التصنيفات
طب نفسي | علم النفس

علاج التوتر والقلق بالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والدهنية

لقد تعرض العالم من حولنا لهجمات شرسة من الأبخرة والمواد السامة. إن المعادن الثقيلة كالرصاص، والكادميوم، والزئبق تنهال علينا كالأمطار، ومع الأمطار أيضاً، بينما تأتي الأبخرة السامة التي تنفثها مداخن المصانع، ودخان العادم المنبعث من محركات السيارات ودخان سجائر الآخرين لتتنفسها رئاتنا. كما تتسلل أبخرة المعادن الثقيلة من المصانع وعوادم السيارات إلى الأرض، ثم تعود إلينا من جديد داخل أنسجة النباتات التي نأكلها. وعلاوة على كل هذا، فإننا معرضون كذلك لعدد متزايد من المجالات الكهرومغناطيسية المصطنعة وللإشعاع القادم من مصادر متنوعة، من أجهزة الأشعة إلى محطات الطاقة النووية التي لا تخضع لصيانة حازمة.

ومع كل هذا التوتر البيئي، يصبح من الأهمية بمكان أن تقدم يد العون لجسدك حتى يتخلص من كل تلك السموم. هناك عدداً من الفيتامينات والمعادن التي تتمتع بفعالية شديدة في الالتحام بالسموم وطردها خارج الجسم. فالرصاص يمكن طرده بالزنك وفيتامين ج وفيتامين هـ، والكادميوم بالحديد والزنك وفيتامين ج وفيتامين هـ؛ والزئبق بالزنك وفيتامين هـ. وهذا الموضوع سوف يقدم لك معلومات عن المكملات الغذائية الأخرى التي يمكنك الاستعانة بها في معاونة جسدك وعقلك على التجاوب بشكل أفضل مع التوتر.

حتى تقهر التوتر من الضروري أن تقوي جهازك المناعي وأن تسيطر على مستويات السكر بالدم. وتساعد الفيتامينات والمعادن في تقليص حجم التوتر، والتحكم في مستويات سكر الدم، والوقاية من الضرر التأكسدي.

الفيتامينات

فيتامين أ Vitamin A

فيتامين أ مفيد لأمراض العين ومشاكل الجلد ولنشاط الجسم. وهو ضروري لعمليات نمو الخلايا وتكاثرها. ولقد تبين أنه يكافح العدوى ويزيد من قوة مناعة الجسم، كما أن قدرته مؤكدة كعامل مهم في مقاومة السرطان. وعدم تناول مقادير كافية من فيتامين أ قد يؤدي إلى تغيرات في الجلد والأغشية المخاطية بل إنه قد يسهم في ظهور حالات قبل سرطانية.

ويوجد فيتامين أ في الخضر الخضراء وبرتقالية اللون، وأفضل طريقة للحصول على كميات كافية من هذا الفيتامين المقوي للمناعة أن تأكل كميات كبيرة من تلك الخضراوات! وأهم صورتين لفيتامين أ هما الريتينول، الذي يوجد في الأطعمة حيوانية المصدر كالكبد والحليب والجبن والزبد ومح (صفار) البيض، والبيتا كاروتين، وهو مصدر نباتي طبيعي، يتحول داخل الجسم إلى فيتامين أ كلما احتاج الجسم إليه. وإذا أردت أن تكمل غذاءك بفيتامين أ، فتناوله بجانب فيتامين ج. وعلى المرأة الحامل ألا تتجاوز مقدار 5000 و.د من فيتامين أ، حيث إن الجرعات الكبيرة منه قد تسبب مخاطر إنجابية أو تشوهات جنينية. والبيتا كاروتين لا يعرضك لمثل هذه المخاطر.

فيتامين ب المركب Vitamin B Complex

تساعد مجموعة فيتامينات ب في المحافظة على الأداء الوظيفي الصحي لجهازك العصبي وتقلل من آثار التوتر. وهي تحول الكربوهيدرات إلى جلوكوز، والذي يقوم الجسم “بحرقه” لإنتاج الطاقة. هذه الفيتامينات ضرورية أيضاً لأيض الدهون والبروتينات وللمحافظة على النشاط العضلي للقناة الهضمية، علاوة على الأداء السليم لوظائف الهضم.

