التصنيفات
داء السكري

علاج مرض السكري

أصبح مرض السكري أحد أكثر الأمراض انتشارا في التاريخ. وعلى مدار السنوات ال ٣٥ الماضية، شهد العالم الصناعي زيادة في عدد حالات السكري بمقدار خمسة أضعاف. ويقدر أنه يتم إنفاق ١٥٠ مليار دولار سنويا على علاج مرض السكري والمضاعفات المرتبطة به في الولايات المتحدة وحدها. وهناك ما يقرب من ١٦ مليون شخص في أمريكا مصابين بالسكري،

ولكن الحقيقة المدهشة هي أن ما يقرب من نصف هؤلاء الأفراد لا يعلمون أنهم مصابون به أصلا؛ وهذا هو السبب في أنه على “غير المصابين بالسكري” قراءة هذا الموضوع.

على الرغم من أن مرض السكري نفسه يعد مشكلة صحية خطيرة بما يكفي، فإن الآثار الجانبية لهذا المرض لا تقل خطورة. فعلى سبيل المثال، ثلث الحالات الجديدة من مرضى الكلى في المرحلة النهائية يكون سببها مرض السكري. وأربعة من أصل خمسة مرضى بالسكري في نهاية المطاف ستوافيهم المنية، ليس بسبب السكري نفسه، ولكن بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية (النوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو أمراض الأوعية الدموية الطرفية) التي يتسبب فيها مرض السكري. هل تعلم أن مرض السكري هو السبب الرئيسي لبتر الأطراف وأحد الأسباب الأساسية في إصابة كبار السن بالعمى؟

لقد صار انتشار السكري وبائيا. وعلينا أن ندرس بجدية الحالات المعروفة باسم النوع الثاني من مرض السكري (المعروف سابقا باسم سكري البالغين )، والتي تمثل أكثر من ٩٠ ٪ من الحالات، لنفهم ما الخطأ بالضبط. يطلق على النوع الأول من السكري سكري اليافعين. وهذا النوع يصيب الأطفال في العادة، ويحدث نتيجة لهجوم الجهاز المناعي على البنكرياس، والذي يترك هؤلاء الأطفال دون أنسولين. ما يعني وجوب أخذهم للأنسولين من أجل البقاء. إلا أن جل اهتمامي في هذا الموضوع سيتركز على النوع الثاني من السكري بوصفه النوع الذي يزداد انتشاره كالوباء. لماذا حدثت مثل هذه الزيادة في عدد الأشخاص المصابين بهذا المرض؟ هل هنالك طريقة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسكري؟ نعم، بكل تأكيد.

المتلازمة الاستقلابية إكس metabolic syndrome x

لم يسمع معظم الناس بالمتلازمة الاستقلابية إكس، لكنهم بحاجة إلى معرفتها بالتأكيد. اختار د. “جيرالد ريفنز” – الطبيب والأستاذ بجامعة ستانفورد – هذا المصطلح لوصف مجموعة من المشكلات التي لديها سبب مشترك: مقاومة الأنسولين. من خلال الأبحاث الطبية، قدر الدكتور “ريفنز” أن هناك أكثر من ٨٠ مليون شخص أمريكي بالغ مصاب بالمتلازمة الاستقلابية إكس.

دعنا نتوقف لحظة للنظر في هذه المشكلة الشائعة: المتلازمة الاستقلابية إكس بوصفها مقاومة متقدمة للأنسولين داخل الجسم.

ما مقاومة الأنسولين Insulin resistance؟

يتغذى الأمريكيون على أطعمة عالية الكربوهيدرات قليلة الدسم، على الرغم من أن الواقع يقول إن معظم الأمريكيين يأكلون الطعام مرتفع الكربوهيدرات ومرتفع الدهون أيضا . على مر السنين عانى نظامنا الغذائي كثيرا، وتزايدت أعداد الأشخاص الأقل حساسية للأنسولين الموجود داخل أجسامهم نتيجة لذلك. إن الأنسولين في الأساس عبارة عن هرمون يخزن السكر داخل الخلية لاستخدامها أو تخزينها كدهون. ويرغب الجسم في السيطرة على السكر في الدم؛ لذلك، عندما يصبح الجسم أقل حساسية للأنسولين، فإنه يعوض ذلك بإنتاج المزيد من الأنسولين. بعبارة أخرى، تستجيب أجسامنا إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم من خلال إجبار خلايا بيتا في البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين من أجل السيطرة على السكر في الدم.

إن الأشخاص الذين يعانون مقاومة الأنسولين يحتاجون إلى المزيد والمزيد من الأنسولين مع مرور السنوات للحفاظ على معدل سكر طبيعي في الدم.

