نشير بدايةً إلى أن المعلومات التالية تمثل آراء الأطباء والممرضات العاملين في مجلس تحرير قاعدة معلومات السرطان التابع للجمعية الأمريكية للسرطان. وتستند هذه الآراء على تفسيرهم الخاص للدراسات المنشورة في الصحف أو المجلات الطبية، وكذلك إلى تجربتهم المهنية.
ولا تُعتبر المعلومات العلاجية هذه سياسة رسمية للجمعية، ولا يُقصد منها أيضاً أن تكون مشورة طبية تحل محل الخبرة والحصافة اللتين يقوم بهما فريق معالجة السرطان الذي يهتم بك. ويُقصد من هذه المعلومات أيضاً أن تساعدك أنت وعائلتك على اتخاذ القرارات الصائبة، وطبعاً بالاشتراك مع طبيبك.
يُذكر أن طبيبك قد يقترح عليك خطة علاجية تختلف عن خيارات العلاج العامة هذه، وذلك بناءً لأسبابه الخاصة. ويتعيّن عليك أن لا تتردد عن طرح أسئلةٍ على طبيبك أو طبيبتك تتعلق بخيارات العلاج التي تمتلكها.
أهداف العلاج
إن السرطان المتقدم هو من الأمراض المستعصية على الشفاء ربما، ولكن بالإمكان السيطرة عليه كثيراً. ويستطيع الأطباء السيطرة على الأعراض الجسدية في كل الحالات تقريباً. ويتعيّن توضيح أهداف العلاج، لك ولعائلتك، في كل مرحلة يصل إليها السرطان. ويتعيّن عليك أن تعرف ما إذا كان هدف العلاج هو شفاؤك من السرطان أم إطالة عمرك أم تخفيف الأعراض. يُلاحظ أن هذا الأمر قد يسبب بعض التشويش، لأن بعض العلاجات المستخدمة لشفاء السرطان قد تُستخدم للتخفيف من الأعراض أيضاً.
يعتقد بعض الأشخاص أنهم لا يمكنهم فعل أي شيء أكثر إذا كان سرطانهم غير قابل للشفاء، وهكذا فهم يلجأون إلى وقف كل العلاج. يُذكر أن بعض الأطباء هم مع هذا الرأي أيضاً. ويتعيّن أن نتذكر دائماً أنه باستطاعة العلاجات الشعاعية والكيميائية والجراحية وحتى علاجات أخرى أن تسيطر على الأعراض عادة. وإذا استطعت التخفيف من الأعراض مثل الألم وانسداد الأمعاء واضطراب المعدة والتقيؤ فعندها ستشعر بارتياح أكبر. إن باستطاعتك دائماً أن تفعل شيئاً لتحسين نوعية حياتك.
يتمتع المريض بحق أن يكون صاحب القرار في خطة علاجه. ويُذكر أن هدف أية خطة لمعالجة السرطان هي منحك أفضل نوعية ممكنة لحياتك. وتُعتبر هذه القضية هي قضية شخصية جداً. ولهذا يمكنك إبلاغ فريق معالجة السرطان الذي تختاره بالأشياء التي تعتبرها مهمة. وتستطيع إبلاغ هذا الفريق بالأشياء التي تنوي الاستمرار بها. مرة أخرى، عليك اتخاذ الخيارات الأحسن والخيارات الواقعية بالنسبة لك.
يقرر بعض الأشخاص أن الأعباء التي تمثلها علاجات السرطان الهجومية لا تساوي الفوائد البعيدة الاحتمال. يصل هؤلاء إلى استنتاج أنهم لا يريدون تلقي العلاج الهجومي. ويقرر آخرون الاستمرار بتلقي علاجات السرطان. يقرر بعض المرضى البقاء في البيت، بينما يختار غيرهم التوجه إلى مركز عناية حيث يتلقون مساعدة في حياتهم، أو يتوجهون إلى مركز تمريض، أو يقررون الالتحاق بمركز عناية استشفائي إذا كان هذا المركز متوفراً لهم.
يقرر المريض أحياناً التوقف عن تلقي المزيد من العلاج لسرطانه. ويصعب على أحبائه أن يتقبلوا هذا الأمر، لكن المريض يتمتع بحق تقرير ما هو الأفضل لنوعية حياته. وننصح المريض دائماً أن يشمل عائلته بهذه القرارات.
