يعرف هذا المرض الشائع المزعج أيضا باسم التهاب الجيوب الأنفية الناجم عن الحساسية، وحساسية حبوب اللقاح الموسمية، وهو من الأمور التي يمكن أن تحيل حياة العديدين إلى جحيم في بعض أوقات السنة. وتماما مثل كل أنواع الحساسية؛ يعتبر هذا النوع من الحساسية مثالا على خلل في المناعة؛ لأن حبوب اللقاح لا يمكن أن تضر بنا بحال.
تعتبر حقن إزالة التحسس من الوسائل الغالية والمؤلمة التي تنطوي على قدر من المخاطرة. (لقد سبق وشهدت صدمة ناجمة عن تفاعل حساسية كان يمكن أن تقود إلى الوفاة). فضلا عن أن نسبة التحسن التي تطرأ على الأعراض بعد سنوات من الحقن كانت منخفضة إلى حد مثير للإحباط.
تعتبر مضادات الهيستامين حجر الزاوية في علاج حمى القش. سوف تعمل في العادة على الحد من حكة العين والأذن والحلق؛ وتوقف إفرازات الأنف، وتقلل نوبات العطس؛ ولكن أثرها على المخ سوف يصيبك أيضا بالدوار والاكتئاب. أرى أن مضادات الهيستامين من العقاقير السامة التي تملك تأثيرا عكسية على الإدراك، لذا فإنني أشدد على وجوب تجنبها. على مدى السنوات القليلة الأخيرة ظهرت مجموعة جديدة من مضادات الهيستامين لا تمتص في المخ. إن هذه المنتجات لا تسبب الدوار والاكتئاب؛ ولكنها لا تجدي مع الجميع، كما أنها غالية الثمن.
من بين نقاط الاعتراض على الهيستامين سواء كانت تدخل المخ أم لا هي أنها ذات طبيعة مثبطة. إنها لا تحدث تغييرا في سبب الحساسية نفسه، وإنما فقط تثبط أعراضها. إن مثل هذه الأنواع العلاجية المثبطة تساعد على استمرارية المرض من خلال قمعه.
كل أنواع الحساسية يمكن أن تختفي إن عمدت إلى إجراء تغيير في نمط حياتك وحالتك العقلية. إن الاستخدام المتواصل لأنواع العلاج المثبط سوف يقلل من فرصتك في تحقيق الشفاء.
أما عقاقير الستيرويد فهي أشد وطأة من حيث تثبيطها لتفاعلات الحساسية عن مضادات الهيستامين. يصف الأطباء عادة مستنشقات الستيرويد الأنفية لعلاج حمی القش. من المفترض أن العقار في حد ذاته لا يمتص بسهولة في الجسم، كما أنه يمكن أن يكون بالغ الفاعلية بدرجة ملحوظة في تخفيف الأعراض، ولكن بعض أنواع الستيرويد تصل إلى باقي أجزاء الجسم وتعمل تلك الهرمونات على إضعاف المناعة.
مستخلص عشب القراص
من بين البدائل الآمنة للعقاقير الدوائية نبات القراص المحترق، فهو يخفف أعراض حمى القش بسرعة لدى معظم الأشخاص، كما أنه ليس ساماً، فضلا عن أنه يعتبر مصدرا قيما للحديد، والأملاح المعدنية التي يندر وجودها في الجسم. يعتبر نبات القراص من بين النباتات الشائعة في كل أنحاء العالم، المعروفة للجميع ممن سبق لهم رؤيته أثناء التجول في أنحاء الريف. تملك العشبة الطازجة أشواكا ناعمة توخز الجلد، وتفرز مواد كيماوية مهيجة مما ينجم عنه نتائج غير محببة بالمرة. بعد التجفيف أو الطهی؛ يفقد النبات أشواكه الحادة، ويتحول بالتالي إلى أحد أنواع الأعشاب التي يفضلها عاشقو النباتات البرية كمصدر للمشروبات العشبية، والنباتات الخضراء التي يمكن طهوها. يمكن شراء مشروب القراص العشبي من معظم متاجر الطعام الصحي.