جميع فيتامينات ب قابلة للذوبان في الماء. وهذا معناه أن أية زيادة منها يجري إخراجها بشكل طبيعي من الجسم، ولا تختزن به، وهذا يجعل الإمداد المستمر بها أمراً حيوياً. ويسهل تدمير فيتامينات ب عن طريق الطهي وعمليات تنقية وتكرير الطعام. كذلك فإن تناول الكحوليات والقهوة والشاي علاوة على العرق الغزير، يؤدي إلى فقدان بعض فيتامينات ب. كما أن الإستروجين، والمبيدات الحشرية، والأقراص المنومة، وعقاقير السلفا تصنع بيئة داخل القناة الهضمية يمكنها تدمير فيتامينات ب.

فإذا كنت تعمل تحت ضغط أو كنت بصفة عامة شخصاً عصبياً، فلعلك في حاجة لجرعات أعلى كثيراً من فيتامين ب المركب.

فيتامين ب 1 (الثيامين Thiamine) يساعد على تحويل سكر الدم إلى طاقة وهو من مكونات التفاعلات الأيضية الرئيسية التي تتم بالقلب، وبالأنسجة العصبية، والمتعلقة بإنتاج خلايا جديدة. ويعمل الكحول بصفة خاصة على إتلاف فيتامين ب 1.

فيتامين ب 2 (الريبوفلافين Riboflavin) يعمل مع أحد الإنزيمات للمساعدة في إنتاج الطاقة وإحباط تأثير الشقوق الكيميائية الحرة التي تتلف الخلايا. وهو مضاد قوي للأكسدة وضروري لامتصاص الحديد. والكحول مع عدد من الأنواع المختلفة من العقاقير، ومن بينها المهدئات، يتلف فيتامين ب 2.

فيتامين ب 3 (النياسين Niacin) يساعد في إنتاج الطاقة بالخلايا، ويعزز الصحة الذهنية والبدنية، ويساعد في تنظيم مستويات السكر بالدم، ويساعد في خفض الكولستيرول المرتفع.

فيتامين ب 5 (حمض البانتوثينيك Pantothenic acid) حيوي لصحة الغدة الكظرية وإنتاج الهرمونات. كما أنه ضروري كذلك لصحة الهضم ولإنتاج الأجسام المضادة.

فيتامين ب 6 (بيريدوكسين Pyridoxine) مهم للغاية للأداء الوظيفي الطبيعي للإنزيمات الأساسية كما يساعد أيضاً في المحافظة على الأداء الوظيفي السليم للمخ والجهاز العصبي.

فيتامين ب 12 (سيانوكوبالامين Cyanocobalamin) ضروري لتكوين كريات الدم الحمراء وللنمو الطبيعي لها، وللخصوبة وأثناء الحمل، ولبناء المناعة ومعالجة بعض الأمراض الانحلالية (التي تؤدي لتدهور الصحة) مثل الإيدز والسرطان والتصلب المنتشر والالتهاب المفصلي العظمي. كما أنه يستعمل أيضاً بشكل علاجي في العديد من الاضطرابات الذهنية والعصبية المختلفة. وقد صار فيتامين ب 12 مؤخراً علاجاً ذائع الصيت لتقوية المناعة وكمضاد لمسببات الحساسية.

حمض الفوليك folic acid واحد من فيتامينات ب، وهو ضروري في الحمل لضمان النمو السليم للجنين، غير أنه يتمتع بأهمية مساوية في حالات التوتر. ونقصه قد يسبب أعراضاً مثل العصبية الزائدة، والشعور بالإجهاد بسهولة، والشعور العام بالوهن. كذلك يبدو أن لحمض الفوليك فائدة في الإقلال من الآثار المدمرة للتدخين على الرئتين.

البيوتين Biotin يزيد من قوة جهاز المناعة وبهذا يزيد من القدرة على مقاومة مجموعة متنوعة من الأمراض، ومنها العدوى الفطرية. كما أنه مضاد كذلك للاكتئاب والإرهاق والألم العضلي.

