تحتاج الغدة الدرقية إلى العديد من المعادن المختلفة بشكل كبير، وإذا كنت تعاني نقص أحد هذه المعادن، أو أكثر من معدن واحد، فسوف تعاني صعوبات في إنتاج ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقية.
وتعد المعادن ضرورية كي تتمكن الإنزيمات من تصنيع وتنشيط هرمونات الغدة الدرقية، ولها كذلك أهمية في منافسة المعادن الثقيلة السامة في الجسم، وجميعنا تعرض لا محالة لكميات كبيرة من المعادن الثقيلة، وهذه المعادن تتراكم وتصبح أكثر سُمية إذا كنت تعاني نقص أحد هذه المعادن التالية. وفي بعض الأحيان حين ينخفض نشاط الغدة الدرقية بشكل طفيف، من الممكن استعادة نشاطها من خلال تناول مكملات معدنية تحتوي على المعادن المناسبة. والمعادن الآتية ضرورية لسلامة أداء الغدة الدرقية:
• السيلينيوم Selenium
يوجد السيلينيوم بكميات ضئيلة، ويحتاج الجسم إلي كميات قليلة منه. والسيلينيوم ليس مهمًّا لوظائف الغدة الدرقية فقط، وإنما هو ضروري لسلامة الجهاز المناعي، ويساعد على محاربة العدوى الفيروسية، وتقليل خطر الإصابة بالسرطان، كما أنه يحسن الخصوبة، ويقلل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، وأمراض القلب.
وفيما يخص الغدة الدرقية، يُعد السيلينيوم أحد مكونات الإنزيم الذي يساعد على تحويل هرمون تي٤ إلى صورته النشطة تي٣، ويُسمى هذا الإنزيم ديوديناز -٥، وتحدث أغلب تفاعلات التحويل هذه في الكبد والكُلى والأنسجة الأخرى، بينما تحدث نسبة قليلة من تفاعلات التحويل هذه داخل الغدة الدرقية. وإذا كنت تعاني نقص السيلينيوم، فلن تتمكن من تصنيع ما يكفي من هرمون تي٣، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض نشاط الغدة الدرقية. وذكرت دراسة نُشرت في مجلة نيو إنجلاند جورنال الطبية أن “نقص السيلينيوم يمكن أن يؤدي إلى إصابة الغدة الدرقية، وانخفاض إنتاج ثلاثي يود الثيرونين خارج الغدة الدرقية”، بمعنى انخفاض إنتاج هرمون تي٣ في الأنسجة الأخرى غير الغدة الدرقية.
وبسبب أن السيلينيوم ضروري لسلامة وظائف الجهاز المناعي، فهو مفيد جدًّا بالنسبة لحالات أمراض المناعة الذاتية وحالات الالتهاب، وبالتالي هو بالغ الأهمية للمصابين بمرض الدراق الجحوظي، والتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، وكل أنواع التهابات الغدة الدرقية.
وقد اكتشفت الأبحاث أن نقص السيلينيوم يمكن أن يسهم في إصابة الغدة الدرقية بأحد أمراض المناعة الذاتية؛ وقد اكتشف بحث مسجل في المؤتمر السنوي الثالث والثمانين لجمعية الغدد الصماء الذي عقد في مدينة دينفر في كولورادو عام ٢٠٠١ أن التزود بالسيلينيوم قد يبطئ من تفاقم أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية، وهو فعال بشكل خاص في المراحل الأولى من التهاب الغدة الدرقية. وقد فحص الباحثون ٧٢ سيدة متوسط أعمارهن ٤٢ عامًا، وكانت جميع السيدات مصابات بأحد أنواع التهابات الغدة الدرقية الناجمة عن أمراض المناعة الذاتية، وكان مستوى الأجسام المضادة للغدة الدرقية (البيروكسيداز الدرقي، والجلوبيولين الدرقي) لديهن أعلى من ٣٥٠ وحدة/ملليلتر. وحصلت نصف السيدات على مكمل غذائي يحتوي على السيلينيوم (٢٠٠ميكروجرام يوميًّا) لمدة ثلاثة أشهر، وفي نهاية فترة الاختبار عاد مستوى الأجسام المضادة إلى طبيعته لدى تسع نساء من اللاتي تناولن المكمل الغذائي المحتوي على السيلينيوم، وعاد كذلك مستوى الأجسام المضادة إلى طبيعته عند امرأتين من المجموعة التي تتناول دواء وهميًّا.
والسيلينيوم مضاد للأكسدة بالغ القوة، ويقلل الالتهاب في الجسم، ومن ثم يمكنه وقاية الغدة الدرقية من التدمير جراء أحد أمراض المناعة الذاتية.
والسيلينيوم ضروري في علاج جميع أمراض المناعة الذاتية، والجرعة المثالية من السيلينيوم ما بين ١٠٠ و٢٠٠ ميكروجرام يوميًّا، ويعمل السيلينيوم أفضل إذا ما اقترن بمضادات الأكسدة الأخرى، مثل فيتامين ه، والزنك، وفيتامين ج، ويمكنك إيجاد كل هذه المواد الغذائية مجتمعة في قرص واحد.
ومن المؤسف أن عدة أماكن في العالم تفتقر إلى السيلينيوم في التربة، وهذا يعني أن العديد من المحاصيل التي تنمو بها ينقص فيها السيلينيوم أيضًا، وتعرف أستراليا، ونيوزلندا، وبعض أجزاء من أوروبا بنقص السيلينيوم في تربتها، بينما تحتوي تربة شمال وجنوب أمريكا على نسبة أعلى من السيلينيوم.