على الرغم من أن ارتفاع مستوى الأنسولين (فرط الأنسولين) فعال في السيطرة على السكر في الدم، فإنه قد يؤدي أيضا إلى بعض المشكلات الصحية الخطيرة.

وفيما يلي قائمة بالآثار الضارة الناجمة عن ارتفاع مستويات الأنسولين؛ وهي المشكلات التي تشكل ما وصفه د. “جيرالد ريفنز” بالمتلازمة الاستقلابية إكس:

• التهاب شديد في الشرايين يمكن أن يسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

• ارتفاع ضغط الدم.

• ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، أي الدهون الموجودة في الدم إلى جانب الكوليسترول.

• انخفاض مستوى الكوليسترول مرتفع الكثافة (الجيد).

• ارتفاع مستوى الكوليسترول منخفض الكثافة (الضار).

• زيادة الميل لتكوين جلطات الدم.

• زيادة الوزن بشكل ملحوظ “على نحو لا يمكن السيطرة عليه”، والذي يكون عادة في منطقة الوسط (ما يسمى بالسمنة المركزية) .

عندما تجتمع جميع العوامل التي تشكل المتلازمة الاستقلابية إكس، يتضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب عشرين مرة. وبالنظر إلى حقيقة أن أمراض القلب هي مسبب الوفاة الأول في العالم الصناعي اليوم، فإننا لا نستطيع تحمل تجاهل هذا الخطر المحدق!

بعد إصابة مرضى المتلازمة الاستقلابية إكس بعدة سنوات (ربما عشرة وأحيانا عشرين عاما)، لا تعود خلايا بيتا البنكرياس قادرة على إنتاج هذه المستويات العالية من الأنسولين. وعند هذه النقطة تبدأ مستويات الأنسولين في الانخفاض ويبدأ سكر الدم في الارتفاع.

في البداية فقط قد ينشأ ارتفاع طفيف في مستوي السكر في الدم، وهذا يعرف باسم ضعف تحمل الجلوكوز (أو السكري قبل السريري ). وهناك أكثر من ٢٤ مليون شخص في الولايات المتحدة في مرحلة ضعف تحمل الجلوكوز. ثم – عادة في غضون عاما أو عامين وإذا لم يحدث تغير في نمط الحياة – يصاب المريض بالسكري بشكل كامل، ومن ثم تزداد سرعة شيخوخة الشرايين مع ارتفاع مطرد في نسبة السكر في الدم.

ما سبب مقاومة الأنسولين؟

تشير العديد من النظريات إلى الأسباب التي تجعلنا أقل حساسية للأنسولين على مدار السنين، ولكني أعتقد أن مقاومة الأنسولين ترجع إلى النظام الغذائي الغربي. فمع أننا نركز بقوة على تقليل الدهون بقدر الإمكان، فإن غرامنا بالكربوهيدرات لا يزال مستمرا. وما لا يدركه العديد من الأمريكيين هو أن الكربوهيدرات عبارة عن سلاسل طويلة من السكر الذي يمتصه الجسم بمعدلات مختلفة. هل تعلم أن الخبز الأبيض والدقيق الأبيض والمعكرونة والأرز والبطاطس كلها تفرز السكر في مجرى الدم بدرجة أسرع من سكر المائدة؟ إنها الحقيقة. هذا هو السبب في أنها تسمى الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع.

وعلى الجانب الآخر، هناك أطعمة مثل الفاصوليا الخضراء وبراعم ملفوف البروكسل والطماطم والتفاح والبرتقال التي تطلق السكر في مجرى الدم ببطء، وتعرف بالأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض.

يميل سكان أمريكا إلى تناول الكثير من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة بالغة وتحفيز إفراز الأنسولين. وعندما ينخفض مستوى السكر في الدم، نشعر بالجوع، فنتناول وجبة خفيفة أو حتى رئيسية، لتبدأ العملية برمتها من جديد. وبعد فترة من الزمن، مع استمرار إفراز الأنسولين المفرط تصبح أجسادنا أقل فأقل حساسية. وكي يتمكن الجسم من السيطرة على مستوى السكر في الدم، يحتاج البنكرياس إلى إفراز مستويات أعلى من الأنسولين. وهذه المستويات المرتفعة من الأنسولين هي التي تسبب التغيرات الأيضية المدمرة المرتبطة بالمتلازمة الاستقلابية إكس.

