كم لديك من عوامل الخطر المعروفة لمرض القلب؟ إن الإجابة عن هذا السؤال خطوة أولى ضرورية للقيام ببرنامج الوقاية من أمراض القلب المكثف. وستعطيك الأسئلة التالية فكرة عامة عن مستوى الخطر لديك استنادا إلى معلومات قد تكون حصلت عليها من آخر فحص طبي ومن حقائق عرفتها من جديد حول تاريخك العائلي ونمط حياتك. كما أن نسخة من الفحوص المختبرية الحديثة لديك ستساعدك على الإجابة عن هذه الأسئلة بشأن مستويات شحوم الدم كالكوليسترول والتريغليسيريد؛ فإذا لم تكن تعلم الإجابة عن بعض الأسئلة، مثل ضغط الدم أو مستويات الكوليسترول، إذا يجب أن تتحقق من ذلك من طبيبك؛ وأما إذا لم تكن قد أجريت فحصا سريريا خلال آخر سنتين، فاحصل على موعد لذلك، وتأكد من مناقشة اختبارات التحري المتقدمة التي أوصي بها لاحقا.
ستلاحظ أن هناك استبيانين، واحد للرجال وآخر للنساء. ونحن نعلم الآن أن عوامل الخطر عند النساء والرجال مختلفة نوعا ما، وأن الاستبيانات تدل على ذلك. وبعد أن تنهي الاستبيان، عد إلى صفحات الأسئلة لمناقشة ما تعنيه أسئلتك.
للرجال فقط
هل أنت في خطر الإصابة بمرض القلب؟
1. هل سبق أن شخص لديك مرض قلبي وعائي، لا سيما النوبة القلبية أو الذبحة أو السكتة، أو هل خضعت لرأب وعائي أو جراحة المجازة؟
2. هل أنت بعمر 40 سنة أو أكثر؟
3. هل تدخن أو تتعرض بشدة لدخان الآخرين؟
4. هل شخص لك داء السكر أو استعداد له أو متلازمة استقلابية؟
5. هل تتناول دواء لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، أو هل يزيد ضغط الدم لديك عن 140/90؟
6. هل يزيد محيط خصرك عن 100 سنتم؟ (إذا لم تكن تعرف، استعمل شريط قياس لمعرفة ذلك)
7. هل لديك منسب كالسيوم مرتفع؟
8. هل يقل مستوى الكوليسترول الجيد لديك عن 10 ميلي مول/ليتر؟
9. هل يزيد مستوى الكوليسترول السيئ لديك على 3.4 ميلي مول/ليتر؟
10. هل لديك تاريخ عائلي لمرض قلبي باكر؟ (هل لديك أخ أو أب شخص له مرض قلبي قبل عمر 55 سنة أو أخت أو أم شخص لديها مرض قلبي قبل عمر 65 سنة؟)
11. هل يزيد مستوى التريغليسيريد لديك عن 1.7 ميلي مول/ليتر؟
12. هل يزيد سكر الدم الصيامي (على الريق) لديك عن 5.6 ميلي مول/ليتر؟
13. هل يزيد مستوى الهوموسيستين لديك عن 12 مكرومول/ليتر؟
14. هل يزيد مستوى البروتين التفاعلي C C-reactive protein (CRP) لديك عن 3 ملغ/ليتر؟
15. هل تنفق وسطيا أقل من ساعتين في الأسبوع في التمرين بوقع معتدل (مشي وئيد مثلا أو رياضة الغولف أو بستنة نشيطة) أو التمرين بشكل أعنف (مثل الهرولة أو السباحة أو ركوب الدراجة)؟
16. هل تأكل السمك مرتين على الأقل في الأسبوع؟
17. هل تأكل الفاكهة والخضار الطازجة والحبوب الكاملة يوميا؟
18. هل تقوم بجهد واع لتجنب الحموض الدهنية المتحولة في نظامك الغذائي؟
للنساء فقط
هل أنت في خطر الإصابة بمرض القلب؟
1. هل سبق أن شخص لديك مرض قلبي وعائي، لا سيما النوبة القلبية أو الذبحة أو السكتة، أو هل خضعت لرأب وعائي أو جراحة المجازة؟
2. هل أنت بعمر 55 سنة أو أكثر أو في مرحلة ما بعد سن اليأس؟
3. هل تدخنين أو تتعرضين بشدة لدخان الآخرين؟
4. هل شخص لديك داء السكر أو استعداد له أو متلازمة استقلابية؟
5. هل تتناولين دواء لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، أو هل يزيد ضغط الدم لديك عن 140/90؟
6. هل يزيد محيط خصرك عن 89 سنتم؟ (إذا لم تكوني تعرفين، استعملي شريط قياس لمعرفة ذلك)
7. هل لديك منسب كالسيوم مرتفع؟
8. هل يقل مستوى الكوليسترول الجيد لديك عن 1.3 ميلي مول/ليتر؟
9. هل يزيد مستوى الكوليسترول السيئ لديك عن 3.4 ميلي مول/ليتر؟
10. هل لديك تاريخ عائلي لمرض قلبي باكر؟ (هل لديك أخ أو أب شخص له مرض قلبي قبل عمر 55 سنة أو أخت أو أم شخص لديها مرض قلبي قبل عمر 65 سنة؟)
11. هل يزيد مستوى التريغليسيريد لديك عن 1.7 ميلي مول/ليتر؟
12. هل يزيد سكر الدم الصيامي (على الريق) لديك عن 5.6 ميلي مول/ليتر؟
13. هل يزيد مستوى الهوموسيستين لديك عن 12 مكرومول/ليتر؟
14. هل يزيد مستوى البروتين التفاعلي C (CRP) لديك عن 3 ملغ/ليتر؟
15. هل تنفقين وسطيا أقل من ساعتين في الأسبوع في التمرين بوقع معتدل (مشي وئيد مثلا أو رياضة الغولف أو بستنة نشيطة) أو التمرين بشكل أعنف (مثل الهرولة أو السباحة أو ركوب الدراجة)؟
16. هل تأكلين السمك مرتين على الأقل في الأسبوع؟
17. هل تأكلين الفاكهة والخضار الطازجة والحبوب الكاملة يوميا؟
18. هل تقومين بجهد واع لتجنب الحموض الدهنية المتحولة في نظامك الغذائي؟
فهم عوامل الخطر لديك
كم مرة أشرت “بنعم” في الاستبيان؟ كلما أجبت “بنعم” أكثر عن الأسئلة من 1 – 15، زاد خطر إصابتك بنوبة قلبية أو سكتة؛ وأما إذا أجبت “بنعم” عن الأسئلة من 16 – 18، يقل خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة لديك. ولكن ليست كل الأسئلة متساوية؛ فالأسئلة السبعة الأولى تتعلق بعوامل خطر قوية بشكل خاص؟ وإذا أجبت “بنعم” عن أي منها، فأنت بحاجة إلى التيقظ بشكل خاص للحفاظ على صحتك القلبية. وفي حين أنك لا تستطيع تغيير عمرك أو تبديل تاريخك العائلي الطبي أو التأثير في تاريخك الطبي الخاص، لكن هناك خطوات تستطيع اتخاذها لاتقاء عوامل الخطر لديك التي تخرب مستقبلك.
