تصنف مشكلات الأطفال السلوكية أو العاطفية التي تكون حادة أو مستديمة لدرجة تتدخل معها في حياتهم اليومية على أنها اضطرابات نفسية. بالرغم من أن بعض الأطباء يفرقون بين المشكلات السلوكية والاضطرابات النفسية – التي يعتقدون أنها أكثر حدة أو خطراً – فإن مجمل أطباء النفس المعاصرين يعتبرون أن مشكلات السلوك هي اضطرابات نفسية.
هناك اتفاق عام يقول بأن على العقاقير الفعالة نفسياً أن تكون جزءاً من خطة عامة للعلاج تشتمل على طرق أخرى للعلاج منصوص عليها في هذا الكتاب. قد يكون من المناسب هنا أن نقول إن على الاتفاق أعلاه أن ينوّه بأن وصفة العقاقير الطبية يجب أن تتم بناء على أبحاث مبنية على التجربة، ولكن هناك فروقاً عديدة وكبيرة بين الأطباء في هذا البلد وغيره، وبين سائر البلدان وهذا ما يجعل اعتبار عوامل أخرى أمراً ضرورياً. وتختلف وتتغيّر أيضاً مناهج العلاج بين الأطباء وأطباء الأطفال وأطباء الأطفال النفسيين. هناك عدد كبير من أطباء النفس للأطفال الذين لا يصفون العقاقير مطلقاً. إن أكثر العقاقير المستعملة في الطب النفسي للأطفال تعرضاً للفحص والامتحان -والتي هي أكثر تفهماً من قبل الأطباء- هي العقاقير المنبـّهة، ولكنها مع ذلك لا تستخدم إلا قليلاً هنا في المملكة المتحدة قياساً مع شمال أمريكا. كثيراً ما تستعمل تلك العقاقير في المملكة المتحدة لعلاج تبوّل الأطفال اللاإرادي أثناء النوم بالرغم من أن العلاج هنا يفضل أن يكون سلوكياً. إن الدلائل في هذا المضمار هي في الواقع مستمدة من تقارير الحالات، ومن تقدير النصوص بهذا الشأن، أو من قراءة الكتب عن الأطفال الذين يعانون من صعوبة في دراستهم.
لقد نـُشِر عدد من الأبحاث المفيدة بهذا الصدد مؤخراً.
عندما يتم وصف دواء ما يـُتّبع نهج الوصفات تلك التي تعتمدها الشركات الصيدلانية. إن وصف أحدث مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان الحادة للأطفال والمراهقين في المملكة المتحدة يجب أن يُعتبر أمراً خارجاً عن المألوف. والسؤال هنا هو لماذا نقوم بوصفات أدوية حديثة للأطفال قد تمت تجربتها قليلاً على الراشدين؟
إن معظم العقاقير المذكورة هنا توصف للأطفال دونما إذن مسبق من السلطات. ولكن ليس هذا بالأمر العظيم. يجب أن ننبه هنا إلى أنه إذا وجب على كل وصفة طبية أن تكون مدعمة بنتائج مخبرية باهرة أو بناء على حالات مسبقة مشابهة، ومن ثم منحها ترخيصاً خاصاً بها فإنه لن يُعالـَج من الأطفال المرضى إلا القليل. لا تزال هناك هوّة ما بين درايتنا بما للعقاقير من أثر كيمياحيوي، والكيفية التي تخفف بموجبها من وطأة المشكلة. تؤثر معظم الأدوية الفعالة نفسياً على أكثر من نظام توصيل عصبي في الجسم، وعلى هذا فلا يتعرض هذا النمط من التفكير لتلك النظم العصبية الموصلة ويحاول الربط بين الأعراض المشخصة مرضياً مع العقاقير التي تؤثر إيجاباً على تلك الأعراض. ويحاول أيضاً هذا النمط من التفكير أن يضع العلاج بالعقاقير في مضمار العلاجات الأخرى الموجودة
لمحة عامة
– يصف أطباء نفس الأطفال والمراهقين عقاقير لتحسين صحتهم كجزء من خطة عريضة للعلاج الذي قد يشتمل على وسائل أخرى.
