يعتبر الكلام وأهم وسائل الاتصال بالآخرين، وبه يعبر الطفل عن نفسه وعن حاجاته وأفكاره ويجلب اهتمام الآخرين. كما أن إصابة الطفل بعيوب النطق قد يؤثر على نظرة الآخرين، وقد يسبب القلق للأبوين، وقد يؤثر على مستقبل الطفل.
أسباب عيوب النطق
1- الخوف.
2- أن يكون اللفظ المستخدم قاصراً عن الأداء، مما يجعل الشخص يتعثر في النطق حتى يجد اللفظ الملائم.
3- أن تكون حصيلته اللغوية قليلة.
وبهذه الحالات لا يعتبر عيب النطق مشكلة لأنه مؤقت، أما تعثر النطق الذي يمثل مشكلة فهو الذي يصاحب الكلام بشكل دائم. ويكون العامل الأساسي هو العامل النفسي والخوف المكبوت.
إن أول ما ينطق به الوليد هو صحيحة الميلاد التي تصاحب مرور الهواء في الأوتار الصوتية في الحنجرة عندما تعدد الرئتان لأول مرة في حياتهما. وبعد ذلك يصبح الصياح الاستجابة الطبيعية لأي مثير غير مريح.
وللنمو اللغوي أهمية كبيرة في تعلم الطفل في المنزل وفي المدرسة والحي لأن اللغة هي أساس الاتصال الاجتماعي. يولد الطفل وهو يخلو من كل معرفة ولكنه مهيأ لاكتساب المهارات التي تجعل منه كائناً اجتماعياً. ففي مرحلة الرضاعة قد يرفض الطفل الطعام كنوع من رد الطفل المضاد للآباء كذلك هناك بعض الأطفال يرفضون تعلم الكلام أو في مراحل لاحقة اخرى يرفضون التخلي عن كلام الرضع والنطق الطفلي للكلمات وعند بداية الذهاب للمدرسة يرفض بعض الأطفال تعلم القراءة.
هناك بعض الأطفال الذين يرفضون الكلام ويصابون بما يعرف باسم الخرس أو البكم النفسي الذي ربما يستمر لمدة شهور أو أعوام كاملة ولهذا الاضطراب خطورته وينبغي الإسراع لمساعدة الطفل على الكلام باللجوء للمؤسسات والمستشفيات العلاجية. وإصلاح الاضطرابات الأساسية الموجودة في منزل الطفل.
إذا وضع الآباء ضغطاً على الطفل لكي يتكلم بوضوح ودون نقص فإن الطفل المضغوط أصلاً ربما يعاني من اللجلجة أو لكنة أو التمتمة في حديثه.
وتعرف بأنها ترددات غير منتظمة وتكررات في الكلام تسبب الضيق للمتكلم والمستمع على حد سواء. وينشأ من حالة الخوف أو إدراك الذات الزائدة أو اللوم الذاتي والشعور بالتهديد عندما يتعرض الطفل لازمة انفعالية فإنه ينتكس في حديثه ويرتد إلى حديث الأطفال الرضع، بعد أن يكون وصل إلى مرحلة الحديث الواضح وقد ينتج هذا الانفعال من المناسبة المباشرة بين الأطفال، فاللجلجة مؤشر جيد على وجود اضطراب نفسي لدى الطفل. وقد تكون تعبيراً لا شعورياً للرغبة في العودة إلى مرحلة الرضاعة، فالطفل الغيور هو بالتالي غير آمن ويرغب بالعودة لحالة طفلية حيث كان يتمتع بالاعتماد على الغير وكان الجميع يعتنون به عناية فائقة.
أهم أنواع عيوب النطق والكلام
– العيوب الابتدائية الجزئية (اللثغ): مثل من يستبدل حرف السين بحرف الثاء فيستبدل كلمة (سبورة) بكلمة (ثبورة).
– العيوب الابتدائية الكلية: وفيها يستبدل المصاب الكلمة كلها بكلمة مغايرة مثل قوله كلمة (أكد) ويقصد بها (أجل) او بقوله كلمة (كوسة) ويقصد بها (جاسوسة).
– عسر الكلام: وفي هذه الحالة يستغرق المريض فترة صمت في بدء الكلام رغم ظهور محاولات للنطق ثم يعقب ذلك النطق الانفجاري السريع.
– اللجاجة في الكلام: وهو تكرار حرف واحد عدة مرات دون مبرر لذلك، مثل من يريد قول كلمة (فول) فينطقها (فففول).
– الخمخمة في الكلام: هو الخنقان أو خروج الكلام من الأنف.
– السرعة الزائدة في الكلام: وهو السرعة الزائدة عند الكلام أو القراءة أي نقص الزمن المستغرق في الكلام أو القراءة من الزمن الطبيعي عند الأسوياء الآخرين بشكل زائد عن الحد، وغالباً ما يصحب الكلام في هذه الحالة اضطراب في التنفس.
