التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

عوامل الخطر في داء الشرايين التاجية (الإكليلية) – ج1

يمكنك السيطرة والتحكّم ببعض عوامل الخطر؛ لكن بعضها الآخر يقع خارج نطاق هذه السيطرة؛ وبذلك، يعدّ من المهم فهم عوامل الخطر ومعرفة ما يتعلّق منها بك والتعرّف إلى كيفية التخلّص منها أو تعديلها.

تشتمل عوامل الخطر التي لا يمكنك تغييرها على الجنس والعمر والوراثة؛ ورغم أن عوامل الخطر هذه غير قابلة للتغيير، لكنها هامة جدا؛ ففي الواقع، يمكن أن يعطي وجود واحد أو أكثر منها حافزا إضافيا للقيام بشيء ما بشأن العوامل التي يمكن أن تؤثّر فيك، لأن العوامل غير القابلة للسيطرة عليها قد تتآثر (تتفاعل) مع عوامل قابلة للسيطرة، وبذلك قد يزداد التأثير الضار. أما عوامل الخطر التي يمكن ضبطها إلى درجة ما على الأقل فتشتمل على ارتفاع ضغط الدم وزيادة كولستيرول الدم والتدخين وداء السكر وفرط الوزن والقوت غير المناسب وانعدام النشاط الفيزيائي وطريقة استجابتك للضغوطات؛ كما أن استعمال بعض الأدوية – مثل الكوكايين – يزيد من خطر إصابتك بالنوبة القلبية.

عوامل الخطر في داء الشرايين الإكليلية

• ارتفاع ضغط الدم.
• زيادة كولستيرول الدم.
• التدخين.
• زيادة الوزن.
• داء السكر.
• انعدام النشاط الفيزيائي.
• الضغوطات وتفاعلك معها.
• بعض الأدوية (الكوكايين، موانع الحمل الفموية في النساء المدخّنات).
• وجود قصة عائلية لداء الشرايين الإكليلية.
• تقدّم في العمر.
• جنس الذكورة.
• سن اليأس.

بالنسبة إلى موضوع الصحة، يشير الخطر إلى فرص أو احتمال حدوث شيء ما؛ ولا يعني ذلك أنه أمر محتوم، إذ لا يوجد ما يضمن ذلك؛ ومع أن عوامل الخطر تؤثّر في فرص إصابتك بداء الشرايين الإكليلية، غير أن وجود عامل خطر أو أكثر لديك لا يعني حتمية إصابتك بهذا المرض؛ وبالمثل، لا يضمن غياب عوامل الخطر أنك في منأى عن الإصابة بداء الشرايين الإكليلية.

فعندما تقود سيارة لمسافة 10000 ميل في السنة، يكون من المحتمل أكثر أن تتعرّض لحادث سير بالمقارنة مع شخص يقود السيارة لمسافة 500 ميل فقط في السنة؛ لكن الذي يقود السيارة لمسافات طويلة قد لا يتعرّض لحادث أبدا؛ وبالمقابل، قد تصدم شاحنة شخصا ما وهو يقطع الدرب.

وبالفعل، قد تسمع عن شخص ما يدخّن علبتي سجائر يوميا وقد عاش إلى عمر متقدّم جدا، في حين يموت شخص نشيط في عمر مبكّر رغم أنه عاش حياة صحية؛ وتوحي هذه الملاحظات بقوّة بأن هناك عوامل خطر أخرى وصفات وراثية يمكنها التأثير في الصحة ومدى العمر؛ وستتعلّم في السنوات القليلة اللاحقة وبشكل مؤكّد الكثير عن الجينات والأمراض، لكن الدرس المهم في الوقت الحاضر هو تعديل عوامل الخطر التي نعرف عنها اليوم الشيء الكثير.