كيف تعرف أنك مصاب بالمتلازمة الاستقلابية إكس؟

لا يطلب معظم الأطباء من مرضاهم إجراء فحص روتيني لمستوى الأنسولين في الدم. ولكن هناك طريقة بسيطة (وإن كانت غير مباشرة) لمعرفة أنك في طور الإصابة بالمتلازمة الاستقلابية إكس أو مقاومة الأنسولين. عندما يتم فحص دمك سيتم فحص مستوى الدهون الكلية بشكل روتيني، والذي يشمل مستوى كل من الكوليسترول الكلي، والكوليسترول مرتفع الكثافة (الجيد)، والكوليسترول منخفض الكثافة (الضار)، والدهون الثلاثية (الدهون الأخرى في الدم). معظم الناس يعرفون أنه لحساب نسبة الدهون الكلية ينبغي قسمة نسبة الكوليسترول الكلي على نسبة الكوليسترول مرتفع الكثافة. ولكن إذا قسمت مستوى الدهون الثلاثية على نسبة الكوليسترول مرتفع الكثافة، فستحصل على مؤشر يوضح لك إذا ما كنت في طور الإصابة بهذه المتلازمة أم لا. إذا كان الناتج أكبر من ٢، فربما بدأت تعاني من المتلازمة الاستقلابية إكس. وإذا لاحظت أن ضغط الدم يتزايد أو أن محيط خصرك يتسع، فسيرتفع احتمال إصابتك بهذه المتلازمة.

وإليك مثالا لكيفية القيام بذلك. دعنا نقل إن مستوى الدهون الثلاثية لديك هو ٢١٠ ومستوى الكوليسترول مرتفع الكثافة هو ٣٠؛ ناتج قسمة ٢١٠ على ٣٠ = ٧. وبما أن الناتج بالتأكيد أكبر من ٢، فستستنتج أن هذه علامة مبكرة على إصابتك بمقاومة الأنسولين أو المتلازمة الاستقلابية إكس.

حالما يبدأ الشخص في تطوير مقاومة الأنسولين، يجب على الطبيب أن يوصيه بإحداث تغييرات في نمط حياته، وذلك لأنها بداية الضرر الحقيقي للقلب والأوعية الدموية، كما أشرت في وقت سابق؛ ولذلك، على الأطباء أن ينتبهوا إلى العلامات المبكرة على إصابة المريض بمقاومة الأنسولين بحساب نسبة الدهون الثلاثية / الكوليسترول مرتفع الكثافة. في هذه المرحلة يمكن علاج مقاومة الأنسولين. ويجب ألا ننتظر حتى يصبح الشخص مصابا بالسكري بالفعل حتى نعالجه.

عندما يعالِج المريض مقاومة الأنسولين بإحداث تغييرات بسيطة – إنما فعالة – في نمط حياته، فإنه بذلك لا يمنع الأذى المتلاحق الذي يصيب الشرايين وحسب، بل يجنب نفسه الإصابة بالسكري أيضا؛ وهذا هو الطب الوقائي السليم. إن نمط الحياة الصحي هو ما يصنع الفارق، وليس الأدوية.

وإنني أؤمن – دون ذرة من الشك – بأن الأطباء قد أفرطوا في الاعتماد على الأدوية في علاج مرض السكري. ويتفق معظم الأطباء على أن النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة يساعدان مرضى السكري، ولكننا ببساطة لا نخصص الوقت الكافي لمساعدتهم على فهم أن تغيير تلك العادات هو أفضل إجراء نتخذه ضد المضاعفات المدمرة لهذا المرض. وأنا أدرك أنه من الأسهل بكثير أن نكتب وصفة طبية عوضا عن تثقيف المرضى وتحفيزهم على إجراء تغييرات رئيسية خاصة بممارسة الرياضة والتغذية. ولكن سيمكن السيطرة على مرض السكري بطريقة أفضل بكثير إذا لم نعتمد بشكل أساسي على الأدوية. بل إن ممثلي شركات الأدوية الذين يزورون عيادتي يرون أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف والأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض هو خيار فعال للغاية، ولكنهم يعتمدون دائما على أن المرضى لن يقوموا عادة بإجراء مثل هذه التغييرات في نظامهم الغذائي، وبالتالي سيتعين عليهم دائما تناول الأدوية.

هذا ليس رأيي؛ ففي عيادتي يفضل غالبية المرضى تغيير عاداتهم بدلا من تناول المزيد من الدواء، ولكن هذا يعتمد بشكل أساسي على موقف الطبيب والنهج الذي يتخذه. إنني عندما أخصص الوقت الكافي لشرح كل هذا لمرضاي ثم أسألهم عما يريدون القيام به، فإن نسبة تزيد على ٩٠ ٪ ستختار دائما محاولة تغيير نمط الحياة أولا.

كيف نهزم المتلازمة الاستقلابية إكس؟

إذا كنت تمر بأزمة صحية، فإنه يمكنك تحقيق النتائج بتغيير نمط الحياة وتعديل نظامك الغذائي. ويمكنك التغلب على المتلازمة الاستقلابية إكس وتداعياتها الخطيرة.