تعتمد خيارات علاج السرطان المتقدم المتاحة على المكان الذي بدأ منه السرطان، وعلى مدى انتشاره. وضع الأطباء قاعدة عامة تقول إن السرطان الذي انتشر يحتاج إلى علاج منهجي، مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الهورموني. يُذكر أن العلاج المنهجي هو العلاج الذي يؤخذ عن طريق الفم أو يُحقن في الدم مباشرة كي يصل إلى خلايا السرطان.
الجراحة
تستخدم الجراحة عادة لعلاج السرطان المحلي الذي تحدد موقعه. وتهدف الجراحة غالباً إلى شفاء المريض. تُستخدم جراحة السرطان الذي تحدّد موقعه مع ذلك من أجل إزالة الجزء الأساسي من الورم، وتترك للعلاجات الأخرى، مثل المعالجة الشعاعية والكيميائية أن تتخلص من بقية الورم. وإذا لوحظ أن السرطان قد انتشر في منطقة واحدة فقط، وأن حجمه ليس كبيراً، فعندها قد يكون من الممكن إزالته كلياً. وإذا انتشر السرطان إلى الكبد مثلاً، وكوّن ثلاث أو أربع كتلٍ ورمية فقط، فعند ذلك قد يكون من الممكن أن تزال هذه الأورام جراحياً.
لا تُستخدم الجراحة عادة لمعالجة السرطان المتقدم، لكنها تكون مساعدةً أحياناً، وها هي بعض الأمثلة:
• استخدام الجراحة لتخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة: تستطيع الجراحة تحسين نوعية حياتك، وحتى أنها قد تساعدك لتعيش حياةً أطول، حتى ولو كان السرطان قد انتشر بحيث يستحيل على الجراحة معالجته. يقوم السرطان أحياناً بسد المعى، متسبباً بألم شديد. يستطيع الجراح هنا أن يفتح بالجراحة طريقاً جانبيًّا لتجاوز الانسداد حتى تستطيع المعى أن تعمل بشكل طبيعي مجدداً. ويضطر الجراح أحياناً إلى تمكين المعى من الإفراغ في كيس معلّق خارج البطن (فتحة تصريف (فَغْر) القولون). ويلجأ الجراحون أحياناً إلى وضع أنابيب تغذية في مواضعها، ويستطيعون أيضاً وضع أنابيب أصغر يدخلونها إلى الأوعية الدموية لنقل الأدوية التي تزيل الآلام.
• جراحة لوقف النزيف: يحدث أحياناً أن يضغط الورم على عصبٍ ما، وأحياناً يكون الورم قريباً من الحبل الشوكي. يزول الألم في هذه الحالة إذا ما قُطع العصب أو أُزيل الورم وقد يجنّب المريض الإصابة بالشلل. ويلجأ الجراحون إلى قطع الأعصاب التي تسبب الألم في البنكرياس عند إجراء جراحة لاستئصال سرطان البنكرياس.
• جراحة الوقاية من انكسار العظام: يتمكّن السرطان أحياناً من إضعاف العظام، وهو ما يتسبب بالكسور التي تتّجه إلى الشفاء على نحو غير مرضٍ. ويلجأ الجراحون أحياناً إلى وضع قضيب معدني لمنع حدوث الكسور إذا ما لاحظوا ضعفاً في العظم. ويطبّق هذا الإجراء عادة على عظمة الفخذ. وتستطيع الجراحة إزالة الألم بسرعة، وتساعد على استعادة النشاط بسرعة، وذلك في حالة حدوث كسر في العظام.
يتوقف مدى فائدة الجراحة كثيراً على حالتك. وإذا ما كنت طريح الفراش، فيصعب على الجراحة الرئيسية أن تكون ناجحة، ويُحتمل أن يُرجع تعب الجراحة حالتك إلى الوراء ويزيدها سوءاً. أما إذا كنتَ بحالة صحية مقبولة وتشعر بالنشاط، فقد تكون الجراحة فكرةً سليمة.
المعالجة الشعاعية
تستخدم المعالجة الشعاعية الأشعة السينية عالية الطاقة لقتل خلايا السرطان. وتستطيع المعالجة الشعاعية أحياناً شفاء السرطان الذي لم ينتشر بعيداً أو كثيراً. ويشيع استخدام المعالجة الشعاعية في حالة السرطان المتقدم من أجل تقليص حجم الأورام أو تقليل الألم أو التخفيف من أعراض أخرى (وهو ما يدعى العناية المخفِّفة).