قد تدهش مما تعلمه عن نفسك وعن خطر مرض القلب لديك. والنقطة الهامة التي أود طرحها الآن هي أنه مهما تكن درجة الخطر لديك، فإنك باتباع برنامج القلب لساوث بيتش والعمل مع طبيبك، ستنقص هذا الخطر بدرجة كبيرة، وسوف لن تعاني من نوبة قلبية أو سكتة! فالوقاية منهما ممكنة.
السؤال 1: التاريخ السابق لمرض القلب
فيما يلي أنباء سيئة: إذا كنت قد أصبت بنوبة قلبية، فلديك احتمال للوفاة بنوبة أخرى في غضون عشر سنوات من النوبة الأولى بنسبة 1 إلى 5. والآن أذكر لك أنباء جيدة: يمكنك تحسين هذه النسبة باتخاذ خطوات إيجابية لوقاية قلبك؛ ولدي في ممارستي الكثير من الناس الذين جاؤوني بعد المعاناة من نوبة قلبية، ولم تحصل لديهم نوبة أخرى. في الواقع، باتباع أسلوبي الوقائي استطاعوا تحسين صحة قلبهم بمرور الوقت.
إذا كانت لديك قصة مع مرض القلب، لا يكون إجراء اختبارات الدم المتقدمة أمرا خياريا، بل إنه أمر ضروري؛ وهو الطريقة الوحيدة حتى تكون قادرا على اكتشاف ما إذا كان لديك النوع الجيد من الجسيمات الحاملة للكوليسترول في دمك أم السيئ أم المرعب فعلا (يرتبط النوع المرعب فعلا بتراكم الكوليسترول تحت البطانة الوقائية لجدران شرايينك، مما يؤدي إلى تشكل اللويحة اللينة). كما أن اختبارات الدم المتقدمة هي الطريقة الوحيدة التي تجعلك قادرا على اكتشاف ما إذا كان لديك مقادير خطيرة من مواد أخرى في دمك، مثل البروتين التفاعلي C، وهو علامة دالة على الالتهاب يمكن أن تؤذي بطانة شرايينك، وسأناقش هذه المادة في إجابة السؤال 14.
اعتمادا على نمط المواد المتهمة التي تظهرها الاختبارات المتقدمة في دمك، سيحدد طبيبك نمط المعالجة الأكثر فعالية في شفاء جدران شرايينك ووقايتك من تشكل اللويحات وتمزقها وتجلط الدم، أو بكلمة أخرى وقايتك من نوبات قلبية مستقبلية. وتقوم المعالجة النموذجية على التغيير في نمط الحياة والأدوية؛ فإذا كان لديك تاريخ مع مرض القلب، يجب أن تكون حريصا على إجراء هذه التغييرات إذا كنت ترغب بإنقاذ قلبك وحياتك. وتمتلئ وحدات الرعاية القلبية – وللأسف – بأشخاص لم يتبعوا استراتيجية وقائية.
السؤال 2: العمر والقلب
بالنسبة إلى كل من الرجال والنساء، يعد العمر من عوامل الخطر الرئيسية في أمراض القلب؛ فكلما كنت أكبر عمرا، زاد الاهتراء والبلى في جدران شرايينك، وكان على قلبك أن يعمل فترة أطول وبشكل أكثر، وبذلك يتاح المزيد من الوقت لتراكم اللويحة الشريانية. ولذلك، ليس من المستغرب أن أربعا من كل خمس وفيات ناجمة عن أمراض القلب تحصل لدى الأشخاص بعد عمر 65 سنة.
يبدي الرجال وسطيا علامات الداء القلبي الوعائي قبل نحو 10 سنوات مما تبديه النساء، ويكون الرجال أصغر بخمس سنوات وسطيا عندما تحصل لديهم أول نوبة قلبية. وبما أن الرجال يميلون إلى الإصابة بمرض القلب قبل النساء، لذلك تعتقد الكثير من النساء أنهن في خطر أقل للإصابة بمرض القلب، وهن مخطئات في ذلك.
تصاب النساء بمرض القلب، لكن بعد الرجال عادة، لأن هرموناتهن الأنثوية تمنحهن وقاية خاصة للقلب عندما يكن قبل سن اليأس؛ غير أنه بمجرد بلوغ النساء سن اليأس، في أوائل العقد الرابع من عمرهن عادة، تنخفض مستويات الإستروجين لديهن بشدة، ويزداد خطر إصابتهن بنوبة قلبية بشكل ملحوظ. وعندما تبلغ النساء عمر 65 سنة، يكن أكثر عرضة من الرجال للإصابة بارتفاع ضغط الدم؛ كما أن النساء اللواتي يدخلن سن اليأس باكرا يبدين خطرا مرتفعا أكثر من نظرائهن الرجال للإصابة بمرض القلب بشكل ملحوظ، بالمقارنة مع النساء اللواتي ما يزلن في فترة الطمث، وربما في فترة دورات الإستروجين.
السؤال 3: التدخين
في كل مرة أسمع فيها عن شخص شاب يسقط ضحية لنوبة قلبية، أول ما يتبادر إلى ذهني أن أسأل “هل هذا الشخص يدخن؟” ويكون الجواب غالبا نعم.
في أي عمر يضاعف التدخين خطر الإصابة بمرض القلب لديك. في الواقع، يمكن أن يحرض التدخين النوبة القلبية حتى وإن كانت شرايينك صحيحة تقريبا؛ فبمجرد إشعال السيجارة، يضيق التدخين شرايينك، ويرفع ضغط الدم، ويزيد خطر الضربات القلبية غير المنتظمة، ويجعل الدم لزجا، وأكثر عرضة للتجلط. كما أن التدخين ينقص الكوليسترول الجيد ويزيد الالتهاب الشرياني، وهذا هو وصفة النوبة القلبية. وهناك مبرر جيد لتسمية السجائر بمسامير النعش.
أنا أصدم مرضاي المدخنين، وأخبرهم بأنهم ما داموا يشعلون السيجارة فإن كل الإجراءات الوقائية تذهب أدراج الرياح، وأحذرهم من أنهم سيكبرون بشكل أسرع، ويتجعد جلدهم ويجف، وسيتساقط شعرهم ما داموا مدخنين. كما أصدمهم بإخبارهم بأنني أراهم محظوظين إذا لم يموتوا فعلا بشكل أسرع نتيجة النوبة القلبية، لأن الموت المديد نتيجة النفاخ أو سرطان الرئة بسبب التدخين أسوأ بكثير.
إذا كنت تدخن، ولا سيما إذا كان لديك عوامل خطر أخرى للنوبة القلبية، ففي كل مرة تشعل فيها السيجارة فأنت تلعب لعبة الروليت الروسية مع قلبك؛ فالمدخن الذي لديه ارتفاع في ضغط الدم والكوليسترول السيئ – على سبيل المثال – يزداد الخطر المألوف للداء القلبي الوعائي لديه 14 ضعفا. وأما المرأة التي تتناول حبوب منع الحمل (التي تزيد خطر الإصابة بالجلطات الدموية) وتدخن أيضا، فإن خطر مرض القلب يكون لديها أكثر بكثير من المرأة التي تتناول حبوب منع الحمل ولا تدخن.