الكولين Choline وهو مفيد في مداواة الأمراض الرئيسية التي تصيب الأعصاب وكذا الأمراض النفسية والمعدية. وهو يحسن من المزاج والذاكرة. واستعمال جرعات عالية من الكولين بصفة مستمرة قد يتسبب في نقص فيتامين ب 6.

الإينوسيتول Inositol هو نوع معقد من الأحماض الدهنية وهو مهدئ طبيعي يقضي على القلق ويساعد على النوم.

PABA (حمض البارا-أمينوبنزويك Para-aminobenzoic acid) يوجد في حالة ارتباط بحمض الفوليك. وتقوم بإنتاجه البكتريا الصديقة التي تعيش بصورة طبيعية في القولون ويختزن بداخل الأنسجة. ونقص PABA قد يتسبب في الإمساك والاكتئاب ومشاكل الهضم والإعياء ونوبات الصداع والعصبية الزائدة. وتناول جرعات عالية منه تزيد على 30 مجم بصفة مستمرة أمر لا ينصح به، ما لم يكن المرء تحت رعاية طبيب حيث إنها قد تكون سامة.

فيتامين ج Vitamin C

فيتامين ج، ويعرف أيضاً باسم حمض الأسكوربيك، مادة قابلة للذوبان في الماء يجب الحصول عليها من مصادر غذائية. وهي تساعد في تكوين كريات الدم الحمراء، وتساعد في الوقاية من النزيف وتعزز تكوين العظام والأسنان بصورة سليمة. فيتامين ج ضروري أيضاً للأداء الوظيفي السليم للعناصر الغذائية الأساسية الأخرى بالجسم. ويزداد مقدار امتصاص الحديد في الأمعاء بدرجة كبيرة بوجود مستويات كافية من فيتامين ج. وقد ثبت إكلينيكياً أنه يقلل من شدة نزلات البرد ويساعد في الوقاية من السرطان. ووجود مقدار كافٍ من فيتامين ج أمر حيوي لتكوين الأدرينالين في الغدد الكظرية. وسرعان ما يستفيد الجسم من حمض الأسكوربيك الكظري في أوقات التوتر ومن ثم فمن المهم العمل على تعويضه بانتظام.

تناول فيتامين ج بجرعات متساوية على مدار اليوم حتى تضمن وجود مستويات متواصلة منه في الدم، حيث إنه يخرج بسرعة من الجسم عن طريق وسائل الإخراج المختلفة. وعليك أن تتناول ما بين 1000 و 3000 مجم عند تعرضك للتوتر. فإذا أصبت بإسهال، فإن هذا معناه أنك ربما تجاوزت المستوى الأمثل منه. وكل ما عليك عندئذ أن تقلل من مقدار تناولك إياه بمعدل 500 مجم.

فيتامين هـ Vitamin E

فيتامين هـ لا غنى عنه لجميع الكائنات الحية التي تتنفس الأكسجين، وهو مكون معقد من مكونات عملية إنتاج الطاقة. وهو قابل للذوبان في الدهون ويتكون من عدة مركبات تسمى التوكوفيرولات. وهو مضاد قوي للأكسدة يلعب دوراً حيوياً في التنفس الخلوي لجميع العضلات، لاسيما عضلات القلب والعضلات الهيكلية. وهو يمكن هذه العضلات وما يرتبط بها من أعصاب من العمل بقدر أقل من الأكسجين، ومن ثم يزيد من نشاطها وقدرتها على التحمل. إن المستويات الكافية من فيتامين هـ لأمر ضروري لصحة الأداء الوظيفي للجهاز العصبي، ونقصه قد يتسبب في كثير من الأحيان في حدوث تلف عصبي. كذلك يعمل فيتامين هـ على تحسين سريان الدم عن طريق توسيعه لمجرى الأوعية الدموية، كما يثبط عملية تخثر الدم ويساعد في نقل العناصر الغذائية إلى الخلايا، ويساعد في تركيز بؤرة العين، وعلى سرعة اندمال الجروح، ويقلل من تكون الندب، ويحمي الجسم من التلف الناتج عن ملوثات البيئة.

