التصنيفات
داء السكري

علاج السكري النوع الأول والوقاية منه: الطب البديل

بالنسبة إلى الأطباء التقليديين، يعتبر النوع الأول لداء السكر مثالا كلاسيكيا للمرض الذاتي المناعة، أي حين يتعرف الجهاز المناعي خطأ على أحد أجزاء الجسد على أنه جسم دخيل ويهاجمه بأسلحة تعرف بالأجسام المضادة.

واستنادا إلى الطب التقليدي، ينشأ النوع الأول من داء السكر (المعتمد على الأنسولين) عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس ويدمرها. والبنكرياس هو العضو الذي ينتج هورمون الأنسولين الذي ينقل سكر الدم (الغلوكوز) من خارج مجرى الدم إلى داخل خلايا الجسم. وللتعويض عن قصور الأنسولين، على مرضى النوع الأول من داء السكر أن يتلقوا حقن أنسولين. وبما أن هذا المرض يبدأ في مرحلة الطفولة، يعتمد المريض على الأنسولين طيلة حياته.

ولكن يعتقد بعض الأطباء البديلين أن سبب النوع الأول السكر، وعلاجه، يختلفان تماما عن معتقدات الطب التقليدي. وفي ما يلي ثلاث خطوات مرتبطة بالغذاء، يرى مزاولو الطب البديل بأنها تساعد على الوقاية من المرض أو في علاجه.

دليل العناية الطبية

تحذير: لا تستعمل العلاجات البديلة إلا كجزء من برنامج علاج يراقبه ويشرف عليه طبيب مؤهل بالاشتراك مع طبيب بديل مؤهل، كلاهما خبير في العناية بحالتك. واستشر طبيبك التقليدي قبل تغيير العلاجات أو الأدوية الطبية التقليدية أو إيقافها، وأبق جميع أطبائك التقليديين و/أو البديلين مطلعين على جميع أنواع العلاج التي تتلقاها.

يعاني حوالى 5 إلى 10 بالمئة من مرضى داء السكر من النوع الأول للمرض. ويدعى أحيانا داء السكر الصبياني لأنه يشخص قبل سن العشرين عادة، ولكنه قد يطرأ في أي سن. وعلى كل من يعاني من تبول متكرر، تزايد في الشهية والعطش، تعب، نقصان غير مبرر في الوزن، وضعف في الوعي (قد يؤدي إلى غيبوبة)، أن يزور الطبيب أو يقصد غرفة الطوارئ إن كانت الأعراض حادة.

حليب البقر: تجنبه تماما

“إن كانت جينات النوع الأول من داء السكر موجودة في العائلة، ما يعني أن أحد الأقرباء قد أصيب بالمرض، فإنك تعرضين أطفالك للإصابة بداء السكر المعتمد على الأنسولين إن أرضعتهم حليب البقر عوضا عن حليب الأم”. هذا ما يؤكده جوناثان رايت، دكتور في الطب، طبيب ذو توجه غذائي ومدير عيادة تاهوما في كنت، واشنطن.

يعتقد بعض الأطباء والعلماء العالميين المختصين بداء السكر بأن حليب البقر هو واحد من أسباب النوع الأول لداء السكر، كما يشير د. رايت. وإليك السبب.

ففي دراسة أجريت في فنلندا، تفحص الباحثون عينات دم أخذت من أكثر من 100 طفل شخص الأطباء حديثا إصابتهم بالنوع الأول لداء السكر. فوجدوا لدى كلّ من الأطفال “معدلات عالية على نحو استثنائي” من جسم مضاد لجزء من البروتين الموجود في حليب البقر. ثم اكتشفوا أن سلسلة الأحماض الأمينية (وهي قطع البناء الكيميائية للجسم من البروتين) الموجودة في بروتين حليب البقر، هي نفسها التي تؤلفها الأحماض الأمينية في خلايا البنكرياس الجزيرية المنتجة للأنسولين.

ويفسر د. رايت قائلا: “بعبارة أخرى، هم يرجحون بأن داء السكر ليس مرضا ذاتي المناعة كما كان يعتقد عموما. بل قد يكون استجابة تحسسية حادة تجاه حليب البقر. والأجسام المضادة التي تتولد أثناء الاستجابة التحسسية “تتفاعل” مع الخلايا الجزيرية للبنكرياس وتدمرها”.

وقررت مجموعة من العلماء الإيطاليين الذين اشتركوا في الدراسة الفنلندية القيام بدراسة إضافية ليبحثوا في العلاقة بين تفاوت مستويات استهلاك الحليب في بلادهم وانتشار داء السكر النوع الأول المعتمد على الأنسولين.(فاستهلاك الحليب يرتفع في شمال إيطاليا وينخفض في جنوبها). فوجدوا ما يطلق عليه العلماء اسم العلاقة المباشرة – كلما ارتفع استهلاك الحليب، ارتفع عدد حالات المرض.

