إن الوقت لم يحن بعد الإقامة مأدبة عائلية من أطباق اللحوم المفضلة حتى حين تظهر أول سنّين، يظل الأطفال يمضغون بلثتهم، وهو ما لا يتوافق مع قطعة كبيرة من اللحم. يمكنك الآن الاكتفاء بالأطعمة المهروسة التي يزداد سمكها قليلا عن الأطعمة المصفاة، وسوف تفي باحتياجات طفلك الغذائية.
يمكنك استخدام أطعمة ” الشهر السابع التجارية ” أو إعداد وجبات مهروسة لطفلك من الأطعمة التي تقدمينها لعائلتك طالما تم إعدادها بدون إضافة ملح أو سكر، ويمكنك أيضا تجربة العصيدة المنزلية المخففة باللبن الصناعي أو لبن الثدي (ولكن تذكري أنها غالبا ما لا تحتوي على حديد إضافي على عكس عصيدة الأطفال)؛ والجبن القريش ذو الخثارة الصغيرة المهروسة (ويفضل ألا تكون مملحة)؛ التفاح أو الكمثرى المقشرة (قشري قطع الفواكه الصغيرة في طبق بواسطة سكين)؛ الفواكه المطبوخة المهروسة هرساً خشناً (مثل التفاح والمشمش والخوخ والبرقوق)؛ والخضراوات (مثل الجزر والبطاطا الحلوة أو البطاطس، والقنبيط، والقرع).
ومع بلوغ الشهر السابع، يمكنك في الغالب إضافة اللحم والدواجن منزوعة الجلد (مهروسة أو مطحونة أو مفرومة بشكل جيد جدا) وشرائح صغيرة رقيقة من السمك الطري. وحين يجيز الطبيب البدء في تقديم صفار البيض (وسوف يقترح عليك الانتظار في تقديم البياض، إذ يسبب الحساسية بشكل بالغ)، قدميه مطهوا طهوا شديدا ومهروسا أو مقليا أو في خبز فرنسي أو فطائر.
انتبهي للخيوط الليفية التي توجد في الفواكه (مثل الموز والمانجو) والخضروات (مثل البروكلي والفاصوليا والكرنب)، واللحوم، واحرصي على تفحص الأسماك بعناية شديدة بحثا عن الأشواك التي قد تتبقى بعد هرسها.
يستطيع بعض الأطفال أيضا إمساك الخبز والبسكويت الهش ببلوغ سبعة أشهر (إذا يمكن إضافة القمح إلى غذائهم في ذلك الوقت مع افتراض عدم وجود مشاكل مع الحساسية)، ولكن احرصي على مراعاة الدقة عند الاختيار. فلابد أن تكون مصنوعة من الحبوب الكاملة، ومعدة بدون إضافة الكثير من الملح أو السكر، وسهلة المضغ.
وتشمل الأطعمة المثالية للبدء بها خبز الباجل المصنوع من القمح المجمد كامل الحبة (صحيح أنه صلب، ولكن أي قدر يتمكن الطفل من كشطه سوف يتفتت في فمه)، وكعك الأرز غير المملح (الذي يتفتت بسهولة ولكن يذوب على اللسان ومعظم الأطفال يحبونه)، وبمجرد أن يتمكن الطفل من إمساك هذه الأطعمة جيدا، يصبح جاهزا للخبز كامل الحبة. وللحد من خطر الاختناق، أزيلي القشور الخارجية وقدمي شرائح الخبز في مكعبات، والخبز الملفوف والأرغفة في قطع كبيرة؛ وتجنبي الخبز الأبيض التجاري الذي يتعجن عندما يبتل ويمكن أن يسبب الاختناق، ولا تقدمي الخبز والبسكويت الهش وجميع الأطعمة التي تؤكل باليد إلا عندما يكون من الممكن إجلاس الطفل في وضع عمودي وتحت إشرافك فقط، واحرصي على معرفة كيفية التعامل مع أي حادث اختناق.
الأكلات الخفيفة
استشارة طبية: “إن طفلي يبدو وكأنه يأكل طوال الوقت. إلى أي مدى تعد الأكلات الخفيفة مفيدة للطفل في الشهر السابع ؟”.
مع استمرار تردد تصريحات أمهاتهم بشأن الأكلات الخفيفة في آذانهم (ليس قبل تناول العشاء يا عزيزي، فسوف يفقدك هذا شهيتك) أحيانا ما يتردد الآباء والأمهات في جلب مأكولات ما بين الوجبات لأطفالهم عند الطلب، حتى حين يختارون هم أنفسهم تناول أكلات خفيفة طوال النهار غير أن تناول الأكلات الخفيفة باعتدال يلعب دورا تدعيميا مهما لتلك الوجبات الأساسية اليومية الثلاث، خاصة حين يتعلق الأمر بالرضع.