– إن من بين المشكلات الخاصة التي يتطلب حلها تناول العقاقير هي:
مشكلات النوم
التخليط والهذيان
الفصام
مرض التحمس والهوس الخفيف والداء ذو القطبين (أو المتصل)
الاكتئاب
اضطرابات الوسواس القهري وهوس النتف
العرّات ومتلازمة “Tourette”
اضطرابات القلق والإلغاء
فرط النشاط
المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي الاضطرابات العقلية كالصرع وآلام الرأس الحادة وصعوبة التعلــّم
العلاجات الدوائية للمشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي الاضطرابات الدماغية
مشكلات السلوك لدى الأطفال المصابين بالصرع
يكون الأطفال المصابون بالصرع أكثر تعرّضاً لمشكلات السلوك. إن الأسباب وراء هذه الحقيقة كثيرة، ولكن لن نتعرض إلاّ إلى شؤون الأدوية المتعلقة بها.
من المفيد أن نلقي النظر على الأدوية المضادة للتشنجات التي قد يتناولها الطفل المصاب. إن كان الطفل “معروفاً بأنه مصاب بالصَرَع” وجب التحقق من التشخيص. لأن %40 من هؤلاء الأطفال الذين شـُخصّوا على أنهم مصابون بالصرع، تم تشخيصهم ووُجد أنهم غير مصابين بهذا المرض.
تبعاً للتوقيت، يمكن تصنيف السلوك المضطرب للأطفال المصابين بالصرع على أنه يتبع الوضع ما قبل الحادثة (أو العارض) بما في ذلك البادرة (النوبة الفعلية ictal) التي تتضمن الأَوْرَة وضياع الإدراك العابر، ثم العارضة نفسها، ثم ما بعد ذلك مثل حالات الشُّراد.
الأورة: ترجمة aura بحسب المعجم الطبي الموحد.. وهي تعني الهالة أو النسمة أو المنذر بالشيء قبيل حدوثه بلحظات.. وهي تعني هنا الإنذار الذي يسبق النوبة الفعلية للصرع بثوانٍ أو دقائق.. ولكن لا يحدث هذا في كل حالة أو نوبة صرعية.
إن المشكلات السلوكية المرتبطة بالصرع هي فرط النشاط العام والاكتئاب والتخليط والذهان والخرف. كل هذا قد تسببه الأدوية ولدى ظهورها يجب مراجعة كل العقاقير المضادة للتشنجات وغيرها التي يتناولها الطفل. ليست الدلائل على وجود ترابط بين الصرع والاكتئاب لدى الأطفال بالقوية إذا ما قـُورنت مع الراشدين الذين يرتادون عيادات للصرع، ربما لأن معظم الأدوية المضادة للتشنجات المعطاة للأطفال هي بنفس الوقت أدوية لتثبيت المزاج.
إن عدد النوبات المَرَضية الزائفة التي تحدث للمصابين بالصرع هي أكثر من تلك التي تحدث لغير المصابين.
قد تُسبب بعض الأدوية المضادة للتشنجات مشكلات في السلوك أكثر من غيرها: فقد يتسبب فالبوريت الصوديوم و “Carbamazepine” و“Lamotrigine” بتلك المشكلات وكذلك (Ethosuximide) و (Topiramate) و (Gabapentin) و(Phenytoin)،ولكن بشكل أقل مما يتسبب به “Clobazam” و “Clonazepam” و”vigabatrin” و”Phenobarbital” وهناك تقارير قديمة عن “Zonisamide” ويجري التقصي عن “Tiagabine” و”Oxcarbazepine” و “Levetiracetam”. قد قدم “بيساك” مؤخراً تقريراً مفيداً عن هذا. ترتبط التأثيرات الجانبية السلوكية العائدة ل “Carbamazepine” بتركيزات المصل المرتفعة. إن التحوّل إلى المستحضر البطيء بنفس الجرعة اليومية هو سهل ونادراً ما يسبب ضعفاً في التحكم بالنوبات. لكنه أحياناً يسبب تحسناً في السلوك.
