التصنيفات
الباطنية

علاج الداء البطني Celiac disease

الداء البطني Celiac disease هو مرض مناعي ذاتي يتلف بطانة الأمعاء الدقيقة، ويسببه عدم تحمل بروتين الجلوتين الموجود في النظام الغذائي. وقد يكون الداء البطني وراثيًّا؛ لذلك افحص السجل المرضي لعائلتك.

أما الجلوتين فهو البروتين الموجود في الحبوب كالقمح، والشعير، والجاودار، والشوفان. ولا يعني مصطلح “عدم التحمل” الحساسية نفسها، حيث يتضمن الأول رد فعل مزمنًا وطويل المدى من الجسم.

ويُتلف الجلوتين خلايا بطانة الأمعاء الدقيقة، فيصبح الغشاء المخاطي مسطحًا فاقدًا ثناياه (التي تعرف باسم الزغب). ونتيجة لذلك، تفقد الخلايا المخاطية قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام؛ ما ينتج عنه في النهاية نقص غذائي حاد.

ويشيع الداء البطني في البلدان الغربية بمعدل حالة من كل ١٠٠ فرد تقريبًا. ويصيب هذا المرض المريض في أي عمر، فبالنسبة إلى الأطفال، يظهر عندهم عند تعويدهم على تناول الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين، أما البالغون فعادة ما يبدأ في العقد الثالث أو الرابع، وهو أكثر شيوعًا في الإناث.

وفي البداية تكون الأعراض تدريجية، وربما تبدأ بالشعور بالإعياء. ومن الأعراض الشائعة الشعور باضطراب في المعدة، وانتفاخ، وإسهال، وفقدان الوزن. كما يصعب امتصاص الدهون من الطعام المأكول، وهو ما يجعل حجم البراز أكبر، وشاحب اللون، ودهنيًّا، كما يطفو هذا البراز على المياه، ويصعب طرده عبر المرحاض.

وتنتشر أيضًا قرح الفم، والطفح الجلدي، والالتهابات الجلدية، حول أركان الفم بين مرضى الداء البطني، أما نقص المعادن (خاصة الحديد، والزنك، والسيلينيوم)، وفيتامين د فهو شائع جدًّا بينهم؛ ذلك بسبب عجز البطانة المعوية التالفة عن امتصاص هذه العناصر من الطعام. وتشير البقع البيضاء في أظافر المرضى إلى نقص الزنك. ويعد مرضى الداء البطني أكثر عرضة للأمراض المناعية الأخرى (مثل أمراض الغدة الدرقية، والنوع الأول من مرض السكري، والتهاب الأمعاء، وأمراض الكبد).

وتتشابه الكثير من أعراض الداء البطني مع أعراض متلازمة القولون العصبي؛ لذا إذا لم تسكن الأعراض بعلاج متلازمة القولون العصبي، فمن المهم النظر في استبعاد الإصابة بالداء البطني.

ويمكن إجراء تحليل دم يدعى اختبار الأجسام المضادة لمضادات الجليادين للوقوف على أسباب هذه الحساسية غير العادية للجلوتين. ويكون هذا التحليل أكثر دقة مع الأطفال، أما مع البالغين فقد يعطي نتائج كاذبة، سواء أكانت النتيجة إيجابية أم سلبية. كما يمكنك إجراء تحليل دم لمعرفة إذا ما كان لديك نمط جيني يسبب لك عدم تحمل الجلوتين، ويدعى اختبار مستضدات الكريات البيضاء البشرية لتحديد النمط الجيني.

ويجرى التشخيص الدقيق للداء البطني باستئصال جزء دقيق من البطانة المخاطية للجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة لفحصها تحت المجهر، وهو ما يمكن عمله باستخدام منظار الألياف البصرية (المنظار المَعِدي) الذي يمرر عبر فم المريض بعد إعطائه المخدر.

ولحسن الحظ يستجيب الداء البطني بفاعلية لتغيير الأنماط الغذائية، فإذا اتبع المرضى نظامًا غذائيًّا خاليًا من الجلوتين، فإنهم يشعرون بتحسن بشكل عام، وتعود البطانة المخاطية للأمعاء الدقيقة لحالتها الطبيعية. ومن ثم يصبح امتصاص العناصر الغذائية بصورة طبيعية ممكنًا، مع أنه من المهم لك أن تجري الفحوص من فترة إلى أخرى لمعرفة إذا ما كان هناك نقص في نسب الحديد، والزنك، وحمض الفوليك، وفيتامين ب ١٢، والفيتامينات الذوَّابة في الدهن (فيتامين أ، د، ه، ك)؛ وهو ما يمكن معرفته بسهولة عن طريق فحص الدم.