الآن دعنا نحول انتباهنا إلى تطور مرض السكري وكيفية عكس تأثيره المدمر على أجسامنا.

تشخيص مرض السكري ومراقبته

إن تقنية الفحص الأكثر شيوعا لمرض السكري هي إجراء تحليل السكر الصائم.

كما يستخدم الأطباء اختبار تحمل الجلوكوز، حيث يعطى الفرد بعض الجلوكوز (شرابا مليئا بالسكر)، ثم يفحص مستوى السكر في دمه بعد ساعتين.

يعتقد معظم الأطباء أنه إذا ارتفعت نسبة السكر في الدم بعد هاتين الساعتين عن ١٩٠ (أو ٢٠٠ طبعا) فإن هذا هو المؤشر المطلوب لتشخيص الشخص بمرض السكري؛ فالمستوى الطبيعي للسكر في الدم بعد هاتين الساعتين يجب أن يقل عن ١١٠ وطبعا عن ١٣٠ (المرضى الذين يتراوح مستوى السكر في دمائهم في اختبار تحليل السكر الصائم أو اختبار تحمل الجلوكوز ما بين ١٣٠ إلى ١٩٠ يصنفون بوصفهم مصابين بعدم تحمل الجلوكوز – السكري قبل السريري – لا السكري الفعلي).

وبما أن قياس السكر في الدم يشير إلى حالة المريض في لحظة معينة، فهناك اختبار آخر مفيد وهو اختبار خضاب الدم السكري، والذي يكشف عن كمية السكر المتواجدة في خلايا الدم الحمراء (أحب أن يجري مريض السكري أو من لديه ميل للإصابة بالسكري هذا الاختبار كل ٤ : ٦ أشهر). وبما أن خلايا الدم الحمراء تظل في الجسم لما يقرب من ١٤٠ يوما، يعد هذا الاختبار مؤشرا مهما على مدى سيطرة المريض الفعلية على السكري. يتراوح المعدل الطبيعي لاختبار خضاب الدم في معظم المختبرات بين ٣.٥ و ٥.٧.

يجب أن يكون هدف مريض السكري هو مراقبة حالته مراقبة صارمة بحيث يبقي نسبة الهيموجلوبين في اختبار خضاب الدم السكري أقل من ٦.٥ ٪. فعندما يستطيع المريض فعل ذلك، يقل خطر تطويره لمضاعفات ثانوية عن ٣ ٪. بينما إذا زادت نسبة الهيموجلوبين في اختبار خضاب الدم السكري عن ٩ ٪، يزداد خطر تطوير المضاعفات الثانوية المتعلقة بمرض السكري ب ٦٠ ٪. هذا يبدو صادما، خاصة في ظل الحقيقة التي تقول إن مستوى الهيموجلوبين في اختبار خضاب الدم السكري لدى مريض السكري العادي المُعالج في الولايات المتحدة هو ٩.٢. وغني عن القول أن هذا يشكك كثيرا في نظام الرعاية الصحية لدينا فيما يتعلق بمرض السكري.

وما يثير المزيد من القلق هو أنه في وقت تشخيص الطبيب الفعلي لمرض السكري، يكون الأغلبية من هؤلاء المرضى (أكثر من ٦٠ ٪) مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية بالفعل.

هذا يضع المريض في وضع سيئ حتى قبل أن يبدأ العلاج. فبمجرد الإصابة بمقاومة الأنسولين، تتسارع عملية تصلب الشرايين (تصلب الشرايين) بدرجة هائلة. وهذا هو السبب في الأهمية البالغة لضرورة معرفة لأطباء إذا ما كان مرضاهم قد طوروا المتلازمة الاستقلابية إكس وتشجيعهم على إحداث تغييرات حياتية يساعد على حل هذه المشكلة.

قد تمر سنوات عديدة قبل أن يصاب مريض المتلازمة الاستقلابية إكس بالسكري. وبحلول هذا الوقت يكون استخدام العلاج لعكس الضرر متأخرا جدا.

السمنة

لقد سمعنا جميعا وسائل الإعلام والأطباء وهم يزعمون أن سبب انتشار مرض السكري في الولايات المتحدة والعالم الصناعي هي السمنة. ولكن هذه ليست هي الحال حقا؛ فوسائل الإعلام تضع العربة أمام الحصان ، إذا جاز التعبير؛ فمقاومة الأنسولين (المتلازمة الاستقلابية إكس) هي التي تؤدي إلى السمنة المركزية ، وليس العكس. بل إن السمنة في الواقع هي أحد مظاهر هذه المتلازمة الرئيسية.