التأثيرات الجانبية السلوكية لعقار “Phenobarbital” معروفة جيداً ولا يقوم أطباء الأطفال بوصفه خارج فترة الولادة الجديدة، ولكن بعض التخصصيين الذين يعالجون أيضاً الأطفال ليسوا مطلعين على هذا التأثير الجانبي.
يتسبب “Clonazepam” و “Clobazam” بتدهور سلوكي طويل وقد يبلغ أن يسبب الخرف الزائف إذا لم يتخذ الوالدان قراراً بإيقافهما. يبقى الأطفال المفرطو النشاط والذين لديهم صعوبات في الدراسة وتنتابهم نوبات مَرَضية مجهولة السبب والذين بدؤوا بتناول“Benzodiazepines” منذ صغرهم، يبقى هؤلاء تحت خطر أن يحرض هذا الدواء سلوكاً يتصف بأنه بنيوي. في بعض الأحيان “Clonazepam” و “Clobazam” لهما ارتكاسات متصالبة -ولكن ليس على الدوام- وعلى هذا يكون من المفيد التحوّل لأن التراجع عن “benzodiazepines” يجب أن يتم ببطء شديد وعلى الوالدين أن يكونا على استعداد لمواجهة إمكانية اشتداد النوبات.
لقد أسهم “Vigabatrin” بشكل ملحوظ في التأثير على اضطرابات الأطفال النفسية. وقد يؤدي إلى العديد من المشكلات من بينها الذهان. لقد انخفض استعمال هذا الدواء الآن، لأنه قد يسبب أيضاً ضعف البصر.
قد يسبب “Topiramate” نقصاً في الشهية إلى تناول الطعام والوزن.
يمانع المرء في أن يعالج فرط النشاط الناشئ عن الأدوية المضادة للتشنج بالمنبهات. يقال إن “Dexamfetamine” يرفع عتبة عدد النوبات الَمَرَضية- يفضل على “Methylphenidate” الذي قد يخفضها – ويفيد علاج الأطفال المرضى مركزياً بفرط النشاط والصرع سوية. قد يحسن “Methylphenidate” في واقع الأمر من النهج المعروف للنوبات بالإضافة إلى تأثيره المتوقع.
قد تزيد الأدوية المضادة للتشنجات من تردد النوبات المَرَضية، ويزداد هذا الاحتمال عند الفشل في معرفة متلازمات الصرع أو إذا لم تصنف نوبات المرض بشكل صحيح.
يستعمل كلٌ من “Carbamazepine” وفالبوريت الصوديوم كعوامل موجهة نفسية لدى الراشدين غير المصابين بالصرع وبشكل خاص لعلاج الداء ذي القطبين وفقدان السيطرة المتواتر، والجرعات هي جرعات مرض الصرع نفسها. قد يكون لـ “Lamotrigine” المفعول نفسه. بالإمكان معالجة مرض عقلي قد تم ربطه بالصرع عن طريق زيادة جرعة الدواء المضاد للتشنج الذي يتناولها الطفل.
إن إعادة النظر في الأطفال الذين “يعرف أن لديهم الصَرَع” قد مر النصح بها. ومن المهم أيضاً أن نأخذ بعين الاعتبار احتمال وجود مرض الصرع لدى أطفال لديهم مشكلات سلوكية وهم “معروف أنه ليس لديهم صَرَع”.
مشكلات السلوك التالية لأذى الرأس
لن نتعرض في هذا الفصل إلى المشكلات السلوكية الحادة في غرف العناية الفائقة التي تتم بعد أذى الرأس. تـُعالج النوبات المَرَضية التي تلي الصدمات عندما تحدث وقد تخلـّى المجتمع الطبي عن مضادات التشنج الوقائية. فأكثرية الأطفال الذين يعانون من نتائج سلوكية سيئة لا تستدعي تلك النتائج العلاج، ففي نخبة فيهم احتاج %7 منهم فقط إلى مضادات الاكتئاب. علينا تجنب الأدوية ثلاثية الحلقة لأنه قد تكون لمضادات الكوين آثار سلبية على الذاكرة والأداء المحرّك. يستجيب صاحب السلوك الانفجاري أو فقدان السيطرة المتواتر للعلاج بعقار “Carbamazepine” أو فالبرويت الصوديوم. قد نـُعير بعض المنبهات و”Amantadine” الاهتمام من أجل علاج السلوك غير المكبوح والظاهري وعلاج فقدان الإرادة الذي هو عبارة عن قلة اهتمام شديدة وقلة في الطاقة.