● الأكلات الخفيفة خبرة تعليمية:
في أوقات الوجبات، غالباً ما يطعم الطفل بالملعقة من الإناء؛ أما في وقت الأكلة الخفيفة فيكون لديه الفرصة لالتقاط قطعة من الخبز أو البسكويت بأصابعه ووضعها في فمه بنفسه. وهو ما لا يعد إنجازا صغيرا مع الوضع في الاعتبار مدى صفر فمه ومدى بدائية مهارات التناسق لديه.
● الأكلات الخفيفة تملأ فراغ:
إن الأطفال الرضع لديهم معدة صغيرة تمتلئ بسرعة وتفرغ بسرعة، ونادرا ما يمكن أن تستمر من وجبة إلى أخرى بدون وجبة خفيفة بينهما شأنها شأن معدة الكبار. وحين تصبح الأطعمة الصلبة أهم جزء من غذاء طفلك، سوف تكون الأكلات الخفيفة ضرورية لإكمال متطلباته الغذائية. وسوف تجدين أنه من المستحيل إعطاء طفلك العناصر الاثني عشر اليومية في ثلاث وجبات فقط يوميا.
● الأكلات الخفيفة تمنح الطفل فترة راحة:
شأنهم شأن معظمنا، يحتاج الرضع لفترة راحة من ملل العمل أو اللعب (فلعبهم هو عملهم في الحياة)، وأكلة خفيفة يمكنها منحه هذه الراحة القصيرة.
● الأكلات الخفيفة تمنح إشباعا للفم:
إن الرضع موجهون شفهياً. فكل شيء يلتقطونه يتجه مباشرة إلى الفم، والأكلات الخفيفة تمنحهم فرصة مرغوبة لوضع أشياء في أفواههم بدون أن يعاقبوا.
● الأكلات الخفيفة تيسر الطريق إلى الفطام:
إذا كنت لم تقدمي لطفلك أكلة خفيفة في شكل أطعمة صلبة، فإن احتمالات إصراره على تناول وجبة خفيفة في شكل لبن الثدي أو زجاجة إرضاع جيدة. والأكلات الخفيفة سوف تقلل الحاجة للرضاعة كثيرا، وتساعد في النهاية على جعل الفطام حقيقة واقعة عندما يحين وقته.
ولكن برغم جميع مزاياها، فإن الأكلات الخفيفة يمكن أن يكون لها بعض العيوب والسلبيات. ولكي تجنى فوائد الأكلات الخفيفة بدون التعثر في مشاكلها، تذكري هذه الإرشادات:
● قدمي الأكلات الخفيفة بالساعة:
لقد كانت والدتك على حق، إن الأكلات الخفيفة التي تقدم في وقت قريب جدا من موعد الوجبة الأساسية يمكن أن تتداخل مع شهية الطفل للوجبات الأساسية. حاولي وضع مواعيد الأكلات الخفيفة في وقت متوسط بين الوجبات لتجنب هذه المشكلة. فالاستمرار في تناول أكلات خفيفة بدون توقف يجعل الطفل يعتاد على وضع شيء في فمه طوال الوقت، وهي عادة يمكن أن تشكل خطرا على خط الخصر بمجرد أن يتخذ شكله الدائم في مرحلة الطفولة ومرحلة الرشد. كما أن امتلاء الفم بالطعام باستمرار يمكن أن يؤدي إلى تسوس الأسنان – إذ إنه حتى النشا الصحي مثل الخبز المصنوع من الدقيق الكامل يتحول إلى سكر عند تعرضه للعاب في الفم. إن أكلة خفيفة واحدة في الصباح، وأخرى بعد الظهر، وأخرى في المساء إذا كانت هناك فترة زمنية طويلة بين العشاء وموعد النوم لابد أن تكفي. واستثني هذه القاعدة بالطبع إذا كانت هناك وجبة ستتأخر عن موعدها المعتاد والطفل جائع بشكل واضح.
● قدمي الأكلات الخفيفة للأسباب الصحيحة:
هناك أسباب وجيهة لتقديم الأكلات الخفيفة كما ناقشنا أعلاه) وأسباب أخرى غير وجيهة.
تجنبي تقديم الأكلات الخفيفة إذا كان طفلك يشعر بالملل (ألهيه بلعبة)، أو يتألم (هدئية بمعانقة وأغنية رقيقة)، أو أنجز شيئا يجب أن يكافأ عليه (جربي المدح اللفظي والتصفيق الحماسي).