ويمكن الحصول على فيتامين هـ من مصادر غذائية كالحبوب الكاملة وجميع البذور النيئة والمكسرات والبيض والخضراوات (لاسيما ذات الأوراق الخضراء) والزيوت النباتية المعصورة على البارد. وكمكمل غذائي، عليك أن تتناوله جنباً إلى جنب مع السيلينيوم.

المعادن

الكالسيوم Calcium

الكالسيوم هو أكثر العناصر المعدنية تواجداً بالجسم، حيث نجد حوالي 99% منه مخزوناً في العظام والأسنان. والكالسيوم من العناصر الغذائية التي يحتاج الجسم إليها طوال عمره، وهو ضروري للانقباضات العضلية، ولنقل الإشارات العصبية، ولصيانة جهاز المناعة، ولانتظام نبضات القلب ولإنتاج الطاقة الحيوية. كذلك يحمي الجسم من أمراض القلب بخفضه لضغط الدم وإقلاله من مستوى الكولستيرول بالدم، ومن ثم يقلص من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وعند تناوله جنباً إلى جنب مع المغنسيوم، فإنه يقلل من العصبية والانفعال والأرق ونوبات الصداع، كما أنه يقي كذلك من توتر ما قبل نزول الحيض ومن هشاشة العظام.

وينبغي تناول الكالسيوم مع الوجبات لأن الوسط الحمضي بالمعدة يشجع على امتصاص الكالسيوم. وينبغي تناوله مع عنصر المغنسيوم ويفضل كذلك مع فيتامين د لضمان الامتصاص الأمثل له.

الكروم Chromium

وهو معدن أساسي إذا لم يكن في استطاعتك التوقف عن تناول الحلوى والمأكولات السكرية عند شعورك بالتوتر. والكروم ضروري للأداء الطبيعي للأنسولين، كما يساعد في خفض نسبة الشحوم بالجسم ويقلل من مستوى الكولستيرول.

استعمل بيكولينات أو نيكوتينات الكروم بجرعة مقدارها 400-500 ميكروجرام يومياً مقسمة على مرتين وتؤخذ قبل الغداء والعشاء.

المغنسيوم Magnesium

المغنسيوم عنصر حيوي للجسم، وهو مركز بصفة أساسية في العظام وداخل كل خلية. هذا العنصر الرئيسي ضروري لكل وظيفة من الوظائف الحيوية الرئيسية، ومنها أيض الجلوكوز، وإنتاج وتوازن الطاقة الخلوية وتصنيع الأحماض النووية والبروتينات. ويساعد المغنسيوم في الحفاظ على التوازن الكهربي للخلايا وهو ضروري لسلامة الأغشية، وللانقباض العضلي السليم، وللتوصيل العصبي، ولانتظام ضربات القلب، ولصحة الأوردة. كما أنه ضروري كذلك لامتصاص الكالسيوم. وهو يثبط من مفعول هرمون الجار درقية (PTH)، الذي يقوم باستخلاص الكالسيوم من العظام، ومنشط للكالسيتونين، وهو هرمون يعمل على زيادة مخزون الكالسيوم بالعظام والمحافظة عليه. كذلك يساعد المغنسيوم الأعصاب على الاسترخاء بعد تعرضها للاستثارة على يد الكالسيوم، ومن ثم يشجع على حدوث توازن صحي وظيفي في النشاط العضلي والعصبي.

وقد يؤدي نقص المغنسيوم إلى التشوش، والإعياء، وفقدان الشهية، وفقدان التناسق العصبي العضلي، والغثيان، والارتعاشات، والقيء.

تناول جزأين من الكالسيوم مع جزء واحد من المغنسيوم أثناء الوجبات أو اشترِ مكملاً غذائياً يجمع بالفعل بين المعدنين. والوضع الأمثل أن يحتوي ذلك المكمل أيضاً على فيتامين د.