المشكلات السلوكية للأطفال المعاقين مدرسياً
يقال في الولايات المتحدة الأمريكية “متخلف عقلياً”. وهذا يخالف ما يقال هنا في المملكة المتحدة وهو “معاق عقلياً” لذا سنستخدم في هذا الفصل التعبير الصحيح، وهو “معاق مدرسياً” – ليدل على الشيء نفسه.
يتبع التقييم الخطوط الاعتيادية كالسيرة والفحوص الجسمية (كالطول والوزن ومحيط الرأس بيانياً على جداول مئوية) والتحقيق. إن الخطوة الأولى هنا هي تحديد أي من أشكال السلوك هي التي تولـّد المشكلات، ثم انتقاء إحداها وأخذ السيرة المناسبة. تؤخذ السيرة السلوكية كما تؤخذ سيرة الألم – أي ماذا هو؟ وأين هو؟ ومتى يحدث؟ ولأي فترة يستمر؟ وكم من المرات يحدث؟ وماذا يحسنه؟ وماذا فعل أحدهم كي يتوقف؟ وهل تمت محاولات بديلة؟… إلخ. – يجب سؤال هؤلاء المرضى الذين يعانون من عدد من الآلام عن كل نمط من الألم على حدة، وعلى هذا الشكل يُستجوب ذوو أنماط السلوك المنحرف. يدعى هذا الشكل من السيرة التحليل الوظيفي.
إن أمر المكان الذي يتم فيه السلوك الناشز هو أمر ذو أهمية. يتواجد الأطفال والأحداث الذين يحتاجون إلى العون في العيش في أماكن محدودة كالمنزل والمدرسة أو دور الحضانة ومع أترابهم وفي العيادات. إن أنماط السلوك التي لا تتم إلاّ في أماكن معينة هي أنماط لها علاقة بالوضع القائم، فإن لم تكن تلك الوضعيات هي المنزل أو عيادة الطبيب وجب عندها السعي خلف مخبرين إضافيين. إن أفضل مكان لمعالجة المشكلات التي لها علاقة بالوضعية هو المكان الذي تتم فيه تلك المشكلة، ومن النادر اللجوء إلى العقاقير في هذا الخصوص. تحدث المشكلات الواسعة الانتشار في كل الأماكن. وتكون عادة أسوأ من غيرها، وليس فقط لأن المرء لا يعلم فيما إذا كان بمقدور الطفل أن يتصرف بشكل آخر.
يجب تدوين تواتر كل نمط من سلوك الطفل بعد أن يتفق المعالِج مع الوالدين على أيّ من تلك الأنماط من السلوك يجب معالجتها. قد لا تكون تلك العملية معقدة، حيث نلجأ إلى دفتر لليوميات ونخصص صفحة لكل شهر وسطراً لكل يوم، وقد نحتاج إلى دفاتر عدة نضعها في العديد من أماكن وجود الطفل. يجب تسجيل الصفات الوسطية للتصرفات حتى يمكن التحسن، ولأن بعض المرضى يستمرون في التحسن دون أية تدخلات إضافية عندما تسجل تلك الصفات. هناك خبث عند بعض الأطفال الذين يرفضون القيام بالسلوك السيئ عندما يلاحظون أنه يدون. وهنا يتم تدوين الصفات الوسطية.
علينا أن نأخذ بعين الاعتبار المسببات الجسمية لدى الأطفال ذوي السلوك حديث التدهور وقدرة التواصل المحددة (كألم الأسنان أو الأذنين أو الصداع أو ألم البطن) وعلينا أيضاً أن نفكر في الضغوط الاجتماعية خصوصاً على الأطفال الذين تتم العناية بهم، وأنه -ربما- قد غادر أحد المحبوبين من أفراد هيئة الرعاية. ويجب أيضاً أن نأخذ بعين الاعتبار أشياء كالاكتئاب أو الداء ذي القطبين.