بهذه الطريقة، فأنت لا تحتاج إلى تدخين السجائر بنفسك لتعاني من تأثيراتها السلبية؛ فاستنادا إلى دراسة واقعية نشرت عام 2005، فإن إنفاق وقت ما كل يوم في وسط مليء بالدخان يجعلك عرضة لمرض القلب بنسبة الثلث مقارنة مع الشخص الذي يدخن علبة سجائر في اليوم. وقد تكون القوانين التي تحظر التدخين في الأماكن العامة منقذة للحياة.
هناك أخبار جيدة تقول إنه بمجرد إيقافك التدخين، ينقص خطر مرض القلب لديك. واستنادا إلى رابطة الجراحين العامين الأميركية، يعود ضغط الدم إلى المستوى الذي كان عليه قبل أن تدخن آخر سيجارة بعد عشرين دقيقة من الامتناع الكامل عن التدخين. وفي غضون أسبوعين، يبدأ خطر المعاناة من نوبة قلبية بالتناقص. وخلال سنة إلى سنتين من إيقاف التدخين الكامل، يصبح خطر الإصابة بالمرض القلبي نصف ما كان عليه عند المدخنين، وبعد 15 سنة من الإيقاف يصبح الخطر وكأنك لم تدخن أبدا.
إذا أردت المساعدة في جهودك الرامية إلى إيقاف التدخين، تحدث مع طبيبك. كما أن بمقدورك الاستفادة من النصيحة الممتازة، والدعم من بعض الجهات والروابط المختصة بمكافحة التدخين.
السؤال 4: داء السكر والاستعداد له والمتلازمة الاستقلابية
إذا كنت بعمر 40 – 70 سنة، فهناك احتمال قدره 40٪ أن يكون جوابك نعم عن السؤال حول ما إذا كان قد شخص لك داء السكر أو الاستعداد له أو المتلازمة الاستقلابية؛ فهل صدمت بهذه النسبة؟ لا بد أن يكون الأمر كذلك! ولم يكن داء السكر والاستعداد له نادرين منذ فترة طويلة. أما الآن، فهما وباءان حقيقيان في الولايات المتحدة، يصيبان عشرات الملايين من الأميركيين، ويعرضان لخطر الإصابة بمرض القلب بشكل كبير. في الواقع، يعد داء السكر عامل خطر قويا جدا للإصابة بمرض القلب الذي يطلق عليه الاختصاصيون اسم “مكافئ اختطار داء القلب الإكليلي”؛ ويعني ذلك أن الشخص المصاب بداء السكر لديه الخطر المرتفع نفسه للإصابة بنوبة قلبية كشخص أصيب بها مؤخرا. كما أن زهاء 25٪ من الأشخاص في وحدات العناية الإكليلية يكونون مصابين بداء السكر أو مستعدين للإصابة به. وعند النساء، إذا كانت المرأة مصابة بداء السكر، فهي في خطر من الإصابة بنوبة قلبية أخرى أو بفشل قلبي بشكل أكبر من الرجل المصاب بداء السكر.
من المعروف أن داء السكر مرض يتصف بعجز الجسم عن التعامل مع السكر والنشاء. أما المشاكل التي يعاني منها الناس المصابون بداء السكر في التعامل مع الدهون في نظامهم الغذائي فهي أقل شهرة.
هناك نمطان شائعان من داء السكر: داء السكر ذو البدء الشبابي أو ما يعرف بداء السكر من النمط الأول (الذي يظهر فجأة في العادة قبل عمر 30 سنة)، وداء السكر ذو البدء الكهلي أو داء السكر من النمط الثاني. ويوجد داء السكر من النمط الثاني لدى نحو 90٪ من كل المصابين بداء السكر في الولايات المتحدة. وتؤدي مقدمات داء السكر (الاستعداد له)، وتدعى أحيانا المتلازمة الاستقلابية أو المتلازمة X أو المقاومة للإنسولين، إلى داء سكر كامل إذا مرت من دون استقصاء. وتبدأ الصعوبة في التعامل مع الدهون وخطر النوبة القلبية والسكتة في طور مقدمات داء السكر التي تعرف بأن مستوى سكر الدم يبلغ فيها 5.6 – 6.9 ميلي مول/ليتر؟
بالإضافة إلى وجود مشاكل في التعامل مع الدهون، يكون لدى المصابين بداء السكر من النمط الثاني نقص في مستويات الكوليسترول الجيد وارتفاع في مستويات التريغليسيريد وعدد مرتفع نسبيا من جزيئات الكوليسترول السيئ الكثيفة والصغيرة والسادة للشرايين (انظر جواب السؤال التاسع). كما يرتفع لديهم ضغط الدم ويزداد الالتهاب في شرايينهم، وتشتد عوامل الخطر.
وللمساعدة على إنقاص هذه الأخطار، توصي الدلائل الإرشادية الوطنية بأن يحافظ المصابون بداء السكر على ضغط الدم لديهم دون 130/80. كما أن الإقلاع عن التدخين هو أكثر أهمية عند الأشخاص المصابين بداء السكر منه عند الآخرين، لأن التدخين وداء السكر شراكة مميتة.
كما أن داء السكر من النمط الثاني يرتبط ارتباطا وثيقا بالسمنة، وهذا ما يفسر ارتفاع معدلاته مع زيادة معدلات السمنة عند الشعب الأميركي. وما هو أكثر خطورة أن هناك الملايين من “المصابين بداء السكر القادمين” في بلادنا اليوم. وأنا أتحدث عن أطفالنا الذين كلما زادوا بدانة وقلوا لياقة، ازداد استعدادهم لداء السكر أو الإصابة به. وقد لا يعود يطلق على داء السكر من النمط الثاني اسم الداء ذي “البدء الكهلي” “adult-onset” disease.
ومن دواعي السرور – ولله الحمد – أن داء السكر من النمط الثاني هو مرض من عمل الإنسان “man-made” disease، بحيث يمكننا أن نزيله إذا ركزنا أذهاننا عليه؛ فالتمارين وإنقاص الوزن والتغييرات الاستراتيجية في النظام الغذائي – لا سيما حذف “الكربوهيدرات السيئة” الشديدة المعالجة والموجودة في المعجنات والخبز والوجبات السريعة والأطعمة النشوية والسكرية الأخرى – هي فعالة جدا في إزالة المقاومة للإنسولين.
