدف، كغيرها من أشكال الطب الصيني، إلى فتح الطرق المسدودة أمام قوة الحياة، التشي، الضرورية للتمتع بصحة جيدة.
طرق علاج أخرى
هي ممارسات تهدف إلى شفاء الأمراض والوقاية منها عبر طرق مختلفة ومثيرة للجدل. والدراسات التي أجريت حولها محدودة، وتظل فوائدها بالتالي غير مثبتة عموما:
أيورفيدا Ayurveda
تعود هذه الفلسفة العلاجية إلى ممارسات طبية قديمة كانت تعتمد في الهند، وتزداد شعبيتها اليوم في الولايات المتحدة الأميركية. وترتكز الأيورفيدا على مبدأ أنّ العقل والجسم واحد، وأن الجسم لا يكون سليما ما دام العقل مضطربا.
ويعتقد ممارسو الأيورفيدا بأن السرطان ينشأ عن خلل عاطفي وروحي وجسدي في الحياة. ولعلاجه، على المريض أن ينقي جسده من المواد السامة عبر سحب الدم أو التقيؤ أو تفريغ الأمعاء. ويلجأ إلى الحمية والأعشاب وتمارين التنفس والتدليك لإعادة بناء التوازن والحفاظ عليه.
وما من دليل علمي على قدرة هذا العلاج على شفاء المرض.
العلاج المثلي
يستعمل العلاج المثلي تركيبات مخففة من المواد الطبيعية، المؤلفة بشكل رئيسي من الأعشاب والمعادن، لعلاج أعراض المرض. ويعتمد هذا العلاج على “قانون التشابه”. إذ يعتقد ممارسوه أنه إذا كانت الجرعات الكبيرة من إحدى المواد تسبب أعراضا معينة في الجسم السليم، فإن الجرعة الصغيرة من المادة نفسها تستطيع شفاء المرض الذي يسبب الأعراض نفسها.
ويعمل المعالج انطلاقا من لائحة مؤلفة من ألفي مادة، فيختار العلاج الأنسب للأعراض التي يعاني منها المريض. وعادة يتناول هذا الأخير تركيبة واحدة في كل مرة حتى يعثر على التركيبة التي تزيل أعراضه.
وتعتبر الأمراض المزمنة أو العارضة، كالتهاب المفاصل والربو والأمراض التحسسية والزكام والأنفلونزا، أبرز الأسباب التي تدفع الناس إلى اللجوء إلى العلاج المثلي. إلا أنّ خبراء الطب المثلي يزعمون بأن علاجاتهم قادرة على شفاء جميع الأمراض.
والواقع أنّ البحث العلمي لم يتمكن من تفسير آلية عمل العلاج المثلي. ونظرا لنسبة التركز المنخفضة للأدوية المثلية فإن كثيرا من العلماء يشككون في مدى فاعليتها.
الطب الطبيعي
يجمع هذا الطب بين وسائل العلاج الطبيعية التقليدية، بما في ذلك الوخز بالإبر والعلاج اليدوي والأدوية العشبية والعلاجات الغذائية، وبين علوم التشخيص الحديثة والعناية الطبية. فعوضا عن استعمال الأدوية التقليدية أو الجراحة لعلاج الأمراض، يعتمد الأطباء الطبيعيون على وسائل تهدف لتعزيز قدرة الجسد الطبيعية على الشفاء.
ولكي يحصل الطبيب الطبيعي على إذن بممارسة المهنة، عليه أن يخضع لأربع سنوات من التدريب الطبي. إلا أنّ هذا التدريب يختلف كثيرا عن التدريب الذي يخضع له الأطباء التقليديون.
ويزعم الأطباء الطبيعيون أنّ بمقدورهم علاج الأمراض كغيرهم من الأطباء. إلا أنه لم يتم حتى اليوم إثبات هذه المزاعم علميا.
استعمال وسائل العلاج غير التقليدية
إن قررت استعمال إحدى وسائل العلاج المتممة أو البديلة أو سبق أن بدأت باستعمالها، ينصح المركز الوطني للطب المتمم والبديل باتباع الخطوات التالية:
تحقق من سلامة وفاعلية المستحضر أو العلاج
ففوائد العلاج يجب أن تفوق المخاطر التي يشتمل عليها. وللحصول على مزيد من المعلومات عن هذا المستحضر أو العلاج، بإمكانك أن تحصل عليها من المركز الوطني للطب المتمم والبديل أو زيارة موقع المركز على الشبكة. وبوسعك أيضا مراجعة الأبحاث التي أجريت عنهما في مكتبة عامة أو جامعية أو عبر الإنترنت.