ماذا هي السمنة المركزية Abdominal obesity؟

هذا يتعلق بالكيفية التي يتوزع بها الوزن في جسمك: إذا كان موزعا بالتساوي في جميع أنحاء جسمك أو إذا كنت ممتلئا في الجزء السفلي (شكل الكمثرى)، فقد تحتاج إلى إنقاص بعض الوزن، ولكنك بخير فيما يتعلق بالمتلازمة الاستقلابية إكس، ولكن إذا ازدادت نسبة الدهون حول محيط خصرك (شكل التفاحة)، فإنك قد تكون في مشكلة.

لقد زارني العديد من المرضى في أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات من العمر يشكون زيادة الوزن الهائلة. وما كان يزعجهم هو حقيقة أن عاداتهم الغذائية ومستوى نشاطهم لم يتغير، لكنهم يزدادون من ١٥ إلى ٢٠ كجم خلال السنتين أو السنوات الثلاث الماضية. لماذا يكتسبون الكثير من الوزن؟ يكون السبب عادة هو تطوير المريض لمقاومة الأنسولين، فقد بدأ هؤلاء المرضى في اتباع برامج حمية مختلفة، بيد أنهم لم يتمكنوا من فقدان الكثير من الوزن. وهذه النظم الغذائية تكون في الأساس مرتفعة الكربوهيدرات، منخفضة الدسم. وهذا يزيد مقاومة الأنسولين سوءا. وإذا لم يصحح هؤلاء الأشخاص هذه المشكلة – مقاومة الأنسولين – فإنهم لن يفقدوا أي وزن. كم هو محبط أن يعود الواحد منهم إلى مجموعة الدعم دون أن يُنقص بعضا من وزنه مثل الآخرين!

وإنني أشجع جميع مرضاي على موازنة نظامهم الغذائي من خلال تناول الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض بالإضافة إلى البروتينات و الدهون الصحية. عندما يتم الجمع بين هذا النظام الغذائي وبين برنامج رياضي مناسب وبرنامج التغذية الخلوية، يمكن حل مشكلة مقاومة الأنسولين الأساسية.

سيبدأ الوزن في الانخفاض بالغرابة نفسها الذي ازداد بها، فالمرضى في كثير من الأحيان يعربون عن دهشتهم من إنقاص الوزن دون محاولة؛ حتى إنهم يشعرون بأنهم في خير حال، بالإضافة إلى تمتعهم بمستوى نشاط ممتاز.

يرجى العلم أنه عندما أتحدث عن النظام الغذائي، فإنني لا أتحدث عن الحميات الغذائية؛ فالحمية نظام تبدؤه وفي نيتك الإقلاع عنه يوما ما (وكلما كان أبكر كان أفضل!). لكني بدلًا من ذلك أتحدث عن نمط حياة صحي يكون إنقاص الدهون أحد نتائجه الثانوية. إنني أعمل بجد مع مرضاي على مدار اثني عشر أسبوعا لتعليمهم كيفية تطبيق هذه المبادئ على الطريقة التي يحبون تناول الطعام بها – والحل ليس فقدان الوزن، بل علاج مقاومة الأنسولين.

علاج السكري

يتفق جميع الأطباء على أنه يجب أولا إعطاء مرضى السكري فرصة لتحسين حالتهم عبر تشجيعهم على إجراء تغييرات فعالة في حياتهم، ولكن كما قلت سابقا، يكون حديث العديد من الأطباء عن هذه التغييرات شكليا لا أكثر، بينما ينصب اعتمادهم الأساسي على الأدوية للسيطرة على المرض.

إذا أردنا النجاح في تقليل عدد مرضى السكري، ومساعدة مرضى السكري الحاليين على السيطرة على مرضهم، فإنه يجب القيام بأمرين. أولا: نحن بحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لمقاومة الأنسولين، وهي المشكلة المتسببة في الغالبية العظمى من حالات النوع الثاني من السكري، والتوقف عن التركيز فقط على معالجة مستوى السكر في الدم (انظر المربع أدناه). ثانيا: نحن بحاجة إلى تشجيع المرضى على تغيير نمط الحياة وذلك لتحسين حالة حساسية الأنسولين. وأعتقد بقوة أنه في سكري النوع الثاني، يتعين على الأطباء الاعتماد على الدواء كملاذ أخير.

التغييرات المطلوبة في نمط الحياة

ما لا يدركه كثير من الناس هو مدى سهولة التغييرات الحياتية المطلوبة لعلاج السبب الأساسي والأولي للإصابة بمرض السكري ومقاومة الأنسولين؛ فهذا يتم عن طريق اتباع برنامج رياضي مناسب، وتناول الطعام بطريقة لا ترفع نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى تناول بعض المكملات الغذائية الأساسية لتحسين حساسية المريض للأنسولين. وعند الجمع بين هذه التغييرات الثلاثة تكون النتائج مبهرة.

