التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

علاج مرض عضلة القلب بواسطة الانزيم المساعد كيو 10

القلب ليس جهازا معقدا. إنه في المقام الأول عضلة وظيفتها الرئيسية هي ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم.

من أمراض عضلة القلب هناك قصور القلب الاحتقاني Congestive heart failure، واعتلال عضلة القلب Cardiomyopathy. وباستخدام النبضات الكهربائية يمكن لهذه العضلة أن تدق بطريقة منسقة وفعالة. ثم تنفتح صمامات القلب وتنغلق؛ ما يسمح للدم بالتدفق بكفاءة عبر حجرات القلب. باعتبار القلب العضلة الأساسية التي تضطلع بمسئولية ضخ الدم لكل عضو من أعضاء الجسم، فإنه يجب أن يستمر في الدق في جميع الأوقات، ما يجعله بحاجة مستمرة إلى مصدر طاقة هائل.

ولقصور القلب الاحتقاني واعتلال عضلة القلب أسباب عدة: كارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية المتكررة أو الحادة، والالتهابات الفيروسية، وأمراض القلب الارتشاحية مثل الذئبة أو تصلب الجلد، هذا على سبيل المثال لا الحصر. في كل حالة من هذه الحالات يُضعف المرض قوة عضلة القلب بحيث لا تستطيع التعامل مع كمية الدم التي يتلقاها من الجسم. فيحاول القلب تعويض حالته الضعيفة عن طريق التمدد والنبض بمعدل أسرع. ولكن الدم يتجمع في نهاية المطاف في الرئتين، ويملؤهما بالسوائل. يطلق على ذلك قصور القلب الاحتقاني . فيبدأ المريض في الغرق في سوائله الخاصة. في بعض الأحيان يحدث معظم القصور في الجانب الأيمن من القلب، ما يعني أن الكبد تصبح محتقنة، وتبدأ ساقا المريض في الانتفاخ.

عندما يصبح القلب ضعيفا للغاية ومتضخما يطلق الأطباء على ذلك اعتلال عضلة القلب؛ وهي حالة متفاقمة من قصور القلب الاحتقاني، وعلامتها المميزة هي تضخم القلب بشكل غير عادي.

ما الإنزيم المساعد كيو 10 Coenzyme Q10؟

الإنزيم المساعد كيو 10 – أو الأوبيكينون ubiquinone – هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، أو مادة تشبه الفيتامين تعمل كمضاد قوي للأكسدة. يوجد الإنزيم المساعد كيو 10 في مجموعة متنوعة من الأطعمة، مثل اللحوم العضوية، ولحم البقر، وزيت الصويا، والسردين، والماكريل، والفول السوداني. كما أن الجسم لديه القدرة على إنتاج الإنزيم المساعد كيو 10 من حمض التيروسين الأميني، ولكنها عملية معقدة تتطلب ما لا يقل عن ثمانية من الفيتامينات والعديد من المعادن لإكمالها. وأي نقص في أحد هذه العناصر الغذائية يمكن أن يعوق إنتاج الجسم الطبيعي للإنزيم المساعد كيو 10.

إن مرافقات الإنزيمات هي عوامل مرافقة أساسية لعدد كبير من الاستجابات الإنزيمية داخل الجسم. الإنزيم المساعد كيو 10 هو عامل مرافق لما لا يقل عن ثلاثة إنزيمات غاية في الأهمية، تستخدم داخل الميتوكوندريا في الخلية. تذكر أن الميتوكوندريا هي أشبه ببطارية أو فرن داخل الخلية، ويتم فيها إنتاج الطاقة داخل الخلية. وهناك حاجة إلى إنزيمات الميتوكوندريا لإنتاج الفوسفات عالي الطاقة وأدينوسين ثلاثي الفوسفات، واللذين تعتمد عليهما جميع وظائف الخلية.

