التصنيفات
صحة المرأة

علامات قرب موعد الولادة والمخاض

تقوم الأم في هذا الوقت ببعض التحضيرات النهائية المثيرة من أجل وصول الطفل, وفي الوقت نفسه يقوم الجسم بدوره أيضا ببعض التحضيرات من أجل المخاض والولادة.

التغيرات التي تشير إلى اقتراب موعد ولادة الطفل

فمع اقترب المخاض، يمر الجسم ببعض التغيرات التي تشير إلى اقتراب موعد ولادة الطفل؛ وتشتمل تلك التغيرات على التخفف (الشعور بالخفة)  lightening والطلق الكاذب (تقلصات براكستون – هيكس contractions Braxton- Hicks) والعلامة الدموية bloody show.

التخفف lightening

ربما تشعرين عند اقتراب موعد الولادة المحدد لك بنزول الطفل واستقراره في أسفل الحوض, وذلك استعدادا للمخاض والولادة, وتسمى تلك المرحلة الطبيعية من الحمل التخفف lightening؛ ونتيجة لذلك، قد تتغير الصورة الجانبية لبطنك، إذ قد يبدو متجها نحو الأسفل ومائلا إلى الأمام, كما قد تجدين أن عملية التنفس أصبحت أكثر سهولة بسبب نزول الطفل, وبذا يقل الضغط الواقع على الحجاب diaphragm, كما قد يصبح بإمكانك أكل وجبة كاملة بسهولة أكبر بسبب توفر مساحة كافية في أعلى البطن؛ وفي المقابل، غالبا ما تشعرين بازدياد الضغط الواقع على مثانتك بسبب وضعية الطفل ووزنه, كما قد تشعرين بألم برقي وذلك لدى اصطدام الطفل بقاع الحوض, كما قد يكون مركز جاذبيتك في موقع أخفض من الطبيعي، مما قد يخل بتوازنك نوعا ما.

وقد لا تلاحظ بعض النساء أي تغيير, مثل أولئك اللواتي يحملن أطفالا بوضعية سفلية.

وقد يحدث التخفف في الحمل الأول في أي وقت من الأسبوعين أو الأربعة أسابيع التي تسبق المخاض, أما في الحمول المقبلة فقد يأخذ الطفل تلك الوضعية السفلية قبل ساعات من بدء المخاض، وربما في أثناء المخاض نفسه, لذا نادرا ما يشير التخفف إلى مخاض وشيك.

تقلصات براكستون – هيكس contractions Braxton-Hicks

قد تشعرين في الثلثين الثاني والثالث من الحمل بتقلصات عارضة غير مؤلمة تشبه الشعور بتضيق الرحم وارتخائه, ويمكن ملاحظتها بشكل خاص عند وضع اليد على البطن، وتعرف بتقلصات براكستون – هيكس Braxton-Hicks contractions, وتعد تلك التقلصات طريقة إحماء للمخاض, حيث يمرن الرحم عضلاته من أجل بناء قوة كافية لأداء المهمة الكبيرة القادمة (المخاض والولادة).

ومع اقتراب الموعد المحدد للولادة، تصبح تلك التقلصات أكثر قوة وربما تكون مؤلمة أحيانا, وقد يساء أحيانا فهم تلك التقلصات – التي تسمى أيضا آلام الطلق الكاذب false labor pain – فتعد طلقا حقيقيا true labor, مع العلم أن تقلصات براكستون – هيكس تحدث في فترات غير منتظمة، وغالبا ما تتوقف عند الراحة, أما آلام المخاض الحقيقي فتحدث في فترات منتظمة, وتزداد قوة وشدة مع الوقت بغض النظر عن نشاط الحامل.

