التصنيفات
صحة المرأة

مشاكل ومتاعب الحمل | عناية الطبيب بالحامل

تتعرض الحامل خلال فترة الحمل، وهي فترة طويلة من الزمن تبلغ تسعة أشهر، لتحولات وتبدلات هرمونية في الدم يظهر تأثيرها عادة بشكل اضطرابات نفسية وعصبية وصحية.

وتكون هذه الاضطرابات خفيفة أحيانا، وعنيفة أحيانا أخرى إلى درجة قصوى. والحامل التي تدرك ماذا يجري عندها من تبدلات. وتعرف منشأها وسببها، تتدبر نفسها أحسن كثيرا من التي تجهلها وتتوهمها مرضا خطيرا.

ولا شك أن معرفة هذه الأمور ستشجعها على تحمل تضحيات الحمل في سبيل الأمومة المقبلة، وستجعلها أكثر استعدادا لمجابهة آلام الوضع وانزعاجاته.

ولكن معرفة هذه الأمور لا تتم إلا بالعناية الطبية والنفسية التي يرعاها بها الطبيب، خلال فترة الحمل. وهي تشمل، إلى جانب الفحوص الطبية الدورية الشاملة، الشروحات المفيدة والمسهلة عن أسباب ظهور عوارض الحمل وكيفية مداولاتها.

وعلى الطبيب أن يطمئن المرآة الحامل بأن هذه العوارض ليست مرضية، وإنما هي طبيعية. كما عليه أن يعلمها بأهم الخطوات الوقائية التي يجب أن تتخذها في ما يتعلق بصحتها ونظام عيشها ومسلكها اليومي، لكي تصل إلى ساعة الوضع عن طريق الأمان النفسي الكامل وصفاء الذهن والفكر.

الوحام والقيء الصباحي

الوحام هو شعور بالقيء مع دوخة بسيطة، في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يصاحبه تقلب في مزاج المرآة. وهو يعتري نصف الحوامل تقريبا.

وتختلف أعراضه شدة ولينا بين أنثى وأخرى فإما أن يكون خفيفا، فلا تشعر به المرآة.
وإما أن يكون شديدا فيصبح القيء آنذاك متعددا ومتكاثرا فينهك المرآة ويضعفها. وقد تزداد حالة المرآة سواء في بعض الأحيان بحيث تستعصي على جميع العلاجات المسكنة مما يجبر الطبيب لاستخدام المصل أو حقنها بالعقاقير أو إسعافها في المستشفى.

تظهر علامات الوحام عادة في الصباح الباكر ثم تزول بعد ذلك بساعات قليلة. وقد لوحظ بأن المنظر البشع والرائحة الكريهة والشديدة والمعدة الفارغة.

جميعها تتسبب في تعكير صفو النفس وحدوث الغثيان، وهذا ما دفع الأطباء إلى الجزم بأن أسباب الوحام هي على الغالب أسباب نفسية عصبية تنشأ على أثر اضطراب في التوازن الفيزيولوجي في الجملة العصبية النباتية. ومتى علمنا. أن تصف الحوامل، أو أكثر، لا يصبن بالوحام وأعراضه، أدركنا ما للعامل النفسي من اثر بالغ في حدوثه.

إن شعور الحامل بحملها وتحسبها لما قد ينجم عنه من أحداث، وما يترتب عليه من مسؤوليات يرهق نفسها ويزيد في ارتباكها ويهيج جهازها العصبي إلى درجة تصبح فيه المناظر الكريهة أو الروائح الشديدة قادرة على إثارة القيء بكل سهولة.

على هذا الأساس تبدل اتجاه معالجة هذا ” المرض ” للحوامل. فبينما كنا نلجأ إلى غسل الكلى لتخفيف السموم من جسم الحامل، أصبحنا نعالجها بالمداواة النفسية والإقناع الكلامي دون اللجوء إلى استخدام الأدوية الغليظة والمسكنات البليدة.

لذلك فإني أشدد على وجوب معالجة الوحام الشديد بالتأثير النفسي قبل الأدوية إذ تبين لي أن حوالي خمس وسبعين في المئة من النساء الحوامل المصابات بعوارض الوحام حصلن على نتيجة باهرة بواسطة هذا العلاج.

