يساعد العلاج بالماء على الشفاء في كثير من الأمراض، واستخدام الماء في العلاج ليس إلا جزءاً من العلاج وليس العلاج كله. ويخطئ كل من يظن إمكان استخدام الماء فقط في العلاج والشفاء من الأمراض.
والماء من الأشياء الطبيعية والمتوفرة، ومن السهل على ربة البيت أن تلم بها وأن تكتسب خبرة بأساليب العلاج بالماء، وأن تمارسها في محيط العائلة عندما يصاب أحد أفراد الأسرة بمرض حتى يأتي الطبيب ويفحص المريض ويقرر العلاج اللازم له، ويجب عدم التقليل من شأن العلاج بالماء فقد تكون كمادات المياه الباردة منقذة لحياة طفل يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وقد تكون اللبخات الساخنة منقذة لحياة مريض يعاني من دمامل وخراجات متقيحة.
ويجب اتباع قواعد العلاج بالماء والالتزام بها، فليس المزيد من العلاج يأتي بمزيد من الفائدة، فمثلاً لا يجوز إطالة مدة الحمام إلى أربع أو خمس دقائق، ولا يجوز استعمال اللفات الرطبة أكثر من اللازم لأن مثل هذا الإجراء يشبه تماماً من يشرب زجاجة العلاج دفعة واحدة بدلاً من الاكتفاء بملء ملعقة واحدة اعتقاداً منه أن ذلك سوف يجلب الشفاء سريعاً، ويجب القول بأن الأمر متروك لتقدير الطبيب المعالج في تجاوز القواعد العامة وذلك لأن الطبيب لا يعالج المرض فقط بل المريض كله، فقد تكون بنية المريض مثلاً ضعيفة أو تكون عنده مضاعفات أخرى في الكبد أو الكلى أو القلب مثلاً تتطلب احتياطات معينة أثناء العلاج. وقد يكون سن المريض ومزاجه وبنيته مختلفين عن الأشخاص الآخرين. وفي هذا التمييز والتقدير المصيب، تتجلى مقدرة الطبيب وبراعته وحكمته. ولو كان الطب كما يتصوره بعض العامة عبارة عن قاموس للأمراض وما يقابلها من أدوية تستعمل في كل الحالات لما كان هناك لزوم للأطباء على الإطلاق، وقد تمكن العلم الحديث من استخدام الكومبيوتر والعقول الإلكترونية في كل المجالات إلا في مجال تشخيص الأمراض ووصف العلاج، لأن ذلك يجب أن يترك لتقدير الطبيب وتصرفه، وكثيراً ما توجه إلى الأطباء أسئلة كثيرة مثل: ما هو أحسن دواء للربو؟ أو ما هو أحسن علاج للروماتزم؟ ومثل هذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عنها، وهي تدل على فهم خاطئ للطب وعمل الأطباء. فلا يجب أن يُنظر إلى الطب على أنه قواعد هندسية ومسائل رياضية وقوانين جامدة، ولكن كل ذلك يمكن أن يُطَوع تبعاً لحالة المريض وتقدير الطبيب لها.
كمادات المياه الباردة للرقبة والأذرع والسيقان:
اغمس قطعة مناسبة من القطن في ماء الثلج البارد (Ice-cold water)، واجعل الماء بها غزيراً ثم ضعها حول الرقبة أو الطرف العلوي أو السفلي، ثم تغطى بقطعة من القماش غير المنفذ للماء (water-proof)، ثم يغطي الجميع بقطعة صوفية.
كمادات المياه الدافئة:
نفس الطريقة السابقة لكن باستخدام ماء دافئ أو حار بدلاً من البارد.
كمادات المياه الدافئة والباردة:
تستخدم الكمادات الدافئة ثلاث مرات متتالية ثم تعقبها الكمادات الباردة التي تترك في مكانها حتى الفترة التالية من العلاج.
وتوضع أول الكمادات الدافئة لمدة ثلاث دقائق ثم تليها الثانية ثم الثالثة ثم الباردة. ويستخدم هذا النوع من الكمادات في علاج النزلات الشعبية الحادة (Acute bronchitis). وعند استخدام الكمادات الدافئة فإن المريض يثني ذراعيه ويضعهما على صدره وتوضع الكمادات الدافئة فوق صدره ثم توضع الكمادات الدافئة فوق ذراعيه وبعد قليل تسحب الذراعان من على الصدر، والغرض من ذلك حماية الصدر من احتمال إصابة الجلد بالبخار الساخن مباشرة (scalding).
حمام الماء البارد (Cold size Bath):
املأ البانيو بالماء البارد حتى يُغطي منطقة الوسط. اجعل العضلات والأعصاب مرخاة تماماً. بعد دقيقة واحدة قم برش الجسم كله بالماء البارد، ثم دلّك الجسم بعنف بقطعة من الإسفنج أو فوطة خشنة. إن هذا الحمام ينبّه الجسم ويجعلك قادراً على مواجهة أعباء اليوم وأنت أكثر نشاطاً، وليكن ذلك كل يوم.
