التصنيفات
العظام | المفاصل | العضلات

علاج النقرس بالغذاء

يتميز النقرس باختلال تمثيل مركبات البيورين في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع محتوى الدم من حمض البوليك وترسيب بولات الصوديوم في بعض الأنسجة الخاصة، وما يصحب ذلك من آلام التهاب المفاصل الحادة، إذ يحدث هذا الترسب بوجه خاص في الغضاريف والعظام بالقرب من المفاصل والروابط العضلية بالذات في الإصبع الكبير، وينتشر هذا المرض بوجه خاص بين الذكور وبعد سن الأربعين، وإن كان يحدث في اي أطوار أخرى، كما يلاحظ أن الوراثة قد تؤدي إلى زيادة تعرض الإنسان لهذا المرض.

وحمض البوليك هو المادة النهائية في تكسير وتمثيل مركبات البيورين في الجسم مثل الأحماض النووية، والزانثينات وغيرها، ولذلك ينتجه الجسم ما يتبادله من هذه المواد مع الطعام، وما يحلله منها في أنسجته وخلاياه، ولكن وجد حديثاً أن الجسم يستطيع كذلك تشييد حمض البوليك من مواد بسيطة في الجسم مثل الجلايسين وثاني أكسيد الكربون والنشادر.

وفي مرض النقرس يزيد حتى الدم من 3-5 ملغم من حمض البوليك في المائة إلى 6مغم أو أكثر ولكن لا يدل ارتفاع حمض البوليك في الدم أو نقصه على وجود أو عدم وجود مرض النقرس في كل الأحوال، ولذلك يعتقد أنه لا بد أن يصحب المرض مركب بيورني آخر غير حمض البوليك.

الغذاء

1- كان المعتقد فيما سبق أن استبعاد الأغذية الغنية بمواد البيورين يؤدي إلى شفاء هذا المرض، ولكن هذا قد تغير بعد أن ثبت مقدرة الجسم على تشييد هذه المادة من الجلايسين وغيره من المواد البسيطة الواسعة الانتشار، ولكن يبدو أن استبعاد تلك الأغذية عامل مساعد كما يعتقد البعض أن الإقلال من البروتينات كلها يساعد على العلاج والوقاية.

والبروتينات النووية (الغنية بمركبات البيورين) توجد في أكثر الأغذية الحيوانية وفي جنين البذور وبعض الخضروات، وتوجد بنسب كبيرة (150-1000ملغ%) في الكبد والكلى والمخ والقلب والانشوجة والسردين وحساء اللحم والبطارخ والرنجة، وتوجد بنسب متوسطة (50-150ملغ) في اللحوم والدجاج والسمك والعدس والخميرة والحبوب الكاملة والفول والبازلاء والخرشوف وعيش الغراب والسبانخ، ولا توجد إلا قليلاً في الخضروات الأخرى، والفواكه، واللبن، والجبن، والبيض، والدقيق الأبيض، والزبد، والدهون والسكر، والحلوى، وحساء الخضروات.

وقد كان المعتقد أن القهوة والشاي والكاكاو والشيكولاته تزيد حمض البوليك. ولكن اتضح أن هذه المواد تحوي (مثيل زانثين) مركباته وهذه تتحول في الجسم إلى مثيل يورات، لا تترسب في الأنسجة مثل اليورات.

كذلك وجد أن زيادة محتوى الغذاء من الدهن يعطل إفراز اليورات في حين أن زيادة الكربوهيدرات تزيد سرعة تخلص الجسم من اليورات.

وتستحسن المحافظة على الوزن الطبيعي، والإكثار من السوائل لمنع الترسب في الكلى أو المسالك البولية.

2- الغذاء أثناء الآلام الحادة:

يجب ألا يمد الجسم بكثير من البيروتين الخارجي، ولذلك يحسن ألا يحوي الغذاء الأنواع الغنية والمتوسطة التي سبق ذكرها، والتي سنذكر نموذجاً لها (طعام خال من البيورين) فيما بعد، وذلك مع زيادة الكربوهيدرات والإقلال من الدهنيات.

