هل يمكن أن تؤثر طريقة ارتدائك للملابس على استجابة الناس لك أو معاملتهم إياك؟ هل يمكن أن يحدد الانطباع الأول الذى يأخذه شخص عنك ناتج أنشطتك اليومية أو معاملاتك ولو بشكل جزئى؟ هل يمكن أن يجعلك ما ترتديه أكثر ثقة بنفسك أو العكس؟ هل يمكن أن يساعدك استعدادك للنجاح فى جلب مزيد من النجاح إليك؟ إن الإجابة عن جميع هذه الأسئلة هى نعم!
يعرف أغلبنا تأثير ما نرتديه علينا, فقد قامت صناعة الملابس بأكملها فى الأساس على القوة التى استمدتها من أهمية الملبس فى حياتنا. كما تعرف جميع الثقافات الموجودة فى كل أنحاء العالم أهمية المكانة الاجتماعية وعلاقتها بالملبس, فلكل علامة تجارية وشعار تجارى محبوه، وبعضها خاص بالعامة والبعض الآخر خاص بالصفوة من الناس.
فيما يلى أعرض عليك تجربتين مباشرتين كمثال على تأثير اختيارنا للملابس التى نرتديها علينا.
ذات مرة، دخلت متجرًا معروفًا لبيع الملابس الرجالى وأنا أرتدى بذلة رياضية وحذاء رياضيًا, وبعدما ألقيت نظرة على مجموعة من البذلات متوسطة ومرتفعة الجودة ماركة أرمانى، اقترب منى البائع فى النهاية.
كانت أولى كلمات قالها لى وهو يسير لمكان آخر من المتجر: “أعتقد أن ما تبحث عنه يا سيدى يوجد فى هذا القسم. أعتقد أن الأسعار الموجودة هناك تناسبك”.
عقدت الدهشة لسانى عندما قال لى ذلك ولم أصدق أنه حكم علىَّ بهذه الطريقة وشعرت أنه حكم علىّ من مظهرى! تركت المتجر بعد وقت قصير وأنا عاقد العزم على ألا أدخله مرة أخرى إلا وأنا أرتدى أفضل ما لدى.
وفى مرة أخرى، كنت أقف فى طابور لدفع حساب مشترياتى من أحد متاجر البقالة. كنت أرتدى شورت وتى شيرت. وفجأة لاحظت وجود إحدى مريضاتى تقف أمامى على بعد ثلاثة أشخاص. كانت تتحدث مع سيدة أخرى اكتشفت فيما بعد أنها صديقتها.
سرت إليها كى أحييها فوجدت أنها تفحصنى من رأسى لأصبع قدمى وهى مصدومة ومحرجة. ولم تقدمنى لصديقتها ولم تقل أى شىء يوضح لصديقتها أننى طبيبها المعالج. ببساطة ساد بيننا شعور بعدم الارتياح.
على الرغم من أن حياتنا لا يجب أن تتوقف بالكامل على ردود فعل الآخرين، ولكن كثيرًا ما تكون ردود أفعالهم انعكاسات لردود أفعالنا نحن. ونكتشف أن كل ما يقومون به هو مساعدتنا على أن نعى أننا لم نأخذ الوقت الكافى للتفكير فى أنفسنا بالشكل الكافى, وعندما لا نقضى وقتًا إضافيًّا فى إعداد أنفسنا للنجاح، لا ينتبه أغلبنا لردود أفعال الآخرين (وبالتالى ردود أفعالنا). وقد ساعدنى هـذا الدرس فى التأكد من أن ما نرتديه يحدث فارقًا بحق, ونحن قادرون على ارتداء ملابسنا بطريقة تزيد الضغوط الواقعة علينا وتعوقنا عن النجاح أو أن نختار أن نبنى نجاحنا ونقلل الضغوط الواقعة علينا. الأمر فى غاية البساطة.
ليس عليك بالضرورة أيضًا أن تصرف مبالغ طائلة من المال كى تكون مهندم الملابس. فهناك العديد من الملابس الرائعة التى يمكنك شراؤها بثمن جيد, كما أن التخطيط المدروس والصبر فى عملية الشراء (كما فى الوقوف فى طوابير الشراء فى أوقات التخفيضات) قد يوفر الكثير من أموالك. ويعد وجود ملابس أقل فى دولابك أكثر أناقة تتمتع بجودة عالية أفضل بكثير من وجود العديد من الملابس التى تفتقد الذوق والأناقة, كما أن ارتداء الملابس الكلاسيكية أفضل بكثير من اتباع الموضة التى تتغير على الدوام.
خطوات عملية
1. خلص دولاب ملابسك من جميع الملابس والأحذية التى تجعلك تشعر أنك لست فى مظهر جيد أو تجعلك تشعر بالخزى عند ارتدائها. إذا لم تكن تشعر أنك تتمتع بالأناقة عند ارتدائها، فلماذا ترتديها؟ قد تبدو أفضل إذا ارتداها شخص آخر. تخلص من هذه الملابس!
2. رتب باقى ملابسك واصنع منها مجموعة من الأطقم الرائعة التى تتسم بالذوق والأناقة. نظفها وقم بكيها إذا كانت فى حاجة لذلك.
3. ارتد كل يوم ما يجعلك تشعر أنك مهندم وأنيق؛ ارتد ما يجعلك تشعر بالثقة فى نفسك والانتعاش والأناقة والذكاء… الملابس التى تجعلك ناجحًا.
عبارات تحفيزية
أنا أستعد كل يوم للنجاح وأبدو فى أفضل حال.
الآن اكتب العبارات التحفيزية الخاصة بك فى مذكرتك أو فى قطعة ورق منفصلة.