المعالجة بالحزمة الشعاعية الخارجية تشبه المعالجة بالأشعة السينية المعتادة ما عدا أنها تأخذ وقتاً أطول بقليل. ويخضع المرضى في هذه المعالجة لجلسات علاجية على مدى خمسة أيام في الأسبوع، وأحياناً يمكن تقليص هذه الجلسات لتستغرق يوماً أو يومين في الأسبوع.
تترافق هذه المعالجة الشعاعية مع تأثيرات جانبية أهمها الشعور بالتعب (الإعياء)، والشعور بشيء يشبه ضربة (لفحة) الشمس على الجلد. وتترافق المعالجة الشعاعية للرأس والرقبة أحياناً مع تلف للغدد التي تفرز اللعاب، وينتج عن ذلك التهاب الحلق أو قروح فموية. ويشعر بعض الأشخاص بصعوبة في البلع أو يعانون من فقدانهم لقدرتهم على تذوق الأطعمة. وتتسبب المعالجة الشعاعية للمعدة بالشعور بالغثيان والتقيؤ والإسهال واحتمال تضرر الأمعاء. وتتسبب المعالجة الشعاعية لمنطقة الصدر بحدوث ندوب في الرئتين تجعل بعض الأشخاص يشعرون بضيق في التنفس. وتتسبب المعالجة الشعاعية للدماغ أحياناً بمشاكل في التفكير أو في الذاكرة، والتي تظهر بعد عدة شهور أو سنوات.
المعالجة الشعاعية الداخلية، أو المعالجة الشعاعية القصيرة تستخدم بذوراً صغيرة من مادة مشعة توضع مباشرة داخل الكتلة السرطانية. تستطيع هذه البذور إطلاق كمية كبيرة من الأشعة في منطقة صغيرة، وهي تجنّب بذلك الأنسجة السليمة المجاورة من التعرض لخطر الإشعاع.
يستطيع الطبيب إدخال بعض المواد المشعة (مثل سترونتيوم – 89 أو ميتاسترون) عن طريق وريد. تنجذب هذه المواد إلى أماكن العظام التي تحتوي على السرطان.وتقوم الأشعة التي يطلقها الدواء بقتل الخلايا السرطانية، وتخفف من ألم العظام، لكنها تعجز عن شفاء السرطان. تلقى هذا الطريقة نجاحاً أكبر من استخدام المعالجة بالحزمة الشعاعية الخارجية وحدها، والتي تقوم بمعالجة منطقة صغيرة فقط، وذلك في حالة انتشار السرطان لعدة عظام. تُستخدم أحياناً أنواعٌ مختلفة من المعالجات الشعاعية في وقت واحد.
المعالجة الكيميائية
المعالجة الكيميائية تعني استخدام الأدوية لقتل خلايا السرطان. وتُعطى هذه الأدوية عن طريق وريد، أو عن طريق الفم. تشرع الأدوية فور دخولها في مجرى الدم في الوصول إلى كافة أجزاء الجسم. تفيد هذه المعالجة في حالة انتشار السرطان داخل الجسم. تقوم هذه المعالجة بتقليص حجم السرطان فتخف آثار بعض الأعراض. وتستطيع هذه المعالجة إطالة الحياة عند بعض المرضى المصابين بالسرطان المتقدم إلى حد بعيد.
تتمكن الأدوية المستخدمة في المعالجة الكيميائية من قتل خلايا السرطان، لكنها تصيب بالضرر بعض الخلايا السليمة والطبيعية في جسمك. تنتج بعض التأثيرات الجانبية عن هذه المعالجة، مثل:
• الغثيان والتقيؤ
• فقدان الشهية
• فقدان الشعر (لكنه يعود للنمو بعد انتهاء المعالجة)
• تقرحات الفم
• ازدياد فرص الإصابة بالالتهابات
• نـزيف أو الرضّ بعد الإصابة بجروح أو إصابات بسيطة
• التعب (الإعياء)
يستطيع فريق معالجة السرطان الذي يهتم بك أن يقترح عليك خطوات أخرى من أجل تخفيف التأثيرات الجانبية. وتوجد أدوية بإمكانها المساعدة على تخفيف الغثيان والتقيؤ. ويجد الطبيب أحياناً فائدة في تغيير جرعات الدواء أو الوقت الذي تؤخذ فيه هذه الأدوية. ويتعيّن على الطبيب أن يقوم بموازنة التأثيرات الجانبية مع الأعراض التي تحاول هذه الأدوية التخفيف منها.