دعنا نتأمل هذه العناصر الثلاثة وأثرها الإيجابي في حالات الإصابة بمقاومة الأنسولين.

النظام الغذائي

أرى أن كثيرا من الأطباء ارتكبوا أخطاء لا تغتفر في نوعية النظام الغذائي الذي أوصوا به مرضى السكري. بما أن أكبر خطر يتهدد هؤلاء المرضى هو أمراض القلب والأوعية الدموية، ظلت جمعية السكري الأمريكية معنية بكمية الدهون في الوجبات في المقام الأول؛ ولذلك، يكون النظام الغذائي الذي تدعمه جمعية السكري الأمريكية والعديد من اختصاصيي التغذية نظاما غنيا بالكربوهيدرات منخفضا في الدهون.

وقد اتبع مرضى السكري توصيات جمعية السكري الأمريكية بحذافيرها على مدار الأعوام الخمسة والثلاثين الماضية. في منتصف السبعينيات من القرن الفائت، كانت نسبة تقدر ب ٨٠ ٪ من مرضى السكري تفارق الحياة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. ومع دخول الألفية الجديدة، لا تزال نسبة ال ٨٠ ٪ نفسها من مرضى السكري تفارق الحياة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. ألا يستوجب هذا قليلا من إعادة النظر في النهج الذي نتبعه؟

بمجرد أن نفهم أننا بحاجة إلى معالجة السبب الكامن وهو مقاومة الأنسولين، سنعرف أن الكربوهيدرات هي مصدر القلق الرئيسي. وهذا يتعارض مع رأي اختصاصيي التغذية الذين يعتقدون أن “الكربوهيدرات هي كربوهيدرات وحسب” وأن المصدر لا يهم. وهذا التفكير يتجاهل تماما مؤشر نسبة السكر في الدم (أي المعدل الذي يمتص الجسم به مختلف الكربوهيدرات ويحولها إلى سكر بسيط).

تُظهر العديد من الدراسات أن بعض الكربوهيدرات تطلق السكر بسرعة أكبر من غيرها، بينما تطلق الكربوهيدرات الأكثر تعقيدا (أي التي تحتوي على الكثير من الألياف) السكر ببطء، ومن أمثلتها الفول، والقرنبيط، وبراعم ملفوف البروكسل، والتفاح. وعندما يتم الجمع بين الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض مع البروتينات والدهون الصحية في وجبات متوازنة، لا يرتفع السكر في الدم. هذا أمر بالغ الأهمية في السيطرة على مرض السكري. إذا كانت نسبة السكر في الدم لم تعد مرتفعة بشكل ملحوظ بعد تناول الطعام – عامل رئيسي في السيطرة على مرض السكري – فلا توجد مشكلة هنا في تقليل نسبته باستخدام الأدوية.

يقترح الدكتور “والتر سي. ويليت”، رئيس التغذية والطب الوقائي في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن علينا إعادة النظر في الهرم الغذائي المذكور في توصيات وزارة الزراعة الأمريكية؛ حيث يجب على قاعدة الهرم أن تحتوي على الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، بينما ينبغي أن تحتوي قمته على الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع (الخبز الأبيض والدقيق الأبيض والمعكرونة والأرز والبطاطس) فضلا عن جميع أنواع الحلوى.

يدرك الجميع أثر الحلوى السيئ على مرضى السكري، ولكن قليلا منهم يدركون أن الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع ترفع نسبة السكر في الدم بدرجة أسرع كثيرا من الحلوى. عندما يقتنع مرضى السكري بتناول الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، بالإضافة إلى البروتين والدهون الصحية، تتحسن قدرتهم على السيطرة على السكري، وتصبح أجسادهم أكثر حساسية للأنسولين أيضا.

تعليمات النظام الغذائي الأساسية

سأتحدث هنا عن الدهون والبروتينات والكربوهيدرات الصحية: عند الجمع بينها في كل وجبة رئيسية أو خفيفة نأكلها، فإن نسبة السكر في الدم لا تقفز إلى مستويات خطيرة تحتاج الى السيطرة عليها. تأتي أفضل البروتينات والدهون من الخضراوات والزيوت النباتية. ويعدّ الأفوكادو، وزيت الزيتون، والمكسرات، والفاصولياء وفول الصويا مصادر ممتازة للبروتين، كما تحتوي على الدهون التي تخفض نسبة الكوليسترول.

أما أفضل الكربوهيدرات فهي تأتي من الفواكه والخضراوات الطازجة. تجنب جميع الأطعمة المصنعة؛ فالتفاحة أفضل من عصير التفاح.