السؤال 5: ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم)
يعرف ارتفاع ضغط الدم أو فرط ضغط الدم بأنه زيادة في ضغط الدم بمقدار 140/90 أو أكثر، لكن الأمر ليس بهذه البساطة مثلما سأشرح لاحقا. ويقيس الرقم العلوي الضغط الانقباضي الذي هو مستوى الضغط في أوعيتك الدموية عندما ينبض قلبك، حيث يدفع الدم في شرايينك. أما الرقم السفلي فيقيس الضغط الانبساطي، وهو الضغط في أوعيتك الدموية عندما يرتاح قلبك بين الضربات. ويقدر أن نحو 65 مليون أميركي مصابون بارتفاع ضغط الدم، ويمثل ذلك واحدا من بين كل ثلاثة بالغين، ولا يزال الرقم في ارتفاع. ويبدو فرط ضغط الدم أكثر شيوعا بين الرجال منه بين النساء حتى عمر 45 سنة؛ بينما تكون النسبة أعلى قليلا عند النساء ما بين 45 – 54 سنة من العمر، في حين تصبح النسبة أكثر بكثير عند النساء منها عند الرجال بعد ذلك. ويكون الأميركيون ذوو الأصول الأفريقية بشكل خاص في خطر مرتفع. واستنادا إلى رابطة القلب الأميركية، يعد معدل وقوع فرط ضغط الدم لدى الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية أكثر من أية شريحة سكانية أخرى في العالم.
إن زيادة الوزن وقلة التمارين والتقدم في العمر تزيد احتمال الإصابة بفرط ضغط الدم. ويقع اثنان على الأقل من عوامل الخطر هذه – الوزن والتمارين – ضمن سيطرتك. ولكن كلما زادت عوامل الخطر، زاد خطر الإصابة بالنوبة القلبية.
يعد ارتفاع ضغط الدم خطرا، لأنه يصلب الأوعية الدموية ويضيقها، مجبرا القلب على العمل أكثر. ويؤدي فرط عمل القلب إلى تثخن العضلة القلبية، مثل أية عضلة تعمل بشكل مرهق. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فشل قلبي. وعلاوة على ذلك، يحرض ارتفاع ضغط الدم التصلب العصيدي عبر إضعاف البطانة الوقائية لجدران الشرايين والسماح بترسب الكوليسترول السيئ.
ومثلما هي عليه الحال مع أرقام الكوليسترول وسكر الدم، تحدد الدلائل الإرشادية للخبراء ما يمثل فعلا ارتفاعا أو ضغط دم طبيعيا. والسبب في ذلك هو أن هذه الأرقام حددت أصلا بما كان عليه ضغط الدم الوسطي لدى السكان وليس بحسب القيمة المثالية. وأما الآن، فتعتمد آخر الأرقام على ما يعد ارتفاعا في ضغط الدم أو استعدادا للإصابة به. لكن حتى هذه الدلائل الإرشادية يمكن أن تستمر في التغير مع توفر المزيد من المعلومات. وبدءا من هذه الكلمات، يعد ضغط الدم الواقع بين 120/80 (طبيعيا) و139/89 مقدمة لارتفاع ضغط الدم. وتقدر رابطة القلب الأميركية أن 59 مليون أميركي يقعون ضمن هذا الصنف؛ كما تقدر أن المصابين بمقدمات ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يتعرضوا للنوبة القلبية أكثر بثلاث مرات من الذين لديهم ضغط دم طبيعي.
بما أن الدلائل الإرشادية لضغط الدم تتغير باستمرار، لذا أفضل تبسيط الأمور لمرضاي بهذه الطريقة: كلما زاد ضغط الدم لديك، زاد الإجهاد الواقع على قلبك وأوعيتك، وزاد احتمال إصابتك بالسكتة أو النوبة القلبية. وكلما نقص ضغط الدم لديك، قل الإجهاد الواقع على قلبك وأوعيتك وزاد متوسط عمرك.
لا توجد أعراض لارتفاع ضغط الدم، ومن هنا جاء مصطلح “القاتل الصامت” أحيانا. وينبغي أن أذكر في هذا الشأن أن المرضى في كثير من الحالات يتصلون بي مذعورين، لأنهم قاسوا ضغط الدم لديهم أو شعروا بالصداع أو أحسوا بأنهم ليسوا على ما يرام، ووجدوا أن الضغط مرتفع. والسؤال الحقيقي: “من يأتي أولا، ارتفاع ضغط الدم أم الصداع؟”؛ والإجابة عن سؤال البيضة والدجاجة هذا سهلة؛ فالصداع أو أي شعور سيئ آخر هو الذي يحصل أولا. في الواقع، إن أي ألم أو حالة مرهقة ستؤدي إلى تحرر الأدرينالين ورفع ضغط الدم لديك. وكذلك يفعل التمرين.
لا تزال العلاقة بين الصداع وفرط ضغط الدم – وللأسف – راسخة في الثقافة العامة، بسبب حالة تدعى فرط ضغط الدم الخبيث، وهي نادرة للغاية، ولا تشاهد تقريبا إلا لدى المصابين بارتفاع شديد في ضغط الدم مر من دون معالجة لعدة سنوات. وقد رأيت حالة نادرة من فرط ضغط الدم الخبيث في قسم الطوارئ خلال تدريبـي في سبعينيات القرن الماضي؛ لكن ذلك كان في قسم طوارئ يخدم مجتمعا متدنيا اقتصاديا ولا يتلقى سوى القليل من الرعاية الطبية الروتينية. أما في ممارستي، فلا أتذكر منذ ذلك الحين أنني رأيت حالة من فرط ضغط الدم الخبيث. لذلك، تذكر أن ضغط الدم مسألة هامة ينبغي أن تعالج على مدى شهور وسنوات، وينبغي ألا يهمل.
يمكنك إنقاص ضغط دمك بدرجات مختلفة من خلال بلوغ الوزن الصحي والمحافظة عليه، وممارسة التمارين بانتظام، والتقليل من زيادة الصوديوم (الملح)، والاعتماد على نظام غذائي يركز على الفاكهة الغنية بالألياف والخضار والحبوب الكاملة. وسأناقش هذه التدابير الخاصة بنمط الحياة بالتفصيل في الخطوتين 1 و2 من برنامجي الوقائي. كما سيكون طبيبك قادرا على إخبارك بمدى حاجتك أيضا إلى تناول دواء مخفض لضغط الدم. ويوجد الآن بعض الأدوية المخفضة لضغط الدم الفعالة جدا والمتوفرة وذات التأثيرات الجانبية القليلة أو المعدومة؛ فإذا أوصى طبيبك بأن تتناول دواء لتخفيض ضغط الدم لديك، فمن الحماقة ألا نفعل. وسأشرح المزيد عن هذه الأدوية لاحقا في الخطوة 4.
السؤال 6: محيط الخصر
هل ترى أنه من الضروري أن ترخي حزامك درجة أو درجتين من وقت إلى آخر؟ هل تلاحظ أن هناك مشكلة في زم زمام سروال الجينـز الخاص بك؟ إن زيادة محيط الخصر ليست مشكلة لدى خياطك فقط. هذا، ويمثل محيط الخصر لديك مؤشرا هاما على احتمال إصابتك بنوبة قلبية أو سكتة.
إذا كان لديك جسم شبيه بشكل التفاحة، ويتركز معظم وزنك حول وسطك، فأنت في خطر الإصابة بالمرض القلبي الوعائي أكثر من الجسم الشبيه بالإجاصة، حيث يختزن الدهن داخل جدر شرايينك بشكل رئيسي.