كيف تتفاعل عوامل الخطر مع بعضها البعض

تتفاعل عوامل الخطر مع بعضها البعض بطرق هامة؛ فإذا كان لديك عاملان من عوامل الخطر – ارتفاع الكولستيرول وعادة التدخين – يكون احتمال إصابتك بداء الشرايين الإكليلية أكثر بكثير مما لو كان لديك واحد منهما، لا سيّما عند إضافة القصة العائلية للمرض القلبي.

وفي الواقع، يمكن أن يكون الخطر الإجمالي عند وجود عدة عوامل خطر لديك أكبر مما قد تتوقّع بإضافة عوامل الخطر إلى بعضها البعض بشكل بسيط؛ فبعض العوامل تتعاظم كثيرا عندما تشترك مع عوامل أخرى.

عندما تفهم عوامل الخطر، يمكنك أن تتخذ قرارات مسؤولة حول طراز حياتك؛ وتدور قراراتك حول القيمة التي تعلّقها على صحتك من حيث العلاقة مع الأخطار التي يمكن أن تتعرّض لها مستقبلا.

وكما في الكثير من ألعاب الحظ، يمكن رسم استراتيجية معتمدة على الاحتمال (عوامل الخطر لديك) والرهان؛ فبالنسبة إلى داء الشرايين الإكليلية، يتمثّل الرهان في صحتك ومتوسط عمرك – وهما يأتيان في قمة أولوياتك؛ ومع ذلك، ولأسباب عدة، يمكن أن تعرٍّض نفسك لأخطار كبيرة قد تزيد احتمال إصابتك بداء الشرايين الإكليلية.

لماذا تعرّض نفسك لهذه الأخطار؟ قد تعتقد أو تأمل بأن السلوك الخطر لا يمكن أن يؤثّر فيك فعلا؛ أو يمكن أن تواجه بأولوية مخالفة تجعلك تختار مؤقتا شيئا آخر يعلو على صحتك؛ فبعض الأنشطة الخطرة تكون مبهجة أو مضحكة أو سارّة أو اجتماعية – لبعض الوقت على الأقل. وقد تستخف بصحتك، مثل الكثير من الناس، لا سيّما إذا لم تكن محروما من الصحة الكاملة؛ وأخيرا، لا تظهر نتائج قراراتك الصحية بشأن عدد من عوامل الخطر مباشرة، بل في فترة متأخّرة من الحياة – بعد فترة التخطيط السوي لدى معظم الشباب.

إن فهم السبب في تعريض نفسك للخطر خطوة أولى هامة في تعلّم كيفية التعامل مع عوامل الخطر بشكل بنّاء؛ وغالبا ما يقصد بتعديل عوامل الخطر لديك حرمان نفسك من المتعة لفترة قصيرة – تدخين سيجارة أو أكل وجبة سريعة مثلا – في سبيل فائدة مجرّدة أكثر على المدى البعيد.

عوامل الخطر الملازمة لك

تشتمل عوامل الخطر بالنسبة إلى أمراض القلب والتي لا يمكن تغييرها على الوراثة (قصتك العائلية) والعمر والجنس؛ ففي حين لا يمكن التأثير في هذه العوامل، غير أنه يجب أن تضعها في الحسبان عند التفكير بخطر داء الشرايين الإكليلية.

الوراثة

إذا سبق أن أصيب أحد والديك أو كلاهما أو أحد أقاربك الأرحام (قريب من الدرجة الأولى) بنوبة قلبية في عمر مبكّر، يكون خطر إصابتك بداء الشرايين الإكليلية أكبر من أي شخص آخر ليس في عائلته أفراد مصابون بمرض قلبي؛ ويكون الخطر لديك أعلى من المتوسّط إذا كان والدك أو أخوك قد أصيب بداء الشرايين الإكليلية قبل عمر 55 سنة أو أصيبت والدتك أو أختك قبل عمر 65 سنة. وحتى ولو تخلّصت من الأخطار التي لم تكن معروفة منذ جيل مضى – التدخين أو ارتفاع كولستيرول الدم مثلا – فإن حقيقة وفاة والدك بنوبة قلبية بعمر 50 سنة تجعل الخطر لديك أعلى من الخطر الذي يكون لدى شخص آخر ليس لديه هذه السيرة العائلية.