ظهور العلامة الدموية bloody show

تغلق فتحة الرحم (عنق الرحم cervix) في أثناء الحمل بسدادة مخاطية سميكة, وتشكل تلك السدادة حاجزا بين عنق الرحم والمهبل، مما يمنع الباكتيريا من دخول الرحم وإحداث العدوى, وتطرح تلك السدادة قبل أسابيع قليلة وربما أيام أو ساعات من بدء المخاض؛ وبذلك يحدث ما يسميه مقدمو الرعاية الصحية “العلامة الدموية bloody show”, إذ قد تلاحظين تسرب كمية قليلة من مخاط بني مشوب بالدم عبر المهبل, وقد لا تلاحظ بعض النساء فقد تلك السدادة, وربما تكون العلامة الدموية دليلا على أن شيئا ما سيحدث قريبا, على الرغم من أن المخاض ربما يكون على بعد أسبوع أو أكثر.

وضعية position الطفل وحالته (وضعه)

عند اقتراب الحمل من نهايته، قد يتحدث مقدم الرعاية الصحية معك مستخدما مصطلحات طبية فيما يخص وضعية طفلك وحالته.

ونعني بالوضعية position توضع الطفل في الرحم، مثل كونه متجها إلى اليسار أو اليمين, أو ما إذا كان في وضعية الرأس أولا أم القدمين أولا؛ وبما أن الطفل يعوم في الرحم خلال فترة الحمل، فإن ذلك يسمح له بتغيير وضعيته بحرية, ولكن في الفترة ما بين الأسبوعين الثاني والثلاثين والسادس والثلاثين غالبا ما يستدير نحو الوضعية المثالية – وضعية الرأس أولا headfirst position – مستقرا في المكان المناسب للمخاض والولادة, وتسمى وضعية الرأس أولا “المجيء القمي vertex presentation”, ولكن قد يأتي الأطفال بوضعية القدمين أولا feet-first (المجيء المقعدي breech presentation), وربما تكون الوضعية جانبية (وضعية مستعرضة transverse lie) داخل الرحم؛ وقد يقوم مقدم الرعاية الصحية لدى اقتراب الموعد المحدد بفحص وضعية الطفل عن طريق جس البطن من الخارج, وقد يقوم في بعض الأحيان بالفحص من الداخل أو باستخدام فائق الصوت (جهاز الأمواج فوق الصوتية ultrasound).

يجب أن يمر الطفل في الولادات المهبلية vaginal deliveries من خلال الجوف العظمي للحوض، وذلك في أثناء رحلته من الرحم باتجاه المهبل (قناة الولادة birth canal).

ونقصد بالموقف أو الوضع أو المحطة station المسافة التي تحركها رأس الطفل باتجاه جوف الحوض pelvic cavity، وتقاس تلك المسافة بالسنتيمترات؛ وتشكل كل محطة سنتيمترا واحدا, فمثلا نقول إن الطفل في المحطة – 5 عندما يكون في أعلى جوف الحوض, ونقول عنه إنه في المحطة “صفر” عندما يكون في منتصف الحوض.

وعند بدء المخاض الحقيقي، يتابع رأس الطفل نزوله خلال الحوض نحو المحطات +1, +2, +3, ويكون الطفل في المحطة +5 قد وصل إلى مرحلة التوجان crowning، حيث يبزغ الرأس من المهبل ليكمل بذلك مروره من خلال جوف الحوض.

ويكون الطفل قد وصل إلى المحطة “صفر” قبل بدء المخاض لدى غالبية النساء اللواتي يواجهن مخاضهن الأول, وفي تلك المحطة (صفر) نقول إن الطفل قد اندمج engaged في الحوض، حيث أن الجزء الأكبر من رأس الطفل قد دخل إلى مدخل الحوض pelvic inlet, وقد لا يحدث ذلك حتى يتقدم المخاض لعدة ساعات عند أولئك النساء في الحمل الثالث أو الرابع.

هل يسبب أكل الأغذية المبهرة بدء المخاض؟

أكثر النساء الحوامل قد سمعن بعلاج شعبي واحد على الأقل يساعد على بدء المخاض, وربما سمعت أن أحد الأمور التالية يساعد على بدء المخاض لدى اقتراب الموعد المحدد للولادة:

• المشي المتكرر
• الممارسة الجنسية
• القيام ببعض التمارين
• استخدام الملينات laxatives
• تنبيه حلمتي الثديين
• تناول الطعام المبهر
• القيادة في طريق وعرة
• الصوم
• الخوف
• استخدام زيت الخروع castor oil
• شرب شاي الأعشاب