السؤال 7: نتيجة الكالسيوم
نتيجة الكالسيوم هي قياس لكمية الكالسيوم في شرايينك التاجية، والتي تعكس المقدار الكلي الموجود من اللويحات العصيدية. إنها دلالة على الكيفية التي تتفاعل بها كل عواملك الخطرة بعضها مع بعض للتسبب في اعتلال القلب. كلما كانت نتيجة الكالسيوم لديك أعلى بالنسبة لعمرك، كلما كنت عند خطر أعلى للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. أنا أعتقد بشدة أن معظم الرجال فوق سن الأربعين ومعظم النساء بعد سن الخمسين (سن الإياس) يجب أن يخضعوا لتفريسة قلب لتحديد نتيجة الكالسيوم الخاصة بهم. يجب على الطبيب الخبير بتحليل هذه التفاريس أن يراجع النتائج ويناقش آثارها مع المريض. من بين جميع العوامل الخطرة المناقشة هنا، تعتبر نتيجة الكالسيوم الدليل الأقوى بمفرده الذي يشير إلى خطر الإصابة باعتلال القلب.
السؤال 8: كوليسترول HDL (البروتين الشحمي عالي الكثافة)
الـ HDL هو الكوليسترول المسمى بالنوع المفيد والذي يحمي من الإصابة بالتصلب العصيدي عن طريق إزالة الكوليسترول من اللويحات في جدران شرايينك ونقله ثانية إلى الكبد حيث يتم طرحه. يدعى هذا بنقل الكوليسترول العكسي. إذا كان مستوى الـ HDL لديك أقل من 1.0 ميلي مول/ليتر بالنسبة للرجال وأقل من 1.3 ميلي مول/ليتر بالنسبة للنساء، فأنت عند خطر محتمل أعلى لتراكم اللويحات في شرايينك. بتعبير آخر، كلما قل مستوى الـ HDL لديك، كلما زاد خطر إصابتك باعتلال القلب. وكلما ارتفع مستوى الـ HDL لديك، كلما قل الخطر. نحن غالبا ما نطلق على مستويات الـ HDL الأعلى من 2.3 ميلي مول/ليتر اسم متلازمة طول العمر لأن هذا الرقم يعني خطرا قلبيا متدنيا. عادة ما أعطي تعليمات لهؤلاء المرضى بأن يقودوا بأمان كي يدركوا طول عمرهم.
أنا أنظر إلى مستوى الـ HDL لديك على أنه عامل أسلوب حياة لأنه يتأثر بشكل كبير بالحمية والتمارين الرياضية، وبجيناتك أيضا. تتمثل إحدى طرق تعزيز الـ HDL بالتغذية الجيدة. ومن سخرية القدر أن الحمية القليلة الدهن والغنية بالكربوهيدرات التي تم تبنيها خلال هوس تقليل الدهن في أوائل ثمانينيات القرن الماضي كان من الممكن بالفعل أن ترفع من مستوى كوليسترولك المفيد وتزيد من خطر إصابتك بنوبة قلبية. وهذا لأن هذه الحمية تركز على تناول الكربوهيدرات الخطأ وإلغاء جميع الدهون؛ حتى الصحية منها. نحن نعلم الآن أن اتباع مبادئ حمية ساوث بيتش – أي تناول كميات معتدلة من الدهون المفيدة والبروتينات قليلة الدهن بالإضافة إلى وفرة من الكربوهيدرات الغنية بالألياف والمغذيات (مثل تلك الموجودة في الفاكهة والخضار الطازجة والحبوب الكاملة)، يمكن أن يساعد في رفع مستويات HDL.
وطريقة أخرى يمكنك بها أن ترفع مستوى الـ HDL لديك تتمثل في الإقلاع عن التدخين. في مراجعة نقدية لأربع وعشرين دراسة نشرت في العام 2003، وجد أن مستوى الـ HDL يزداد بمعدل 0.1 ميلي مول/ليتر بعد الانقطاع عن التدخين، وهي زيادة ملحوظة.
وعلاوة على ذلك، إذا كنت زائد الوزن، وخاصة إذا كان دهن البطن غالبا لديك، فباستطاعتك أن ترفع مستواك من الـ HDL بالتخلص من بعض الكيلوغرامات عن طريق الإكثار من ممارسة الرياضة. لن تساعدك ممارسة الرياضة في خسارة الوزن فحسب، بل ستزيد مستوياتك من الكوليسترول المفيد. كلما مارست الرياضة أكثر، كلما كانت الزيادة أكثر. عادة ما تكون مستويات الـ HDL لعدائي سباقات الماراثون مرتفعة جدا.
أخيرا، يمكن لعدد من الأدوية بما فيها النياسين والفيبراتات وبدرجة أقل عقاقير الستاتين أن تزيد أيضا من مستوى الـ HDL. في الواقع، إن النياسين هو العقار الوحيد الذي بإمكانه أن يرفع مستوى الـ HDL لديك بصورة كبيرة. هذا الفعل لوحده هو واحد من الأسباب وراء قدرة الأدوية على خفض خطر الإصابة باعتلال القلب بصورة هائلة (سأتحدث أكثر بشأن النياسين والأدوية المفيدة الأخرى والمكملات في الخطوة 4).
السؤال 9: كوليسترول LDL (البروتين الشحمي منخفض الكثافة)
يشار إلى الـ LDL بالكوليسترول الضار لأن جسيماته تحفر في الحائل البطاني (البطانة الشريانية الداخلية) وترسب الكوليسترول في اللويحات التي تتشكل تحت البطانة الوعائية الفارشة في جدران الشريان. يؤدي تمزق هذه اللويحات إلى جلطات دموية (وتشنج شرياني)، وهو ما يمكن أن يسد الشرايين المؤدية إلى قلبك أو دماغك مسببا بالتالي نوبة قلبية أو سكتة دماغية. ورغم أن 3.4 ميلي مول/ليتر أو أعلى يعتبر عاملا خطرا، إلا أن مستوى الـ LDL لديك يجب أن يكون نموذجيا أقل من 2.6 ميلي مول/ليتر، وخاصة إذا كانت لديك عوامل خطرة أخرى. بالنسبة للمرضى الذين أصيبوا بالفعل بنوبات قلبية وبالنسبة لأولئك الذين هم عند خطر عال، فإن هدفي لكوليسترول LDL أن يكون أقل من 1.8 ميلي مول/ليتر.
مع ذلك، ليس الرقم الإجمالي للـ LDL فقط هو ما يجب أن تقلق بشأنه. فحجم جسيمات LDL هو على نفس القدر من الأهمية. كلما كانت جسيمات LDL لديك أصغر حجما وأكثر كثافة، كلما كنت أكثر احتمالا للإصابة بوبة قلبية. يمكن لاختبارات الدم المتقدمة أن تخبرك كم تملك من هذه الجسيمات الضارة. إذا كان نظامك الغذائي رديئا – أي إذا كنت تتناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات الضارة والدهون الضارة – فإن التبديل إلى حمية ساوث بيتش ببساطة يمكن أن يساعد في خفض مستوى الـ LDL لديك ورفع مستوى الـ HDL مع الوقت. ولكن في بعض الحالات، قد لا تكون الحمية كافية لوحدها، وتكون هناك ضرورة لاستعمال الأدوية. بإمكان عقاقير الستاتين أن تكون فعالة جدا في خفض مستوى الـ LDL.