ويشترط عند ممارسة الحمامات الباردة أن يكون الجسم دافئاً، كما يشترط أيضاً تدفئة الجسم بعد ممارسة الحمام مباشرة. ولذلك يُفضل ممارسة هذه الحمامات في الصباح عند النهوض من الفراش حيث يكون الجسم دافئاً، ويجب تحضير لوازم الحمام قبل نزع الملابس لمنع تعرض الجسم للبرودة.
ويجب تنشيف الجسم جيداً بالمنشفة (الفوطة)، وارتداء الملابس، ثم العودة مباشرة إلى الفراش لتدفئة الجسم، أو ممارسة المشي أو بعض الحركات الرياضية التي تبعث الدفء في الجسم. وكلما انخفضت درجة حرارة ماء الحمام ازدادت الفائدة المرجوة منه، والدرجة المعتادة لماء الدش تتراوح من 8-15°م.
ولا يجوز للذين تزعجهم برودة الماء هذه أن يزيدوا درجة حرارته بخلطه بماء فاتر، لأن ذلك يذهب بفائدته، بل على أمثال هؤلاء أن يقصروا مدة الحمام أو أن يكتفوا بحمامات جزئية لبعض أجزاء الجسم بدلاً من الحمامات الكلية للجسم كله. ولا يجوز ممارسة الحمام البارد قبل تناول وجبة الطعام بساعة، ولا بعد تناوله بساعتين، وأما مدة الحمام فيجب أن تكون قصيرة ولا تطول أكثر من 6-20 ثانية.
أنواع حمامات الماء البارد:
1. الحمام الكلي البارد: حيث يملأ البانيو حتى ثلاثة أرباعه بالماء، ويدخل المستحم بقدميه إلى داخل المغطس، ويظل واقفاً في داخله إلى أن يغسل بيديه صدره وبطنه وفخذيه بسرعة ثم ظهره وساعديه، ويتمدد بعد ذلك داخل المغطس بحيث يغمر الماء الجسم كله حتى الرقبة فيدلك الجذع والفخذين تحت الماء براحتي اليدين، ويقفز بعد ذلك إلى خارج الحمام حيث يزيل الماء العالق بجسمه بواسطة الفوطة، ويرتدي ملابسه بسرعة ويعود حالاً إلى الفراش أو يباشر المشي أو بعض الحركات الرياضية لتدفئة جسمه. وتتراوح المدة اللازمة لتدفئة الجسم بهذه الوسائل بين 10-30 دقيقة.
ولا يكرر الحمام الكلي البارد أكثر من ثلاث مرات فقط في الأسبوع.
وفي حالات ارتفاع درجة الحرارة (الحميات الشديدة) المصحوبة باضطراب الوعي (الخطرفة) تستعمل الحمامات بماء فاتر (18 – 25) م° ولمدة (5-8) دقائق، فمثل هذه الحمامات تخفض درجة الحرارة وتسكن الاضطرابات وتزيل (الخطرفة) وتجلب النوم.
2. الحمام النصفي البارد: وفيه يملأ البانيو إلى ما يقرب من نصفه، ويجلس المستحم فيه تدريجياً – وعلى مهل – ويدلك جميع أجزاء جسمه بيديه كما سبق. والحمام النصفي البارد من أنجح الوسائل لتقوية الأجسام الضعيفة وترويضها.
3. الحمام المقعدي البارد: وفيه يستعمل مغطس خاص أو حوض أو طشت يتسع لجلوس المستحم حيث يغمره بالماء حتى بطنه وتبقى ساقاه خارج المغطس.
وهذا الحمام يقوي الأمعاء، ويزيل الإمساك ويقوي أعضاء الحوض (الرحم والمبيض) ويكافح السيلانات المهبلية عند النساء، ويخفف آلام البواسير.
4. حمام الساعدين البارد: ويتم فيه غمر الساعدين بالماء حتى مستوى فوق مفصل المرافق.
5. الحمام القدمي البارد: وفيه يستعمل حوض أو وعاء يتسع للقدمين معاً ويغمرهما بالماء حتى منتصف الساق ويستمر الحمام لمدة 20 ثانية – تحرك خلالها الأصابع ويدلك كل قدم بالتناوب بالقدم الآخر – وبعد الانتهاء ترفع القدمان من الماء ويُزال ما علق بهما براحة اليد ثم تُلبس الجوارب والحذاء ويمارس المشي حالاً لتدفئة القدمين ولمدة عشر دقائق على الأقل.
ويمكن أيضاً مزاولة الخوض في الماء البارد حيث يشبه في مفعوله الحمام القدمي البارد. وهذا النوع من الحمامات يزيل الصداع والشعور بالتعب.
ويوصي بممارستها يومياً للمصابين بالقدم الروحاء (القدم المبسوطة) (flat foot)، التي يختفي فيها تقوس بطن القدم الطبيعية.
ويشترط أن يكون ذلك في الصباح بعد النهوض من الفراش مباشرة، حيث القدمان دافئتين.