المعالجة الهورمونية
الاستروجين، وهو هورمون تفرزه مبيضات النساء يشجع على نمو سرطانات الثدي. ويقوم الهورمون الذكوري (آندروجينات) مثل التستوستيرون، وهو الهورمون الذي تفرزه الخصيات، يقوم هذا الهورمون بتشجيع نمو معظم أنواع سرطانات البروستات. ويستطيع الطبيب أن يعطي أدوية توقف مفعول هذه الهورمونات أو تقلل كمياتها في الجسم. تتنوع التأثيرات الجانبية بحسب أنواع المعالجات الهورمونية المستخدمة. وتشتمل هذه التأثيرات الجانبية على الشعور بتوهجات حارة، وتخثر الدم وفقدان الدافع الجنسي.
ثنائي الفوسفونات هي مجموعة من الأدوية تستخدم في المعالجات التي تساهم في إضعاف العظام (ترقق العظام). استخدمت بعض هذه الأدوية، مثل باميدرونات (آريديا)، وحامض الزوليدرونيك (زوميتا)، في معالجة المرضى الذين انتشر سرطانهم نحو عظامهم، أو عند المرضى الذين يعانون من أورام خبيثة متعددة بدأت في نقي عظامهم. وتساعد هذه الأدوية على تخفيف ألم العظام، وتبطئ من سرعة تلف العظام الناتج عن السرطان. ويلاحظ أن هذه الأدوية تكون أكثر فعالية عندما تُظهر صور الأشعة السينية أن السرطان النقيلي بدأ يتسبب بجعل العظام أنحف وأضعف. ويلاحظ أيضاً أن فعالية هذه الأدوية تكون أقل فعالية عندما يتسبب السرطان بجعل العظام أكثر كثافة.
التجارب السريرية
أهداف التجارب السريرية:
تُعرف الدراسات الواعدة بمعالجات جديدة أو تجريبية على المرضى باسم التجارب السريرية. تنطلق التجارب السريرية فقط في حالة وجود سبب ما يدعو للاعتقاد أن المعالجة قيد البحث قد تحمل فائدة ما للمريض. ويجد الأطباء عادة فوائد حقيقية للمعالجات المستخدمة في التجارب السريرية. ويهدف الباحثون من البدء في دراسة معالجات جديدة إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:
• هل تحمل هذه المعالجة الجديدة مساعدة للمريض؟
• كيف يعمل هذا النوع من المعالجة الجديدة؟
• هل تفيد هذه المعالجة الجديدة بشكل أفضل من المعالجات الموجودة من قبل؟
• ما هي التأثيرات الجانبية التي تسببها هذه المعالجة الجديدة؟
• هل أن التأثيرات الجانبية التي تنتج عنها هي أكثر أم أقل من المعالجة المعتمدة حالياً؟
• هل أن الفوائد تفوق التأثيرات الجانبية؟
• أي نوع من المرضى تفيد هذه المعالجة الجديدة؟
أنواع التجارب السريرية:
توجد ثلاث مراحل من التجارب السريرية لدراسة الأنواع الجديدة من المعالجات، وذلك قبل أن تكسب الأهلية لنيل موافقة إدارة الغذاء والدواء (الأمريكية).
المرحلة الأولى من التجارب السريرية:
تهدف المرحلة الأولى إلى إيجاد أفضل طريقة لإعطاء المعالجة الجديدة، ومقدار إعطائها بطريقة سليمة. يقوم الأطباء في هذه المرحلة بمراقبة المرضى مراقبةً دقيقة بحثاً عن التأثيرات الجانبية المؤذية. يسبق ذلك دراسة معمقة للمعالجة في المختبر، وتجربتها على الحيوانات، لكن التأثيرات الجانبية عند المرضى لا تكون معروفة تماماً في هذه المرحلة. يبدأ الأطباء الذين يجرون هذه التجربة السريرية بإعطاء جرعات خفيفة من الدواء لأول دفعة من المرضى، ثم يقومون بزيادة الجرعات للمجموعات التالية منهم، وذلك حتى تبدأ التأثيرات (الآثار) الجانبية بالظهور. يهدف الأطباء في هذه المرحلة إلى مساعدة المرضى، لكن يبقى الهدف الرئيسي من المرحلة الأولى هو اختبار مدى سلامة الدواء.