والتساؤل الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان لأي من تلك الحكايات والقصص القديمة التي تتداولها الزوجات شيء من الصحة. وفي الحقيقة، يوجد أساس علمي لبعض تلك المعالجات الشعبية, فمثلا قد يسبب تنبيه الحلمتين تقلصات رحمية بشكل مشابه لما يحدث عند إرضاع الطفل بعد الولادة, كما أنه من المقبول في علم الأحياء القول بأن الممارسة الجنسية قد تسبب حدوث التقلصات، وذلك لأن المني semen يحتوي على بعض المواد المشابهة لتلك العقاقير التي تستخدم في تحريض المخاض, ولا تعني تلك الحقائق أن مقدم الرعاية الصحية سينصحك بتجريب أي من تلك الطرق, بل ربما ينصح بعدم ممارسة الجنس في الشهر التاسع من الحمل, وذلك من أجل تجنب حدوث عدوى داخل الرحم, كما أن تنبيه الحلمتين قد يسبب حدوث تقلصات طويلة وقوية لدرجة تضر معها بالطفل.

ولا يعتمد أكثر تلك المعالجات الشعبية على أساس علمي, ويمكن القول ببساطة إنها غير مجدية, بل إن القيام ببعض منها يعد تصرفا غير محمود؛ فعلى سبيل المثال، لا يعد الصيام أمرا جيدا بالنسبة لأي من الأم أو الطفل؛ وإذا طرح السؤال التالي: هل يوجد عمل ما يمكن القيام به لبدء المخاض؟ فإن الجواب سيكون بالنفي! لذا عليك فقط أن تكوني صبورة، وأن تتركي الأمر يأخذ مجراه.

كيف يبدو المخاض؟

كيف تبدو تقلصات (آلام المخاض)؟ قد لا يشبه الإحساس بتلك الآلام أي شعور صادفتيه من قبل، باستثناء معص الطمث menstrual cramps, ويعود السبب في ذلك إلى أن الشعور بتقلص عضلات الرحم أمر غير مألوف لدى النساء.

يبدأ التقلص عادة في الطلق الحقيقي في منطقة مرتفعة من الرحم، ثم ينتشر إلى أسفل البطن وأسفل الظهر, وقد يشعر بالألم في أسفل البطن وأسفل الظهر وفي الوركين أو في أعلى الفخذين, ويمكن وصف ذلك الحس بمثل الشعور بالوجع والضغط والامتلاء والمعص وألم الظهر.

وتستجيب النساء لألم المخاض بطرق مختلفة؛ فبالنسبة للبعض، قد تبدو التقلصات كمعص طمثي شديد, وقد يكون الألم أكثر شدة لا يحتمل لدى البعض الآخر؛ وفيما يلي بعض الأسئلة التي قد تخطر بالبال: كيف سيكون التعامل مع الألم؟ كم سيكون ذلك الألم سيئا؟ كيف يقاوم ذلك الألم؟

قد ينتهي ألم الولادة بصورة ربما تكون أيسر مما تخيلت، وقد تكون أصعب أيضا, وتبقى الطريقة الأفضل للاستعداد لأي من تلكما الصورتين هي حضور صفوف الولادة, مما يعطي تصورا حقيقيا عن ماهية المخاض والولادة.

لا تجعلي الخوف يزيد من آلامك! وتذكري أن لتلك التقلصات مقصدا إيجابيا هو المساعدة على ولادة طفلك, كما أن الألم لن يستمر إلى الأبد، إذ إن له وقتا محددا, بالإضافة إلى توفر خيارات تخفيف الألم التي تختار الكثير من النساء واحدا أو أكثر منها كجزء من خطة الولادة.

ما الذي يسبب حدوث المخاض أو يحرضه؟

منذ مائتين وسبعين يوما مضت والطفل يتخلق داخل الرحم, وفي هذه الأثناء يقترب موعد خروجه إلى العالم الخارجي.

ولكن الشيء الذي يؤدي إلى حدوث معجزة الولادة لم يزل حتى الآن أحد الألغاز الطبية، حيث يعرف الجسم بطريقة ما – وبدقة في أغلب الأحيان – متى يكون الطفل ناضجا بشكل يسمح له بالعيش خارج الرحم.