السيلينيوم Selenium

السيلينيوم معدن مهم يعمل جنباً إلى جنب مع فيتامين هـ في إجراء العديد من الوظائف الأيضية، ومنها النمو الطبيعي والخصوبة. وهو مضاد قوي للأكسدة وعنصر غذائي مضاد للسرطان. وهو معروف بحمايته للجسم من اضطرابات عديدة منها تصلب الشرايين، وأمراض الشرايين التاجية، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.

ويوجد السيلينيوم في العديد من الخضر مثل البروكولي والقنبيط والثوم والبصل والفجل. غير أن محتوى الطعام من عنصر السيلينيوم يتوقف على مقدار السيلينيوم في التربة التي زرع فيها النبات، لهذا فإن هناك احتمالات أن تكون في حاجة لمكملات غذائية حيث إن التربة اليوم صارت فقيرة بصفة عامة في هذا العنصر.

الزنك Zinc

الزنك معدن حيوي لصحة جهاز المناعة لأنه يعجل من عملية اندمال الجروح ويساعد الغدة الصعترية (الثيموسية) في عملها. وهو عنصر مهم للامتصاص السليم ولأداء الفيتامينات لوظائفها، لاسيما مجموعة فيتامينات ب المركب. وهو يتدخل في عمليتي الهضم والأيض، وكذا في نمو الأنسجة وصيانتها وترميمها.

ويتعرض الزنك للتدمير عند معالجة الطعام بالتصنيع ويشيع اليوم نقص مستويات الزنك بالطعام. ونقص الزنك يؤدي إلى شذوذ في الحواس والإدراك (فقدان حاستي الشم والتذوق)، وزيادة خطر العدوى، والخمول، والخلل الوظيفي للغدد التناسلية، وضعف الشهية. فإذا تناولت الكثير من الألياف، فإن هذا يؤدي إلى استنفاد مستويات الزنك لديك، وكذلك تناول قدر قليل من اللحوم أو اتباع برنامج غذائي لإنقاص السعرات الحرارية أو إنقاص الوزن. ومكملات الزنك مهمة، لاسيما للنباتيين. تناول منه بحد أقصى 150 مجم يومياً.

الأحماض الأمينية Amino acid

حمض جاما أمينوبيوتيريك gamma-Aminobutyric acid

وهو حمض أميني غير أساسي، يتكون من حمض الجلوتاميك، الذي يحافظ على سلامة وظائف المخ ويساعد على استعادة توازن كيمياء المخ. ويطلق عليه اسم الحمض الأميني المختص بالقلق، إذ يعمل حمض جاما أمينوبيوتيريك GABA كناقل عصبي مثبط يحث على الاسترخاء ويُحدث إحساساً بالهدوء والسكينة.

لقد تبين أن GABA يلعب دوراً محورياً في تنظيم القلق والخوف. ويؤمن الباحثون أنه يؤثر على المخ بإبطائه لنشاط الخلايا العصبية المرتبط بالتهيج الحاد والذي يساعد بالتالي على خفض ضغط الدم، وإيقاف الإفراز المفرط للعرق، وتهدئة خفقان القلب وثورة الذهن.

GABA يمكن تناوله كمهدئ طبيعي دون خوف من الإدمان أو من آثاره الجانبية السلبية.

إل-كارنيتين L-CARNITINE

إل-كارنيتين حمض أميني يستعمله الجسم للقيام بعملية أيض الدهون وإنتاج الطاقة بصورة سليمة. ولما كان يساعد في تحويل الأحماض الدهنية إلى طاقة، فإنه يساعد كذلك الكبد على أداء وظيفته. ويستطيع الجسم تكوين الكارنيتين في وجود مستويات كافية من ب 1، و ب 6، والحديد، واللايسين. وهو موجود بوفرة في اللحوم، لاسيما لحم الديك الرومي الداكن واللحوم الحمراء، لهذا فإن على النباتيين أن يحذروا من تعرضهم لنقص فيه. ولقد تبين كذلك أن الكارنيتين يعمل على زيادة فعالية فيتاميني ج، و هـ.