الحمام البارد للوجه: ويعمل لفتح مجرى التنفس في الأنف عند انسداده بالزكام الحاد أو المزمن، وكذلك لمكافحة التهاب الجيوب في الجبهة والفك الأعلى، ويتم علمه بواسطة ملء حوض صغير بالماء، وتفتح العينان داخل الماء مما يسبب الشعور بحكة وحرقان يزول بتكرار فتح الأجفان وغلقها بالتتابع، وبعد مضي عشرين ثانية أو أقل حسب التحمل يرفع الوجه من الماء لعمل شهيق عميق يعود بعدها الوجه إلى الماء ثانية وتكرر العملية هذه 5-6 مرات ثم يجفف الوجه بفوطة جافة، ويمكث المصاب في مكان دافئ بعيداً عن التيارات الهوائية.
الحمامات الساخنة:
يجب أن تتراوح حرارة الماء في الحمامات الساخنة بين (35-37)°م وأن تتراوح مدته بين (10-15) دقيقة. وبعد الانتهاء من الحمام تنبه أعصاب الجلد التي تصاب بالخمول من جراء الحمام الساخن، وذلك بصب ماء بارد فوق الجسم، وبتخفيض حرارة ماء الحمام بإضافة ماء بارد إليه، إلا إذا كان من المزمع تعريق المصاب بعد الحمام بلفه بالبطانيات، ففي مثل هذه الحالات يستغنى عن التبريد. ويجفف الجسم بعد كل حمام ساخن تجفيفاً جيداً، ويتمدد بعدها المستحم فوق أريكة أو سرير لمدة ساعة للاستراحة على أن يدثر تدثيراً خفيفاً (أي أن يغطي جسمه).
والحمامات الساخنة، كالحمامات الباردة، إما أن تكون كلية للجسم أو جزئية لبعض أجزائه (قعدته، قدميه، الساعدين…).
ويمكن إضافة المواد الآتية إلى الحمامات الساخنة.
1. بقايا القش: وهي مجموع ما تبقى في مخزن القش (التبن) أو المعالف من فضلات القش والأعشاب والبذور. ويلزم منها مقدار كيلو جرام واحد للحمام الكلي، ونصف هذه الكمية للحمام النصفي، وربعها للحمام الجزئي، وكيفية تحضيرها هي أن توضع كمية القش في مقدار كافٍ من الماء البارد ثم يسخن إلى درجة الغليان لمدة نصف ساعة ثم يصفى بعدها الماء بواسطة قطعة من الشاش، ويضاف إلى ماء الحمام في المغطس.
2. قش أو تبن الشوفان: يحضّر كالسابق على أن يحضّر القش أو يفرم قبل وضعه في الماء.
3. مغلي الراتنجية: حيث يؤخذ مقدار كيلو ونصف من الفروع بأوراقها الخيطية وثمارها الغضة وتفرم هذه الفروع إلى قطع صغيرة، ثم تضاف إليها كمية وفيرة من الماء البارد وتسخن إلى أن تغلى لمدة نصف ساعة وتترك بعدها لمدة 12 ساعة ثم تصفى ويضاف ماؤها إلى ماء الحمام في المغطس.
4. مغلي الردة (النخالة): يؤخذ مقدار كيلو ونصف من ردة الحنطة يضاف إليها كمية من الماء البارد ثم يسخن إلى أن يغلي قليلاً ويضاف إلى ماء الحمام في المغطس.
5. مغلي لحاء (قشر) البلوط: لحمام مقعدي، يؤخذ منه مقدار ربع كيلو ثم يقطع باليد إلى قطع صغيرة، وينقع لمدة بضع ساعات في كمية وافرة من الماء البارد ثم يسخن بعدها إلى درجة الغليان لمدة نصف ساعة ثم يصفى ويضاف إلى ماء الحمام.
6. رماد الحطب: وفيه يؤخذ مقدار نصف (دلو) من الرماد يوضع في مقطف من القش ويوضع المقطف فوق منصب من الخشب داخل المغطس قبل أن يملأ بالماء ثم تصب (كمية) من الماء المغلي فوق الرماد داخل المقطف فيترشح الماء حاملاً بعض الأملاح المذابة إلى داخل المغطس، وكان هذا المرشح يستعمل لغسيل الملابس في وقت ليس ببعيد قبل اكتشاف الأنواع الحديثة من صابون الغسيل. وبعد أن يتم ارتشاح الماء من المقطف إلى مغطس الحمام يرفع المقطف والمنصب الخشبي الذي تحته ويضاف الماء الساخن بالكمية وبدرجة الحرارة اللازمتين للحمام.
7. مسحوق الخردل: يستعمل كإضافات للحمامات القدمية فقط، حيث يوضع مقدار ثلاث حفنات من مسحوق الخردل في الحوض المخصص لحمام القدمين، ثم يضاف إليه مقدار ثلاثة لترات من الماء الساخن ويحرّك المزيج بمغرفة من الخشب إلى أن يتصاعد بخار الخردل المهيّج للأنف، وتزداد بعدها كمية الماء الساخن إلى الحد اللازم ويستعمل حالاً لحمام القدمين.
8. حمامات البابونج: وهي لا تستعمل عادة إلا للحمامات الجزئية لمعالجة جروح موضعية متقيحة أو القروح العفنة مثلاً، ومن المهم ألا يغلى البابونج مطلقاً بل يستعمل كمستحلب (شاي) فقط وذلك بإضافة نصف لتر ماء ساخن بدرجة الغليان إلى ملعقة كبيرة من أزهار البابونج وتركها لمدة خمس دقائق للتخمر قبل استعمالها للغسول أو الحمام.