آثار عيوب النطق والكلام
أ- تعرض الطفل إلى سخرية الأطفال الآخرين منه.
ب- تؤدي إلى شعور المصاب أثناء الحديث بالنقص والخجل.
جـ- تؤدي بالمصاب إلى انخراط في توارث الغضب كرد فعل انتقامي للوم الآخرين له وسخريتهم منه على أمر خارج عن إرادته.
د- تؤدي عيوب النطق والكلام إلى حرمان المصاب من بعض الفرص المهنية المرغوبة له مما يؤدي إلى تأزم حالته النفسية أو من فرصة زواج مثلاً.
علاج عيوب النطق والكلام
ويتضمن علاج الطفل من هذه المشكلة علاجاً نفسياً وتقويمياً وجسمياً واجتماعياً في وقت واحد مع التركيز بصفة خاصة على العلاج النفسي لأن أهم مسببات هذه المشكلة نواحي نفسية.
العلاج النفسي:
ويهدف إلى إعادة بناء شخصية الطفل وتدعيمها وذلك عن طريق خلق الثقة بالنفس وتدعيم الشعور بالأمن لديه في بيئة يسودها الاستقرار والحب والتآلف حتى يتسنى له أن ينفس عن مشاعره السلبية المكبوتة، وحتى يستطيع مواجهة المواقف الاجتماعية المخيفة كالتحدث أمام جمع من الناس أو مواجهة الغرباء ذوي السلطة.
العلاج التقويمي:
وعن طريقه يدرب الطفل على النطق السليم للحروف أو الكلمات التي ينطقها خطأ، وذلك بواسطة تمرينات خاصة تستخدم فيها الآلات توضع تحت اللسان أو في الفم أثناء الكلام.
العلاج الجسمي والعصبي:
والهف منه علاج العيوب الجسمية التي تؤدي بالطفل إلى النطق بالخطأ مثل الشفاه المشقوقة أو تشوه الأسنان أو خلل في الأحبال الصوتية، أو علاج الأعصاب الموردة والمصدرة من وإلى مراكز الكلام في المخ إذا كان سبب مشكلة عيب النطق يرجع إلى خلل هذه الأعصاب.
وعلماء النفس ينصحون أهل المتلجيجين ببعض النصائح أهمها:
– لا تلوم أو تضايق طفلك، لا تعط كلام الطفل كل الانتباه.
– لا تصر على أن يقول الأشياء بطريقة معينة.
– لا تزعجه بطلب ضرورة أن يسبق كل طلب “من فضلك”.
– أعطه الثقة بالنفس وساعده للتغلب على مخاوفه.
– أجعله يوجه انتباهاً أقل لذاته بالاستماع إلى ما يقوله أكثر من اهتمامه بكيفية قوله.
مثال على مشكلات النطق ـ التأتأة:
يمر الطفل بمراحل متعددة خلال مدة طفولته فتشكل شخصيته حسب طريقة تعامل أهله وذويه معه وتتشكل معها طريقة كلامه واهتماماته ورغباته أيضاً ومن الأمور الواجب الاهتمام بها ملاحظة نطق الطفل.
قد يتعرض الطفل لمشاكل في نطقه تتمثل في عدم خروج الحروف من مخارجها الصحيحة تأتأته المستمرة وتكون هذه المشاكل ناجمة من الانفعال والتوتر العصبي وقد ينتج أيضاً عن الغيرة أو تأنيب مستمر وعدم تعبيره عن مشاعره بحرية أو العكس حيث أن بعض الأفراد يفرطون في تدليل أبنائهم مما يؤدي بهم إلى مشاكل نفسية ومرضية يصعب حلها مستقبلاً وهذه المشكلة غالباً ما تنتج عن اضطراب نفسية الطفل وكثرة المشاكل المحيطة به حيث لا يجوز إرغام الطفل على أمور لا يستطيع القيام بها مثلاً إرغامه على الكتابة بيده اليمنى بدلاً من اليسرى.
وتكون معالجة مشكلة النطق بالبحث أولاً عن المسبب الرئيس فمثلاً التأتأة تزول عادة بزوال المؤثر، وعادة خلال 6 أشهر لكن إن استمرت يجب مراجعة الطبيب المختص، ويجب على الأم عدم توبيخ طفلها عند تلعثمه لأن ذلك قد يزيد الأمر سوءاً فيجب إفهام الطفل أن وضعه طبيعي وما هي إلا حالة عارضة ستزول بإذن الله. ولا بأس من طمأنته بالقول له أن والده كان مصاباً وهو صغير بهذه الحالة فهذا يشعرهُ بالأمن والثقة بالنفس.