ولقد توصلت إحدى الدراسات إلى أن الكحول يقضي على قدرة الجسم على تصنيع الكارنيتين، ومن ثم يؤثر بالضرر على عملية تحويل الأحماض الدهنية. وعندما يستهلك المرء طعاماً عالي الدسامة أو يحتسي كحوليات، فإنه يكون بحاجة لمستويات أعلى من الكارنيتين للتعامل مع فائض السموم التي تنتج حينئذ. وإنتاج الكارنيتين يتعرض للإعاقة أيضاً باتباع الحمية القاسية، والملوثات البيئية، والإعياء المستمر، وضعف كفاءة الوظائف الهضمية.

وتساعد مكملات إل-كارنيتين على الحيلولة دون هبوط مستواه في الدم وعلى منع الأحماض الدهنية من الترسب في الكبد، وكذلك في القلب وفي العضلات الأخرى. ومن المزايا الأخرى لهذا الحمض الأميني أنه يساعد في تنظيم ضربات القلب، ويزيد مقاومة التوتر، ويزود المرء بقدرة احتمال جسمانية أكبر.

إل-سيستيين L-cysteine

إل-سيستيين حمض أميني كبريتي قابل للذوبان في الماء يمثل مولداً كيميائياً حيوياً للطاقة. وأهم سمة من سماته هي قدرته على مساعدة الجسم في التخلص من السموم الكيميائية الضارة مثل الزئبق، علاوة على السموم التي يتعرض لها الجسم أثناء العلاج من السرطان. بل إن السيستيين ذاته يستعمل أيضاً لمقاومة نمو السرطان.

وبجانب فائدته في التخلص من السموم المعدنية، يلعب السيستيين أيضاً دوراً في أيض الطاقة، ولقد استعمل بنجاح في علاج تساقط الشعر عند النساء وكذلك في علاج الصدفية والعدوى البكتيرية.

إل-جلوتاثيون L-glutathione

لا يوجد على ظهر الأرض من كائن حي -سواء كان حيواناً أو نباتاً- لا تحتوي خلاياه على بعض الجلوتاثيون. ويؤمن العلماء بأن الجلوتاثيون كان مركباً ضرورياً لنشوء الحياة ذاتها على كوكب الأرض. ويحتوي الكبد والطحال والكلى والنسيج المبطن للمعدة والبنكرياس والعينان على أكبر كميات من الجلوتاثيون. وتقل هذه الكميات مع التقدم في العمر.

ويلعب الجلوتاثيون أربعة أدوار رئيسية في الجسم. فهو يحميه من الملوثات القوية التي يصنعها الإنسان، ويساعد الكبد على التخلص من السموم الكيميائية، وهو مقوٍ لوظيفة المناعة ويحافظ على سلامة كريات الدم الحمراء. وهو قادر على الاتحاد مع المعادن والتخلص منها مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم.

الأحماض الدهنية Fatty acid

أوميجا 3 Omega-3 fatty acid

تساعد زيوت أوميجا 3 على خفض نسبة الكولستيرول الضار ذي الجزيئات منخفضة الكثافة LDL ورفع نسبة الكولستيرول المفيد ذي الجزيئات مرتفعة الكثافة HDL وخفض نسبة الجلسريدات الثلاثية Triglycerides. وهكذا، فإنها تحول دون حدوث التصلب العصيدي للشرايين، وما يتبعه من تكون للجلطات الدموية، وذلك بمنع خلايا الدم من الالتصاق معاً فوق جدران الشرايين. وهي تساعد المخ على العمل بمزيد من الكفاءة وتحمي الكبد والكلى وتنظم ضربات القلب غير المنتظمة وتعيد ضغط الدم إلى طبيعته إذا كان شديد الارتفاع.

ويجب الحصول على زيوت أوميجا 3 من الطعام. وزيوت الأسماك الطبيعية غنية بتلك المركبات، ولكن إذا لم تكن تهوى زيت السمك، يمكنك الحصول عليها أيضاً في زيت بذرة الكتان (الزيت الحار) أو بذور القرع العسلي. ومن الأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية سمك الهلبوت والسلمون والماكريل.