السؤال 10: التاريخ العائلي
يسألني مرضاي، الذين مات لديهم أحد الوالدين – أو كلاهما – بنوبة قلبية بعمر صغير، غالبا عما إذا كان الشيء نفسه سيحصل معهم؛ وتكون إجابتي “ليس بالضرورة”.
فحقيقة أن أحد والديك أو كليهما ماتا باكرا بمرض القلب يجعلك في خطر كبير، لكن ذلك لن يكون أمرا واقعا. وهناك عوامل أخرى تؤثر في صحة قلبك، بما في ذلك نمط الحياة؛ فمثلا، إذا كان والدك مدخنا ولا يتمرن إلا نادرا ويأكل قوتا غنيا بالكربوهيدرات والدهون السيئة، فإن وفاته تكون قد تسرعت بفعل واحد من هذه العوامل أو بها جميعا. ويمكن أن تكون قد ورثت مجموعة سيئة من الجينات، لكن أمامك فرصة كبيرة للتقليل من تأثيراتها السلبية، وربما التخلص منها أيضا؛ فأنا لدي الكثير من المرضى من ذوي التاريخ العائلي السيئ ولا يزالون بصحة جيدة، كما أن لدي عددا مماثلا من المرضى من ذوي التاريخ العائلي الجيد جاؤوا إلي بأمراض قلبية شديدة.
يمكن أن ترث جينا معينا أو مجموعة من الجينات التي تجعل منك أكثر عرضة لوجود الكوليسترول السيئ أو شحميات الدم السيئة الأخرى التي تؤدي إلى مشاكل في القلب. في الواقع، هناك اضطراب وراثي شائع نسبيا يؤدي إلى مستويات مرتفعة بشكل غير مألوف في نوع من جزيئات LDL الصغيرة والكثيفة التي وصفتها لك عند الإجابة عن السؤال التاسع. كما أن هناك شذوذا وراثيا نادرا يدعى فرط كوليسترول الدم العائلي، وهو يصيب 1 من كل 500 شخص في أميركا الشمالية؛ فإذا كنت قد ورثت هذا الجين السيئ الطافر، يمكن أن يبلغ الكوليسترول الإجمالي لديك 9 ميلي مول/ليتر أو أكثر، حتى وإن تمرنت وأكلت قوتا مناسبا لصحة القلب.
ولمعالجة جزيئات LDL الصغيرة والكثيفة، فإن القيام بالكثير من التمارين وتناول القوت الصحي ينبغي أن يكونا هما الأسلوب الأولي (فضلا عن استعمال الستاتينات عند الضرورة فقط). ويحتاج المصابون بفرط كوليسترول الدم العائلي دائما إلى الستاتينات، فضلا عن اتباع نمط الحياة المثالي.
يعلم الكثير من الناس أن صحة القلب والأوعية عند آبائهم تؤثر في مستوى الخطر لديهم، لكنهم لا يدركون أن صحة أشقائهم مهمة أيضا. واستنادا إلى مقالة حديثة في مجلة رابطة القلب الأميركية (JAMA)، إذا كان لديك أخ – أو أخت – مصاب بمرض قلبي وعائي، يزداد الخطر لديك مائة بالمائة 100٪. في الحقيقة، عندما تكبر مع شقيقك في العائلة نفسها، يكون التاريخ الطبي له أغنى بالمعلومات من والديك؛ فأنت وإخوتك وأخواتك لا تشتركون في الجينات نفسها فحسب، ولكن تأكلون طعاما متماثلا وتكبرون في البيئة نفسها.
السؤال 11: التريغليسيريد
التريغليسيريد هي الشكل المختزن من الشحوم في خلايا جسمك الدهنية؛ ويتأثر مستواها دائما تقريبا بنمط الحياة. هل تتذكر النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات والفقير بالدهون الذي أشرت إليه باكرا؟ وهو القوت الذي استعملناه ظنا بأنه يقي القلب؟ لكنه في الواقع قد يرفع مستويات التريغليسيريد لديك. ومنذ عقدين، عندما بدأت أصف لمرضاي هذا النمط من النظام الغذائي الذي وصفته رابطة القلب الأميركية سابقا، شعرت بالخوف من رؤية مستويات التريغليسيريد ترتفع لديهم؛ فقد كان ذلك عكس ما كنت أسعى إلى تحقيقه. ونحن نعرف الآن بأن الكربوهيدرات وحدها لا ترفع التريغليسيريد، إنما السكاكر والنشويات (الخالية من الألياف والمغذيات الأخرى) أيضا.
لقد حصل الشيء نفسه عندما جربت النظام الغذائي الفقير جدا بالدهون، والذي كان شائعا أيضا في ذلك الوقت؛ فعندما وصفت هذا القوت لأحد مرضاي الذي كان مستوى التريغليسيريد لديه مرتفع بشكل متوسط وقدره 2.5 ميلي مول/ليتر لإنقاص وزنه، لم ينقص وزنه، بل ارتفع مستوى التريغليسيريد لأكثر من 5.6 ميلي مول/ليتر، وقد حدث ذلك في حالات كثيرة مما دفعني إلى البدء بالتساؤل عن المغزى القوتي التقليدي للوقت. واليوم، أوصي بنظام غذائي يحتوي على بروتينات صرفة وكميات معتدلة من الدهون الجيدة (تلك الموجودة في السمك المدهن وزيت الزيتون والمكسرات) والكربوهيدرات الجيدة (الموجودة في الحبوب الكاملة والخضار والفاكهة)؛ فإذا اتبع المرضى هذه الخطة، يمكن أن يكون الانخفاض في مستويات التريغليسيريد مثيرا.
إذا كان لديك ارتفاع في التريغليسيريد ونقص في الكوليسترول الجيد HDL، فخطر الإصابة بمرض القلب مركب.
ولاكتشاف ما إذا كان لديك هذا الخطر المركب، اقسم مستوى التريغليسيريد لديك على مستوى الكوليسترول الجيد HDL، حيث تكون النتيجة المثالية الناتجة هي 2 أو أقل؛ فمثلا، إذا كان مستوى التريغليسيريد 2.3 ميلي مول/ليتر ومستوى الكوليسترول الجيد 1.2 ميلي مول/ليتر، اقسم 3.2 على 1.2، فتكون النتيجة أكبر بكثير من النسبة المرغوبة، وهي تخبرك بخطر متزايد للنوبة القلبية يجب أن تواجهه.
كما يمكن أن تعطيك مستويات التريغليسيريد مؤشرا على حجم جزيئات LDL لديك. وبوجه عام، كلما زاد مستوى التريغليسيريد ونقص مستوى الكوليسترول الجيد لديك، زاد صغر جزيئات LDL وكثافتها وزاد خطر الإصابة بمرض القلب؛ فإذا كانت التريغليسيريد أعلى من 2.3 ميلي مول/ليتر والكوليسترول الجيد HDL أقل من 1.2 ميلي مول/ليتر، فمن الأرجح أن تكون لديك جزيئات LDL أصغر وأكثف.