وتعتبر التأتأة إحدى مظاهر اضطرابات الكلام وفي هذه الحالة يكرر المتحدث الحرف الأول في الكلمة عدة مرات، أو يصاب الفرد بالتردد عند نطق الكلمة وتصحب هذه الحالة تغيرات جسمية وانفعالية تظهر واضحة في تغير تعبيرات الوجه وحركة اليدين وكذلك احمرار الوجه والتعرق أحياناً.
أسباب التأتأة:
1- الأسباب النفسية والاجتماعية: كتلك التي تتعلق بالتربية والتنشئة الاجتماعية فأساليب التربية التي تعتمد على العقاب الجسدي والإهانة، والتوبيخ وإهمال الآباء للأبناء ومحاولتهم إسكاتهم عند التحدث أمام الآخرين ومظاهر عدم التكيف سواء كانت في البيت أو في المدرسة أو في حلقات اللعب مع الرفاق تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة.
2- الأسباب الفسيولوجية العضوية: كأن يعاني الشخص من خلل واضح في أعضاء الكلام أو يصاب بهذه المشكلة نتيجة لإصابة الجهاز العصبي المركزي بتلف أثناء أو بعد الولادة.
3- الأسباب المرتبطة بإعاقات أخرى: حيث أن الاضطرابات اللغوية ظاهرة مميزة لدى الأفراد ذوي الإعاقة العقلية والسمعية والانفعالية وصعوبات التعلم.
ويعتقد بعض العلماء بأن هذا السلوك بدأ إرادياً وأصبح بعد ذلك سلوكاً لاإرادياً ويرى آخرون بأن هذا السلوك هو نفسي. ويشعر الوالدان اللذان لهما طفل مصاب بالتأتأة بالألم والحسرة خاصةً عندما يتكلم أمام الآخرين ويبادله الآخرون الشفقة أو السخرية، إضافة إلى محاولة الوالدين عدم ترك الطفل التحدث أمام الآخرين حتى لا يلفت النظر إليه وقد تؤدي المبالغة بالاهتمام بهذا الطفل إلى دفع إخوته لتقليده، كي يحظون بنفس المعاملة التي يحظى بها الأخ المصاب.
وكثيراً ما يميل الأشخاص المصابون بالتأتأة إلى الانسحاب والابتعاد عن النشاطات الاجتماعية. فهم لا يحبذون الاختلاط مع الآخرين كي لا يتعرضون للسخرية أو الشفقة ممن حولهم. ويحمل بعضهم نقمة واضحة على المجتمع نتيجة لهذه المشكلة بسبب ما عاناهُ من استهزائه به وبقدراته.
علاج التأتأة:
1- يجب في البادية عرض الشخص الذي يعاني من التأتأة على الطبيب المختص للتأكد من سلامة أعضاء جهاز النطق لديه.
2- عرضه على الأخصائي النفسي لدراسة الحالة، ومعرفة الضغوط النفسية المناسبة للشخص، عندها نلجأ إلى وضع خطة علاجية تعتمد على الطرق التالية والتي نستعين بمساعدة أخصائي النطق:
أ- طريقة تأخير التغذية الراجعة السماعية: وتكون عندما يواجه هؤلاء الأشخاص بأصواتهم ونسمعها لهم بعد تسجيلها على آلة تسجيل بعد أن يتموا الحديث ويجب أن يتم التدريب تحت إشراف أخصائي.
ب- الحديث الإيقاعي: ويتم ذلك بتدريب الفرد على التحدث بإيقاع معين متزامن أي ترتيب الفترة الزمنية ما بين الكلمة والأخرى. إن عملية ضبط الوقت من شأنها أن تزيد في السلامة أو الطلاقة في الكلام.
جـ- طريقة الظلال: وتدريب الفرد على أداء قطعة معينة بشكل خافت بعد أن يقرأها شخص آخر قبله وبهذا يتابع صوت الشخص الآخر وكأنه ظله.
د- التعلم الإجرائي: ويعتمد على مبادئ التعلم مثل التعزيز الذي يقدم للفرد عندما يتقن عملية الكلام دون تأتأة.
هـ- وأما في حالة عدم انتظام التنفس فيجب على الفرد ضرورة تعلم التنفس بشكل صحيح أثناء الحديث ويتم ذلك بمساعدة الأخصائي الذي يوضح له طريق التنفس الصحيحة التي تعينه على التحدث بطلاقة دون الشعور بالتعب لقلة الهواء أثناء التنفس.
كما يجب تعليم الطفل على الاسترخاء بشكله الصحيح. ويجب أن يتشجع الأهل ويقوموا بعرض الطفل منذ البداية على الأخصائي ليقرر نوع العلاج والتدريب اللازم للطفل.