ولكون مرضى الداء البطني أكثر عرضة للإصابة بأمراض القصور المناعي الأخرى، أرى أنه من الأفضل لهم تعزيز أنظمتهم الغذائية بتناول فيتامينات ه، ج، د، أ، بالإضافة إلى معادن السيلينيوم والزنك. ومن المهم أيضًا زيادة جرعة أحماض أوميجا ٣ الدهنية الأساسية، وذلك بتناول الأسماك الزيتية، وبذور الشيا، والجوز، وبذور القنب، وبذور الكتان المطحونة.

وإذا تأخر تشخيص إصابتك بالداء البطني حتى فترة متأخرة في حياتك، فقد يتسبب التناول الممتد للجلوتين في إصابة أمعائك الدقيقة بتلف مزمن، وهو ما قد يحتاج إلى سنوات للتعافي؛ لذا أنصح بتناول مسحوق الجلوتامين بجرعة من ٢ إلى ٥ جرامات مرتين يوميًّا مذابًا في حليب جوز الهند أو الأرز للتعجيل بشفاء البطانة المعوية.

وإذا تم تشخيص إصابتك بالداء البطني في وقت متأخر، فقد يصبح لديك نقص في الزنك، والسيلينيوم، والحديد، والكالسيوم، والفيتامينات التي تذوب في الدهن (وهي فيتامينات أ، د، ه، ك)، لذلك أنصحك، بشدة، بتعزيز هذه العناصر الغذائية وتناولها على حدة؛ حيث لن تكون الجرعات من الأقراص متعددة الفيتامينات وأقراص المعادن كافية لهذا الغرض. وعليك تناول الفيتامينات التي تذوب في الدهن مع الأطعمة ذات الدهون. وافحص أظافر أصابعك بحثًا عن البقع البيضاء، فإذا كان بأظافرك الكثير منها، فإنك تعاني نقص المعادن في جسدك؛ لذلك اطلب من طبيبك عمل تحليل دم لقياس مستوى فيتامين ب ١٢، فإذا وجدته متدنيًا، فقد يفيدك أخذ حقن على نحو شهري من فيتامين ب ١٢.

وسترفع مكملات الإنزيمات الهاضمة من كفاءة امتصاص جسدك العناصر الغذائية الأساسية.

عدم تحمل الجلوتين

قد يسبب بروتين الجلوتين قدرًا كبيرًا من المشكلات الصحية للبعض، مؤثرًا في أجهزتهم المناعية، وهذا حقيقي، حتى إذا “لم” يكونوا مصابين، أو لم يصابوا يومًا بالداء البطني. نعم، هذا صحيح، فقد تعاني عدم تحمل الجلوتين حتى إذا “لم” تكن تعاني الداء البطني؛ وهذا هو الرابط الذي لا يفهمه الكثير من الأطباء والمرضى, فيخبر بعض الأطباء مرضاهم بأن بإمكانهم الاستمرار في تناول الجلوتين لعدم إصابتهم بالداء البطني؛ لذلك، وللأسف، تظل مشكلاتهم قائمة، وتعاود الظهور، أو تصبح أسوأ.

ومن عوامل خطر الإصابة بعدم تحمل الجلوتين ومؤشرات الإصابة به، هي:

– إذا كنت مريضًا بداء كرون أو التهاب القولون التقرحي

– إذا كنت تعاني مشكلات في الأمعاء بشكل غير مفسر؛ أي لا يجد لها الطبيب المختص سببًا

– إذا كنت مريضًا بالروماتويد، أو التهاب المفاصل – الصدفية، أو غيرها من التهابات المفاصل الأخرى

– إذا كنت مريضًا بداء الذئبة أو غيره من أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الأنسجة الضامة

– إذا كنت تعاني مشكلات مناعية ذاتية في الغدة الدرقية، مثل التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، أو الدراق الجُحوظي

– إذا كنت تعاني التهاب الجلد بشكل متكرر أو مزمن

– إذا كنت تعاني أحد أمراض المناعة الذاتية المتعلقة بالكبد مثل التشمع الصفراوي الأولي، أو التهاب الأقنية الصفراوية المُصَلِّب، أو التهاب الكبد بالمناعة الذاتية

– إذا كنت تعاني نقصًا مجهول السبب في نسب الزنك والحديد، أو غيرهما من المعادن الموجودة في جسدك

– إذا كنت مريضًا بهشاشة العظام المبكر أو الحاد

– إذا أتت نتيجة اختبار مستضدات الكريات البشرية لتحديد النمط الجيني الخاصة بك إيجابية؛ وهو أحد اختبارات الدم

– إذا كانت لديك سوابق عائلية بأي من أمراض الداء البطني، أو داء كرون، أو التهاب القولون التقرحي

– إذا كانت لديك سوابق عائلية للإصابة بمرض سرطان الأمعاء أو السلائل المعوية

إن أفضل طريقة لتحديد إذا ما كنت مريضًا بعدم تحمل الجلوتين هي محو “كل” الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين من نظامك الغذائي لمدة ٣ أو ٦ أشهر مع ملاحظة أثر ذلك في صحتك، ووظائف أمعائك. ويمكنك اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين تحت إرشاد الطبيب.