الحبوب الكاملة ضرورية، ولكن تجنب الحبوب المصنعة أمر بالغ الأهمية في الحفاظ على النظام الغذائي صحيا للجميع، وخاصة لمرضى السكري.

وثاني أفضل مصدر للبروتين والدهون هو الأسماك؛ حيث تحتوي أسماك المياه الباردة مثل الماكريل والتونة والسلمون والسردين على الحمض الدهني أوميجا 3. هذه الدهون لا تخفض مستويات الكوليسترول فقط، بل تقلل حجم الالتهاب الشامل في أجسادنا كذلك.

أما ثالث أفضل مصدر للبروتين فهو الطيور، نظرا لأن دهون الطيور تبقی خارج اللحم ولا تتخللها مثل اللحوم الأخرى. وعلى الرغم من أنها دهون مشبعة، فإنه بإزالة الجلد من اللحم تصبح لديك وجبة بروتينية ممتازة.

يتضح الآن أن أسوأ مصدر للدهون والبروتين هي اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان. إذا كنت ستتناول اللحوم الحمراء، فاختر القطع الاقل احتواء على الدهون. كما عليك تجنب منتجات الألبان باستثناء الجبن القريش قليل الدسم والحليب وبياض البيض.

وإذا كنت ستتناول البيض، فاختر بيض الدجاج المربی في المزارع العضوية، والذي يحتوي على الحمض الدهني أوميجا 3.

إن أحد أسوأ الدهون التي يمكن تناولها هي الأحماض الدهنية المتحولة. ويطلق عليها الدهون الزنخة نظرا لأضرارها البالغة على أجسادنا. عود نفسك تفحص ما هو مكتوب على المنتج، وإذا قرأت عبارة “مهدرجة جزئيا” على أي شيء، فلا تقم بشرائه.

ممارسه الرياضة

إن اتباع برنامج رياضي مناسب له فوائد صحية هائلة. وتعد ممارسة الرياضة أمرا بالغ الأهمية خاصة للمصابين بالمتلازمة الاستقلابية إكس أو السكرى. لماذا؟ تظهر الدراسات أن ممارسة الرياضة تجعل المرضى أكثر حساسية بكثير للأنسولين، ما يجعلها جزءا حاسما من تغييرات نمط الحياة المطلوبة لمرضى السكري ومقاومة الأنسولين.

ويجب أن يوازن البرنامج الرياضي بين تمارين الآيروبيكس وتمارين مقاومة الوزن، بحيث تمارس لمدة لا تقل أسبوعيا عن ثلاث مرات، ولا تزيد على خمس أو ست. ومن المهم أن يتبع المرء البرنامج الرياضي الذي يستمتع به. لا أقول إن عليه أن يصبح لائقا لدرجة تمكنه من المشاركة في الماراثون، ولكن ثلاثين أو أربعين دقيقة من المشي السريع لثلاث مرات أسبوعيا تضع كل الفارق.

المكملات الغذائية

كشفت العديد من التجارب السريرية أن مَن يعانون السكري قبل السريري أو ضعف تحمل الجلوكوز يرتفع لديهم معدل الإجهاد التأكسدي بشدة. وفي كثير من الأحيان يستنزف هؤلاء الناس أنظمة الدفاع الطبيعية المضادة للأكسدة في أجسامهم. كما كشفت دراسات أخرى عن ارتفاع معدل الإجهاد التأكسدي لدى أولئك الذين يعانون مضاعفات ثانوية من مرض السكري، مثل اعتلال الشبكية (أحد آثار مرض السكري على الأوعية الدموية في الجزء الخلفي من العين، وقد يؤدي إلى العمى) أو أمراض القلب والأوعية الدموية. وخلص الباحثون الذين أجروا هذه الدراسات إلى أن المكملات المضادة للأكسدة يجب أن تضاف إلى أدوية السكري التقليدية كوسيلة مساعدة في تقليل هذه المضاعفات.

وقد أظهرت العديد من الدراسات أن جميع المواد المضادة للأكسدة يمكن أن تحسّن حالة المصابين بمقاومة الأنسولين. من المهم أن يتناول مريض السكري مزيجا من مضادات الأكسدة في صورة مكملات وذلك على المستوى المطلوب، وليس الذي توصي به جمعية السكري الأمريكية. في أبحاثي وممارساتي الطبية، تعلمت أن هناك العديد من المغذيات المهمة التي يفتقر إليها مرضى السكري قبل السريري ومرضى السكري:

● الكروم Chromium: يعتبر معدنا بالغ الأهمية في عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز وعمل الأنسولين، ولكن الدراسات تبين أن ٩٠ ٪ من الأمريكيين يعانون نقصا في الكروم. وقد تبين أن الكروم يحسن إلى حد كبير من حساسية الأنسولين لدى المرضى، وخاصة لدى من يعانون نقصًا في هذا المعدن.