المرحلة الثانية من التجارب السريرية:
تصمم الدراسات في هذه المرحلة للتأكد من كيفية عمل الدواء. يُعطى المرضى أعلى جرعة ممكنة من الدواء بحيث لا تتسبب بظهور تأثيرات جانبية حادة (وهو ما يتحدد في المرحلة الأولى) ثم تتم مراقبتهم عن كثب لملاحظة تأثير الدواء على السرطان. يبحث الأطباء هنا عن التأثيرات الجانبية أيضاً.
المرحلة الثالثة من التجارب السريرية:
يدرس الأطباء في هذه المرحلة الثالثة العوامل الجديدة الواعدة بطريقة علمية، وتقارن مع المعالجات التقليدية السائدة. وتشتمل المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على أعدادٍ كبيرة من المرضى. وتسجِّل بعض التجارب السريرية آلاف المرضى. وتتلقى مجموعة واحدة من المرضى (وهي مجموعة القيادة) المعالجة التقليدية المعتمدة (الأكثر قبولاً)، بينما تتلقى المجموعات الأخرى المعالجة الجديدة. يدرس الأطباء عادة معالجة جديدة واحدة لمراقبة ما إذا كانت تعمل بطريقة أفضل من المعالجة المعتادة، لكنهم يلجأون أحياناً إلى دراسة معالجتين أو ثلاث في وقت واحد. ويقوم الأطباء بمراقبة كل المرضى في المرحلة الثالثة عن كثب. يعمد الأطباء إلى إيقاف المعالجة الجديدة إذا ما لاحظوا ظهور تأثيرات جانبية حادة، أو إذا ما تبيّن أن مجموعة أخرى قد وصلت إلى نتائج أفضل بكثير من غيرها.
إذا ما كنتَ مشتركاً في تجربة سريرية، فستكون تحت إشراف فريق من الخبراء يعتني بك، ويراقب تقدمك باهتمام شديد. يُذكر أن هذه الدراسات مصممة للعناية الشديدة بك.
تبقى مع ذلك بعض المخاطر التي تترافق مع هذه التجارب. ولا يعرف أي شخص يشترك في الدراسة ما إذا كانت المعالجة ستأتيه بفائدة مقدماً، ولا يعرف حتى أية تأثيرات جانبية ستظهر، وهذا هو الهدف الذي صممت التجارب السريرية لاكتشافه. يلاحظ أن بعض التأثيرات الجانبية تختفي مع الوقت، لكن بعضها قد يكون دائماً وحتى مهدداً للحياة. يتعيّن عليك أن تتذكر مع ذلك أنه حتى المعالجات التقليدية المعتمدة تحمل تأثيراتها الجانبية. تبقى أن تقرر بنفسك ما إذا كنت ستشارك في إحدى هذه التجارب، وذلك بناءً على عوامل عدة تراها.
اتخاذ القرار بالمشاركة في تجربة سريرية:
تعود لك وحدك مسألة تقرير الاشتراك في أية تجربة سريرية. وسيقوم أطباؤك وممرضاتك بشرح الدراسة لك بالتفصيل، وسيعطونك نموذجاً كي تقرأه وتوقعه، وتُذكر في هذا النموذج رغبتك الصريحة بالمشاركة في هذه التجربة. تُعتبر هذه العملية بمثابة إعطاء موافقتك المطلعة على الاشتراك بالتجربة. يُذكر أنك تستطيع ترك التجربة في أي وقت تريده، ولأي سبب كان بعد بداية التجربة، حتى بعد توقيعك لهذا النموذج. ويُذكر أيضاً أن الاشتراك في الدراسة لن يمنعك من الاستفادة من أية عناية طبية أخرى قد تحتاج إليها.