وأهمّ خطر وراثي هو الاستعداد للارتفاع الخطر في مستويات الكولستيرول (فرط كولستيرول الدم العائلي)؛ وتشتمل العوامل الأخرى التي يمكن أن ترثها من والديك على الميل نحو ارتفاع مستويات الكولستيرول بشكل معتدل وارتفاع ضغط الدم والسمنة وداء السكر.

رغم أن البيئة والتجارب الأولى غير وراثية، لكنهما يؤثران أيضا فيك؛ فالعائلة قد تؤثّر بقوّة في أنماط الطعام المتناول والعادات الرياضية والتدخين؛ وحتى إذا لم تكن من المدخّنين، فإن التعرّض لدخان التبغ في منزلك أو مكان عملك هو خطر صحي إضافي.

لكنّ وراثتك وبيئتك لا توقعك أو تحميك تماما من خطر المرض القلبي؛ فمعرفة أن الوراثة تساهم في خطر تعرّضك لداء الشرايين الإكليلية يمكن أن تعطيك حافزا إضافيا للاعتماد على عادات صحية أكثر؛ ومن الواضح أن ذلك يؤدي إلى فارق كبير في تقييم عوامل الخطر الأخرى والتحكّم بها – لا سيّما التدخين وارتفاع ضغط الدم وزيادة كولستيرول الدم.

العمر

يزداد خطر حدوث عددٍ من المشاكل الصحية مع تقدّمك في العمر؛ فخطر داء الشرايين الإكليلية يزداد في الرجال بعد عمر 45 سنة والنساء فوق عمر 55 سنة؛ لكنك يمكن أن تبطئ بعض التأثيرات الطبيعية للتقدّم في العمر بالسيطرة على وزنك وقوتك والقيام بالتمارين الرياضية المناسبة بشكل دوري والتحكّم بضغط الدم ومستويات الكولستيرول لديك.

عندما تتحكّم بعوامل الخطر لديك بالنسبة إلى داء الشرايين الإكليلية باكرا، تصبح في حال أفضل، فكلما كان ذلك باكرا كانت النتائج أفضل؛ فالعادات المكتسبة في الطفولة الباكرة قد تشجّع أحيانا على ظهور أمراض القلب والأوعية بالتدريج؛ وكلما أمكنك الحدّ من عوامل الخطر التي تساهم في بدء الترسّبات الدهنية في بطانة شرايينك (التصلّب العصيدي) باكرا، زاد احتمال تجنّبك للذبحة والنوبات القلبية لاحقا في الحياة.

الجنس

يعدّ داء الشرايين الإكليلية السبب الرئيسي للوفاة لدى كل من الرجال والنساء؛ ومن الصعب تقييم دور الجنس بقطع النظر عن العوامل الأخرى، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم وزيادة كولستيرول الدم؛ وسواء أكنت ذكرا أم أنثى، فأنت في خطر كبير من الإصابة بأمراض القلب إذا كان لديك ارتفاع في ضغط الدم أو زيادة في كولستيرول الدم.

قبل أن تبلغ المرأة سن اليأس، تستفيد من فارق الجنس فقط، فالرجل يكون أكثر عرضة بكثير من المرأة لداء الشرايين الإكليلية؛ أما بعد سن اليأس، فالفارق في مستويات الخطر بينهما يتلاشى.

لكن ذلك لا يعني أن المرأة منيعة ضد أمراض القلب؛ ففي الحقيقة، إن %47 من الأمريكيين الذين أصيبوا بنوبات قلبية مميتة هم من النساء؛ ويحدث داء الشرايين الإكليلية بعد نحو 10 سنوات وسطيا من حدوثه عند الرجال.