كيف يعالج الوحام ؟

يعالج الوحام، بشكل عام، باللجوء إلى الأمور التالية:

  • على الحامل أن تشغل نفسها عن التفكير الدائم بالحمل بتسلية ما. كالقراءة أو زيارة الأصحاب.
  • عدم التفكير بالقيء أو الغثيان قبل حدوثه.
  • ملازمة الفراش بعد الاستيقاظ. ولاسيما بعد تناول الفطور، لمدة ربع ساعة حتى لا تتشنج عضلات المعدة (Spasm) ويبدأ القيء. ومن المفضل تناول فطور الصباح في السرير.
  • تجنب الزبدة والمواد الدهنية في وجبة الصباح، والاكتفاء بشيء من الطعام الخفيف، مثل العسل واللبن والأرز بحليب والبيض.
  • إبقاء المعدة مملوءة في معظم أوقات النهار، وذلك بتناول وجبات قليلة من الطعام خلال النهار، أو بتناول شيء بسيط من البسكويت مع بعض جرعات قليلة من الحليب أو الكاكاو أو الشاي بين الوجبة والوجبة والأخرى أي في الساعة العاشرة قبل الظهر والساعة الرابعة بعد الظهر.
  • تناول الأطعمة الخفيفة عند الظهر، مثل شوربة الخضار والسلطة والخبز الأسمر. أما العشاء فيكون من اللحم الأحمر الطازج أو المشوي على نار خفيفة. مع قليل من الخضار، أو البطاطا المسلوقة أو المشوية، أو سلطة البندورة مع الخس وقليل من المربى. وقبل النوم، بإمكان الحامل أخذ قطعة من الخبز أو البسكويت العادي مع كوب من الحليب الفاتر، أو البارد، أو الكاكاو. وعليها أن تعرف أن هذا البرنامج الغذائي هو مؤقت ويستعمل حتى يزول الغثيان والوحام، وبعد ذلك يجب العودة إلى الطعام العادي.
  • أنصحك بممارسة الرياضة البدنية والحركات الرياضية الخفيفة والقيام بنزهات نهارية ومسائية في الحدائق العامة أو على شواطئ البحر، وهذا كفيل بتهدئة الأعصاب وإراحة النفس وزيادة كمية الأوكسجين في الدم.

إذ ما اتبعت الحامل هذه الإرشادات بدقة فإنها تكفي، في أغلب الأحيان، لإزالة عوارض الوحام. أما إذا لم يتوقف الغثيان. على الرغم من ذلك فيجب استشارة الطبيب.

من الممكن معالجة الوحام عند الضرورة بالعقاقير، وأهمها المسكنات العامة والمهدئات وهي تعطي على شكل حقن في العضل، أو حبوب تؤخذ عن طريق الفم، أو تحاميل شرجية.

من بين هذه الأدوية على سبيل المثال: النافيدوكسين (Navidoxine) أو الفوغالين (Vogalene) وهذه الأدوية هي من نوع المهدئات التي تسكن مناطق الهياج العصبي والنفسي في المخ والتي يصدر عنها الشعور بعوارض الوحام.

أوجاع المعدة أو الحركة

أوجاع المعدة أو الحركة

تظهر الحرقة في منطقة المعدة، أي في أعلى البطن، ويرافقها، في بعض الأحيان، تقيؤ كميات قليلة من سائل مر وحامض من المعدة قبل الطعام وبعده. ليس لهذه الحالة علاقة بالقلب، بل تحدث نتيجة لكسل الأمعاء والمعدة، وهي في الواقع مظهر بسيط من مظاهر سوء الهضم.

لذلك فإن أول خطوة لعلاج هذه اللذعة هي الانتباه لطريقة الغذاء الصحية وتفادي قدر المستطاع المأكولات التي تدخل فيها مادة الحامض والبهارات والمخللات التي تؤذي غشاء المعدة وتزيد من إفرازات الحوامض فيها.

