التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

علاج صمامات القلب

يمكن أن يؤثر المرض في أي من الصمامات القلبية الأربعة، لكن أكثرها إصابة الصمامان التاجي (المترالي) والأبهري على الجهة اليسرى من القلب نسبة إلى الصمامين الثلاثي الشرف والرئوي في الجهة اليمنى؛ حيث يمكن أن تفتح الصمامات بشكل ناقص (التضيق Stenosis) أو يسمح للدم بالتسرب الراجع (الارتجاع Regurgitation)؛ وغالبا ما يكون صعبا اختيار أفضل معالجة لأننا لا نستطيع دائما التكهن بكيفية ترقي المرض وتأثيره في العضل القلبي.

المراقبة

إذا لم يؤد المرض الصمامي إلى أعراض أو ضرر في الوظيفة التقلصية للعضلة القلبية، يمكن أن يعتمد طبيبك أسلوب «الانتظار والمراقبة»: المتابعة بالفحوصات الدورية للتأكد من عدم تفاقم المشكلة أو إحداثها تدهورا في الوظيفة الإجمالية للعضل القلبي.

الأدوية

من المهم اتقاء أو تدبير المشاكل التي يمكن أن تنجم عن الاضطراب في الجريان الدموي عبر الصمامات المصابة؛ ومن الصعوبات المحتملة حدوث التهاب الشغاف العدوائي Infective Endocarditis؛ ويجب أن تتيح لطبيبك أو طبيب الأسنان معرفة مشكلتك الصمامية، وأنك بحاجة إلى المضادات الحيوية الوقائية قبل أي إجراء سني أو جراحي يؤدي إلى دخول الجراثيم في جسمك.

بما أن المرض الصمامي يمكن أن ينقص كفاءة الضخ القلبي، مما يقود إلى أعراض قصور القلب، يمكن أن تحتاج إلى بعض الأدوية مثل الديجيتال أو المدرات أو موسعات الأوعية لتقوية التقلص البطيني، أو للحيلولة دون احتباس السوائل أو السيطرة عليه، أو لإنقاص عبء العمل الواقع على قلبك؛ كما قد يؤدي المرض الصمامي أحيانا إلى مشاكل في النظم القلبي، ويمكن أن تحتاج إلى أدوية لمساعدتك على السيطرة على النظم القلبي.

تؤدي المشاكل الصمامية إلى اضطراب الجريان الدموي عبر القلب، مما قد يحرض حدوث الجلطات الدموية؛ وتستخدم الأدوية المضادة للتخثر (مميعات الدم) في المساعدة على السيطرة على هذه المشكلة عندما يختلط المرض الصمامي بالرجفان الأذيني أو قصور القلب أو الجلطات الدموية.

تشير الأعراض في المصابين ببعض أنماط المرض القلبي الصمامي إلى ضرورة تصحيح المشكلة الصمامية؛ ولا يكفي المزيد من المراقبة أو الأدوية وحدهما، حيث تستمر المشكلة الصمامية وقصور العضلة القلبية بالتدهور؛ وقد يرغب طبيبك في أنماط أخرى من المرض القلبي الصمامي بتثبيت المضاعفات – حتى وإن لم تكن لديك أعراض – للوقاية من تدهور العضلة القلبية ومحاولة إطالة البقاء على قيد الحياة.

وتتكون المعالجة في هذه الحالات من استراتيجيتين أساسيتين، وذلك حسب طبيعة المشكلة الصمامية:
(1) إصلاح الصمام، (2) أو استبدال الصمام؛ فإصلاح الصمام المصاب لتحسين وظيفته يمكن القيام به أحيانا بإجراءات القسطرة، لكن ذلك يتطلب عملية جراحية في أغلب الحالات؛ أما تبديل الصمام فيحتاج إلى الجراحة دائما.

طرق القسطرة (رأب الصمام بالبالون)

يمكن اللجوء إلى القسطرة لتوسيع صمامات القلب المتضيقة، والتي تقلل من الجريان الدموي.

يعد رأب الصمام بالبالون عبر الجلد مع قثطرة إجراء يركب فيه بالون أو بالونان على قثاطير موجهة نحو القلب عبر الأوعية الدموية، ثم يوضعان عبر الصمام المتضيق وينفخان، وهذا ما يؤدي إلى زيادة حجم أو عرض الفتحة عبر الصمام وتحسين الجريان الدموي.