ولم يتأكّد الباحثون من السبب في ذلك؛ ولكن قد يكون هرمون الإستروجين الأنثوي أحد العوامل الوقائية من أمراض القلب؛ أما بعد سن اليأس، فتنخفض مستويات الإستروجين ويزداد الخطر لدى النساء.

ومع أن الأدلّة تشير إلى اتجاه مفضّل، لكن العلماء لم يتأكّدوا بعد مما إذا كان استعمال الإستروجين بعد سن اليأس (المعالجة الهرمونية البديلة) ينقص خطر تعرّض النساء لأمراض القلب؛ كما أن تعويض الإستروجين قد يساعد المرأة على تجنّب ترقق العظام Osteoporosis؛ لكن هذه المعالجة يمكن أن تزيد قليلا خطر سرطان الثدي أو سرطان بطانة الرحم. ويبدو أن التدخين ينقص مستويات الإستروجين لدى المرأة ويعجّل سن اليأس – وهذا سبب إضافي للنظر إلى التدخين كعامل خطر في أمراض القلب.

وقد ركّزت معظم الأبحاث المتعلّقة بداء الشرايين الإكليلية حتى الوقت الحاضر على الرجال؛ لكن هناك دراسات راهنة قيد الاستقصاء تبحث في تحديد مدى إمكانية تطبيق موجودات الأبحاث السابقة على الرجال على النساء أيضا.

عوامل الخطر التي يمكنك السيطرة عليها

أنت تمتلك إمكانية التحكّم نوعا ما بعدد من عوامل الخطر بالنسبة إلى داء الشرايين الإكليلية؛ وبما أن عوامل الخطر غالبا ما تحدث بشكل مجموعات، وترتبط مع بعضها البعض، لذلك فإن تعديل أحدها قليلا قد ينقص عددا من العوامل الأخرى في الوقت نفسه؛ فمثلا، يمكنك إنقاص ضغط الدم والمساعدة على التحكّم بالوزن وزيادة مستويات الكولستيرول الجيّد (HDL) من خلال الانخراط التدريجي في برنامج رياضي منتظم.

تكون بعض عوامل الخطر واضحة من دون فحص طبي، بما في ذلك التدخين وزيادة الوزن وقلة النشاط؛ أما عوامل الخطر الأخرى – بما في ذلك زيادة مستويات كولستيرول الدم وارتفاع سكر الدم (داء السكر) وفرط ضغط الدم – فلا تظهر عادة إلا خلال الفحص الطبي.

من الأهداف الرئيسيّة للفحص الطبي مساعدتك على تحديد عوامل الخطر أو الدلائل الباكرة على المرض في قلبك أو غيره من الأعضاء، بحيث يمكنك السيطرة على عوامل الخطر القابلة للتغيير بأسرع ما يمكن.

كم مرة يجب أن تخضع للتقييم الطبي العام؟ يوافق معظم الأطباء على أنه يجب أن تخضع لفحص دوري كل 5-3 سنوات حتى عمر 40 سنة إذا كنت بصحة جيّدة؛ ثم يجب أن تراجع الطبيب 4 مرات خلال الأربعينات، وخمس مرات خلال الخمسينات من عمرك؛ وينصح بالفحص السنوي بعد عمر 60 سنة.

إذا كان لديك عامل خطر أو أكثر بالنسبة إلى داء الشرايين الإكليلية، يمكن أن يوصيك الطبيب باختبارات تشخيصية إضافية، حتى إذا لم يكن لديك أعراض؛ ويمكنك بعد ذلك اتخاذ التدابير الضرورية للحدّ من عوامل الخطر التي تستطيع السيطرة عليها.