هناك عدد من الطرق لإنقاص التريغليسيريد لديك؛ فبالإضافة إلى تناول القوت الصحي الذي ذكرته آنفا، يمكن أن يفيد إنقاص الوزن وزيادة التمرين. كما أن الأدوية، مثل النياسين والألياف، فعالة في إنقاص التريغليسيريد وزيادة الكوليسترول الجيد HDL وتكبير حجم جزيئات LDL. وستتعلم المزيد حول هذه الأدوية في الخطوة 4.
السؤال 12: غلوكوز الدم
نحن ندرك، على مدى سنوات عديدة، أن ارتفاع سكر الدم مؤشر على داء السكر؛ ونعلم الآن أن المصابين بداء السكر من النمط الأول أو الثاني وحتى بمقدمات داء السكر (الاستعداد له) هم في خطر مرتفع للإصابة بمرض القلب، وبذلك فنحن ننظر إلى ارتفاع سكر الدم على أنه علامة منذرة في كلتا الحالتين. وتوصي الدلائل الإرشادية الوطنية بأن تبقي على سكر الدم الصيامي (على الريق) دون 7.0 ميلي مول/ليتر؛ فإذا قست مستوى الغلوكوز على غير الريق، يكون الرقم 11.1 ميلي مول/ليتر هو الحد الأعلى. وأما إذا كان مستواه على الريق بين 5.6 و7.0 ميلي مول/ليتر أو بين و7.7 و11.1 ميلي مول/ليتر بعد تناول الطعام حديثا، فأنت توافق معايير الاستعداد لداء السكر (مقدمات داء السكر) أو مقاومة الإنسولين. وأما إذا كانت الأرقام فوق هذه المستويات، فأنت مصاب بداء السكر فعلا، ولديك زيادة واضحة في خطر الإصابة بمرض القلب. ويستجيب غلوكوز الدم للتغييرات في نمط الحياة، بما في ذلك إنقاص الوزن والتمارين وتحسين النظام الغذائي.
السؤال 13: ارتفاع الهوموسيستئين
الهوموسيستئين هو حمض أميني، وأحد مكونات البروتين؛ ولكن إذا سمح له بالارتفاع إلى مستوى غير صحي في الدم، يمكن أن يشجع انسداد الأوعية الدموية. ولقد لوحظ ترافق المستويات المرتفعة من الهوموسيستئين مع النوبة القلبية والسكتة، وهذا ما يجعلني أوصي بأن يقيس الناس مستوى الهوموسيستئين لديهم سنويا.
يترافق ارتفاع مستويات الهوموسيستئين أيضا مع اكتئاب المزاج وداء الزهايمر؛ فقد أجريت دراسة حديثة في جامعة تافتز، وأظهرت علاقة مباشرة بين ارتفاع مستويات الهوموسيستئين ودرجة انسداد الشريانين السباتيين اللذين يوصلان الدم إلى الدماغ. واستنادا إلى دراسات عديدة، يمكن أن يؤدي الإجهاد الذهني إلى ارتفاع مؤقت في مستوى الهوموسيستئين.
لقد عرفنا طوال سنوات أن المشاركة بين الفيتامينات B (حمض الفوليك، B6، B12) يمكن أن تنقص مستويات الهوموسيستئين. ولذلك، يبدو من المعقول والمرغوب وصف هذه التشكيلة من الفيتامينات B للناس الذين لديهم ارتفاع في مستويات الهوموسيستئين. وفي إحدى الدراسات، أعطي مرضى السكتة مستحضرا فيتامينيا يحتوي على فيتامينات B الثلاثة هذه لمعرفة ما إذا كانت تنقص الهوموسيستئين لديهم، وتساعد على الوقاية من سكتة أخرى؛ ولقد أنقصت الفيتامينات الهوموسيستئين، لكنها لم تقلل من حدوث سكتة أخرى أو نوبة قلبية أو الموت. وفي دراسة منفصلة، استنتج الباحثون أن تناول جرعات كبيرة من الفيتنامين B6 وحمض الفوليك معا يمكن أن يزيد فعليا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات؛ ولا يعني ذلك أنك ينبغي ألا تنقص مستويات الهوموسيستئين، بل أنا أوصيك بأن تحقق ذلك بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامين B، وليس بتناول أقراص هذا الفيتامين.
في الواقع، من الممكن الوصول إلى انخفاض هام في مستويات الهوموسيستئين من خلال التغييرات القوتية؛ فقد وجدت مقالة في المجلة الأميركية للتغذية السريرية أن الذين أدخلوا أنماطا معينة من الأطعمة في أقواتهم كانت لديهم أخفض مستويات للهوموسيستئين، وقد اشتملت هذه الأطعمة على الحليب واللبن والفليفلة الطويلة والخضار من الفصيلة الصليبية مثل القنبيط؛ وهذه الأطعمة جميعا هي العناصر الأساسية في النظام الغذائي للساوث بيتش، وأنا أشجعك على أكل الكثير منها سواء أكان الهوموسيستئين مرتفعا لديك أم لا.
السؤال 14: ارتفاع البروتين التفاعلي CRP
يمثل البروتين التفاعلي CRP واصمة للالتهاب؛ فكلما زاد مستوى هذا البروتين الجائل في دمك بشكل طبيعي، لن يزداد خطر إصابتك بالنوبة القلبية فحسب، بل يبرز أيضا خطر الإصابة بأمراض أخرى عديدة، بدءا من التهاب المفاصل وحتى السرطان. إنني أوصي كل شخص بأن يجري اختبار البروتين التفاعلي المرتفع الحساسية (hs-CRP) كجزء من برنامج القلب من الساوث بيتش لتقييم مستوى البروتين التفاعلي لديه.
يعتقد أن الالتهاب في الشرايين، ممثلا بمستوى hs-CRP، يحرض تمزق اللويحات؛ ويتبع ذلك بتجلط الدم والتشنج الوعائي اللذين قد يؤديان إلى جلطة كبيرة وربما إلى نوبة قلبية.
يمكن أن ينقص تخفيض مستوى البروتين التفاعلي ما أمكن خطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة والموت القلبي لديك؛ فلم ذلك؟ تظهر الأبحاث الجديدة أن البروتين التفاعلي ينقص إنتاج جسمك لحمض النتريك، وهو مادة تعزز صحة شرايينك، كما قد يؤدي عوز حمض النتريك إلى إبطاء تشكل أوعية دموية جيدة يمكنها أن تجعل جسمك أقل نقصا بشبكة الأوعية التي تتجاوز الشرايين المسدودة أو المتضيقة.