كما يمكنك عمل تحليل للدم لمعرفة إذا ما كنت تحمل النمط الوراثي الذي يجعلك عرضة للإصابة بعدم تحمل الجلوتين، ويعرف باختبار مستضدات الكريات البشرية لتحديد النمط الجيني، فإذا كانت نتيجة التحليل إيجابية، فقد تشعر بتحسن كبير في صحتك إذا اتبعت نظامًا غذائيًّا خاليًا من الجلوتين. ولكنك ستحتاج إلى ما بين ٦ و١٢ شهرًا حتى تستطيع أن تحكم حكمًا دقيقًا على فائدة النظام الغذائي الخالي من الجلوتين؛ لذلك عليك أن تكون دقيقًا وصبورًا. ولا تأتي نتيجة اختبار مستضدات الكريات البشرية لتحديد النمط الجيني إيجابية دائمًا فيمن يعانون عدم تحمل الجلوتين؛ ولهذا ربما يكون اتباع الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين هو الطريقة المثلى لاكتشاف إذا ما كنت تعاني عدم تحمل الجلوتين. ويوجد الجلوتين في القمح، وحبوب الجاودار، والشعير، والشوفان، وفي العديد من الأطعمة المعالجة، والصلصات المعلبة أيضًا.

أما بالنسبة إلى من هم عرضة لعدم تحمل الجلوتين بفعل العوامل الجينية، فيمكن أن يؤدي الجلوتين الغذائي إلى تفاقم أنواع عديدة من أمراض المناعة الذاتية بدرجة بالغة، مثل أمراض الغدة الدرقية، واضطرابات الأمعاء، والجهاز الهضمي، والأمراض الجلدية مثل الصدفية، والإكزيما. وبمجرد أن تحد من الجلوتين في نظامك الغذائي؛ ستتحسن هذه المشكلات بالتدريج، وعادة ما تزول، خاصة إذا تم علاج مشكلات نقص التغذية.

النظام الغذائي الخالي من الجلوتين

يتضمن هذا النظام استبعاد الحبوب التالية: القمح، والجاودار، والشعير، والشوفان. بالإضافة إلى ضرورة تجنب كل الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين – سواء أكان ظاهرًا (كما في الخبز، والدقيق، والمكرونة، والمعجنات، ومعظم الأطعمة المعدة من مشتقات الحبوب)، أم كان غير ظاهر (كما في معظم أنواع النقانق، والصلصات، ومكعبات المرق).

الأطعمة المسموح بها – الخالية من الجلوتين

– الأرز، ونشا التبيوكة، والأروروت، والذرة الصفراء، والذرة البيضاء، ودقيق النخل، والقمح الأسود، ونبتة القطيفة، وحبوب الكينوا، وحبوب الطيف

– المكسرات، والبقول، والبذور

– الدواجن، واللحوم، والمأكولات البحرية

– البيض

– منتجات الألبان

– الخضراوات والفواكه

– الأنواع الخالية من الجلوتين من الخبز، والمكرونة، والبسكويت، والمقرمشات

– الدقيق الخالي من الجلوتين كالذي يُصنع من البطاطس، وبذور القنب، والحمص المعروف بالحمص الشائع، والبازلاء، وفول الصويا، والأرز

– النخالة الخالية من الجلوتين المصنوعة من الأرز وفول الصويا

وأصبحت العديد من المنتجات الخالية من الجلوتين متاحة اليوم، كما سهلت الملصقات التصنيفية الإلزامية على أغلفة المنتجات مسألة العثور على الأطعمة الخالية من الجلوتين أكثر كثيرًا من ذي قبل.

ولكن احرص “دائمًا” على قراءة الملصقات التصنيفية الموجودة على أي منتج أولًا قبل الشراء.

وهناك الآن العديد من المطاعم التي تتخصص في تقديم الوجبات الخالية من الجلوتين. وحتى البيتزا تقدمها بعض المطاعم خالية من الجلوتين إذا طلبت منهم ذلك. ولكن إذا كنت مريضًا بالداء البطني، فلا تتناول البيتزا في المطاعم التي تقدم البيتزا الاعتيادية التي تحتوي على الجلوتين، فقد يصل الجلوتين إلى طعامك بطريقة غير مباشرة عن طريق جزيئات الجلوتين العالقة في فرن البيتزا أو الأواني؛ لذلك اسأل عن هذا الأمر دائمًا.