يمكننا استخدام -وبدون أن ندخل بالتفاصيل- علاج المرضى بفرط النشاط الحركي لتوضيح تلك النقاط. فمن الممكن علاج فرط النشاط الحركي المتعلق بالوضعية في البيت وليس في المدرسة بأفضل طريقة عن طريق التدخل السلوكي في المنزل، والعكس صحيح؛ ليس هناك من داعٍ للعقاقير. يستدعي بدء فرط النشاط الحركي الحاد تقييماً طبياً عاجلاً والنظر إن كان الطفل يتناول أي دواء. فرط النشاط الحركي العام (في المنزل وفي المدرسة وفي عيادة الطبيب) سيؤدي إلى اعتبار التعديلات البنيوية والدوائية.
وإن كان الطفل يتناول أية عقاقير، وجب التأكد من أنها ليست هي السبب.
يمثل الشغب والرفض غالبية المشكلات السلوكية لدى الأحداث المعاقين الذين يتلقون العلم. ومن السهل تصحيح هذا بتقنيات سلوكية بسيطة. ومشكلات النوم أيضاً هي واسعة الانتشار، وقد تستجيب للتدخلات السلوكية. إن تدخل الممرضات اللاتي يعملن في مراكز اجتماعية للعناية بالأطفال المعاقين وتدريسهن هو من التدخلات الممتازة.
تكون عادة مشكلات النوم الحادة مضنية وتحد من نشاط العائلة برمتها. يتم بتزايد اختيار الميلاتونين الاصطناعي لمشكلات النوم والاستيقاظ منه. وقد تمت معظم الدراسات على الأطفال العميان أو الذين يعانون من اضطرابات نمو تطورية عصبية. يُعطى الميلاتونين قبل نصف ساعة من الذهاب إلى النوم المستحضر السريع التحرر من أجل صعوبات البدء، أو المستحضر البطيء التحرر للحفاظ على النوم. لقد لوحظ أن هناك قدراً من تشكل العادة هنا وقد تكون هناك فروق في المنشأ الطبيعي للعديد من المركبات. إذا أفلح الميلاتونين في حل مشكلات النوم يجب التخفيض من جرعته. ثم إيقافه نهائياً كل بضعة شهور لنتأكد من إمكانية الاستغناء عنه.
قد يحتاج بعض الأطفال المعانين من مشكلات سلوكية جدية تحد من القدرات إلى عدد من التدخلات والفريق الداعم. ففي المدرسة قد يعني هذا توسيع الجهاز التدريسي وفي المنزل قد يحتاج إلى إشراف من الراشدين أكثر من نظرائه الذين يتمتعون بنمو طبيعي.
ينقسم الأطفال الذين يعانون من مشكلات الدراسة ومشكلات سلوكية أخرى إلى قسمين: هؤلاء الذين يتناولون الدواء وهؤلاء الذين لا يفعلون.
المتناولون الدواء
هناك الكثير من الأطفال الذين يتناولون الدواء لشفاء من مرض ما. يتبع العلاج التماس مسوِّغ عقلاني لتناول الجرعة ثم تخفيفها تحسـباً لعسر الحركة الآجل فـدواء واحـد للتصحيح النفســي هو مــن الحكمــة بمكان. من السهل معرفة الهذيان إذا شاهدناه، ولكن في بعض الأحيان يُساء فهم الأعراض المتقلبة لمريض ما في وضع مربك. يُدعى الوعي المتقلب الذي تتخلله فترات من السلامة ESR العصبي النفسي (أي المكافئ النفسي العصبي لارتفاع سرعة تثفل الخلايا الحمر)؛ وهذا يعني بأننا نواجه مرضاً نفسياً سيئاً جداً. فقد تكون مدارك مثل طرق السلوك والتفكير والذاكرة والإحساس والعواطف على شيء من الخلل. تـُدرج كتب علم النفس لائحة من الأسباب التي قد تتسبب في الارتباك واختلاط الأمور على المريض، ومنها الحمّى، والالتهابات، والصرع الذي لا يُظهر التقلصات المعتادة والأدوية.