تستطيع الحصول على معلومات أكثر عن التجارب السريرية عن طريق التحدث إلى فريق معالجة السرطان الذي يعتني بك. ونورد لك فيما يلي بعض الأسئلة التي يتعيّن عليك طرحها على الفريق:
• هل هناك تجربة سريرية يناسبني الاشتراك فيها؟
• ما هو الهدف من تلك الدراسة؟
• ما هي أنواع الاختبارات والمعالجات التي تشملها الدراسة؟
• ما هي نتائج هذه المعالجة؟
• هل سأتمكن من معرفة طبيعة المعالجة التي سأتلقاها؟
• ماذا سيتغيّر في حالتي، مع هذه المعالجة التجريبية أو بدونها؟
• ما هي خياراتي الأخرى المتاحة لي، وما هي فوائدها ومساوئها؟
• ما هو تأثير الدراسة على حياتي اليومية؟
• ما هي التأثيرات الجانبية التي يجب أن أتوقعها من جراء هذه الدراسة التجريبية؟ وهل بالإمكان السيطرة على هذه التأثيرات الجانبية؟
• هل سيتعيّن عليّ الإقامة في المستشفى؟ وإذا كان الأمر كذلك كم من المرات سأدخل فيها إلى المستشفى وكم مدة إقامتي فيه؟
• هل ستكلفني الدراسة شيئاً؟ وهل سيكون أي جزء من المعالجة مجانياً؟
• ما هي المعالجة التي أستحقها إذا تأذيت نتيجة هذه الدراسة التجريبية؟
• ما هو نوع عناية المتابعة على المدى الطويل التي تشتمل عليها الدراسة؟
• هل استُخدمت هذه المعالجة لمعالجة أنواع أخرى من السرطان؟
الطرق المكملة والبديلة
إن المعالجات المكملة والبديلة هي مجموعة متنوعة من ممارسات العناية والأنظمة والمنتجات الصحية، والتي لا تعتبر جزءاً من المعالجة الطبية المعتادة. وتشمل هذه المجموعة منتجات مثل الفيتامينات، الأعشاب الطبية، أو المكملات الغذائية، أو لعلها تشمل إجراءات (أو طرق) مثل الوخز بالإبر (الصينية)، التدليك، ومجموعة متنوعة أخرى من العلاجات. ويلاحظ هذه الأيام وجود اهتمام عظيم في العلاجات المكملة والبديلة للسرطان. وتجري في هذه الأيام أيضاً دراسة عدة علاجات لتحديد إذا ما كانت فعلاً تفيد الأشخاص المصابين بالسرطان.
وتشيع هذه الأيام أخبار عن علاجات متنوعة وعديدة يقدمها أفراد العائلة والأصدقاء وآخرون، كطريقة لمعالجة سرطانك ولمساعدتك على الشعور بالتحسن. تمتاز بعض هذه العلاجات بأنها غير مؤذية في بعض الحالات، بينما ثبت أن علاجات أخرى سببت ضرراً كبيراً. ونستطيع أن نقول إن معظم هذه العلاجات لم تثبت فائدتها في علاج السرطان.
تعرّف الجمعية الأمريكية للسرطان المعالجة أو الطرق المكملة على أنها تلك المستخدمة بالتزامن مع العناية الطبية المعتادة التي تتلقاها. وإذا استُخدمت هذه المعالجات بعناية فبإمكانها أن تزيد من راحتك وتحسّن صحتك.
تعرَّف المعالجات البديلة على أنها تلك المستخدمة كبديل عن العناية الطبية التي تتلقاها. ثبُت أن بعض هذه المعالجات غير ذات فائدة، بل تبيّن أنها مضرة في بعض الأحيان، ويجري مع ذلك الترويج لهذه المعالجات على أنها “تحمل الشفاء”. ويتعيّن عليك أن تعلم، إذا ما اخترت تلقي هذه العلاجات البديلة، أنها قد تقلص احتمالات مكافحتك لسرطانك، وذلك عن طريق تأخير مفعول معالجتك المعتادة للسرطان، أو التداخل معها أو الإحلال محلها.
ننصحك أن تبادر إلى مناقشة هذا الأمر بصراحة مع طبيبك أو ممرضتك، وذلك قبل أن تقدم على تغيير معالجتك، أو إضافة بعض هذه العلاجات (الطُّرق) عليها. يُذكر أن بعض هذه العلاجات يُسمح باستخدامها بالترافق مع المعالجة الطبية التقليدية، لكن علاجات أخرى قد تتداخل مع المعالجة المعتادة، أو أنها قد تسبب تأثيرات جانبية خطيرة. يبقى أن تتذكر أنه من المهم جداً أن تتحدث مع طبيبك. تتواجد معلومات إضافية عن المعالجات المكملة والبديلة المستخدمة لعلاج السرطان عن طريق رقمنا المجاني أو في موقعنا على الشبكة.