كما يجب على الحامل أيضا أن تتجنب الإسراف في الطعام وان تمضغ الأكل جيدا، وتبتعد عن الأطعمة الثقيلة والعسرة الهضم، وتمارس الرياضة البدنية الخفيفة. والغريب أن أفضل طريقة للوقاية من اللدغة – أو حرقة المعدة – هي تناول ملعقة كبيرة من قشدة
الحليب – أو الكريما – قبل الطعام بنصف ساعة. أما إذا بدأت الحرقة فتصبح هذه الوسيلة عديمة الفائدة.

ولمعالجة الحرقة، تؤخذ أيضا معلقة كبيرة من المالوكس (Maalox) وهو مركب مضاد لحوامض المعدة، وهو أحسن وأفضل من ملعقة الكاربونات أو المانيزا اللبان (العلكة) التي تباع في الصيدليات من اجل الهدف نفسه.

الغازات المعوية أو النفخة

تتوهم النساء القليلات التجربة أن انتفاخ البطن بدل على الحمل في الأسابيع الأولى، وكم من السيدات لجأن إلى الأطباء للتأكد من ذلك، وهو في الحقيقة، يجهلن أن الريجيم، الذي سيصبح جنينا يظل صغيرا عدة أسابيع بل عدة أشهر، فلا نستدل على الحمل من المظهر الخارجي إلا في نهاية الشهر الخامس أحيانا. والحقيقة أن انتفاخ البطن عند الحوامل ينتج من جراء تجمع الغازات داخل الأمعاء بسبب الكسل فيها، فتشعر المرآة ببطنها كأنه طبل منفوخ بالهواء، ثم إن رحم الحامل الكبير الحجم يضغط على الأمعاء ويعرقل نشاطها فيتسبب في ركود الأطعمة وزيادة التخمر ومنع خروج الغازات بسرعة من الأمعاء.

علاج الغازات المعوية

أهم علاج للغازات المعوية هو تجنب المأكولات التي تولد الغازات في الأمعاء، كالفاصوليا والبصل والملفوف والفجل واللفت والمقالي والحلويات العربية الدسمة،كما أنصح الحامل بمضغ الأطعمة الصلبة ببطء وعناية، وعدم شرب الماء والكولا والعصير
بكثرة، أو الكلام خلال تناول الطعام.

كيف تتخلصين من الإمساك ؟

كثيرا ما تصاب الحوامل بالإمساك (Constipation) أثناء الحمل، وهذا يحصل بسبب ضغط الرحم على الأمعاء من جهة، وكسل الأمعاء على أثر التغيرات الهرمونية التي تحصل في الجسم في أثناء الحمل، من جهة أخرى.

من أجل تفادي الإمساك خلال الحمل أنصحك سيدتي بما يلي:

  • واظبي على ممارسة الرياضة البدنية والسير والحركة اليومية.
  • اشربي كوبا أو كوبين من الماء البارد، أو الفاتر، عند الاستيقاظ في الصباح ولا مانع من إضافة قليل من عصير الليمون إلى الماء.
  • تناولي بعض الفاكهة قبل النوم مساء لأنها نافعة وتزيد المواد البرازية وتحتوي على مختلف الحوامض والسكر والأملاح التي تلين المعدة، ومن بينها المربيات والدبس والمشمش والخوخ المجفف وقمر الدين المذوب. وللخوخ شهرة خاصة كملين مضمون.
  • واظبي على كل أنواع الخضار والفاكهة الطازجة نيئة ومطبوخة بكثرة خلال النهار، مثل البرتقال والتفاح والخس، إذ إنها تساعد على تنشيط وظيفة الأمعاء.
  • واظبي على إتباع عادة دخول المرحاض يوميا، وفي وقت معين. وأفضل وقت لذلك هو بعد طعام الصباح.

وإذا لم تنفع كل الوسائل السابقة في تفادي الإمساك، فلا مانع من تناول حبة أو حبتين مساء قبل النوم من دواء الكوركتول (correctol) أو دواء دولكولاكس (Dulcolax) أو مقدار ملعقة كبيرة من حليب المانيزا.

الدوالي أو تنفخ الشرايين

الدوالي هي تنفخ شرايين الساقين التي تقع تحت الجلد مباشرة فتظهر على الساقين بشكل خطوط متعرجة زرقاء اللون نافرة قبيحة وموجعة في بعض الأحيان.

وهذا ما يزيد من قلق الحامل وخوفها على جمال ساقيها في المستقبل فتلجأ إلى الطبيب للاستفسار وطلب العلاج للتخلص منها.