قد يكون لأي دواء وُصف لتحسين سلوك طفل ما الأثر العكسي. وقد يكون الأطفال الذين يتناولون الدواء ولا ينمون بشكل مقبول ويتصرفون بشكل مَرَضي سيئ عرضة لتهور أو شلال انزلاقي صحي كالذي يعاني منه المسنون. أي أن أحد الأدوية تسبب في تأثير جانبي يُساء فهمه على أنه عارض مَرَضي جديد يقوم الطبيب المعالِج على أساسه بوصف دواء جديد. وتعاد الكرة ليصبح الطفل يتناول ثلاثة أدوية بدلاً من دواء واحد، وهكذا دواليك. يجب أن يتم إيقاف أي دواء لا يؤدي إلى أية نتيجة حسنة.
الذين لا يتناولون الدواء
الأطفال والمراهقون، الذين ليست لديهم مقدرة على التعلم ويعانون من اضطرابات سلوكية حادة لدرجة تتطلب استخدام الأدوية، لديهم سلوك مؤذ للذات أو سلوك متحدٍّ إن لم يتم تشخيص أمراضهم بشكل تقليدي، ونورد هنا -على سبيل المثال- الاكتئاب والاضطرابات ثنائية القطب اللذين يجب معالجتهما بشكل مقبول.
من الصعب جداً معالجة السلوك المؤذي للنفس، كضرب الرأس أو محاولة فقء العينين، ويكون التدخل الصائب عن طريق تدخل طبيب نفسي مهتم. لقد تم مؤخراً استعمال “Naltreoxone” مع بعض النجاح، ولكنه يؤثر سلباً على متلازمة “رت”. ومن الممكن أيضاً استعمال ““Carbamazepine” أو “Clomipramine”.
يقصد من السلوك المتحدي المعارض السلوك الانفجاري والعدائي لدى المراهقين الأقوياء البنية القليلي الكلام الذين لا يستجيبون إلى اللفتات الاجتماعية. ليست تلك دلالة على أن أنه يجب إحالتهم إلى مستشفى ما للإقامة فيه، فستكون عملية المعالجة طويلة الأمد، ومكلفة مالياً وتتطلب العديد من المتخصصين والبنية والاستمرار والتحكم في المحيط -كالمنزل الرحب والحديقة الكبيرة- والإنصات إلى الجدال وتدوين بعض النقاط تفادياً للمفاجآت. وقد يكون لبرنامج رياضي يومي بعض الأثر، ويرغب بعض المرضى في الاختباء تحت غطاء سميك. قد يكون للأدوية هنا دور، ولكن يجب هنا أيضاً تسجيل ماذا يحصل بعد تناولها وما كان يحصل قبل ذلك.
يجب اللجوء إلى العلاج الدوائي إذا كانت مشكلات المريض السلوكية قوية لدرجة تشل معها حياته وحياة عائلته، فعلى سبيل المثال قد يكون هناك طفل لا يسمح له بالبقاء في المنزل إلا إذا تصرف بشكل مقبول. قد يكون هنا الخيار “تناول الأدوية والبقاء في المنزل” أو “لا يتناول الأدوية ويقيم في مأوى خاص بالأطفال”. وهذا الخيار الأخير هو الأسوأ.
نرى -في بعض الأحيان- أدوية على شكل أقراص فقط ولا تأتي بأي شكل آخر، وقد يسبب هذا مشكلة لهؤلاء الذين لا يرتاحون لفكرة تناول الدواء. يجب الاستعانة بالأدوية الخفيفة أولاً وعدم استعمال العديد منها إذا أردنا الاستعانة بالأدوية أساساً.
علينا أن نتجنب مضادات الذهان مثل “Haloperidol” و “Risperidone” خشية الإصابة بعسر الحركة الانسحابي وعسر الحركة الآجل اللذين قد ينتجان حتى بعد فترة علاج قصيرة وخفيفة. إن مضادات الذهان ذات سمعة حسنة، ولكن دراسة أجريت مؤخراً لم تجد لها أي مفعول على الراشدين المعاقين ذوي الأمزجة المتحدية. ويبقى عسر الحركة الآجل كخطر عند استعمال مضادات الذهان غير شائع ولكن ليست لدينا الخبرة الكافية في هذا الموضوع.