فإن كانت مستخرجات الألبان هي المسؤولة عن الحالة، يرى د. رايت أن الحل هو في الانقطاع عنها تماما. ويقول: “أول ما نأمر به أبوي الطفل المريض بالنوع الأول من داء السكر هو التخلص من حليب البقر ومن جميع مستخرجات الألبان الموجودة في البيت”. وهو يعتقد أن ذلك يوقف تلف خلايا البنكرياس الجزيرية المنتجة للأنسولين وإما يساعد على وقاية الطفل من الاعتماد على حقن الأنسولين أو يخفض بشكل ملحوظ كمية الأنسولين التي يحتاج إليها يوميا.

ولكن تجنب مستخرجات الألبان قد يمنع أيضا الإصابة بالنوع الأول من داء السكر، باعتقاده. وينصح قائلا: “إن كان النوع الأول من داء السكر موجودا في تاريخ عائلتك، ولكن أطفالك غير مصابين به، أنصحك بعدم السماح لهم باستهلاك حليب البقر أو غيره من مستخرجات الألبان”.

الجلوتين GLUTEN: ربما كان مسؤولا عن الحالة

الغلوتين هو بروتين موجود في القمح والجودار والشوفان والشعير وغيرها من أنواع الحنطة. (باستثناء الحنطة السوداء والأرز والذرة). وبالرغم من قول د. رايت إن مسؤولية الغلوتين في الإصابة بالنوع الأول من داء السكر غير مؤكدة، إلا أنه يشتبه به بلا ريب. إذ يحفز الغلوتين نشوء حالة تحسسية وراثية أخرى تعرف بالاعتلال الجوفي، وهو مرض معوي خطير. وبعض مستضدات الكريات البيضاء البشرية المقترنة بالاعتلال الجوفي مرتبطة أيضا بالإصابة بداء السكر المعتمد على الأنسولين.

“إن كان الغلوتين يحفز ظهور مرض تحسسي، ما المانع من أن يكون له دور في مرض آخر. ونحن علينا أن نحاول إبعاد جميع الأسباب المحتملة للنوع الأول لداء السكر من الغذاء”، كما يشير د. رايت.

وإزالة الغلوتين من غذاء الطفل يتطلب تجنب جميع الأطعمة المحتوية على الحبوب المذكورة آنفا. كما يجب تفادي مجموعة واسعة من الأطعمة والمكونات المحتوية على الغلوتين، كالخل الأبيض المقطر، والبروتين النباتي المحلل بالمياه، وخلاصة الشعير المنبت. ولحسن الحظ، كما يرى د. رايت، ثم‍ة كثير من كتب الطبخ التي تساعد على التبضع وتحضير الطعام الخالي من الغلوتين.

النياسيناميد NIACINAMIDE: يحصن البنكرياس

النياسيناميد، وهو أحد الفيتامينات ب، هو المغذي الأول لعلاج داء السكر النوع الأول المعتمد على الأنسولين، برأي د. رايت. فيصف لنا دراسة علمية أعطيت فيها حيوانات مخبرية كيميائيات تدمر خلايا البنكرياس الجزيرية، مسببة داء السكر على الفور. ولكن حيت أعطيت مجموعة من الحيوانات النياسيناميد قبل هضم الكيميائيات، لم يصب أحد منها بالمرض. لقد حصن المغذي الخلايا الجذيرية ضد التلف.

ويقول: “فلو أعطينا كمية كافية من النياسيناميد في بداية المرض، لتمكنا ربما من “إنقاذ” الخلايا الجذيرية للبنكرياس وإعادة دور أكبر للبنكرياس، إما بنفي الحاجة إلى حقن الأنسولين أو بخفضها”.

وبالنسبة إلى صغار السن من المرضى، يصف د. رايت غراما واحدا (1000 ملغ) من النياسيناميد مرتين في اليوم أو 0.5 غرام (500 ملغ) ثلاث مرات في اليوم. أما الراشدون الذين يصابون بالنوع الأول من داء السكر، فيصف لهم غراما واحدا ثلاث مرات في اليوم.

والواقع أن استهلاك النياسيناميد بهذا المعدل لا يسبب أية آثار جانبية لدى الغالبية العظمى من المرضى، كما يشير د. رايت. ولكن في بعض الأحيان يؤثر الفيتامين قليلا على الكبد مسببا الغثيان، مما يستدعي خفض الجرعة. ويضيف محذرا من تناول هذا المغذي من دون موافقة وإشراف طبيب أو خبير في وصف المكملات الغذائية.

مارس الرياضة من أجل أنسولين أقل

إن ممارسة الرياضة لمدة 35 إلى 40 دقيقة ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع قد تساعد مرضى النوع الأول لداء السكر على خفض حاجتهم إلى الأنسولين بنسبة 20 إلى 35 بالمئة، كما يعتقد إريك ب. دوراك، مدير Medical Health and Fitness في سانتا باربارا كاليفورنيا، وخبير في داء السكر والرياضة. وانخفاض الحاجة إلى الأنسولين يعني أنهم سيحتاجون إلى حقن أقل، مما يخفف من تعب البشرة في مواقع الحقن.

ويقترح دوراك لزيادة المتعة واللياقة أن يمارس مرضى النوع الأول لداء السكر أنواعا مختلفة من الرياضة في الجلسة الواحدة: قليل من التمارين الهوائية (كالمشي السريع أو الهرولة)، قليل من تمارين القوة (كالتمرن بحمل الأوزان) وقليل من تمارين الشد.