تأكد من مدى خبرة المعالج أو البائع
فإن كنت تتعالج لدى معالج حائز على إذن بممارسة المهنة، اطلب معلومات عنه لدى المكتب الطبي المحلي وتحقق من عدم وجود شكاوى ضده. أما إنّ كنت بصدد شراء مستحضر من إحدى الشركات أو الممثلين لها، فتحقق لدى مكتب الأعمال المحلي من عدم وجود شكاوى ضد الشركة.
قدّر الكلفة الإجمالية للعلاج
نظرا لعدم تغطية التأمين الصحي لكثير من العلاجات المتممة أو البديلة، من الأهمية بمكان أن تعلم كم سيكلفك العلاج بالتحديد.
استشر الطبيب
فمن شأن الطبيب أن يساعدك على تحديد العلاج الأفضل والآمن. فبعض العلاجات المتممة والبديلة قد تتعارض مع الأدوية التي تتناولها أو تؤثر سلبا على أمراض أخرى تعاني منها.
لا تستبدل علاجا ثبتت فائدته علميا بآخر لم يتم إثبات فاعليته
فإن ثبت بأن الدواء أو الجراحة أو علاج آخر حدده الطبيب بإمكانه أن يساعدك على الشفاء، لا تستبدله بوسائل علاج بديلة لم يثبت العلم فائدتها.
لا تصدق كل الادعاءات
تنصح إدارة مراقبة الأطعمة والأدوية والمجلس الوطني ضد الاحتيال الصحي أن تحذر من تصديق المزاعم أو الممارسات التالية، والتي غالبا ما تشكل إشارة على إمكانية عدم صدق المستحضر أو العلاج:
● الإعلانات أو المواد الدعائية التي تشتمل على كلمات من مثل ” خارق” أو “سحري” أو “اكتشاف جديد”. فلو كان المستحضر أو العلاج قادرين على شفاء المرض لشاع ذكرهما في الإعلام ولنصحك الطبيب باستعمالهما.
● اشتمال مواد المستحضر على عبارات زائفة مثل ” يزيل التسمم” أو “ينقّي” أو “ينشّط”. إذ يصعب تعريف هذه التعابير وقياس فاعليتها.
● ادعاء الشركة بأن المستحضر قادر على علاج مجموعة كبيرة من الأعراض أو شفاء عدد من الأمراض أو الوقاية منها. فما من مستحضر يمكنه تحقيق ذلك.
● دعم المستحضر بأبحاث علمية غير مشتملة على مراجع أو تظهر مراجع محدودة أو قديمة العهد. فالشركات التي تنتج مستحضرات مشروعة تعرض نتائج الأبحاث العلمية التي تمت عنها ولا تخفيها.
● عدم اشتمال المستحضر على آثار جانبية سلبية، بل على فوائد وحسب. فمعظم الأدوية ووسائل العلاج الأخرى تسبب بعض الآثار الجانبية.
● اتهام المصنّع للحكومة أو الشركات الطبية بأنها أخفت معلومات هامة حول فاعلية المستحضر. فما من سبب يدعو الحكومة أو المؤسسات الطبية لفعل ذلك.
الخيار لك
إنّ الصحة الجيدة ليست وليدة الصدفة، بل تنتج عادة عن الخيارات الحكيمة التي نصنعها في الحياة، كتجنب التدخين والسيطرة على التوتر والإجهاد النفسي وممارسة عادات جنسية سليمة. وسلامة البروستات لا تتحقق بغير ذلك.
فالخيارات التي تقوم بها في حياتك اليومية لها دور في الحفاظ على سلامة البروستات لديك أو الشفاء من الأمراض التي تصيبها. والتغييرات الحياتية، بما في ذلك اعتماد غذاء سليم وزيادة النشاط الجسدي، قد تمنع الإصابة باعتلال البروستات أو تبطئ تقدم المرض. كما أنّ زيارة الطبيب بانتظام والخضوع لفحص البروستات سنويا يضاعف من فرص اكتشاف مشاكل الغدة باكرا، حين يكون العلاج والشفاء ممكنين. من جهة ثانية فإنّ مناقشة وسائل العلاج المتممة والبديلة مع الطبيب يقلص من مخاطر الآثار الجانبية المحتملة لبعض المستحضرات والعلاجات.