ويقوم فهمنا الحالي لكيفية بدء المخاض على الفكرة القائلة بأن الجسم يعطي إشارات كيميائية (البروستاغلاندينات prostaglandins) تسبب بدورها ترققا وتلينا وتوسعا في عنق الرحم؛ ولدى نضج الطفل، فإن شيئا ما يحث الجسم على إفراز كميات كبيرة من تلك البروستاغلاندينات مما يجعل من تلك التقلصات التي كنت تشعرين بها خلال فترة الحمل أكثر قوة؛ وبدورها تؤدي تلك التقلصات إلى إنتاج كمية أكبر من البروستاغلاندينات، وبذلك تتسارع تلك الحلقة نحو المخاض. ويمكن تعريف المخاض labor بأنه سلسلة من التقلصات الرحمية التي تؤدي إلى فتح عنق الرحم من أجل الولادة, ويبدو أن تقاطعا وتداخلا معقدا يحدث بين الجهاز الغدي عند الطفل والمشيمة ورحم الأم بسبب إنتاج تلك البروستاغلاندينات؛ ولكن يظل الوصول إلى فهم كامل لتلك التآثرات الحاصلة أحد التحديات العلمية.

العلامات التي تدل على أنك في مرحلة المخاض

قد يقوم مقدم الرعاية الصحية عند اقتراب الموعد المحدد للولادة، أي بعد الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل، بفحصك بشكل أكثر تكرارا (كل أسبوع بشكل نموذجي), ويكمن السبب الطبي الرئيسي وراء ذلك في مراقبة حدوث ذلك الشكل الخطير من أشكال ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل والذي يسمى “مقدمات الارتعاج (الانسمام الحملي) preeclampsia”, كما قد يراقب مقدم الرعاية الصحية حدوث العلامات الباكرة للمخاض (علامات ما قبل المخاض pre-labor signs), بالإضافة إلى مراقبة صحة الأم والطفل, كما يقوم مقدم الرعاية الصحية غالبا بمراجعة علامات المخاض مع الحامل وشريكها.

“كيف أعرف أنني في مرحلة المخاض؟” قد يكون ذلك السؤال أحد أكثر الأسئلة التي يسمعها المهنيون الطبيون من الأمهات المنتظرات, وربما سمعت من بعض الأمهات الإجابة التالية “ستعلمين وحسب!” وربما تجدين أن تلك الإجابة غير مريحة كثيرا.

غالبا ما يشعر الوالدين الذين ينتظرون طفلهم الأول بالقلق من احتمال ولادة الطفل في الطريق إلى المستشفى؛ بيد أن هذا الأمر نادرا ما يحدث في حقيقة الأمر, وقد يبدأ المخاض فجأة، وربما تقدم بسرعة, ولكن هذا لا يحدث في الغالب, حيث يعلن بدء المخاض علامات دقيقة عادة.

ترقق عنق الرحم وتلينه

يعد ترقق (أو امحاء) عنق الرحم وتلينه (نضجه) استعدادا للولادة أحد العلامات التي تدل على بدء المخاض, حيث يصبح عنق الرحم مع تقدم المخاض رقيقا كالورقة بعد أن كانت سماكته بوصة أو أكثر, ولا تكون المرأة مدركة لعملية الترقق تلك إلا عند فحص العنق كجزء من فحص الحوض, ويعبر عن مقدار امحاء effacement عنق الرحم بنسبة مئوية أو بطول العنق؛ فمثلا عندما يقول مقدم الرعاية الصحية إن عنق الرحم قد امحى بمقدار 50%، فهذا يعني أن سماكة عنق الرحم قد أصبحت نصف سماكته الحقيقية.

أما عندما يكون عنق الرحم قد امحى بمقدار 100%، فهذا يعني ترققه بشكل كامل, وذلك الترقق هو ما يسمح لعنق الرحم بالتمدد مما يمكن الطفل من التحرك إلى الأسفل من خلال فتحة عنق الرحم باتجاه المهبل (قناة الولادة birth canal) وذلك من أجل الولادة.