كذلك تجب زيادة السوائل إلى 3.5 لتر في اليوم لمنع ترسيب اليورات، في الكلى، ولمنع جفاف المريض نتيجة لإصابته بالحمى.

3- الغذاء في فترات الهدوء:

بين دورات الألم، يجب أن يصحح الغذاء أي زيادة في وزن الجسم عن الوزن المرغوب فيه، وسنشير إلى نموذج من هذا الغذاء، طعام فقير في البيورينات فيما بعد.

كذلك يجب تناول السوائل بمعدل لترين فقط، حتى يقل إفراز البول ويقل إجهاد الكلى، وفي نفس الوقت يعطى المريض الأدوية التي تعمل على زيادة تخليص الجسم من حمض البوليك مثل الكولشيسين، والكورتيزونات، وفنيل بيوتزون، في الفترات الحادة من المرض مع تعاطي دواء بروينسيد لمنع تراكم حمض البوليك في المفاصل في الفترات بين دورات الألم.

4- نموذج لغذاء خال من البيورين:

يحوي 70غم من البروتين، 50غم من الدهن، 285 غم من الكربوهيدرات، 1870 سعراً من الطاقة.

أ- الفطور: عصير برتقال، حبوب، نصف كوب لبن فرز، بيضة، قطعتان من الخبز، مربى، زيد، قهوة، سكر.
ب- الغداء: حساء طماطم، ربع رطل جبن، خس، خبز، زبد، كوب لبن فرز، موزة.
جـ- العشاء: خس وطماطم، جبن، بطاطس مشوي، زبد، بسكوت، فاكهة، مشروب.
د- عند النوم: كوب لبن فرز، فطائر.

5- نموذج لغذاء فقير في البيورين:

يحوي 75 غم من البروتين، 60غم من الدهن، 290غم من الكربوهيدرات، 2000 سعر من الطاقة.

أ- الفطور: برتقال، حبوب، كوب لبن فرز، بيضة، خبز، زبد، قهوة.
ب- الغداء: حساء طماطم، جبن، خس، خبز، جزر، كوب لبن فرز، موزة.
جـ- العشاء: خس، طماطم، ربع رطل لحم، بطاطس مشوي، زبد، فول أو بازلاء، بسكوت، فاكهة، مشروب.
د- عند النوم، كوب لبن فرز، فطائر.

الإرشادات الغذائية

– يجب الإقلال من تناول الأطعمة الغنية بمركبات البيورين والبروتينات النووية (RNA,DNA) مثل الكبد والكلاوي والقلب والمخ والسردين والروبيان وحساء اللحم واللوبياء والباجلة والبسلة الجافة والعدس والسبانخ والملوخية.

– ينصح الإكثار من تناول السوائل وشرب الماء لزيادة إفراز البول وتقليل فرصة ترسيب الأملاح.

– يجب إنقاص الوزن إلى المعدل الطبيعي مراعياً في ذلك أن يكون التخفيف تدريجياً قدر الإمكان.

– ينصح بعدم الصيام في بداية الإصابة بالنقرس حتى لا ترتفع نسبة حامض اليوريك في الدم.

– يفضل الإكثار من تناول الأطعمة التي تعطى نتائج قلوية مثل الخضروات والفواكه والألبان.

– الامتناع عن شرب المشروبات الكحولية وجميع أنواع المنبهات لأنها تساعد على رفع نسبة حامض اليوريك.

– تجنب تناول العدس والبقول أثناء النوبات الحادة فقط.

– التقليل قدر الإمكان من تناول القرنبيط والسبانخ والملوخية والكرنب.

– تؤدي الجرعات الصغيرة من الأسبرين إلى نقص إخراج حمض اليوريك في البول وارتفاعه في الدم، لذا يجب الانتباه لذلك.