يحتاج مرضى السكري ومرضى المتلازمة الاستقلابية إكس إلى ٣٠٠ ميكروجرام من الكروم في صورة مكملات غذائية.

● فيتامين هـ Vitamin E: لا تقتصر أهميته على تحسين الدفاعات المضادة للأكسدة بل يساعد الجسم على حل مشكلة مقاومة الأنسولين كذلك. وتكشف الأبحاث أن انخفاض مستوى فيتامين ه هو مؤشر مستقل وقوي على إصابة البالغين بمرض السكري. والأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين ه معرضون لخطر الإصابة بمرض السكري خمس مرات أكثر من أولئك الذين لديهم مستويات طبيعية من هذا الفيتامين.

● نقص المغنيسيوم magnesium deficiency: له علاقة بالنوعين الأول والثاني من السكري، فضلا عن زيادة خطر اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري. وتظهر الدراسات أنه عندما يتم سد هذا النقص لدى كبار السن، تتحسن وظيفة الأنسولين بدرجة كبيرة.

للأسف، يصعب كثيرا تشخيص نقص المغنيسيوم. فعادة ما يتم اختبار مستويات المغنيسيوم في الدم لكن لا يتم العثور إلا على كمية ضئيلة من إجمالي المغنيسيوم في الجسم. برغم أن مستوى المغنيسيوم في الخلية هو أكثر حساسية ودقة، فإنه لا يمكن اختباره إلا في مختبرات الأبحاث، لا المستشفيات. وهذا هو السبب في عدم القدرة على تشخيص نقص المغنيسيوم.

نحن جميعا بحاجة إلى ما لا يقل عن ٤٠٠ : ٥٠٠ ملج من المغنيسيوم في صورة مكملات.

● الفاناديوم Vanadium: ليس معدنا معروفا، ولكنه مهم للغاية لمرضى السكري. وقد تبين أنه يزيد من حساسية الأنسولين عندما يؤخذ في صورة مكملات. يحتاج مريض السكري إلى تناول ٥٠ : ١٠٠ ميكروجرام من الفاناديوم في صورة مكمل غذائي يوميا.

لقد دهشت مما يمكن أن يحققه المرضى المستعدون لتغيير نظامهم الغذائي، والبدء في ممارسة الرياضة، وتناول المكملات الغذائية المحتوية على المعادن ومضادات الأكسدة الرئيسية التي تعمل على تحسين حساسية الجسم للأنسولين.

الخلاصة

أعتقد أن هناك أشخاصا كثيرين مصابين -أو يكادون يصابون – بالسكري ممن يمكنهم التمتع بتغير مماثل في صحتهم البدنية. إذا كنت تعاني السكري، فهل أنت مستعد لإحداث التغييرات الضرورية في حياتك لتحرير نفسك من الاعتماد على الدواء، وعيش حياة أكثر صحة؟ تذكر: أنت بحاجة إلى السيطرة على مرض السكري والحفاظ على نسبة الهيموجلوبين في اختبار خضاب الدم السكري أقل من ٦.٥. ولكن هذا صعب للغاية مع الدواء وحده. إن تطبيق هذه المبادئ على حياتك سيمنحك القدرة على السيطرة على السكري بدرجة كبيرة. تجب عليك مراقبة مستوى السكر في الدم عن كثب عند إحداث هذه التعديلات الحياتية. وإذا وجدت انخفاضا ملحوظا في مستوى السكر في الدم، فاستشر طبيبك ليضبطه لك بالأدوية.

كما ذكرت سابقا، يتزايد مرض السكري وينتشر كالوباء. وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي تنفق على هذا المرض، فإننا نخسر المعركة. على الأطباء والأشخاص العاديين على حد سواء إعادة النظر في موقفهم والتصدي لمقاومة الأنسولين بدلا من رفع مستوى السكر في الدم. عندما نرى ارتفاعا في مستويات الدهون الثلاثية جنبا إلى جنب مع انخفاض في مستوى الكوليسترول مرتفع الكثافة، أو ارتفاعا في ضغط الدم، أو زيادة مفرطة في الوزن، فإننا يجب أن نضع في اعتبارنا احتمالية إصابتنا بالمتلازمة الاستقلابية إكس وأن هناك أضرارا هائلة تصيب القلب والأوعية في تلك اللحظة وبسرعة فائقة.

وبدلًا من علاج الأمراض التي تسببها مقاومة الأنسولين، نحن بحاجة إلى علاج قوي يحسن مقاومة الأنسولين نفسها. أليس من المدهش أن هذه التغييرات البسيطة في الحياة لديها هذا الأثر الإعجازي: اختفاء مرض السكري؟