حمامات المياه الباردة والساخنة (Hot & Cold Size Baths):
وتعتمد هذه الحمامات على وجود القدم في ماء ساخن بينما يكون الشخص جالساً في ماء بارد ثم يضع القدم في ماء بارد بينما يكون الشخص جالساً في ماء ساخن.
حمامات الملح (Epsom-Salt Bath):
هذه واحدة من الطرق البسيطة والسهلة والتي يمكن ممارستها في المنزل للتخلص من المواد السامة التي تتجمع في الجسم وكذلك للتخلص من الوزن الزائد.
إملأ البانيو بالماء الساخن حتى يصل ارتفاعه حوالي 6 بوصات ثم أذب فيه حوالي كيلو من ملح إبسوم التجاري (كلوريد الأمونيوم).
لا تستخدم الصابون أو أي مادة زيتية أو أي نوع آخر من السوائل أو المساحيق حيث أن ذلك يمنع الفائدة المرجوة. يغمس الجسم كله في الماء الساخن (تكون درجة حرارة الماء بالقدر الذي يتحمله الجسم وليس بالضرورة أن يكون شديد السخونة) لمدة ثلاث دقائق. ثم القيام ببطء حتى تقف على القدمين. لا تجفف الجسم ولكن يمكن لفه في بطانية والذهاب إلى السرير مع وجود زجاجتين من الماء الساخن حول البطانية، أمكث في السرير حوالي ساعتين ثم جفف الجسم بالفوطة وارتد ملابسك.
إن القشور (scales) التي تظهر على الجسم تدل على أنه تخلص من حوالي نصف المواد السامة الموجودة به خلال فتحات الجلد المسامية. لا تستخدم كثيراً من الصابون بعد ذلك في الحمامات التالية لأن ذلك يسد هذه المسام الجلدية.
حمامات البخار:
يعمل البخار على تنشيط الدورة الدموية، مما يؤدي إلى زيادة في كمية الدم للمنطقة المعرضة للبخار. وهذا ما نشاهده عندما يتعرض وجه سيدة البيت للبخار أثناء الطهي أو غسل الملابس بالماء الساخن. ولزيادة كمية الدم في المنطقة المعرضة للبخار فوائد كثيرة منها: أنه يجلب إلى المنطقة كثيراً من الأجسام المضادة المناعية وكرات الدم البيضاء التي تهاجم الميكروبات والجراثيم، وكذلك غسل المنطقة مما تحتويه من سموم.
والمعالجة بالبخار وكذلك سائر أنواع المعالجة بالماء تستهدف هذا الغرض، كما أنها تريح القلب، وتزيل ما قد يوجد من احتقان في الدورة الدموية في بعض أنحاء الجسم، خصوصاً في الرئتين والكبد وسائر أحشاء البطن.
هذا وتستمر المعالجة بالبخار لمدة (15-20) دقيقة، ويجب أن يعقبها دائماً تبريد المكان المعالج بالماء البارد، فمعالجة الرأس بالبخار يجب أن يعقبه حمام بارد للوجه (كما سبق). وكذلك عقب معالجة القدمين بالبخار يجب سكب ماء بارد حتى الركبة – أما معالجة أسفل البطن بالبخار فيعقبها التغطيس مرة واحدة في حمام مقعدي بارد يجفف بعدها الجسم ويلجأ إلى الفراش. ولا يجوز بأي حال من الأحوال التعرض إلى تيارات الهواء بعد استعمال البخار بأي شكل من الأشكال. كما لا يجوز الإفراط في تكرار جلسات المعالجة بالبخار.
أنواع حمامات البخار
الحمام البخاري للرأس:
لتنفيذ هذا الحمام يحضر كرسيان أحدهما لجلوس المصاب والثاني وهو المقابل لوضع الإناء (حلة) الذي ينشر البخار، وتحضر كذلك فوطة لنشرها فوق سروال المصاب لوقايته من البخار، ثم ملاءة من الكتان وبطانية من الصوف لتغطية رأس المصاب وإناء البخار معاً.
ولممارسة الحمام ينزع المصاب ملابسه عن القسم الأعلى من جسمه ثم يجلس فوق أحد الكرسيين ويضع فوق الكرسي الثاني الإناء وفيه الماء المغلي وما أضيف إليه من أعشاب أو أدوية، على أن يظل الإناء مغلقاً، وينحني المريض فوق إناء البخار مستنداً فوق الكرسي بيديه ثم يغطى الكل بالملاءة ومن فوقها بطانية الصوف. وبعد أن يتم ذلك يرفع الغطاء عن الإناء فينتشر منه البخار لاهباً وجه المريض، حتى يخشى أن لا يستطيع تحمل حرارته، وعليه أن لا يبعد وجهه عن البخار بل يحركه نحو اليمين واليسار فيزول الشعور بحرق البخار بعد فترة قصيرة. ويظل المريض على وضعه هذا لمدة (15-20 دقيقة) ترفع بعدها الأغطية ويغطس المريض رأسه في الماء البارد مرة واحدة ولبرهة قصيرة في الماء ثم يجففه جيداً ويأوى المصاب بعدها إلى فراشه.