هل تستحق الوقاية هذا الجهد؟

الهدف من تحديد عوامل الخطر لديك والسيطرة عليها هو الوقاية من النوبة القلبية والعجز الباكر والموت؛ ومع أنه من الصعب انتقاء واحد من عوامل الخطر على أنه أكبر مؤشّر على داء الشرايين الإكليلية، قد يوافق معظم الأطباء على أن أهم عوامل الخطر هي التدخين وزيادة الشحوم (الكولستيرول) في الدم وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن وطراز الحياة الكسول وداء السكر.

إذا كنت تشكّ بأنك تستطيع إحداث فارق في خطر تعرّضك لداء الشرايين الإكليلية، ضع ما يلي بالحسبان: لقد نقص المستوى الوسطي للكولستيرول في المجتمع الأمريكي خلال الخمس والعشرين سنة الماضية، ربما بسبب تغيير الكثير من الناس لغذائهم وقيامهم بالمزيد من الفعالية الحركية؛ ويعتقد الخبراء أن هذه التغيّرات قد ساهمت في إنقاص معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب في الولايات المتحدة.

تقوم الوقاية الأولية على معالجة عامل الخطر أو تصحيحه بهدف الوقاية من حدوث داء الشرايين الإكليلية؛ ويمكن النظر إلى ذلك على أنّه صيانة وقائية، باتخاذ خطوات للحد من عوامل الخطر لديك قبل ظهور داء الشرايين الإكليلية؛ حيث تحدث نصف الوفيات الناجمة عن المرض القلبي قبل أن يسمح الوقت ببدء المعالجة – رغم التحسّن الكبير في طرائق المعالجة التي تنقذ المزيد من الأرواح؛ ولا يكون الانتظار لمعالجة داء الشرايين الإكليلية بعد ظهوره هو الطريقة المثالية لإنقاص الوفيات الناجمة عن المرض القلبي؛ وتقوم أفضل طريقة لإنقاذ الأرواح على الوقاية من النوبات القلبية بحذف عوامل الخطر أو الحد منها.

تسعى الوقاية الثانوية إلى إنقاص عوامل الخطر بعد ظهور داء الشرايين الإكليلية المؤكّد أو بعد حدوث نوبة قلبية؛ وحتى بعد حدوث ذلك، يمكنك أن تقلّل من فرص المضاعفات الإضافية بإنقاص عوامل الخطر لديك؛ فالتعامل المكثّف مع عوامل الخطر يمكنه أن يقلّل التصلّب العصيدي فعليا؛ فإذا أقلعت عن التدخين ومارست الرياضة بانتظام وتعوّدت على الطعام الصحي وعادات العيش والعمل الصحيحة، يمكنك أن تحدّ من تأثيرات المرض القلبي الوعائي الموجود؛ وهذا هو الهدف من برنامج إعادة التأهيل القلبي الوعائي بعد تعرّضك لنوبة قلبية. ويكون الهدف هو مساعدتك على إنقاص خطر نوبة قلبية ثانية والتعويض عن أذية قلبك وإنقاص درجة التصلّب العصيدي أو الوقاية من ترقّيه واستئناف طراز الحياة السوي ما أمكن.

هل يجب أن تتناول الأسبرين؟

من المعروف جيدا قدرة الأسبرين على تثبيط فعالية الصفيحات (إحدى مكوّنات الدم التي تساهم في التجلّط)؛ ومن خلال ذلك، يستطيع الأسبرين إنقاص ميل الدم إلى التجلّط؛ وهكذا، يمكن أن يساعد على إنقاص أو منع تضيّق أوعيتك الدموية بسبب التصلّب العصيدي؛ ويمكن أن يوصيك طبيبك باستعمال الأسبرين في الحالات التالية:

•    لتجنّب نكس أو رجوع الاضطرابات الناجمة عن تجلّط الدم أو التصلّب العصيدي (الوقاية الثانوية).