أطعمة يجب تجنبها (تحتوي على الجلوتين)

– أية أطعمة تحتوي على القمح، أو الجاودار، أو الشعير، أو الشوفان، وتوجد هذه الحبوب والدقيق المصنوع منها في الخبز العادي، والأطعمة المعدة من مشتقات الحبوب، والمقرمشات، والبسكويت، والفطائر الرقيقة، والكعك، والبيتزا، والمعجنات، والمكرونة

– القمح المقشور

– السميد

– الفطائر الحلوة، وفطائر اللحم، ومعظم أنواع أقراص اللحم البقري المفروم، ومعظم أنواع النقانق، والعديد من أنواع اللحوم المعلبة

– اللحوم، أو الأسماك بالبقسماط المطحون، أو عجينة البانكيك السائلة، أو كعك السمك، أو كرات البطاطس المقلية

– ماء الشعير

– الجعة

– معظم أنواع مكعبات المرق، ومزيج صلصات مرق اللحم

وهذه القائمة لا تشمل كل شيء، فهناك أطعمة أخرى قد تحتاج إلى تجنبها؛ ذلك لأنه لا يمكن، دائمًا، عن طريق ملصقات الطعام الموضوعة على المنتج المعالج، معرفة ما إذا كان خاليًا من الجلوتين أم لا.

وتقدم جمعية مرضى السيلياك (الداء البطني) قوائم كاملة بالأطعمة المعالجة الخالية من الجلوتين، وإذا أردت المزيد من المعلومات حول هذا الأمر، فإنه يمكنك التواصل مع جمعية مرضى السيلياك في دولتك.

الحبوب الصحية الخالية من الجلوتين

نبتة القطيفة

هي نوع من الحبوب كان يستخدمه هنود الآزتيك الذين عاشوا في شمال أمريكا؛ وقد عادت إلى نبتة القطيفة الآن شهرتها مرة أخرى بين المهتمين بالصحة، فهي غنية جدًّا بالبروتين، وهي مصدر جيد للكربوهيدرات المركبة، إلى جانب كونها خالية من الجلوتين. كما يمكن استخدامها بديلًا للقمح بالنسبة إلى مرضى الداء البطني، لكن لا بد من غمرها بالماء قبل استخدامها وطهوها على نار هادئة، وذلك لتسهيل هضمها، ويمكنك استخدامه في صنع الطواجن أو اليخنات.

حبوب الكينوا

الكينوا هي نوع آخر من الحبوب القديمة التي كان يستخدمها عادة شعب الإنكا. وهي غنية بالبروتين، ويمكن استخدامها بديلًا للأرز والقمح في العديد من الأطباق، إلى جانب كونها سهلة الهضم ومفيدة بالنسبة إلى من يعانون حساسية القمح، أو متلازمة القولون العصبي. وهي خالية من الجلوتين ويستطيع مرضى الداء البطني احتمالها، كما تعد جيدة بالنسبة إلى مرضى حساسية منتجات الألبان؛ لأنها غنية بالكالسيوم.

بدائل أخرى من الحبوب الخالية من الجلوتين: منها الأرز، والطيف، والذرة البيضاء، والقمح الأسود، ودقيق الذرة الأصفر. ويمكن لمرضى الداء البطني احتمال حبوب الطيف والقمح الأسود، كما يمكنهم تناول الذرة البيضاء لكونها خالية من الجلوتين، لكن الذرة البيضاء أحيانًا ما تختلط بالقمح وغيره من مصادر الجلوتين في أثناء حصاد وتخزين ومعالجة المحاصيل المختلطة.

ملحوظة: القمح المقشور هو أحد أشكال القمح، ويحتوي على الجلوتين.

وصفة طاجن القطيفة / تكفي ٤ أشخاص

ابدأ بتشويح الثوم، والكراث، والبصل في زيت الزيتون. ثم أضف كل الخضراوات وقلبها لمدة ٤ دقائق.

أضف الطماطم المعلبة وعصارتها، ثم بذور القطيفة والأرز (أو الذرة البيضاء).

اترك المزيج يغلي على نار هادئة لمدة ١٠ دقائق، ثم تبلّه بملح البحر، والتماري، وصلصة الصويا الخالية من الجلوتين أو توابل الخضراوات.

تأكد من أن الخضراوات لا تزال متماسكة القوام ولا تبالغ في طهوها.