ويستخدم الحمام البخاري للرأس لمعالجةالتهابات الجيوب الأنفية، ومعالجة التهابات الحنجرة (بحة الصوت) والنزلات الشعبية (السعال) بعد إضافة البابونج والأخيليا (ذات ألف ورقة) ولسان الحمل السناني والزيزفون. كما يستخدم أيضاً لمعالجة التهابات الرمد في العين بعد إضافة البابونج أيضاً. كما يستخدم أيضاً لمعالجة دمامل الوجه.
ويمكن إعادته مرة أو مرتين في الأسبوع.
الحمام البخاري للأذن:
ويحتاج هذا الحمام إلى إناء على شكل زجاجة (قنينة) ثم تلف قطعة من الورق الغليظ بشكل قرطاس أو قمع توضع مقلوبة فوق الإناء وتقرب الأذن إلى الفوهة الضيقة حيث ينتشر البخار من الفوهة إلى داخل الأذن دون حاجة لاستعمال أي غطاء، ويمكن استعمال إبريق الشاي الذي يسخن بالكهرباء. ومدة الحمام من 10-12 دقيقة، ويعقبه دائماً الغسيل بالماء البارد ثم التجفيف ولجوء المريض إلى الفراش.
الحمام البخاري للقدمين:
يجلس المريض فوق كرسي،ويعري قدميه وساقيه حتى الركبة، ويوضع إناء به ماء مغلي أمامه فوق الأرض،وفوقه عارضتين من الخشب يضع المريض قدميه فوقهما، وبعد ذلك يلف أسفل الجسم والإناء معه بالملاءة ثم بالبطانية المعدة لذلك، ويستحسن أن يضاف إلى ماء الإناء معه بالملاءة ثم بالبطانية المعدة لذلك، ويستحسن أن يضاف إلى ماء الإناء بعد مرور 5-10 دقائق من بداية الحمام قطعة محمية من الطوب الأحمر لإثارة انتشار البخار منه، على أن يلاحظ عند وضعها وقاية القدمين مما قد يتناثر من الإناء من فقاقيع هواء وماء ساخن تحرق الجلد، وأما مدة الحمام فهي من (10-20) دقيقة، ويعقبه دائماً حمام بارد تغطس فيه القدمين بسرعة ثم تجففان ويلجأ المريض إلى الفراش. ويستخدم هذا الحمام لعلاج حالات التورم المؤلم للقدم، أو إصابة إبهامه بالظفر الفارسي (ingrowing nail) أو إصابة القدم بقروح وجروح عفنة أو إصابة مفاصل أصابع القدم بالنقرس (Gout).
الحمام البخاري المقعدي:
يعري المريض الجزء الأسفل من جسمه ويجلس فوق كرسي مفتوح المقعد، ويوضع الإناء تحت الكرسي، ويُلف المريض والكرسي معاً بالملاءة أولاً ثم بالبطانية، على أن تظل ساقاه، والجزء الأعلى من جسمه خارج اللفة، ثم يرفع الغطاء عن إناء الماء المغلي فينتشر منه البخار إلى قعدة المريض وأسفل بطنه، ويستحسن أن تسخن أثناء ذلك قطعة من الطوب الأحمر على أن تحمى جيداً ثم توضع بعد (5-10) دقائق داخل الإناء لإثارة انتشار البخار منه.
ومدة الحمام (15-20) دقيقة، ثم يعقبه حمام مقعدي بارد قصير الأمد، ثم يجفف الجسم ويلجأ المريض إلى الفراش، ويمكن الاستغناء عن الحمام المقعدي البارد في حالات معالجة حصر البول أو الحصاة البولية في المثانة أو الكلى، ويضاف إليه في حالات الحصاة البولية مغلي تبن الشوفان ومغلي بقايا القش في معالجة أحشاء الحوض (مثانة، رحم، مبيض).
الحمامات البخارية المتصاعدة:
وتبدأ بحمام ساخن، وبعد أن يمكث المستحم في الماء الساخن بضع دقائق ويشعر براحة الدفء، يضاف إلى الحمام ماء ساخن تدريجياً ومع التحريك المستمر، حتى تصل درجة الحرارة في الماء إلى (42-45°) ولمدة عشر دقائق.
ومن فوائد هذه الحمامات أنها توسع الأوعية الدموية بالجلد والأحشاء الداخلية بحمام الساعدين المتصاعد وتزيل نوبات الذبحة الصدرية وآلامها، والحمام المقعدي المتصاعد يوقف آلام الحصوة البولية وحصوة المرارة ويساعد على نزولهما، كما يفيد أيضاً في علاج حالات السمنة والنقرس والروماتزم حيث يظهر العرق على جسم المستحم، حتى إذا ما غُطي بالبطانيات الصوفية بعد خروجه من الحمام استمر العرق. وفي هذه الحالات لا يجفف الجسم بعد الحمام بل يدثر بعد الحمام مباشرة بالبطانيات كما سيأتي شرحه فيما بعد، وفيما عدا ذلك يجفف الجسم جيداً بعد الحمامات المتصاعدة، ويتمدد المستحم للاستراحة ولمدة نصف ساعة على الأقل فوق السرير.