جميع الأطعمة التالية مصادر جيدة للسيلينيوم:
– الجوز البرازيلي
– السلطعون
– السلمون
– الأرز البني
– الدجاج
– اللحم
ويتسبب نقص السيلينيوم في تفاقم تأثير نقص اليود.
• اليود Iodine
اليود ضروري لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وإذا كنت لا تحصل على قدر كافٍ من اليود من خلال نظامك الغذائي، فقد لا تقدر الغدة الدرقية لديك على إنتاج مستوى كافٍ من الهرمونات، كما يمكن لنقص اليود إذا استمر طويلًا أن يؤدي إلى تضخم في الغدة الدرقية، والإصابة بالدراق، كما يمكن لنقص اليود خلال الحمل، أو في فترة الطفولة، أن يؤدي إلى انخفاض في مستوى ذكاء الطفل، والتخلف العقلي. ويحتاج البالغون إلى ١٥٠ ميكروجرامًا من اليود يوميًّا، ويمكنك الحصول بسهولة على هذه الكمية من خلال تناول المأكولات البحرية ثلاث مرات في الأسبوع. ويوجد اليود أيضًا بكميات كبيرة في الأعشاب البحرية، مثل الشبا، والكومبو، والنوري، أما منتجات الألبان، واللحوم الحمراء، والبيض، والفواكه فتحتوي على كميات قليلة من اليود. ويواجه النباتيون الذين لا يأكلون الأسماك خطرًا هائلًا للإصابة بنقص اليود. وإذا كنت لا تتناول المأكولات الغنية باليود بشكل منتظم، فربما تحتاج إلى استخدام الملح اليودي، وهو متوافر في الأسواق. ومن الأفضل استخدام ملح البحر اليودي؛ لأنه لا يحتوي على الألومنيوم (إضافات غذائية كود ٥٥٤) لمنع الملح من التكتل.
والتأكد من الحصول على ما يكفي من اليود من خلال النظام الغذائي هو الوسيلة المثلى لوقاية الغدة الدرقية من المواد السامة، فعلى سبيل المثال، المصابون بنقص اليود سريعو التأثر بالإشعاع المؤدي إلى سرطان الغدة الدرقية، إضافة إلى التأثيرات السامة للفلورايد، والبروم، والكلور، وأنواع المبيدات الحشرية، ومبيدات الآفات المختلفة التي تؤثر في الغدة الدرقية. ويمكن لمسببات الدراق الموجودة في أطعمة مثل الكرنب النيء، وفول الصويا، والفول السوداني، وغيرها أن تمنع الغدة الدرقية من امتصاص اليود، فإذا كنت تتناول كمية كبيرة من الأطعمة الغنية بمسببات الدراق، فمن المهم للغاية أن تحصل على كمية كافية من اليود من خلال نظامك الغذائي.
ومن ضمن العناصر الغذائية الأخرى الضرورية لسلامة الغدة الدرقية الزنك وفيتامين د. وقد قامت الدكتورة كابوت بعمل تركيبة اسمها كبسولات ثايرويد هيلث، وتحتوي هذه التركيبة على جرعة فعالة من السيلينيوم واليود وفيتامين د والزنك. وجرعات كل عنصر من هذه العناصر الغذائية الموجودة في كبسولات ثايرويد هيلث أكبر كثيرًا من الجرعات الموجودة في أقراص الفيتامينات والمعادن المتعددة التقليدية.
• التيروسين Tyrosine
التيروسين ليس معدنًا، وإنما حمض أميني (اللبنة الأساسية للبروتين)، وهو ضروري لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ولا يُصنف التيروسين كحمض أميني أساسي؛ لأن أجسامنا يمكنها تصنيعه من حمض أميني آخر يسمى الفينيل ألانين، ويشتق اسمه من الكلمة اليونانية tyros التي تعنى الجبن؛ لأنه عرف للمرة الأول في الجبن.
والتيروسين مطلوب بكميات كبيرة لتصنيع هرموني الغدة الدرقية تي٤، وتي٣. وبالإضافة إلى دور التيروسين في سلامة الغدة الدرقية، فإنه ضروري لتصنيع صبغة الميلانين، وهرمون الأدرينالين، وهرمون النورأدرينالين، وهرمون الدوبامين، ويمكن أن يؤدي نقص التيروسين إلى انخفاض مستوى هرمونات الغدة الدرقية، علاوة على الإصابة بالاكتئاب، وتقلب الحالة المزاجية، والتيروسين أيضًا مضاد ضعيف للأكسدة. ونقص التيروسين نادر؛ لأنه متوافر في العديد من الأطعمة المختلفة، كما يمكن لأجسامنا تصنيعه، ويوجد التيروسين في منتجات الألبان، واللحوم الحمراء، والبيض، واللوز، والأفوكادو، والموز. وإذا كنت تعاني سوء هضم، فربما لا تتمكن من امتصاص التيروسين الذي تحصل عليه من الطعام. ومن الأعراض الشائعة لسوء الهضم الانتفاخ، وامتلاء البطن بالغازات، ومتلازمة القولون المتهيج، وحرقة المعدة. وإنزيم البروتاز هو الإنزيم المطلوب لهضم البروتينات بشكل جيد، وهو متوافر في شكل مكملات غذائية يتم تناولها مع الوجبات.