إذا كنت قد أصبت بنوبة قلبية أو سكتة أو كان لديك علامات منذرة بسكتة (النوبة الإقفارية العابرة) أو ذبحة غير مستقرّة، يمكن أن تستفيد من تناول الأدوية، مثل الأسبرين، التي تثبّط فعالية الصفيحات؛ وفي الواقع، يمكن أن ينقص تناول الأسبرين خطر الوفاة بنسبة %15 وخطر المضاعفات (مثل النوبة القلبية أو السكتة غير المميتة) بنسبة %30-25؛ ويقدّر الباحثون في الطب أنه إذا تناول 100 شخص مصاب بمرض قلبي وعائي الأسبرين لمدة سنتين، يمكنهم تجنّب وفاة واحدة وحدثين كبيرين غير مميتين – ومن الواضح أن هذا العدد الصغير يصبح كبيرا وهاما عندما يطبّق بشكل واسع على العدد الكلي للمصابين بالمرض القلبي الوعائي.

إذا كنت قد خضعت لعملية المجازة الشريانية الإكليلية، يمكن أن ينقص الأسبرين احتمال انسداد طعم المجازة بجلطة دموية أو بالتصلّب العصيدي.

•    للوقاية من الحدوث البدئي لجلطة دموية أو مضاعفة أخرى مرتبطة بالتصلّب العصيدي (الوقاية الأولية).

•    لإنقاص تأثيرات النوبة القلبية (احتشاء العضلة القلبية).

عندما تشكّ بحدوث نوبة قلبية لديك، قم أولا بطلب مساعدة الطوارئ، ثم امضغ قرص أسبرين للبالغ فورا أو اهرسه وتناوله منحلا في الماء ليجري امتصاصه بسرعة؛ حيث يمكن أن يساعد الأسبرين على استعادة بعض الجريان الدموي عبر شرايينك المسدودة.

عقار الأسبرين بجرعاته المنخفضة غير مكلف، وهو مأمون عموما وسهل الاستعمال؛ ويوصي به معظم الأطباء كإجراء فعّال للحدّ من الخطر المستقبلي في الأشخاص الذين لديهم مشكلة واحدة؛ ولذلك، لماذا لا نعالج أيّ شخص بالأسبرين وننقص معدل وقوع النوبة القلبية والسكتة؟

إذا لم تكن مصابا بمرض قلبي، لا يكون من الواضح ما إذا كان الأسبرين يقدّم أية فوائد قلبية وعائية، كما أن الأسبرين يمكن أن يؤدي إلى تهييج معدي ونزف معدي معوي رغم أن ذلك غير شائع؛ ومع أن دراسة على 22000 طبيب أمريكي ذكر أظهرت أن الذين تناولوا قرص أسبرين كل يومين نقصت النوبات القلبية لديهم بمقدار 44 حالة، لكن لم يقل لديهم عدد السكتات أو الوفيات الناجمة عن المرض القلبي الوعائي؛ كما أن دراسة بريطانية مماثلة لم تظهر نقص النوبات القلبية بالأسبرين.

يبدو أن الفائدة الرئيسيّة للاستعمال الوقائي للأسبرين تبدأ بعمر 50 سنة؛ كما أنّه ليس من الواضح ما إذا كان الأسبرين يفيد النساء؛ ففي دراسة على أكثر من 80000 ممرّضة أنثى، لوحظ أن النساء اللواتي يتناولن 6-1 أقراص من الأسبرين أسبوعيا تنقص لديهن حدوث النوبات القلبية؛ لكن الفائدة كانت قليلة، ولم تصمّم الدراسة للحصول على توصية قوية.

عندما يوصي الأطباء بالأسبرين للوقاية من مضاعفات الجلطة الدموية، تكفي جرعات قليلة منه؛ ويمكنك أن تنقص كثيرا قدرة الصفيحات لديك على التجلّط بتناول أقل من قرص أسبرين يوميا؛ وفي الواقع، يكفي قرص أسبرين أطفال (يكافئ ربع قرص أسبرين البالغين)؛ ولكن تجنّب تناول الأسبرين إذا كنت متحسّسا له، أو إذا كانت لديك مشاكل نزفية أو قرحة معدية أو تهيّج معدي، أو إذا كنت قد تناولت مضاد تخثّر (مثل الوارفرين).