يمكن أن يؤدي النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة والدهون المتحولة، فضلا عن الأطعمة المعالجة، إلى تشجيع الالتهاب في الجسم (انظر “الالتهاب: آفة الحضارة). لقد وجدت دراسة عام 2006، قارنت صحة أشخاص بعمر 55 – 64 سنة في الولايات المتحدة مع آخرين في بريطانيا العظمى، أن مستويات البروتين التفاعلي عند الأشخاص الأميركيين كانت أعلى بنسبة 20٪ منها لدى البريطانيين. وأعتقد أن هذا الفرق في البروتين التفاعلي هو بسبب النظام الغذائي المحرض للالتهاب. وبتبني مبادئ تناول الطعام الصحية في النظام الغذائي للساوث بيتش، والتي توصي بالدهون الجيدة المضادة للالتهاب فضلا عن الأطعمة الأخرى الصحية للقلب، يمكن إنقاص البروتين التفاعلي لديك.
إذا كنت مفرط الوزن، يمكن أن يكون لفقدان شحوم البطن تأثير ملحوظ في البروتين التفاعلي أيضا؛ والخلايا الدهنية ليست مدخرات تخزينية غير فاعلة (منفعلة)، فهي مصانع على مدى 24 ساعة تنتج مجموعة كبيرة من المواد، بما في ذلك السيتوكينات التي تشجع الالتهاب. في إحدى الدراسات، أنقصت مجموعة من النساء البدينات اللواتي خفضن وزنهن مستوى البروتين التفاعلي بمعدل 26٪.
يمكن أن يصل مستوى البروتين التفاعلي لدى الأشخاص السمان جدا، والذين يختارون جراحة المجازة المعدية أو تطويق المعدة، إلى النصف؛ فإذا كنت مدخنا، فإن الإقلاع عن هذه العادة سيزيل مصدرا رئيسيا للالتهاب.
كما أن الأدوية الستاتينية والعقاقير الأخرى يمكن أن تنقص مستوى البروتين التفاعلي.
السؤال 15: نمط الحياة الكسول
تعمل أجسامنا بالشكل الأمثل عندما نكون نشيطين جسديا، بينما تصاب بالخمول عندما لا نكون كذلك. ومع تقدمنا بالعمر، تنقص هرموناتنا الجنسية (حتى قبل سن اليأس عند النساء)، ويظهر لدينا ميل إلى نقص الكتلة العضلية والعظمية. وبما أن العضلات والعظام يحتاجان إلى المزيد من السعرات الحرارية للحفاظ عليهما أكثر من الدهون، حتى خلال الراحة؛ لذلك عندما يحصل هذا التدهور، يتراجع الاستقلاب لدينا فعلا، ويحصل الشيء نفسه في العضلات، أي تتحول إلى دهون. وللوقاية من نقص الكتلة العظمية والعضلية والحفاظ على الاستقلاب، تصبح التمارين أكثر أهمية مع تقدمك بالعمر.
عندما يكون نمط حياتك كسولا، تحصل عدة تغيرات غير مرغوبة أيضا؛ حيث يرتفع ضغط دمك ومستوى التريغليسيريد، بينما ينقص الكوليسترول الجيد، ويزاد الميل لديك إلى زيادة الوزن، لا سيما حول وسطك؛ وهذه هي صورة النوبة القلبية. واليوم، لا يقوم بما يكفي من التمارين سوى 25٪ فقط من الأميركيين. والحل بالطبع هو في النهوض والحركة. وستقرأ الكثير عن كيفية مساعدة التمارين لقلبك في تدريبـي على برنامج القلب للساوث بيتش.
السؤال 16: وجبتان من السمك في الأسبوع
إذا لم تكن تأكل وجبتين من السمك على الأقل في الأسبوع، فأنت تحرم قلبك من الدهون الجيدة لصحته، وهي دهون وافرة في بعض أنماط الأطعمة البحرية، لا سيما في سمك البحار الغميقة المدهن مثل التونا وقوس المطر والسمك المرقط والسلمون والرنكة والسردين والإسقمري الإسباني. ويواصل الأدب الطبي عرض دراسات ممتازة عن العديد من الفوائد الصحية لإضافة الدهون الجيدة إلى نظامنا الغذائي. واستنادا إلى رابطة القلب الأميركية، يمكن أن ينقص تناول الأحماض الدهنية أوميغا – 3 (الموجودة في السمك المذكور آنفا) خطر اضطرابات النظم القلبي، وينقص ضغط الدم قليلا أيضا.
السؤال 17: تناول الفاكهة والخضار الطازجة والحبوب الكاملة يوميا
ماذا يجب أن يكون على مائدتك من وجبة نموذجية؟ ينبغي أن تكون مملوءة بالكثير من “الكربوهيدرات الجيدة”؛ أي الفاكهة والخضار الطازجة والحبوب الكاملة (غير المعالجة)؛ فعلى النقيض من الكربوهيدرات المكررة والمعالجة بشدة، تحتوي الكربوهيدرات الجيدة على الألياف التي يبطؤ هضمها، مما يحول دون حدوث ذرى مفاجئة في مستوى الإنسولين وسكر الدم، الأمر الذي يؤدي إلى مقدمات داء السكر.
هناك فائدة أخرى للكربوهيدرات الجيدة، وهي أنها مصدر لآلاف المواد الكيميائية النباتية والمركبات مثل الفلافونويدات والإيزوفلافونات التي يعتقد أنها تساعد على وقايتنا من العديد من أمراض الحضارة، بما في ذلك مرض القلب. في الواقع، ربطت دراسة حديثة بين تناول الأطعمة ذات الحبوب الكاملة (مثل الشوفان المجروش وقشرة النخالة والخبز الأسمر والباستا) ونقص خطر الإصابة بالداء القلبي الإكليلي بنسبة 36٪.
لا يوجد حتى الآن قرص أو كبسولة تبين أنها تضاعف فوائد الأطعمة الكاملة؛ فإذا كنت ترغب بالاستفادة من المحاصيل الكاملة للطبيعة، عليك أن تأكل الأشياء الحقيقية. في الخطوة الأولى من البرنامج، وباتباع مبادئ النظام الغذائي للساوث بيتش، ستحصل على المزيد من المعلومات عن كيفية تحسين صحة قلبك بتبني المبادئ الغذائية الجيدة.
السؤال 18: تجنب الدهون المتحولة
إذا لم تكن تبذل جهدا واعيا لتجنب تناول الأطعمة المحتوية على الدهون المتحولة (المعروفة باسم الأحماض الدهنية المتحولة)، ينبغي أن تقوم بذلك. والدهون المتحولة هي دهون من صنع الإنسان، وهي موجودة في السمن الصناعي النباتي الصلب والزبدة والأطعمة المقلية بشدة (بما في ذلك البطاطا المقلية) وأية منتجات تحتوي على زيوت مهدرجة جزئيا أو كليا. كما قد تحتوي الكربوهيدرات المكررة والمعالجة، بما في ذلك الكثير من المعجنات والكعك والشرائح والكراكرز والأطعمة الخفيفة الأخرى، على دهون متحولة. وليس هناك من مستوى صحي للدهون المتحولة؛ وكلما أكلت منها المزيد، كان ذلك أسوأ بالنسبة لك؛ ونصيحتي المفضلة هي أن تحاول تجنب الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة إلى الأبد.
تأليف الدكتور آرثر أغاتستون