لعلك تذكر أن الميتوكوندريا Mitochondrion هي المكان الذي تتم فيه عملية الأكسدة. والأمر لا يقتصر على أن الطاقة تبدأ هنا، فهنا أيضا يتم إنتاج منتجات ثانوية خطرة وهي الجذور الحرة. بوصفه مضاد أكسدة قويا، فإن الإنزيم المساعد كيو 10 مهم للغاية في تحييد الجذور الحرة، إلا أن أهم وظائفه في هذه الحالة هي المساعدة على إنتاج الطاقة.

وقد تم عزل الإنزيم المساعد كيو 10 – الذي يساعد على إنتاج الطاقة في الميتوكوندريا لدى البشر – من ميتوكوندريا في قلب بقرة لأول مرة بواسطة الدكتور “فريدريك كرين” في عام 1957. وفي عام 1958، قام الدكتور “كارل فولكرز” – وزملاؤه بشركة ميرك آند كو الدوائية – بتحديد التركيب الكيميائي الدقيق للإنزيم المساعد كيو 10 والبدء في تصنيعه، ثم أتقن اليابانيون هذه التكنولوجيا في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وصاروا الآن قادرين على إنتاج كميات كبيرة من الإنزيم المساعد كيو 10 النقي.

نقص الإنزيم المساعد كيو 10 وقصور القلب الأمر لا يقتصر على تحديد الباحثين للمستوى الطبيعي للإنزيم المساعد كيو 10 في الدم، بل اكتشفوا أيضا العلاقة المباشرة بين مدى قصور القلب ونقص الإنزيم المساعد كيو 10 . فقد لاحظوا انخفاضا ملحوظا في نسبة الإنزيم المساعد كيو 10 لدى المصابين بأمراض اللثة والسرطان والقلب والسكري. كما لوحظ انخفاض مستويات الإنزيم المساعد كيو 10 في الدم بشكل أكثر وضوحا لدى مرضى قصور القلب الاحتقاني واعتلال عضلة القلب.

قد يرجع نقص الإنزيم المساعد كيو 10 إلى عدة حالات: سوء التغذية، أو ضعف قدرة الجسم على إنتاج الإنزيم المساعد كيو 10، أو استخدام الجسم المفرط لهذا المرافق.

بدأ الباحثون في أوائل الثمانينيات في إجراء تجارب تناول فيها المرضى الإنزيم المساعد كيو 10 . على مدى السنوات العشرين الماضية، استمرت الفوائد في التراكم، واختبرت العديد من الدراسات السريرية نتائج الإنزيم المساعد كيو 10 على مرضى اعتلال عضلة القلب وقصور القلب الاحتقاني. وقد أجريت ما لا يقل عن تسع تجارب سريرية استخدم فيها العلاج الوهمي في جميع أنحاء العالم. كما عقدت ثماني ندوات دولية حول الخصائص الطبية الحيوية والسريرية للإنزيم المساعد كيو 10 ، قدم فيها الأطباء والعلماء من ثماني عشرة دولة مختلفة أكثر من ثلاثمائة بحث.

وكانت أكبر هذه الدراسات الدولية هي دراسة إيطالية متعددة المراكز أجراها “باجيو” وشركاؤه على 2664 مريضا عانوا قصورا في القلب. في هذه الدراسة بالذات تحسنت نسبة قدرها 80% من المرضى عند البدء في تناول الإنزيم المساعد كيو 10 ، وشهد 54% من هؤلاء المرضى تحسنا بالغا في ثلاثة أعراض رئيسية. ببساطة، تظهر الدراسات والأمثلة الواقعية أن الإنزيم المساعد كيو 10 مكمل غذائي مفيد للغاية في علاج المرضى الذين يعانون أمراض القلب التي تهدد حياتهم. وبرغم أنه لا يشفيهم طبعا، فإنه يمنع استفحال المرض.