أوميجا 6 Omega-6 fatty acid

أحماض أوميجا 6 الدهنية ضرورية لتقوية جهاز المناعة وللتوازن الهرموني. وهي مفيدة أيضاً في الإقلال من عمليات الالتهاب. ونقصها يؤدي إلى الإكزيما والصدفية وسقوط الشعر والعقم وزيادة الوزن علاوة على المشاكل السلوكية ومشاكل الدورة الدموية. وقد يسبب التدخين واحتساء الخمور والعدوى الفيروسية والإفراط في تناول الدهون المشبعة النقص فيها.

تكملة غذائك بزيت زهرة الربيع المسائية أو زيت زهرة لسان الثور (زهرة نجمية الشكل) تمدك بحمض الجاما لينولينيك الحيوي (GLA) الذي يحتاج إليه الجسم، لاسيما في حالة تعرضه للتوتر.

والمكمل الغذائي الذي يجمع بين كل من أحماض أوميجا 3 وأوميجا 6 هو زيت الكشمش الأسود.

لماذا نحتاج إلى المكملات الغذائية

السبب الذي يجعل من الضروري تزويد غذائك بالفيتامينات والمعادن والأعشاب أنها لا تساعد فحسب في المحافظة على صحتنا أو استعادة صحتنا، وإنما لأن الطعام الذي نأكله يخرج من تربة منهكة وغير صحية. وعلى مدى الخمسين عاماً الماضية أو نحوها، نحن نستخدم الأسمدة الكيماوية ومبيدات الأعشاب والآفات التخليقية وحشونا المواشي التي نربيها بجميع أنواع العقاقير والتطعيمات. وقبل أن يصل الطعام إلى موائدنا، فإنه غالباً ما يتعرض لعملية تكرير وتنقية حتى الموت بحيث لا يتبقى لنا لكي يلبي احتياجاتنا الغذائية سوى أقل القليل. وحتى إذا أكثرت من تناول الفاكهة والخضراوات، فسوف لا تجد سوى محاصيل نمت في تربة تنقصها بشدة العناصر الغذائية المهمة والعناصر الصغرى.

ولقد ركز عدد لا حصر له من الباحثين على الفيتامينات والعناصر الصغرى على مدى السنوات الخمسين الماضية باعتبارها “حلقة الوصل المفقودة” في لغز التغذية البشرية. فلقد اكتشف أن الكروم، على سبيل المثال، عنصر غذائي صغير ذو أهمية حيوية، في حين أن الفلور وهو أيضاً من العناصر الصغرى يؤثر بالسلب على الجهاز العصبي حيث إنه يختزن داخل الجسم ويتراكم بمرور الزمن.

وتشير أبحاث أجريت في كندا إلى أن عدداً من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي مرتبطة على ما يبدو بنقص عناصر غذائية حيوية. ومن بين تلك الاضطرابات: الاكتئاب الإكلينيكي، واضطراب نقص الانتباه، والألم التليفي العضلي، والإرهاق المزمن، والشيزوفرينيا (الفصام)، والقلق، ومتلازمة “توريت”. واكتشف باحثون من جامعتي كالجاري ويوتاه نقصاً غذائياً عاماً يجمع بين كل هذه الأمراض. وقد أدى العلاج بالفيتامينات والمعادن الأساسية إلى تحسن كبير في الحالة الذهنية، وأصبح المرضى قادرين على أداء وظائفهم من جديد بشكل طبيعي. إن المكملات تتمتع بمزايا تفوق ما تتمتع به العقاقير الدوائية بكثير؛ فهي ليست فقط أرخص ثمناً، وإنما بالمقارنة بالعقاقير الكيميائية لا توجد لها آثار جانبية ضارة.

وبرغم أنه ليست كل حالات الاكتئاب أو القلق مرتبطة بنوع الطعام الذي نأكله، فإن الأمر برغم ذلك جدير بأن نفكر فيما إذا كنا بحق نحصل على كل ما نحتاجه من طعامنا وما إذا كانت المكملات الغذائية ذات فائدة لنا أم لا.