يقصد بالتهاب المعدة التهاب البطانة الداخلية للمعدة.
أسباب التهاب المعدة
وقد يحدث التهاب المعدة نتيجة لـ:
– اتباع أنظمة غذائية تفتقر إلى العناصر الغذائية، وبها نسبة عالية من السكريات، والكربوهيدرات المكررة؛ إلى جانب تناول الكحول.
– القيء المزمن والمتكرر الناتج عن العديد من الأسباب، ومنها شلل عضلات المعدة (خَزَل المعدة).
– الإفراط في استخدام عقاقير معينة، مثل الأسبرين، أو غيرها من العقاقير المضادة للالتهاب.
– عدوى المعدة ببكتيريا تدعى الملوية البوابية، التي إذا لم يتم علاجها، فقد تؤدي إلى الإصابة بالقرحة الهضمية، أو سرطان الأمعاء في بعض الحالات.
– الالتهاب المناعي الذاتي لبطانة الأمعاء، الذي قد يُحدث ضررًا خطيرًا بالمعدة، بحيث لا تستطيع إفراز المواد الموجودة داخلها بالشكل الطبيعي (العامل المعدي الداخلي) اللازم لامتصاص فيتامين ب١٢ من الأمعاء الدقيقة. وقد يتسبب ذلك في الإصابة بفقر الدم الخبيث الناتج عن قصور فيتامين ب١٢؛ وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض النخاع الشوكي؛ لذا يفضل دائمًا أن تفحص مستوى فيتامين ب١٢ في دمك، فإذا وجدته متدنيًا جدًّا، فربما تكون مصابًا بفقر الدم الخبيث الناتج عن التهاب المعدة المناعي الذاتي. وفي هذه الحالة، لا بد من تعاطي حُقن فيتامين ب١٢، وذلك لعدم إمكانية امتصاصه من الغذاء، أو من مكملات الفيتامين؛ حيث يمكن لهذه الحقن أن تجعلك تتماثل للشفاء التام في مثل هذه الحالات. ولكن من المهم تجنب الجلوتين في نظامك الغذائي إذا كنت تعاني التهاب المعدة المناعي الذاتي، أو فقر الدم الخبيث.
– ارتجاع الصفراء: هو ارتداد العصارة الصفراوية من الاثنا عشر إلى المعدة, فالسبيل الصفراوي (قناة الصفراء) هو المسئول عن تفريغ ما بها من عصارة صفراوية في الاثنا عشر لهضم الدهون، لكنَّ هذه العصارة قد تتسبب في تهييج المعدة إلى حد كبير؛ وذلك لأنه ليس من المفترض أن تستقر في المعدة. ومن الممكن الحد من أعراض ارتجاع العصارة الصفراوية عن طريق تحسين وظائف الكبد بتناول وصفة طبية جيدة للكبد، مثل عقار ليفاتون بلس ومسحوق الماغنيسيوم، إلى جانب تناول مكملات الإنزيمات الهاضمة في بداية الوجبات، ونبتة الألوفيرا بعد ساعة من تناول الطعام، وهو ما يبعث على الشعور بالراحة.
ولا بد من علاج التهاب المعدة، وإلا فسيؤدي إلى نزيف المعدة والإصابة بالأنيميا الناتجة عن نقص الحديد في الجسم، وقد تزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة أيضًا.
أعراض التهاب المعدة
وتختلف أعراض التهاب المعدة من مريض لآخر، وقد لا تكون هناك أعراض محسوسة على الإطلاق. ومن الأعراض الأكثر شيوعًا:
– الغثيان أو القيء
– انتفاخ المعدة
– ألم في الجزء العلوي من المعدة
– عسر الهضم أو الارتجاع وحرقة الفؤاد
– شعور بالحرقة أو التقلص في المعدة بين الوجبات أو في المساء
– الحازوقة
– رائحة النفس الكريهة
– فقدان الشهية
– تقيؤ سائل دموي أحمر أو بني أشبه بلون القهوة
– براز أسود داكن (ناشئ عن نزيف المعدة)
اختبارات لتشخيص التهاب المعدة
لتشخيص التهاب المعدة لا بد من تصوير المعدة والاثنا عشر باستخدام منظار داخلي، وهو عبارة عن أنبوبة رفيعة تحتوي على كاميرا دقيقة يتم إنزالها إلى المعدة عبر الفم لتصوير بطانة المعدة. وعن طريق المنظار، يمكن استئصال جزء من بطانة المعدة لفصحه (بإزالة عينة دقيقة من الأنسجة)، ثم ترسل هذه العينة إلى المعمل لتحليلها، ومعرفة إذا ما كان هناك التهاب، أو سرطان، أو عدوى. كما يستلزم الأمر تحليل عينة من دم المريض لفحص وظائف الكبد، والتأكد من وجود أنيميا، أو نقص في الحديد، أو فيتامين ب ١٢، إلى جانب اختبار النفس لمعرفة إذا ما كانت هناك عدوى ببكتيريا الملوية البوابية. وأيضًا لا بد من إجراء اختبار الدم الخفي في البراز (تحليل للبراز) بحثًا عن وجود دم في البراز، ما يشير إلى وجود التهاب في المعدة.
علاج التهاب المعدة:
في بعض حالات التهاب المعدة قد يصف الطبيب عقاقير للحد من حمضية المعدة.
وفي حالة التهاب المعدة الناتج عن عدوى البكتيريا الملوية البوابية، لا بد من تناول المريض مجموعة من المضادات الحيوية المتنوعة، إلى جانب عقار لوقف إفراز الحمض لعدة أسابيع. ولكن تذكر أن البكتيريا الملوية البوابية هي من الطفيليات الانتهازية، وستصيبك مجددًا إذا عدت إلى اتباع الأنظمة الغذائية السيئة.