تحدث الدوالي لدى الحوامل، نتيجة ضغط الرحم على الأوعية الدموية الكبرى التي تنزل من الحوض، فتحد من حركة الدم وتبطئ الدورة الدموية في الساقين، وتمنع مروره بسهولة إلى القلب، مما يجعل الشرايين السفلى تنتفخ وتتمدد وتمتلئ بالدم. ولعامل الوراثة والاستعداد العائلي شأن كبير في ذلك كبر حجم الرحم وثقله وضغطه على الشرايين كما سبق وأشرنا، مع العلم انه قلما تظهر الدوالي في أشهر الحمل الأولى، وأنها تزول عادة بعد الولادة وفي بعض الأحيان تبقى مدة طويلة.

كيف تعالج الدوالي ؟

للأسف لا يوجد علاج لدوالي الحمل، إنما هناك بعض الوسائل والطرق التي تخفف منها وتحد من تنفخها وفي ما يلي أهمها:

  • يجب رفع الساقين على وسادة، أو ما شابه ذلك، كلما سنحت الفرصة، في الليل كما في النهار لتكون الساقان أعلى من الحوض، وكلما تكررت هذه الطريقة أعطت نتيجة أفضل.
  • استعملي الجوارب الطبية الخاصة بالدوالي، وهي موجودة في كل الصيدليات ولكن يجب لبسها في الصباح عند الاستيقاظ وقبل النهوض من الفراش، أي عندما تكون الشرايين غير منتفخة بعد. أما إذا لبست الجوارب بعد الوقوف والسير، وبعد امتلاء الشرايين بالدم
    فلا تعود لها أية فائدة.
  • تفادي الوقوف الطويل أو السير الطويل.
  • لا تستعملي الأربطة المطاطية الشديدة التي تضغط على أعلى الساقين، واستعيضي عنها جوارب عالية أو بالكولون الذي يلف الخصر.

إذا ظلت الدوالي تسبب للحامل مضايقة شديدة وألما في الساقين، رغم العمل بكل هذه الإرشادات فإني أنصح الحامل باستشارة الطبيب الذي سيباشر بمعالجتها بالأدوية المناسبة.

البواسير (Hemorrhoids)

هي مجموعة من الأوردة أو الشرايين الدموية الموجودة في أسفل المستقيم والشرج، تنتفخ وتتمدد وتصبح كبيرة الحجم ومؤلمة بسبب الإمساك الذي تصاب به في الغالب أكثرية الحوامل. وكثيرا ما تسبب البواسير حكة وأنزفة دموية بسيطة من وقت إلى آخر.

لذلك. فإن أول خطوة لمعالجة البواسير هي تفادي الإمساك وتليين المعدة.

بانتظار توجيه الطبيب، فإن أفضل علاج للبواسير المؤلمة هي أن تستلقي على ظهرك وترفعي فخذيك قليلا وكذلك استخدام المراهم المركبة من أدوية قابضة للشرايين ومواد مزيلة للحكة والألم مثل النوبركاينال (Nupercainal) أو (بروكتوسينالار) (procto-Synalar) أو (أنوزول) (Anusol) علما أن البواسير تختفي عادة بعد الولادة بفترة قليلة من الزمن، أما إذا دامت ولم تختف فتصبح الجراحة علاجا لابد منه.

أوجاع الرأس

تصاحب الحمل أحيانا أوجاع في الرأس (Headache) تختلف حدتها من حامل إلى أخرى.

وتكون هذه الأوجاع قوية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولكن لا تلبث أن تختفي تماما في أواسط الحمل أو آخره. ومداواتها تكون بالطرق العادية والمسكنات الخفيفة مثل حبوب ” الأسبرين ” أو ” البنادول ” ويفضل الابتعاد عن الأدوية القوية المفعول في هذه الفترة.

إلا أن أوجاع الرأس لدى الحامل تكون أحيانا علامة من علامات ارتفاع ضغط الدم، لذلك أنصح الحامل دائما بقياس ضغط الدم عند وجود مثل هذه الأوجاع.