توسع الرحم

قد يخبرك مقدم الرعاية الصحية أيضا في الأيام الأخيرة من الحمل بأن عنق رحمك قد بدأ ينفتح (يتوسع dilate)، وتلك علامة أخرى على اقتراب المخاض, ويحدث الامحاء عادة قبل التوسع في الحمل الأول, أما في الحمول المقبلة فإن العكس هو الصحيح بشكل عام.

ويقاس التوسع dilatation بالسنتيمترات, حيث يتوسع العنق من الصفر وحتى عشرة سنتيمترات (4 بوصات) خلال فترة المخاض, ويقوم مقدم الرعاية الصحية بتقدير مدى التوسع عن طريق جس فتحة عنق الرحم في أثناء فحص الحوض؛ وقد يسبق حدوث ترقق وتلين وتوسع في عنق الرحم العلامات الأخرى للمخاض كالتقلصات.

تسرب المياه (السائل الأمنيوسي) breaking of water

في مرحلة ما من المخاض، يبدأ كيس الماء (الكيس السلوي amniotic sac) الذي كان يؤوي الطفل بالتمزق والرشح, ومن ثم فإن تلك السوائل التي كانت توسد الطفل تجري خارج المهبل على شكل قطرات أو بشكل متدفق؛ وكغيرك من النساء، قد تشعرين عند تسرب تلك المياه (تمزق الأغشية membrane rupture) بالخوف من بدء المخاض وأنت في الخارج.

وفي الواقع، يحدث تسرب المياه المفاجئ لدى القليل من النساء؛ وعند حدوث ذلك، فإنه عادة ما يكون في المنزل، وغالبا ما يكون ذلك في السرير, أما في أكثر الأحيان فإن تسرب المياه يحدث في دور الولادة النشط active labor وفي المستشفى أو تحت إشراف مقدم الرعاية الصحية, وربما يقوم مقدم الرعاية الصحية بنفسه بتسريب المياه (أي تمزيق الكيس الأمنيوسي) إن لم يحدث ذلك تلقائيا.

الاضطرابات الهضمية digestive disturbances

تواجه الكثير من النساء الإسهال diarrhea والغثيان nausea عند بدء المخاض.

التقلصات contractions

يبدأ الرحم بالتقلص (العصر) مع بدء المخاض, وهذه التقلصات هي ما يدفع الطفل إلى الأسفل باتجاه قناة الولادة, وغالبا ما تبدأ التقلصات (آلام المخاض) بمعص أو انزعاج في أسفل الظهر وفي البطن دون توقف حتى عند تغيير الوضعية؛ ومع مرور الوقت، تصبح تلك التقلصات أكثر قوة وانتظاما.

وقد تكون أو لا تكون التقلصات بمفردها دليلا على أنك في مرحلة المخاض؛ فالكثير من النساء يعانين من الطلق الكاذب false labor (تقلصات براكستون – هيكس Braxton-Hicks contractions)، بينما يعتقدن أنهن في مخاض حقيقي؛ وللتفريق بين الطلق الحقيقي والطلق الكاذب يؤخذ بعين الاعتبار ما يلي:

تواتر التقلصات

يقاس تواتر التقلصات باستخدام ساعة أو عداد توقيت، حيث يحسب الزمن منذ بدء أي تقلص وحتى بدء التقلص الذي يليه, ويلاحظ أن تقلصات الطلق الحقيقي تسير في نسق منتظم, ويتقارب حدوثها مع الوقت, بينما تبقى تقلصات الطلق الكاذب غير منتظمة.

مدة التقلصات

تحسب مدة أي تقلص عن طريق قياس الفترة الزمنية منذ بدايته وحتى نهايته, حيث تستمر التقلصات الحقيقية حوالى 30 ثانية في البداية، ثم يزداد طولها بشكل مترق حتى يبلغ 75 ثانية, وتصبح في الوقت ضنفسه أكثر قوة, بينما تتنوع تقلصات الطلق الكاذب من حيث الطول والشدة.