علاج مرضى اعتلال عضلة القلب

هل تساءلت يوما عن تكلفة عملية زرع القلب؟ هل وصل تخمينك إلى هذا الرقم: 250000 دولار؟

أكنت تعلم أن هناك أكثر من عشرين ألف مريض تحت سن الخامسة والستين موجودين على قائمة انتظار زرع القلب؟ كما أن هناك أكثر من خمسة آلاف مريض فوق سن الخامسة والستين مصابين باعتلال عضلة القلب، ولكنهم غير مؤهلين لوضعهم على قائمة انتظار زرع القلب بسبب سنهم. وعلى الرغم من تلقيهم أقصى قدر من العلاج الطبي، فإن معظمهم سيظل عاجزا تماما. هناك مريض واحد من بين كل عشرة مرضى مؤهلين للخضوع لعملية زرع قلب هو من سيخضع لها فعلا. وعادة ما تنتهي الحال بالتسعة الآخرين إلى الوفاة المبكرة. هذه الأرقام لا تشمل مئات الآلاف من المرضى الذين يعانون قصور القلب الاحتقاني.

قدم دكتور “فولكرز” ودكتور “لانجسيون” دراسة نشرت في المجلات الطبية عام 1992، أعتقد أنها تضع حلا واضحا لهذه المعضلة. لقد منحا جرعات من الإنزيم المساعد كيو 10 لأحد عشر مرشحا مثاليا لعملية زرع القلب. وكانت النتيجة أن انتقل ثلاثة من المرضى الذين كانوا في أسوأ مراحل المرض، وهي المرحلة الرابعة، إلى المرحلة الأولى، بحسب دليل جمعية القلب في نيويورك. وتحسنت حالة أربعة مرضى لينتقلوا من المرحلة الرابعة إلى المرحلة الثانية، وتحسنت حالتان أخريان من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الأولى.

وعلى خلفية التجارب السريرية الكبرى التي سبق ذكرها في المراجع الطبية ، قدم “فولكرز” و”لانجسيون” دليلا لا يمكن إنكاره على فاعلية وسلامة استخدام الإنزيم المساعد كيو 10 مع مرضى قصور القلب، خصوصا من كانوا في المرحلة النهائية وعلى قائمة انتظار زرع القلب.

إليك مثالا رئيسيا لفيتامين طبيعي ومضاد للأكسدة أظهرت العديد من التجارب السريرية كونه فعالا وآمنا. إنه يعبر عن جوهر الطب الغذائي. عندما تضعف عضلة القلب لأي سبب فإنه يكون بحاجة إلى المزيد من العناصر الغذائية التي تحتاج إليها خلاياه لإنتاج الطاقة. ومع الإفراط في استهلاك هذه العناصر الغذائية، تستنفد عضلة القلب كل ما بالجسم من الإنزيم المساعد كيو 10، وهو أحد أهم العناصر الغذائية اللازمة لإنتاج الطاقة. وعندما يتناول المرضى هذه المغذيات في شكل مكمل، تتمكن عضلة القلب الضعيفة من تجديد مخزونها من الإنزيم المساعد كيو 10 ، وبالتالي توليد المزيد من الطاقة، معوضة بذلك ضعف حالتها.

على الأطباء استخدام الإنزيم المساعد كيو 10 في دعم العلاج الطبي التقليدي، لا استبداله. فأنا أتحدث عن الطب التكميلي، لا الطب البديل. وعلى الرغم من تحسن حالات العديد من المرضى لدرجة مكنتهم من التوقف عن تناول العديد من الأدوية، فإن هذا لا يعني شفاءهم من أمراض القلب.

من المهم أن أنوه بأنه على المرضى الاستمرار في تناول الإنزيم المساعد كيو 10 على المدى الطويل. تشير الدراسات السريرية إلى أنه عندما يتوقف المريض عن استخدام الإنزيم المساعد كيو 10 التكميلي، يستنزف مصدر الطاقة اللازم من جديد، وتعود وظيفة القلب مرة أخرى إلى معدلها الضعيف السابق. وعلى الجانب الآخر قال الدكتور “لانجسيون” – بعد دراسة متابعة استغرقت ست سنوات أجريت على هؤلاء المرضى – إن من حافظ منهم على جرعة المكمل الغذائي حظي بتحسن مستمر في وظائف قلبه.