حمام شلانسي:
وقد اخترعته سيدة ألمانية تدعى شلانسي، وذلك لرفع حرارة الجسم الداخلية. وهو عبارة عن حمام متصاعد مستمر لمدة بضع ساعات، وحرارته 42°م، وفي هذا الحمام تتصاعد درجة حرارة جسم المستحم تدريجياً حتى تصل إلى (38-39)°م. وهو مفيد في معالجة النقرس والروماتزم. وكثيراً ما يمكن الشفاء منهما بممارسة هذا الحمام فقط دون الاستعانة بأي دواء. وحمام (شلانسي) يتطلب وجود خبير يلازم المستحم طوال مدة الحمام ويراقب حرارة كل من الحمام أو المريض. وهذا الحمام متعب جداً للجسم، ولابد بعد ممارسته من الاستراحة عدة ساعات.
حمام الفرشاة:
وتبلغ درجة حرارة الماء 35°م، وهو يمارس في الأمراض الجلدية التي ترافقها الحكة، حيث يستخدم فيه فرشاة معقمة سبق غليها بالماء، حيث يحك بها الجسم كله بانتظام. ويمكن أن يقوم المستحم نفسه بهذه العملية أو أن يعاونه بها شخص آخر، وقد يتمزق الجلد دماً أثناء العملية فلا ضرر في ذلك إذا كانت الفرشاة معقمة بل إن في ذلك فائدة للشفاء.
الحمامات المتعاقبة:
وفيها يستعمل الماء الساخن والماء البارد بالتعاقب. فالماء الساخن يوسع الأوعية الدموية ويزيد كمية الدم فيها ثم يعقبه الماء البارد الذي يضيق الأوعية الدموية ويطرد الدم منها، وذلك يقوي جدران الأوعية والشعيرات الدموية، وينشط الدورة الدموية.
وتبدأ الحمامات المتعاقبة بالماء الساخن وتنتهي بالماء البارد، ولا يجفف الجسم بعدها بل يزال الماء عن الجسم بمسحه براحة اليد، ثم يرتدي الملابس ويدفء الجسم بالمشي أو بعمل حركات رياضية. وتبخر الماء العالق بالجزء المستحم من الجسم، والدفء بعد الحمام يزيدان في قوة تأثيره وفوائده.
والحمامات المتعاقبة متعبة للجسم، فهي لذلك لا تمارس إلا بشكل حمامات جزئية، وهي مفيدة في تنشيط الدورة الدموية لذلك فهي تستخدم لعلاج كسل الأمعاء، واحتقان الكبد واحتقان الرئة، وارتخاء عضلة القلب والبواسير ودوالي الساقين والقدم الروحاء (القدم المنبسطة).
الحمام المتعاقب للقدمين:
يجلس المستحم فوق كرسي، ويوضع أمامه حوضان يستوعب الواحد منهما القدمين معاً، ويغمرهما بالماء حتى منتصف الساق. ويملأ أحدهما حتى منتصفه بماء ساخن بدرجة (38-41)°م، ويملأ الآخر بماء بارد حتى منتصفه، ويؤخذ من الصنبور مباشرة، ثم يغطس المستحم قدميه تدريجياً في الماء الساخن ويحرك الأصابع، ويدلك القدمين بعضهما ببعض، لمدة 5 دقائق، ثم ترفع القدمان من الماء الساخن وتوضع مباشرة بالماء البارد مع تحريكهما ولمدة 20 ثانية فقط، ثم تعاد القدمان بعدها إلى الماء الساخن، وتكرر العملية بضع مرات من جديد، وبعد الحمام يكتفى بإزالة الماء عن القدمين براحة اليد دون تجفيفهما ثم يرتدي المستحم الجورب، ويمشي لمدة 30 دقيقة للتدفئة.
المسح بالماء البارد والماء الحار والمسح المتعاقب:
هذه الطريقة هي أسهل الطرق وأبسطها للعلاج بالماء. ويستخدم عند المرضى الضعفاء. كما يمكن استخدامها بصورة مبدئية لترويض الجسم وزيادة مقاومته، وقد يكون المسح بالماء البارد أو الساخن أو كليهما بالتعاقب. ويمكن ممارسة المسح بالماء البارد في المنزل أما الماء الساخن أو المسح المتعاقب فإنه يتطلب خبرة خاصة لا تتوفر إلا في المستشفيات وعند الممرضين المتخصصين.
وعند ممارسة المسح بالماء البارد، فإن الجسم لابد أن يكون دافئاً قبل الممارسة، ويجب كذلك أن يدفأ بعد الانتهاء من المسح، لذلك من الأفضل ممارسته في الصباح الباكر عند النهوض من الفراش.