الأرق

الأرق

رغم محبة الحامل للنوم إلا أنها تصاب، في الأسابيع الأخيرة، بالأرق وذلك عائد للأسباب التالية:

1. عسر الهضم.
2. عسر التنفس.
3. التشنجات العضلية في الأطراف وأسفل البطن.
4. القلق والخوف الذي يسبق الولادة.
5. حركات الجنين المزعجة داخل البطن.

لذلك انصح الحامل بما يلي:

  • لا تكثري من الطعام قبل النوم مباشرة.
  • ابتعدي عن المنبهات كالقهوة والشاي.
  • واظبي على النزهة اليومية والسير في الهواء الطلق مما يساعد على تحريك الأمعاء.
  • اغتسلي بالماء الفاتر يوميا بواسطة الدوش قبل النوم فترتاح أعصابك وتهدأ شجونك ومخاوفك.
  • تناولي فنجانا من الحليب الساخن أو الزهورات، أو أية عشبة لها مفعول المسكن والمريح للأعصاب قبل النوم.

إذا لم تنفع أي من هذه الطرق، من الضروري مراجعة طبيبك الخاص الذي سيصف لك بعض المسكنات الخفيفة من حين إلى آخر. والحامل التي تعرف منشأ هذا الأرق عندها تستطيع أن تعالج نفسها أحسن كثيرا من التي تجهله.

وأخيرا، أنبه الحامل المصابة بالأرق، أن تبتعد قدر الإمكان عن الاضطرابات النفسية الشديدة والغضب والأنباء المزعجة في الليل، ومشاهدة أفلام التليفزيون المرعبة.

أوجاع أسفل الظهر

أغلبية الحوامل تشكو من أوجاع في أسفل الظهر (Dorsal pains) أثناء الحمل، مصدرها ليس وجود ” ديسك ” (أي انزلاق في فقرات الظهر) أو التهاب في الأعصاب، أو مرض في العظم كما يعتقد البعض إنما هي نتيجة تعب وإرهاق. وقد يكون ” لوقفة الحامل ” أثر
كبير في مصدر هذه الأوجاع، وخصوصا في أواخر الحمل، عندما يشتد ضغط رأس الجنين على أعصاب الحوض الكثيرة التي تغذي الظهر والساقين. لذلك أنصح الحامل في مثل هذه الحالة بالاستلقاء على ظهرها عند شعورها بوجع في الظهر، من وقت إلى آخر. فتزول الأوجاع تلقائيا.

التشنج العضلي

تظهر في الأسابيع الأخيرة من الحمل تقلصات عضلية في الظهر والفخذين تسبب ألما شديدا، وذلك بسبب اختلال في توازن الجسم عند الوقوف، لأن الحامل، عندما يكبر حجم بطنها، تضطر للانثناء إلى الخلف، فيسبب ذلك تقلصا مستمرا في عضلات الظهر والفخذين.
وقد يكون التشنج ناتجا عن ضغط رأس الجنين على بعض الأعصاب في أثناء الحمل. وكل هذه الأعراض تزول بمجرد الاستراحة والاستلقاء على الظهر أو على الجنب كما يفيد الحامل في هذه الحالة، لبس مشد خصوصي للحمل وانتعال حذاء ذي كعب عريض، ومنخفض.

ومما يساعد أيضا على إزالة آلام الظهر، تدليك العضلات المؤلمة بزيت الزيتون أو المراهم الملينة، والفائدة هنا تأتي من التدليك وليس من المراهم بحد ذاتها.

ضيق التنفس

كثيرا ما يحدث، خلال الشهرين الأخيرين من الحمل، ضيق في التنفس (Dyspnea) نتيجة لضغط الرحم على القفص الصدري، وهذا بحد ذاته يحد من حركة الرئتين. ويعتبر ضيق التنفس ظاهرة طبيعية في أواخر الحمل، يجب عدم التخوف منه كما يفعل بعض النساء ممن يعتقدن أنهن ” سيختنقن ” في أثناء الولادة.

إذا كان ضيق التنفس يسبب قلة النوم أو يمنعه. فلتضع الحامل تحت رأسها وظهرها وسادات مريحة لكي يسهل التنفس خلال النوم.

