الزكام
أنا حامل وأعطس وأسعل، ورأسي يؤلمني بشدة. فما الدواء الذي يمكن تناوله ولا يؤثر على الجنين؟
تكون حالات الزكام أكثر شيوعًا حين تكونين حاملًا لأن جهاز مناعتك الطبيعي خامد، والأخبار الجيدة هي أنك الوحيدة التي ستزعجك هذه الجراثيم البغيضة؛ فطفلك لا يمكنه الإصابة بزكامك أو التأثر به على أية حال. أما الأخبار غير الجيدة فهي أن الأدوية والمكملات الغذائية التي قد تستخدمينها لتخفيف ألمك (أو لمنع الزكام)، بما فيها الإيبوبروفين والجرعات الإضافية لفيتامين سي والزنك والأعشاب (مثل القنفذية)، غالبًا ما تكون ممنوعة؛ لذا قبل أن تلتقطي الأدوية من رفوف الصيدلية المحلية بجوارك، التقطي هاتفك واتصلي بطبيبك الممارس ليجد لك أدوية من الآمن استخدامها في أثناء الحمل ولا تتطلب وصفة طبية، بالإضافة إلى الأدوية التي ستعمل بشكل أفضل مع حالتك (إن أخذتِ بالفعل جرعات قليلة من دواء غير مصرح به للحمل، فلا تقلقي. لكن تحققي من الأمر مع طبيبك الممارس من أجل أن تطمئني أكثر).
حتى إن منعك الطبيب من استخدام دواء للزكام حاليًّا، فلست مضطرة إلى المعاناة مع ترشح الأنف والسعال المتقطع؛ فبعض أفضل علاجات الزكام الفعالة لا تأتي على هيئة أدوية وهي أيضًا آمنة لك ولطفلك.
نصائح للتغلب على الزكام
قد تساعدك هذه النصائح على التغلب على الزكام تمامًا، قبل أن يتطور إلى التهاب حاد في الجيوب الأنفية أو التهاب ثانوي آخر، بينما تساعدك أيضًا على الشعور بالتحسن بشكل أسرع. عندما تعطسين في بداية الأمر وتشعرين بالوخز في حلقك:
• ارتاحي، حسب حاجتك. لا يشترط أن تقلل الراحة السريرية من مدة الزكام، لكن إن كان جسدك يتلهف للراحة، فتأكدي من الاستجابة لتلهفه – خاصة الآن إن كان يتلهف للحصول على راحتين. ومن ناحية أخرى، إن شعرتِ بأنك عرضة للإصابة بالزكام (ولم تصابي بالحمى أو السعال)، فانتقلي لممارسة تمرين رياضي خفيف يمكن أن يساعدك على الشعور بالتحسن بشكل أسرع.
• تغذي من أجل زكامك وطفلك. كلي بقدر المستطاع، نظرًا إلى مدى سوء شعورك والشهية الضعيفة التي يحتمل معاناتك منها. استهدفي بشكل خاص الأطعمة الغنية بفيتامين سي، مثل الليمون والبطيخ.
• اشربي الكثير من الماء من أجل زكامك، فالأنف الراشح قد يفقد جسدك السوائل التي تحتاجين إليها أنت وطفلك. والسوائل الدافئة ( شاي الزنجبيل أو حساء الدجاج) مهدئة للغاية لآلام الحلق المزعجة.
• ارفعي رأسك حتى حين تستلقين على ظهرك. فرفع رأسك بزوج من الوسادات سيسهل عليك التنفس بأنفك المزكوم. قد تفيدك أيضًا الأشرطة الأنفية (التي تفتح التجاويف الأنفية برفق، وتجعل التنفس أسهل). أو جربي تخفيف الشعور بالاختناق عبر استخدام دهان بخاري، مثل فيكس.
• حافظي على رطوبة أنفك، فالحفاظ على رطوبة تجاويفك الأنفية سيخفف شعورك بالاختناق، لذا استخدمي جهاز ترطيب، خاصة في الليل، استخدمي بخاخًا أنفيًّا ملحيًّا (خاليًا من العقاقير، لذا يمكنك استخدامه قدر ما تشائين) أو الغسول الملحي للأنف (لكن ابتعدي عن غسول الأنف، لأنه أكثر عرضة لنشر الجراثيم).
• هدئي من السعال الجاف بطريقة حلوة المذاق. فملعقتان من العسل يمكنهما حقًّا إخماد السعال الذي يأتي غالبًا مع نزلة البرد وبعدها بطريقة فعالة مثل شراب مهدئ السعال الذي لا يتطلب وصفة طبية. هل العسل مفرط في الحلاوة بالنسبة لك؟ اخلطيه بالماء الساخن والليمون.
متى تتصلين بالطبيب؟
ليس من التقليدي أن تأتي نزلات البرد مصحوبة بالحمى، لكن إذا تجاوزت درجة حرارتك 37 درجة مئوية، فاخفضيها بسرعة باستخدام عقار الأسيتامينوفين (تايلنول) واتصلي بطبيبك الممارس.
واتصلي به أيضًا إن كانت نزلة بردك حادة بدرجة تمنعك من الأكل أو النوم أو إن كنتِ تسعلين مخاطًا أصفر أو مائلًا للخضرة أو إن كان السعال مصحوبًا بآلام في الصدر أو أزيز أو إن كانت جيوبك الأنفية تؤلمك، أو إن كانت الأعراض تدوم لأكثر من 10 إلى 14 يومًا. من الممكن أن تتطور نزلة البرد لديك إلى عدوى ثانوية، وقد يتطلب الأمر تناول دواء موصوف طبيًّا.