وبعد كل هذا، يطرح السؤال التالي: متى يبدأ المخاض؟ هل يكون ذلك هو ما يردده أي شخص؟ يمكن لمقدم الرعاية الصحية أن يقدم تخمينا مدروسا لذلك السؤال, ولكن الحقيقة التي يجب معرفتها هي أن عنق الرحم قد يبدأ بالترقق والتلين والانفتاح (الامحاء والتوسع) بشكل تدريجي مستمرا في ذلك عدة أسابيع وربما شهرا أو أكثر لدى بعض النساء, بينما قد تحدث تلك التغيرات في غضون ساعات قليلة لدى البعض الآخر.

هل حان الوقت للذهاب إلى المستشفى؟

عند بدء حدوث التقلصات المنتظمة، يظهر السؤال التالي: متى تجب المغادرة إلى المستشفى أو مركز التوليد, أو متى يجب استدعاء مقدم الرعاية الصحية؟

غالبا ما يقوم مقدمو الرعاية الصحية بإعطاء بعض التعليمات حول وقت المغادرة إلى المستشفى أو مركز التوليد, فمثلا قد يطلب منك استدعاء مقدم الرعاية الصحية عندما يصبح من الصعب عليك المشي أو التحدث في أثناء التقلصات, كما قد يطلب من الكثير من النساء الذهاب إلى المستشفى أو مركز التوليد بعد ساعة من تلك التقلصات التي تحدث بفاصل قدره خمس دقائق, وقد تضطرين إلى المغادرة باكرا عندما يكون المخاض مترقيا بسرعة.

لذا عليك التأكد من أن صهريج البنزين ممتلئا عند اقتراب موعد الولادة المحدد, كما أن عليك القيام برحلة أو اثنتين إلى المستشفى أو مركز التوليد؛ إذ أنه من الجيد أن تعلمي أين ستوقفين سيارتك عندما يحين الموعد المحدد، وكيف ستصلين إلى طابق التوليد, كما أن عليك القيام ببعض الترتيبات بشان أطفالك الآخرين بما في ذلك وضع خطة للطوارئ من أجل الحصول على مساعدة من قبل صديق أو جار في حال اضطرارك إلى المغادرة في منتصف الليل أو عدم وصول شخص من خارج المدينة يفترض فيه مساعدتك.

هل هذا إنذار كاذب؟

تعرض الأفلام وشاشات التلفاز صورة امرأة حامل تستيقظ في الليل واضعة يدها على بطنها مع علم مسبق, ثم توقظ زوجها بهدوء قائلة “عزيزي حان الوقت”, بينما في الحياة العملية قد تشكين في مقدرتك على الحكم ببدء المخاض، لا سيما في الحمل الأول.

وقد تغادرين إلى المستشفى أو مركز التوليد بعد حدوث تقلصات منتظمة بفاصل قدره خمس دقائق, وعند الوصول تتوقف تلك التقلصات بكل بساطة! كما أنه من الممكن أن يرسلك مقدم الرعاية الصحية إلى المنزل إذا لم تكن تلك التقلصات تقع في نطاق دور الولادة النشط active labor, بالإضافة إلى كون عنق الرحم غير متوسع؛ وعند حدوث مثل ذلك، حاولي ألا تشعري بالخجل والإحباط, بل بالعكس اعتبري ذلك اختبارا جيدا.

قد يكون تفريق الطلق الحقيقي عن الطلق الكاذب أمرا صعبا, وفي بعض الأحيان تكون الوسيلة الوحيدة للتأكد من ذلك هي القيام بفحص مهبلي لتقدير ما إذا كان عنق الرحم يتوسع أم لا, ولكن على أية حال يجب استدعاء مقدم الرعاية الصحية عند الشك أو عند وجود استفسار عما إذا كان ذلك طلقا حقيقيا أم لا.

يطلب أكثر مقدمي الرعاية الصحية من الحوامل الحضور إلى المستشفى عند تسرب المياه (تمزق الأغشية)؛ وعند وجود أية مخاوف على صحة الحامل، قد يطلب مقدم الرعاية الصحية منها القدوم حالا إلى المستشفى أو مركز التوليد, ومن المفضل دائما مناقشة تلك الخطة مع مقدم الرعاية الصحية.