وكما هي الحال في أية قثطرة قلبية، هناك أخطار محتملة، فضلا عن احتمال إحداث أذية إضافية في بنية الصمام بسبب المناورة بالبالون؛ لكن الأخطار في الأشخاص الأصحاء تكون قليلة بالمقارنة مع إمكانية تفريج الأعراض بسرعة؛ وعلاوة على ذلك، يبقى المرضى في المستشفى زمنا أقل في إجراءات رأب الصمام بالمقارنة مع عمليات الصمامات القلبية المفتوحة.

لقد أصبح التوسيع بالبالون (رأب الصمام بالبالون) الطريقة المفضلة لمعالجة أشخاص مختارين بشكل صحيح ومصابين بتضيق الصمام الرئوي أو الصمام التاجي ولديهم أعراض؛ فبالنسبة إلى تضيق الصمام التاجي، يقوم الأطباء بإدخال قسطار أو قسطارين عبر الوريد الفخذي (في الناحية الأربية) باتجاه الأذين الأيمن من القلب.

ويثقب الطبيب بقسطار مدبب وحاد الحاجز الأذيني ويمرر قساطير ذات بالون عبر الثقبة الصغيرة، ويضعها في منتصف الطريق عبر الصمام (والبالونات مفرغة)، وثم ينفخها؛ وبذلك تتفكك الالتصاقات الموجودة بين الوريقات المتيبسة وتكبر الفتحة مما يسمح لمزيد من الدم بالجريان عبرها؛ وبعد سحب القثطار، ينغلق الثقب الصغير في الحاجز الأذيني تلقائيا.

قد لا يكون رأب الصمام التاجي بالبالون ملائما إذا وجد تكلس زائد على الصمام أو إذا وجد قصور (تسريب) ارتجاعي فيه؛ كما لا يجرى عند وجود جلطة دموية في إحدى حجرات القلب، بسبب خطر انفكاكها وإزاحتها من مكانها؛ وفي مثل هذه الحالات، يجب استبدال الصمام.

كما يلجأ الأطباء إلى رأب الصمام بالبالون في تضيق الصمام الأبهري، لكن ذلك ليس هو الأسلوب المفضل لأن التحسن بسيط ولا يدوم عادة أقل من سنة واحدة؛ ومع ذلك، قد يكون مفيدا إذا كنت مصابا بأمراض أخرى تحول دون جراحة القلب المفتوح.

العملية الجراحية

لا تكون الإجراءات بالقثاطير ذات البالون مناسبة لبعض الأفراد المصابين بتضيق «الصمام» التاجي ولديهم أعراض أو في معظم المصابين بتضيق الصمام الأبهري أو لدى أي شخص مصاب بارتجاع الصمام التاجي أو الأبهري؛ ويفضل الأطباء إجراء الجراحة الصمامية في هذه المشاكل الصمامية.

يمكن إصلاح الكثير من حالات تسريب الصمام التاجي: يستطيع الجراح تعديل الصمام الأصلي (رأب الصمام) للتخلص من التسرب الراجع للدم، وأفضل ما يفيد هذا الإجراء عندما يكون قصور الصمام التاجي ناجما عن تمزق الحبال الوترية Chordae Tendinae Breakage أو تشوهها أو عن انتفاخ الوريقات الصمامية التي لا تغلق بشكل صحيح أو عن توسع الحلقة النسيجية حول قاعدة الوريقات الصمامية.

يقوم الأطباء بإصلاح الصمام من خلال إعادة وصل الوريقات الصمامية بمرتكزاتها أو بقطع أجزاء من النسيج الزائد لهذه الوريقات، بحيث تغلق وريقات الصمام بشكل جيد؛ ويقوم إصلاح الصمام أحيانا على «تصغير» الحلقة المحيطة للنسيج القلبي لضمان إغلاق الوريقات بشكل كاف. ويدعى ذلك رأب الصمام.Annuloplasty

إذا كان بالإمكان إصلاح الصمام الطبيعي، تكون النتائج أفضل وأكثر ديمومة، وقد لا تحتاج إلى أدوية إضافية مثل مضادات التخثر التي يمكن أن تكون ضرورية عند استخدام الصمامات الاصطناعية؛ ولا يستطيع الجراحون إصلاح الصمامات المتكلسة بشدة أو المتضررة كثيرا بالمرض.