لعلاج حمى القش استخدم مستخلصات أوراق الأعشاب المجففة بالتجميد؛ حيث إنها الأفضل، والتي تباع في شكل كبسولات. تصل الجرعة إلى كبسولة أو اثنتين كل ساعتين إلى أربع ساعات للتخلص من الأعراض. وقد نصحت العديد من المرضى باستبدال مضادات الهيستامين بأقراص مستخلص عشب القراص، والتي أتت بنتائج فعالة، وقد وثقت الدراسات المعملية فاعلية هذا النبات المفيد.
الكورستين
هناك منتج طبيعي آخر يساعد في التصدي لحمى القش، وهو الكورستين quercetin أحد أنواع الفليفونويد الحيوي المشتق من الحنطة، والفاكهة الحمضية، وهو يعمل على استقرار أغشية الخلايا التي تفرز الهيستامين؛ المسبب لتفاعل حمى القش. وهو يعد بمثابة عامل وقائي وليس مثبطا للأعراض، ولعل أفضل طريقة لاستخدامه في البدء بتناوله قبل بداية موسم حبوب اللقاح بأسبوع أو اثنين، ومواصلة تناوله حتی نهاية الموسم.
تباع العديد من منتجات الكورستين في متاجر الطعام الصحي. يحتوي بعضها على المادة الخالصة بدون أي إضافات. أما البعض الآخر فقد يكون مختلطا بفيتامين (ج – C) وغيره من الفليفونوید الحيوي مثل الروتين والهسبردين Hesperidin التي قد تعمل أو قد لا تعمل على رفع كفاءته. يتميز مسحوق الكورستين النقي بلونه الأصفر وصعوبة ذوبانه في الماء، وصعوبته في التناول. من الأسهل تناوله في شكل أقراص مغلفة. تصل الجرعة إلى 400 ملجم مرتين يوميا بين الوجبات. تناولها بانتظام طول موسم الحساسية.
نضح الأنف
دائما ما أنصح مرضی حمى القش بممارسة نضح الأنف بواسطة محلول الملح الدافئ، فهذه الطريقة تعمل على استخراج بذور اللقاح من الأنسجة الأنفية، وتهدئة تهيج الأغشية المخاطية.
الحد من نسبة البروتين
بالطبع هناك إجراءات عامة مفيدة لتهدئة الحساسية، وخاصة الحد من نسبة البروتين في الطعام، والحد من تناول اللبن ومنتجات الألبان أو تجنبها.
إن فشلت كل هذه الوسائل؛ يمكنك أن تنتقل إلى جزء آخر من العالم، وتخلف وراءك حبوب اللقاح. سوف يمنحك هذا سنة إلى ثلاث سنوات من التحرر من المرض إلى أن يطرأ عليك نوع جديد من أنواع الحساسية.
لقاح النحل المحلي
لقد قابلت بعض الأشخاص الذين ذكروا لي أنهم قد تخلصوا من حساسية حمى القش بتناول لقاح النحل المحلي domestic bee pollen على مدى عدة أشهر. يجب أن يتم ذلك بحرص، نظرا لأنك يمكن أن تصاب بتفاعل عنيف لتناول حبوب اللقاح إن كنت في الأصل تعاني من حساسية شديدة. يجب أن تحصل على اللقاح من النحل المحلي (اقتن اللقاح من أي منحل، أو متجر للطعام الصحي) كما يجب أن تشرع في تناوله قبل بداية موسم حمى القش بفترة طويلة. ابدأ بكمية ضئيلة للغاية، ثم اعمل على زيادتها تدريجيا إلى أن تصل إلى ملعقة صغيرة يوميا. قلل الجرعة أو توقف كلية عن تناول اللقاح إن شعرت بحكة في الحلق.