من أسهل الأمور أن تتخذ طرقًا متعرجة وتحيد عن طريقك المباشر للنجاح في الحياة وهو الطريق الذى يقودك مباشرة إلى بلوغ أهدافك وإشباع رغباتك, ونحن عندما نتخذ هذا الطريق المتعرج ونخالف ما يرشدنا إليه حدسنا وإلهامنا، نقلل نجاحنا ونخلق الضغوط والتوترات. ولكن لماذا لا نتابع سيرنا على هذه الأفكار التى يقودنا حدسنا وإلهامنا لها؟
إن السبب الرئيسى هو أننا لم نتعلم أن نثق في حدسنا ونعتمد بدلاً من ذلك على شركائنا في الحياة أو أصدقائنا أو مستشارينا. وتسيطر آراء هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بحسن النية على الحكمة الداخلية التى تنبع منا خاصة في الأوقات التى نشعر فيها بالشك وعدم الثقة في قدراتنا أو التى نشعر فيها بالخوف أو الذنب. وهذه المشاعر التى تمثل ضغطًا علينا تمنعنا من القيام بما نحب أن نقوم به ويكون ثمن عدم اتباع ما يقودنا قلبنا له باهظًا, ففى الحقيقة نشعر بالانزعاج ونشعر كذلك أننا لا نظهر أفضل ما لدينا. وهذا هو ما يعرف بالتوتر! فكثيرًا ما نقوم بأشياء بدافع الخوف والإحباط لا بدافع الإلهام.
من الأحرى بنا ألا نتصرف بناءً على مشاعر اليأس والإحباط التى نشعر بها, فالثقة في حدسنا واتباع ما نؤمن بها حكمة من أرقى وأسمى أنواع الحكم. فعندما نعمل ما نحب تتعزز ثقتنا بأنفسنا والعكس صحيح. ونحن عندما نقوم بما نحب بكل جوارحنا ومشاعرنا نقوم بالعمل المفروض علينا على أفضل ما يكون الأمر الذى يضمن لنا مزيدًا من النجاح؛ ولكننا عندما نقوم به بدافع الإحباط، نكبل أنفسنا بمزيد من الضغوط والتوترات.
ليـس عــلينا خلـق مزيد من الضغوط أو العمل بدافع الإحباط. وحتى إذا كنت تمارس عمــلاً لا يحقق لك الإشباع والرضا عن الذات، ليس عليك أن تنظر لنفسك وكأنك واقع في شرك أو في موقف لا أمل فيه, فإذا ما انخرطت بقلبك وكل جوارحك فيما تقوم به، تصبح قادرًا وتجذب بالفعل العديد من الفرص التى ستمكنك فيما بعد من القيام بمزيد مما تحب أن تقوم به.
إن حب ما تقوم به يقودك للقيام بما تحب. وأيًّا كان ما تقوم به في الوقت الحاضر، من الأفضل لك أن تتعامل معه على أنه وسيلة للقيام بأشياء أفضل في المستقبل؛ ولكنك إذا لم تكن مستعدًا للخروج من ذلك وأردت أن تقوم بما تحب القيام به فورًا، فعلى الأقل أشرك قلبك فيما تقوم به الآن. وبينما أنت منخرط فيه، ابدأ التخطيط والإعداد لما تود القيام به في الغد.
كثيرًا ما تكتشف أنك عندما تعمل بقلبك وكل جوارحك فيما تقوم به أنه بالفعل الشىء الذى تحبه في النهاية, كما أنك عندما تعمل ما تحب وتحب ما تعمل تحول العمل إلى لعبة والتوتر الذى تشعر به إلى نجاح.
خطوات عملية
1. إذا شعرت أنك لا تعمل ما تحب، اكتب 20 فائدة على الأقل لما تقوم به في الوقت الراهن. وبينما أنت تكتب هذه القائمة، ضع في ذهنك أن أيًّا كان ما تقوم به هو مجرد وسيلة. وأنه يعدك للقيام بما تود القيام به في الغد. سوف يساعدك ذلك على العمل بكل جوارحك فيما تقوم به اليوم.
2. إذا كنت تشعر أنك تعمل ما تحبه بالفعل، اكتب قائمة بفوائد ما تقوم به. استمر في الكتابة حتى تشعر أن قلبك ازداد انخراطًا في حياتك اليومية.
عبارات تحفيزية
أنا أعمل ما أحب وأحب ما أعمل.
الآن اكتب العبارات التحفيزية الخاصة بك في مذكرتك أو في قطعة ورق منفصلة.