يخضع بعض المصابين بتضيق الصمام التاجي لترميم جراحي يدعى بضع الصوار Commissurotomy التاجي، حيث يقطع الجراح بين وريقات الصمام (وريقتي الصمام التاجي) الملتصقة ببعضها البعض؛ وتدعى الفواصل الطبيعية بين الوريقات باسم الأصورة أو الملتقيات، ومن هنا مصطلح بضع الصوار؛ وبما أن رأب الصمام التاجي بالبالون عبر الجلد فعال مثل بضع الصوار التاجي عادة، لذلك فقد قل اللجوء إلى الجراحة.

استبدال الصمام

حتى يستبدل الجراح الصمام القلبي المتضرر، يقوم بنزعه وخياطة صمام اصطناعي (بديل) في موضعه؛ ويعد ذلك هو المعالجة المفضلة لداء الصمام الأبهري الذي يحتاج إلى معالجة غير دوائية؛ ومن الضروري استبدال الصمام التاجي عندما يقرر الطبيب أن الإصلاح أو رأب الصمام بالبالون لا يؤدي إلى نتائج مقبولة.

تصنع الصمامات البديلة الميكانيكية من مواد معدنية وتركيبية، وهي تشتمل على الصمامات الكروية Ball Valves والصمامات القرصية المائلة والصمامات النصف القرصية المزدوجة الميلان (ذات الوريقتين)؛ وتصنع البدائل الصمامية الحيوية Bioprostheses من نسيج حيواني أو إنساني؛ وتؤخذ البدائل الحيوية الحيوانية النسيجية من صمامات قلب الخنزير أو تامور البقر عادة

يتكون البديل الحيوي النسيجي البشري من صمام قلبي مأخوذ من شخص قد توفى؛ وتدعى مثل هذه الصمامات بالصمامات المثلية Homografts؛ وخلافا للصمامات القلبية، يمكن حفظ الصمامات وهي لا تعود نسجا حية، كما لا تؤدي إلى الرفض أيضا.

يقوم مفتاح إيجاد الصمام البديل المناسب على دراسة دقيقة للتأكد من فوائد بعض الصمامات ومساوئها، وتقييم خطر المعالجة المضادة للتخثر؛ فمثلا، تكون الصمامات البديلة الميكانيكية ذات تحمل ممتاز جدا، لكن المرضى بحاجة إلى تناول مضاد للتخثر (الوارفرين) بقية حياتهم، لأن الدم يكون ذا ميل طبيعي إلى التجلط على الصمام؛ وقد يسد هذا التجلط الصمام أو تؤدي إلى الانصمام.

تتمثل فائدة البدائل الصمامية الحيوية في أنها نادرا ما تتطلب مضادات التخثر؛ لكن الصمامات الأجنبية لا تدوم طويلا مثل الصمامات الميكانيكية؛ حيث يحتاج نحو %50-30 من الصمامات الصمامية الأجنبية إلى التبديل خلال 10 سنوات بعد الزرع الأول.

قد تكون الصمامات المثلية (البشرية) أكثر تحملا من الصمامات الأجنبية، لكن هناك القليل منها وتستخدم في استبدال الصمامات الأبهرية المعيبة فقط؛ وعلى العموم، يتلقى المرضى دون السبعين سنة من العمر صمامات بديلة ميكانيكية، في حين تفضل الصمامات البديلة الحيوية لدى من هم فوق الخامسة والسبعين من العمر

تكون كافة الصمامات البديلة عرضة للعدوى التي يصعب معالجتها بالمضادات الحيوية؛ لذلك، يكون مـن المهم للغاية اتخاذ الاحتياطات الملائمة قبل أي إجراء سني أو جراحي إذا كان لديك صمام بديل.

للمزيد من التفاصيل، تفضل بزيارة المواضيع التالية

– علاج تسريب الصمام الابهري أو الاورطي (ارتجاع، قلس) Aortic valve regurgitation
– علاج تسريب الصمام التاجي أو المترالي (قلس، ارتجاع) Mitral valve regurgitation
– علاج تضيق الصمام التاجي أو المترالي Mitral valve stenosis
– علاج تضيق الصمام الابهري أو الأورطي Aortic valve stenosis