ولممارسة المسح بالماء البارد، ينزع المريض ملابسه، ثم تغمس (فوطة) في الماء، وتعصر جيداً ويمسح بها الطرف السفلي الأيمن من الجانب الداخلي ابتداء من الأصابع عند ظهر القدم ثم صعوداً نحو أسفل البطن ثم يمسح نزولاً بعكس الاتجاه على الجانب الخارجي للرجل، ثم مسحة ثالثة على الجانب الخلفي من الأسفل إلى الأعلى حتى ما فوق الإلية وبين ثنيتها.
وبعد ذلك تبلل الفوطة في الماء من جديد بعد تغيير وجهها، وتعصر كما سبق ثم يمسح بها البطن والصدر بحركة لولبية متصاعدة ثم تحت الإبط وجانب الجذع الأيمن ثم الأيسر.
ثم تغمس الفوطة في الماء وتعصر، يمسح بها الساعد الأيمن ثم الساعد الأيسر بنفس الطريقة التي تم بها مسح الطرف السفلي، ثم تغمس الفوهة في الماء وتفرد ويمسح بها الظهر.
ويلاحظ في كل مرة تجديد وجه الفوطة المستعملة لأن الاستعمال لمرة واحدة يرفع حرارة الجزء المستعمل ويقلل من فائدة المسح.
والمدة اللازمة لإتمام عملية المسح لا تزيد عن دقيقة واحدة خصوصاً بعد التمرن على ممارستها. وبعد المسح لا يجفف الجسم بل ترتدي الملابس مباشرة ويعود المريض إلى الفراش، وهذا المسح الكلي بالماء البارد يكافح الأرق ويجلب النوم المريح.
وفي حالات الحميات (السخونة) والروماتزم يمكن تكرار المسح (3-6) مرات في اليوم حيث يثير التعرق ويخفف من وطأة الإصابة.
ويفيد المسح المتكرر في علاج الالتهاب الرئوي (pneumonia) والالتهاب البلوري (pleurisy) والالتهاب البرتوني (peritonitis) والحمى القرمزية (scarlet fever). وكل هذه الأمراض ترتفع فيها درجة الحرارة إلى ما يقرب من 40°م، وفي هذه الحالات أيضاً يصاب القلب كما تصاب الشرايين بالارتخاء.
ويلاحظ عدم إهمال المسح تحت الإبط وثنية الفخذ وثنية الإلية لإزالة ما يتراكم فيها من بقايا العرق ويعوق تنفس الجلد ونشاطه.
وتكرار المسح في الحميات المصحوبة بإفرازات عرقية مرة كل 4 ساعات ينشط الدورة الدموية ويسهل عملية الإفراز. وفي الحالات التي تتطلب إثارة العرق، يكون المسح كل نصف ساعة حتى يظهر العرق. أما الأصحاء فيمارسون المسح الكلي بالماء البارد مرة في اليوم بغرض ترويض الجسم وتقويته.
صب الماء:
ويستخدم لذلك ماء الصنبور العادي (الماء البارد)، كما يستخدم للصب إبريق كبير أو خرطوم من الكاوتشوك يتصل بصنبور ماء. ويصب الماء على المكان المراد معالجته بتأنٍ وبيد ثابتة وبدون إحداث ضغط على الجلد من الماء المصبوب. ويباشر الصب دائماً عند الجزء الأبعد من القلب لصيانة القلب من الصدمة (chock)، فعند الصب فوق الأطراف مثلاً يباشر من عند الأصابع ثم يصعد به نحو الأعلى حتى بلوغ الحد المطلوب.
الصب فوق الركبة:
يبدأ الصب بالجهة اليمنى من القدم ثم يصعد حول الركبة ثم إلى أسفل حتى الكعب، وتكرر نفس العملية من خلف القدم.
الصب فوق الفخذ:
ويستخدم لعلاج آلام عرق النسا (sciatica)، والآلام الناتجة من التهاب العصب الوركي والدوالي والتهابات الأوردة أو الروماتزم العضلي (Rheumatic myositis)، والمفصلي (anthritis).
الصب فوق العضد:
يبدأ الصب فوق أصابع اليد ثم يصعد به تدريجياً حتى الكتف حيث يدار به بضع مرات حول الكتف ثم ينزل به على الجانب الآخر إلى أسفل، إلى أن يشاهد الاحمرار فوق الجلد فينتقل بالصب إلى الذراع الآخر، ثم تكرر العملية على الطرفين لمدة أقصر من الأولى. وبعد الانتهاء يزال الماء عن الطرفين بمسحه براحة اليد وتجفف الأيدي فقط ثم يرتدي المريض الملابس ويدفأ الجسم بالمشي أو الحركات الرياضية.
ترويض الجسم وتقويته بالماء (جيمناستيك)
يخطئ كثير من الناس حينما يظن أنه يقوم بترويض جسمه بارتدائه الخفيف من الملابس ومقابلته لتقلبات الجو بهذه الملابس أو بالخروج من الجو الدافئ إلى جو بارد ترتجف فيه أطرافه وتصطك أسنانه. إن هذا لا يروض الجسم بل يعرّضه إلى كثير من الأضرار الصحية.