•    لتجنّب تشكّل الجلطات الدموية إذا كان لديك رجفان أذيني، حيث يؤهّب للتجلّط الشاذ في قلبك.

إذا كنت مصابا بالرجفان الأذيني، يزداد خطر تعرّضك للسكتة؛ ويعود ذلك إلى الزيادة في احتمال تشكّل الجلطات الدموية في الأذين الأيسر وانفصالها وتحرّكها نحو وعاء دموي في دماغك؛ وقد أبدت إحدى الدراسات أن الأسبرين قد أنقص وقوع السكتة بشكل فعّال في بعض المصابين بالرجفان الأذيني، لكن الوارفرين أكثر فعالية. وقد أثبتت ثلاث دراسات رئيسيّة أن الجرعات المنخفضة من الوارفرين أنقصت احتمال وقوع السكتة بنحو %70؛ ولا يؤدي الأسبرين ولا الجرعات المنخفضة من الوارفرين إلى مشاكل نزفية في معظم المصابين بالرجفان الأذيني.

إذا كنت مصابا بالرجفان الأذيني – حتى وإن لم يكن لديك دليل على أنماط أخرى من المرض القلبي – يجب أن تتناول إما الأسبرين أو الوارفرين؛ وعندما تكون شابا وليس لديك أدلّة على مشاكل قلبية أخرى، يمكن أن يكفي 325 مغ من الأسبرين يوميا؛ أما إذا كان لديك أية أدلّة أخرى على مرض قلبي – بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وقصور القلب الاحتقاني ومشاكل سابقة مرتبطة بالجلطات الدموية وضعف وظيفة الضخ في البطين الأيسر وتوسّع الأذين الأيسر وشذوذات صمامية – فقد يكون من الضروري تناول الوارفرين ما لم تكن هناك حالة أخرى، مثل الميل إلى النّزف، تجعل الوارفرين خطرا.

عندما تفكّر بتناول الأسبرين بجرعة وقائية منتظمة، ناقش ذلك مع طبيبك أولا.

سواء أكنت مصابا بداء الشرايين الإكليلية أم لا، فإن الأمر يستحق بذل الجهد للحدّ من عوامل الخطر لديك؛ وبالطبع، قد لا يكون من السهل تغيير عاداتك التي عشت معها عددا من السنين؛ ويصف هذا الجزء من الكتاب كل عامل من عوامل الخطر، ويناقش كيفية تقييمه، ويفسّر سبب الضرر الناجم عنه.

ما هي القصة المرضية؟

لا تعطيك الأرقام الصورة الكاملة؛ فتقييم سيرتك الطبية مع سيرة عائلتك مهم بصورة متساوية في تحديد ما إذا وزنك صحيّ؛ ولذلك، فكّر بالأسئلة التالية:

•    هل لدى عائلتك سيرة لداء الشرايين الإكليلية أو للسكتة؟
•    هل لديك اضطراب صحي، مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكر أو زيادة الكولستيرول، يمكن أن يتحسّن إذا أنقصت وزنك؟
•    هل لدى عائلتك سيرة مرض مرتبط بالوزن، مثل داء السكر من النمط الثاني أو ارتفاع ضغط الدم؟
•    هل زاد وزنك كثيرا منذ دراستك الجامعية؟ تترافق زيادة الوزن عند البلوغ بزيادة المخاطر الصحية.
•    هل تدخّن السجائر أو تشرب الكحول أكثر من مرتين في اليوم أو تعيش تحت ضغط نفسي هام؟ عندما تشترك زيادة الوزن مع هذه السلوكيّات تزيد كثيرا من الأخطار الصحية.

علاج داء الشرايين التاجية

اضغط هنا للتعرف على خيارات العلاج