إذا بدا سلوك ما ذا دورات وجب التحقق من هذا بالتدوين. من الممكن تــجربة “Carbamazepine” بطيء التحرر وفالبــرويت الصــوديوم والليثيوم وفيما إذا كانت لها علاقة بالمرأة الحائض.
من الممكن تجربة الأدوية أعلاه لعلاج ذوي السلوك المتفجر هؤلاء أو فقدان السيطرة المتكرر. وكما قال “غالتيري” إن التجارب العلاجية ما هي إلا فحوصات لفرضيات ما. فالسؤال مع السلوك المتفجر هو: “هل سيستجيب لدواء “Carbamazepine”؟ وليس: “هل هو مصاب بالصرع؟”
تؤثر المنبهات على المصابين بفرط النشاط العام من الأطفال المعاقين دراسياً، ولكن بشكل أقل على هؤلاء الأشد إعاقة. قد يكون هؤلاء أكثر حساسية للتأثيرات الجانبية للمنبهات، وقد يكون التركيز الشديد المدرك مشكلة من المشكلات.
قد تكون الأدوية السيروتونينية (مثل “Fluoxetine” و “Fluvoxamine” و “Sertraline) ذات أهمية من بين باقي الأدوية الموجودة الآن. وقد نستعين بها في حالات مشكلات السلوك المترافقة بالتوحد ذي الشدة التي تستدعي اللجوء إلى دواء. اقترح “ديلونغ” وفريقه أن الأدوية السيروتونينية قد تعوض النقصان لدى الأطفال المصابين بالتوحد وHyperlexia الذين ينتمون إلى عائلات ذات اضطرابات عاطفية كبرى وأهداف فكرية عالية. وقد ينتج عن هذا النوع من الأدوية في علاج متلازمة قبل الحيض والحالات المشابهة التي من الممكن أيضاً علاجها بالتمارين الرياضية.
لقد تم استخدام “Nalrexone” في علاج التوحد بجرعات منخفضة. وبدت بعض التغيرات هامة، وكان لها الأثر الدائم في تخفيف النشاط المفرط. لقد اكتسب دواء “Fenfluramine” سمعة رديئة لعلاج التوحد قبل أن ينتج ويوزع بشكل عام، لأنه قد يسبب فرط التوتر الرئوي الحاد.
يجب إبقاء هؤلاء الأطفال الذين يستجيب سلوكهم المتحدي للعلاج بالعقاقير تحت المراقبة. يجب أن تمضي فترة هدوء يرتاح خلالها الجميع. إذا تم استقرار الطفل، ولكن على مجموعة من الأدوية وجب التقنين ببطء لفترة ما بعد استقرار الطفل، أو ببطء شديد إذا كان الوالدان قلقين.
التوقف عن تناول الأدوية
تعتمد فترة العلاج الدوائي على الوضعية. يستمر التداوي حوالى 6-4 أشهر بعد ظهور نتيجة مشجعة. وأنا شخصياً لا أبدأ بإيقاف الأدوية في الأوقات الحرجة كبدء السنة الدراسية الجديدة أو قبل عطلة العائلة السنوية. لكل دواء خواصه ومعدل لإيقافه. قد يستغرق إيقاف دواء مثل “clobazam” أو “clonazepam” اللذين كانا يوصفان لعلاج الصرع أكثر من سنة. وهذا سبب يجب أن يثنينا عن وصفه منذ البداية. فمن الشائع تخفيف جرعة الدواء، ثم إيقافه خلال فترة شهر أو شهرين وبعد استشارة العديد من العيادات إلا إذا كانت هناك توصيات أخرى. لقد تم وصف المتلازمات الناجمة عن إيقاف العديد من الأدوية للعلاج النفسي وبشكل ملحوظ نصف الحياة التابعة لمضادات الاكتئاب السيروتونينية. قد يتســبب تخفيف جرعات مضادات الذهان في مـرض عسر الحركة الانسحابي وقد لا يكون هذا مؤقتاً.