وتعتمد الفكرة الأساسية في ترويض الجسم على تقوية الشعيرات الدموية الموجودة بالجلد عن طريق التعاقب بتوسيعها بالحرارة ثم تضييقها بالبرودة، ويتم ذلك عن طريق تعريض الجسم لصدمة قصيرة من البرد بعد دفء ثم تدفئته مرة أخرى، وأفضل وسيلة لتطبيق ذلك بعد النهوض من الفراش مباشرة والجسم دافئ، يقوم الشخص بنزع ملابسه أو التخفيف منها، ثم يقوم بالتنفس أمام نافذة مفتوحة يدخل منها هواء الصباح البارد، ويدلك الجلد المكشوف براحة اليد إلى أن تعلوه الحمرة ثم يرتدي الملابس ويعود إلى الفراش لتدفئة جسمه من جديد.
وبعد تعويد الجسم على ذلك ينتقل إلى استعمال الماء البارد وذلك بمسح الجسم كله بالماء البارد بعد النهوض من الفراش مباشرة. ويمارس ذلك المسح مرة كل يوم في الصيف ومرتين في الأسبوع في الشتاء، ثم يعقب ذلك اكتساب الجسم بعض المناعة وتعوّده على تحمل الماء البارد، وممارسة الخوض في الماء البارد ثم صبه فوق الساقين فالساعدين، ثم فوق الجزء الأعلى من الجسم وأخيراً الحمامات الجزئية الباردة. وقد يتطلب ترويض الجسم التدريجي بضعة أشهر وقد يمتد إلى بضع سنوات تبعاً للبنية والمزاج ويجب أن يكون ذلك بصورة تدريجية يكملها الصبر لمنع تعرض الجسم إلى صدمات قوية ينوء بحملها.
ترويض الأمعاء بالماء:
إن شرب قدح واحد من الماء البارد في الصباح قبل تناول الطعام (على الريق) يفيد في تنبيه الأمعاء الكسولة ويكافح الإمساك، ويجب عدم شرب أكثر من قدح واحد لأن ذلك يأتي بأضرار أخرى.
الحقنة الشرجية Enema or Gravity Douche
يفضل عدم استخدام الحقنة الشرجية البلاستيك التي تستخدم هذه الأيام كما يفضل أيضاً عدم استخدام ما بها من صابون أو زيوت أو مواد قابضة. ولكن يفضل استخدام الحقنة الشرجية القديمة التي تحتوي على خزان يوصل بخرطوم ويفضل استخدام الماء فقط. ويوضع قليل من الفازلين حول المبسم عند الاستخدام، ويترك الماء ينساب تدريجياً في الأمعاء. ويحبس الماء في الأمعاء لمدة دقائق ثم ارقد على أحد الجانبين ثم الجانب الآخر ثم انحن على ركبتيك، وبعد ذلك يمكن تفريغ الفضلات حتى تفرغ الأمعاء تماماً.
ولمكافحة الإمساك أيضاً يمكن حقن 100 جرام من الماء البارد داخل الشرج وذلك في صباح كل يوم والاحتفاظ بالماء داخل الأمعاء ويستمر على ذلك لمدة (2-3) أسابيع.
وتعمل الحقن الشرجية الساخنة (45)°م لإزالة تشنجات الأمعاء وتسكين آلامها، والأفضل استخدام مستحلب شاي البابونج لهذا الغرض.
العلاج بالمياه المعدنية:
كشفت الأبحاث الجديدة عن الكثير في مجال العلاج بالمياه المعدنية، وعلى الرغم من أن العلاج بالمياه المعنية لم يبدأ إلا منذ عهد قريب إلا أن كل الدلائل تشير إلى تحسن حالات الأفراد الذين يترددون على مراكز العلاج بها. هذا، ويتردد ملايين الأفراد في أوروبا على مراكز العلاج بالمياه المعدنية، ففي ألمانيا وحدها يتردد ثلاثة ملايين فرد سنوياً على هذه المراكز.
والعلاج بالمياه المعدنية عادة أوروبية قديمة، وما زال الأوروبيون يقدمون عليها إلى اليوم، ليس لمجرد الاستجمام كما يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى، وإنما بناء على توصية من أطبائهم.
وأثبتت المياه المعدنية نجاحاً باهراً في علاج ضغط الدم المرتفع، والتهابات المفاصل وأمراض القلب والأكزيما (حساسية الجلد)، كما أثبت العلاج بالمياه المعدنية نجاحاً ملحوظاً في علاج السمنة، ففي فرنسا أجريت تجربة على 34 مريضاً يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وقد اقتصر علاج هؤلاء المرضى على تناول المياه المعدنية فقط ثلاث مرات يومياً دون أي علاج طبي آخر، واستمر هذا العلاج لمدة ثلاثين يوماً. وفي المجر توصل الأطباء إلى أنه يمكن علاج حالات التهاب المفاصل دون استعانة بعقار الكورتيزون، والاكتفاء بعلاج المرضى عن طريق المياه المعدنية. وفي الاتحاد السوفيتي (سابقاً) تولي الحكومة هناك مراكز العلاج بالمياه المعدنية عناية كبيرة، ويتردد عليها أكثر ن ستة ملايين مواطن سنوياً. وقد توصل الأطباء هناك إلى أن أفضل وسيلة لمنع إصابة الجسم بالأمراض وزيادة مناعته ضد أي داء هي المياه المعدنية.