ومع أن قليلا من الضيق في التنفس طبيعي، كما سبق وقلت، إلا أنه يجب على الحامل أن تخبر طبيبها فورا إذا ما بلغ درجة كبيرة من الإنهاك أو التعب، أو عند صعود السلالم أو السير، لأن ضيق النفس في هذه الحالة قد يدل على وجود فقر دم عند الحامل، أو مرض في صدرها، أو لأنها تدخن كثيرا… إلخ.

السيلان المهبلي

تلاحظ بعض الحوامل زيادة إفرازات المهبل الناتجة عن رشح السوائل بسبب احتقان الشرايين الدموية. ويكون هذا السائل عادة مائلا للاصفرار، أو شبيها بالمصل. أما إذا كان كثيفا أو غزيرا، أو رافقته حكة خارجية وجب على الحامل حينذاك إعلام الطبيب
وهو يتولى المعالجة. وفي معظم الحالات يكفي أن تنظيف الحامل الفرج والجزء الخارجي من المهبل بالماء الفاتر والمطهرات، وتنشيفه جيدا، وعدم لبس السراويل الداخلية المصنوعة من الخيوط الاصطناعية.

ومن المحظور على الحامل، في أي حالة من الحالات، استعمال الحقن المهبلية لأنها قد تضر بالجنين ويكتفي في مثل هذه الحالة باستعمال التحاميل المهبلية المركبة من أدوية مناسبة لكل مرض من الأمراض.

الإغماء

قد يصيب بعض النساء خاصة في الفترة الأولى من الحمل، دوار خفيف من وقت إلى آخر، أو نوبات إغماء بسيطة، وذلك بسبب التبدلات التي تحصل في الدورة الدموية التي تتوزع بين الجنين والأم خلال الحمل.

هذه النوبات ليست خطيرة وتتحسن عادة مع مرور الوقت ثم تزول نهائيا. ولكن يجب أن تبلغي طبيبك عنها. وإذا كنت عرضة لهذه النوبات فمن المستحسن أن تحملي معك دوما زجاجة صغيرة مملوءة بالروائح والعطور المنبهة لأن نشقة واحدة منها تكفي لتجنب
النوبة.

الحكة

تشعر بعض الحوامل برغبة قوية في الحكاك (liching) خاصة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. ويكون الحكاك عادة في مستوى البطن والردفين من دون أن يكون هناك سبب جلدي أو مرض خارجي ظاهر، وقد فسر الأطباء هذا الحكاك بأنه نتيجة للتبدلات الهورمونية
والعصبية التي تحدث خلال الحمل.

علاج الحكاك

أما معالجته فتكون بإعطاء الحامل، من وقت إلى آخر. بعض المسكنات والمهدئات الخفيفة والأدوية المضادة للحساسية الجلدية مثل مرهم فنستيل (FENISTIL) مثلا، أو مرهم نيريزون (Nerisone) على أن يكون استعمالها لفترة قصيرة.

الرشح واحتقان الجيوب الأنفية

يشعر قسم من الحوامل برشح مزمن يلازمهن خلال الحمل، وخاصة في أشهره الأخيرة. وسبب هذا الرشح حدوث احتقان في الجيوب الأنفية بفضل الكميات المتزايدة من هورمونات الحمل التي تتدفق إلى الأنف عبر الدم، فتنتفخ شرايين الأنف ويرشح منه سائل لزج أبيض اللون، وأحيانا تمشحات دموية، لا تنقطع أحيانا إلا بواسطة أدوية خاصة تحقن في الأنف مما يعرقل عملية التنفس عند المرآة.

إن رشح المرآة الحامل هو غير الرشح الذي يسببه البرد أو العدوى أو الكريب (الأنفلونزا) لذلك أطمئنك سيدتي من هذه الناحية. ولا مجال للخوف والقلق على الجنين، لأن احتقان الجيوب الأنفية ظاهرة عارضة تزول عادة بعد الولادة.

عند احتقان الأنف يمكن استخدام محلول المصل الفيزيولوجي (Serum physiologique) بمعدل ثلاث نقاط في كل فتحة من الأنف فتتقلص الشرايين وتصبح مجاري الأنف حرة وسالكة.

تأليف: الدكتور سبيرو فاخوري
أخصائي في الجراحة النسائية والتوليد والعقم