● قدمي الأكلات الخفيفة في المكان المناسب:
لابد أن تعامل الأكلات الخفيفة بنفس الجدية التي تعامل بها الوجبات الأساسية إلى حد ما. فالأسباب تتعلق بالسلامة (إذ يمكن أن يتعرض الطفل الذي يأكل مستلقيا على ظهره، أو يزحف، أو يمشي للاختناق بسهولة شديدة)، وآداب السلوك (حيث تعد المائدة هي أفضل مكان لتعلم آداب المائدة الجيدة). ومراعاة من يتولى شئون المنزل (فأنت أو أي شخص آخر يقوم بأعمال التنظيف سوف تقدران عدم إيجاد فتات طعام على الأريكة وسوائل مسكوبة على السجاد)، لابد من تقديم الأكلات الخفيفة بينما يكون الطفل جالسا ويفضل أن يكون جالسا في مقعد الطعام الخاص به وإذا كنت بالخارج، وطفلك في عربته أو مقعد السيارة في موعد الأكلة الخفيفة، يمكنك بالطبع تقديمه هناك. ولكن لا توحي له بفكرة أن الوجبة الخفيفة هي تعويض عن وقت الوجبة الأساسية في هذه الأماكن المحدودة؛ فالتقييد في عربة أو مقعد سيارة لابد أن يكون إشارة لإحضار البسكويت وكوب الرشف.
تناول بدائل الوجبات الأساسية
استشارة طبية: “لقد سمعت أن تناول الحلوى والأكلات الخفيفة بدلا من الوجبات الأساسية هي أكثر الطرق الصحية للأكل خاصة بالنسبة لطفل صغير. فهل يجب أن أطعم طفلي بهذه الطريقة؟ “.
لو ترك الأطفال الصغار لوسائلهم الخاصة، لاختار معظمهم الأسلوب المفضل لدى الأبقار في تناول الطعام على عادة الإنسان المعاصر في تناول وجبات كاملة. فهم يشعرون بسعادة | أكبر عند تناول الأكلات الخفيفة طوال اليوم، والبسكويت الهش، ورشف العصائر بينما يلعبون دون الجلوس بشكل فعلي حول المائدة لتناول وجبة كاملة. ولكن على الرغم من أن البعض يشير إلى أن التقاط أكلات خفيفة طوال اليوم يعد طريقة محببة للوفاء باحتياجات الطفل الغذائية أكثر من تناول ثلاث وجبات إلى جانب بعض الأكلات الخفيفة يوما، فإن هناك آخرين يعترضون على هذا الرأي. فكري فيما يلى :
● البدائل تتعارض مع التغذية الصحيحة:
إن البقرة الصغيرة التي ترعى في حقول البرسيم تحصل على معظم التغذية التي تحتاجها بهذه الطريقة. ولكن بينما يمكن أن يحصل الطفل الذي لا يفعل شيئا طوال اليوم سوى تناول المأكولات التي تؤكل باليد المفضلة لديه على العناصر الاثني عشر اليومية، فإن الاحتمال الأرجح ألا يحدث ذلك، فالاحتياجات الغذائية تفي بمزيد من الكفاءة عند تناول الوجبات الأساسية إلى جانب أكلتين أو ثلاث أكلات خفيفة مغذية.
● البدائل تتعارض مع اللعب:
إن وجود بسكويت أو خبز هش في يد الطفل دائما يحد من كم ونوعية اللعب والاستكشاف الذي يمكن للطفل القيام بهما (شأن وجود زجاجة إرضاع دائما في يده). وعندما يصبح قادرا على الحركة، يصبح الزحف أو السير بالطعام خطيرا بسبب خطر الاختناق.
● البدائل تتعارض مع المخالطة الاجتماعية بالآخرين:
إن الطفل الذي يمتلئ فمه دائما بالطعام لا يستطيع ممارسة مهاراته اللغوية. وإذا لم يكن يجلس أبدا لتناول الوجبات، فإن الجانب الاجتماعي لتناول الطعام يضيع عليه.
● البدائل تتداخل مع تنمية الأصول المثلى للمائدة:
إن الأطفال لن يتعلموا آداب المائدة وهم يلتهمون بسكويتة على الأريكة أو يرشفون لبناً أو حلبياً صناعياً على الفراش أو يتناولون جبنا على السجادة.
● البدائل تسهم في تسوس الأسنان:
حتى الأكلات الخفيفة الصحية يمكن أن تصبح وليمة حقيقية للتسوس حيث تسبب بكتيريا حين تترك في الفم طوال اليوم. كما يمكن أن يؤدي المص طوال اليوم من زجاجة إرضاع أو كوب رشف. وهي العادة المفضلة لدى الأطفال محبي الأكلات الخفيفة. ملئ بالعصير إلى تسوس الأسنان.