التهاب الجيوب الأنفية
أنا حامل. لقد أصبت بنزلة برد حادة منذ أكثر من 10 أيام. والآن بدأت أشعر بألم شديد في جبيني ووجنتيَّ. فماذا يجب أن أفعل؟
يبدو أن زكامك المزعج قد تطور إلى حالة التهاب جيوب أنفية أكثر إزعاجًا – وهي التهاب الأغشية المبطنة لجيوبك الأنفية، وبالإضافة إلى الأنف المسدود الذي يظل ترشيحه أو يزيد، فهناك علامات لالتهاب الجيوب الأنفية تتضمن في الغالب الألم والغضاضة في الجبين وفي وجنة واحدة أو كلتا الوجنتين (تحت العين) وآلامًا في المنطقة المحيطة بالأسنان والفقدان المؤقت لحاسة الشم. وعادة ما يسوء ألم التهاب الجيوب الأنفية حين تنحنين أو تهزين رأسك، وأحيانًا تصاحب الحمى هذه الأعراض، لكن ليس دائمًا.
التهاب الجيوب الأنفية الذي يتبع نزلة البرد عارض شائع نسبيًّا لكنه أكثر شيوعًا بكثير بين الأمهات الحوامل؛ لأن هرمونات الحمل قد تتسبب في تورم الأغشية المخاطية (بما فيها الأغشية المؤدية إلى الجيوب الأنفية والموجودة فيها)، ما يعوق مرور الهواء والمخاط خلال فتحات الجيوب الضيقة ويسبب الانسدادات التي تسمح للجراثيم بالتراكم والتكاثر في الجيوب الأنفية.
يرجح أن تستمر هذه الجراثيم لمدة أطول في هذه المنطقة؛ لأن الخلايا المناعية، التي تحطم الجراثيم الغازية، تواجه صعوبة في الوصول إلى التجاويف العميقة للجيوب الأنفية. ونتيجة لهذا، قد تستمر الأعراض لأسابيع (أو أكثر، وتصبح مزمنة).
تتسبب الفيروسات في الإصابة بأغلب التهابات الجيوب الأنفية (وأحيانًا تسببها الحساسية)، لكن في حوالي 10٪ من الأوقات، يتم إلقاء اللوم على البكتيريا. إن كانت البكتيريا هي السبب وراء التهاب جيوبك الأنفية (وغالبًا ما تكون هي حين تطول أعراض الجيوب الأنفية لمدة أطول من 10 أيام أو إن كانت حادة ومصحوبة بالحمى)، فسيصف لكِ طبيبك الممارس مضادًّا حيويًّا آمنًا مع الحمل لتنظيف جيوبك الأنفية. وإن كانت التهاباتك الأنفية فيروسية، فلن تُجدي المضادات الحيوية نفعًا، لذا سيركز العلاج على تخفيف الأعراض بمسكنات الألم ومنشطات وغسولات الأنف (سيتقبل بعض الأطباء الممارسين الاستخدام المحدود لبعض الأدوية المزيلة للاحتقان بعد الثلث الأول من فترة الحمل).
الحمى (ارتفاع درجة الحرارة)
أنا حامل. أنا محمومة قليلًا. فما الذي يجب أن أفعله؟
في حين أن الحمى الضعيفة (التي تقل درجة الحرارة فيها عن 37 درجة) غير مقلقة مع الحمل، فإنه يجب ألا تتجاهليها؛ لذا اتخذي الخطوات اللازمة للتغلب عليها على الفور، ولكن أيضًا داومي على استخدام الترمومتر للتأكد من أن مؤشرات درجة الحرارة لا ترتفع.
إن تجاوزت درجة حرارتك 37 درجة، فاتصلي بطبيبك الممارس في اليوم ذاته أو في الصباح التالي إن حدث هذا في منتصف الليل. وإن ارتفعت لتصل إلى 38 درجة تقريبًا، فاتصلي على الفور، حتى إن كان هذا في منتصف الليل. ليس لأن الحمى قد تزداد حدة لتضر بطفلك النامي، لكن قد يكون سبب الحمى (عدوى تتطلب العلاج، على سبيل المثال) مضرًّا حتى إن لم تكن الحمى ذاتها كذلك.
وفي حين انتظارك للتحدث مع طبيبك الممارس، تناولي دواء أسيتامينوفين (تايلنول) للبدء في خفض الحمى. سيساعد الاستحمام في حوض ماء فاتر أو بالدش وتناول مشروبات باردة وتخفيف الملابس والأغطية، على تخفيض حرارتك. يجب ألا يتم تناول عقار الأسبرين أو الإيبوبروفين (أدفيل أو مورتين) في أي وقت خلال الحمل إلا إذا أوصى بذلك طبيبك الممارس.
التهاب الحلق العقدي
أصيب طفلي الذي لم يدخل المدرسة بعد بالتهاب الحلق العقدي. فإذا التقطت العدوى منه، فهل ستكون هناك خطورة على طفلي؟
إن كان هناك شيء واحد يبرع الأطفال في مشاركته، فهو جراثيمهم. وكلما زاد عدد الأطفال الذين تحظين بهم في المنزل (خاصة الأطفال المتنوعين ما بين طلاب الحضانة أو البالغين سن الالتحاق بالمدرسة)، زادت فرصك في الإصابة بنزلات البرد والعدوى الأخرى خلال حملك.
لذا اتبعي المعايير الوقائية، لكن إن اشتبهتِ بالفعل بأنك قد تعرضت للبكتيريا العقدية، فاتصلي بطبيبك الممارس، الذي سيأخذ عينة من حلقك على الأرجح. لن تؤذي عدوى البكتيريا العقدية الجنين، طالما يتم علاجها على الفور بالنوع الأمثل من المضادات الحيوية – نوع آمن وفعال مع الحمل. لا تتناولي دواءً موصوفًا لابنك أو لأي فرد في الأسرة.