لماذا لا يوصي الأطباء بتناول الإنزيم المساعد كيو 10؟

هناك مرض يهدد الحياة ولا يوفر له العلاج الطبي التقليدي سوى أمل ضئيل للتحسن. وتقدر تكلفة تناول جرعة يومية من الإنزيم المساعد كيو 10 في المكملات بحوالي دولار (أمريكي) واحد. ودون وضع تقليل تكاليف الإقامة بالمستشفى في الحسبان، فإن هذا الرقم يعتبر أقل بكثير من 250000 دولار التي تمثل تكلفة عملية زرع القلب التي ينتظرها معظم هؤلاء المرضى! وعلاوة على ذلك، فإن استخدام الإنزيم المساعد كيو 10 لم يظهر أية آثار جانبية أو مشكلات. في الواقع تذكر معظم الدراسات حدوث تحسن ملحوظ في غضون أربعة أشهر. فلماذا لا يوصي الأطباء مرضى عضلة القلب بتجربة الإنزيم المساعد كيو 10 ؟

لم أسمع قط بإجراء أية مناقشة حول استخدام الإنزيم المساعد كيو 10 في أي اجتماع طبي أو مع أي طبيب قلب. ولم أسمع قط بطبيب قلب نصح مرضى قصور القلب الاحتقاني أو اعتلال عضلة القلب بتناول الإنزيم المساعد كيو 10 . وبعد مراجعة هذه الدراسات، أنا أيضا مندهش من عدم رغبة أهل الطب في تقديم هذا الخيار لمرضاهم – 1% فقط من أطباء القلب في الولايات المتحدة يوصون بلإنزيم المساعد كيو 10 لمرضى قصور القلب أو اعتلال عضلة القلب. رغم أنهم ليس بحوزتهم علاج بديل جيد. وقد مول المعهد الوطني للصحة معظم الدراسات التي تمحورت حول الإنزيم المساعد كيو 10 في الولايات المتحدة. ولكن على عكس عدد كبير من العقاقير الاصطناعية، فإن الإنزيم المساعد كيو 10 منتج طبيعي، وعلى هذا النحو لا يمكن أن تمنحه إدارة الأغذية والعقاقير براءة اختراع. لن تنفق شركات الأدوية مبلغ 350 مليون دولار اللازمة للحصول على موافقة إدارة الاغذية والعقاقير على منتج طبيعي مثل الإنزيم المساعد كيو 10 إذا لم يكن هناك حافز اقتصادي. كما أنه من المكلف أن تقوم الشركة بتعزيز استخدام الأطباء لأدويتها. هذا لن يحدث أبدا.

سأخبرك لماذا لا يوصي الأطباء بلإنزيم المساعد كيو 10 . الأطباء مدربون على استخدام الأدوية. ونحن نعرف الأدوية، ولكننا لا نعرف الكثير عن المنتجات الطبيعية. وبقدر ما نكره أن نعترف بالأمر، فإن مندوبي مبيعات الأدوية الذين يأتون إلى عياداتنا يوميا هم من يتحكمون في المقام الأول في معلوماتنا بخصوص العلاجات الجديدة. ولم أر حتى الآن مندوبا لمبيعات الأدوية يقدم لي دراسة حول الإنزيم المساعد كيو 10 وآثاره على اعتلال عضلة القلب – ببساطة لا فائدة مادية من ذلك.

نحن بحاجة إلى معرفة وفهم كيف يمكن للمنتجات الطبيعية مساعدة مرضانا. وهناك مبدأ أساسي لا أستطيع أن أؤكده بما يكفي: عندما ندعم وظائف الجسم الطبيعية ونحاول رفع قدرته على الأداء للمستوى الأمثل، فإننا يمكن بعدئذ – وبعدئذ فقط – أن نعتبر أنفسنا فعلنا كل ما بوسعنا لتعزيز شفائه.

ومن الأفضل وضع المكملات اللازمة لأداء هذا العمل تحت بند الطب التكميلي. وعلى مرضى اعتلال عضلة القلب الاستمرار في تناول الدواء طبعا، ولكن مع إضافة قرص من المعادن المتوازنة المضادة للأكسدة، بالإضافة إلى جرعات أعلى من الإنزيم المساعد كيو 10 (300 – 200) ملج يوميا، كي يتم تدعيم وظيفة القلب المريض الطبيعية، ما يجعل المريض يتحسن بشكل ملحوظ.