نحن متأكدون تماما من أنك قد سمعت عن غسيل المرارة، ولعلك قد قرأت القليل عن ذلك، وفكرت في تنفيذ مثل هذا الإجراء، فهناك الكثير من المعلومات المشوشة والمتناقضة المتعلقة بغسيل المرارة على الإنترنت، فمن فضلك، واصل القراءة، وسوف تدرك الحقائق، وتقرر إذا ما كنت تحب أن تتبع هذا الإجراء.
غسيل المرارة هو إجراء يتم فيه تناول كمية كبيرة من زيت الزيتون، وعصير الليمون، ما يتسبب في تقلصات شديدة في المرارة على أمل أن تطرد أية حصوات خلال ذلك، وأحيانا ما يستخدم ملين، مثل سينا، أو الملح الإنجليزي أيضا لتسهيل حركة الأمعاء الدقيقة.
والهدف من تناول الزيت هو تحفيز تقلصات المرارة، ولعلك تتذكر أن هرمون الكوليسيستوكينين تفرزه الخلايا المعوية في كل مرة تتناول فيها دهونا، وإذا تناولت نصف كوب من زيت الزيتون كجزء من عملية الغسيل، يمكنك أن تتوقع أن مرارتك ستتقلص بقوة.
وأحيانا ما يتم نصحك قبل إجراء عملية الغسيل بتناول عصير التفاح لمدة يوم أو يومين بشكل مسبق، وهذا لأن حمض الماليك في التفاح يساعد على تليين الحصوات، ويقال إن تناول عصير الليمون بجانب زيت الزيتون خلال عملية التنظيف، يساعد على تليين الحصوات أيضا، ويقوم عصير الليمون أيضا بدور مهم في تقليل الغثيان الذي يحتمل أن تشعر به بعد تناول كمية كبيرة من زيت الزيتون
نقاط مهمة يجب أن تؤخذ في الاعتبار
■ إذا كنت تشعر بالألم باستمرار، أو بعدم الارتياح بعد كل وجبة، أو تعرضت لبعض نوبات المرارة في الماضي، فهل من المنطقي أن تتناول مثل هذه الكمية الكبيرة من الزيت؟ إن الزيت سيجبر مرارتك على التقلص بشدة، بدرجة تجعلك تشعر بالمزيد من الألم خلال ذلك الإجراء الذي ربما يتسبب في دخولك المستشفى.
■ ما حجم حصوات مرارتك؟ هل سيتسبب إخراجها منها بالقوة في أن تصبح عالقة في قناتك المرارية، ما يخلق حالة تستدعي التدخل الطبي العاجل، تنتهي باستئصال مرارتك في المستشفى؟ إذا وصلت إلى قسم الطوارئ في أي مستشفى بتلك الحالة؛ فمن غير المحتمل أن تخضع لعملية استئصال المرارة بالمنظار، وسيكون من المرجح أن تخضع لعملية استئصال المرارة بالطريقة التقليدية؛ وهي عملية أكثر خطورة، وتحتاج إلى وقت أطول للشفاء.
■ هل غسيل المرارة يمنع سبب تكون الحصوات في المقام الأول؟ هل يساعد على منع تكون حصوات جديدة؟ الإجابة هي لا.
■ هل الأشياء التي تصل إلى برازك هي حصوات أصلا، أم أنها أشكال صلبة تكونت من تفاعل الزيت، والحمض، والإنزيمات الهاضمة، والبيليروبين في أمعائك؟
متى لا يصح إجراء غسيل للمرارة؟
أكثر شيء يجذب الناس إلى إجراء غسيل للمرارة هو اعتقادهم أن هذا حل سريع، يساعد على تطهير مراراتهم من الحصوات، آملين في أن ينهي ذلك مشكلات مراراتهم. ولكن، للأسف، ليس الأمر بهذه البساطة.
غسيل المرارة يجعل مرارتك تعتصر للضغط بشكل أقوى من المعتاد
إذا كنت تعاني التهاب المرارة ( التهاب الحويصلة الصفراوية)؛ فاعتصارها سيسبب الألم.
وبطريقة مماثلة، إذا كانت قنواتك المرارية ملتهبة؛ فغسيل المرارة سيؤذيها، وإذا كانت هناك حصوات في مرارتك؛ فالحصوات تكون صلبة وحادة؛ ولهذا، فالتقلصات القوية ستؤلم كثيرا.
وإذا كنت تشعر بالألم، أو بعدم الارتياح باستمرار؛ فإن غسيل المرارة من المحتمل أن يفاقم الألم، وربما يسبب لك الألم لعدة ساعات، أو على مدار اليوم بأكمله، وأسوأ الاحتمالات هو أن تدخل المستشفى بسبب الألم.
إذا كانت لديك حصوات في مرارتك؛ فأنت تحتاج إلى أن تعرف مدى كبرها
وتكمن خطورة غسيل المرارة في أنه سيتسبب في أن تكون هناك حصوة عالقة في قناتك المرارية، وإذا حدث ذلك، فإن الحصوة العالقة يمكن أن تعوق تدفق العصارة الصفراوية من كبدك ومرارتك؛ فتجعل العصارة الصفراوية تتراكم خلف الحصوة، وهذا يمثل ضغطا كبيرا على قنواتك المرارية التي ربما تكون تعرضت للالتهاب بالفعل، ومن ثم قد يؤدي هذا إلى حدوث عدوى مرضية في قنواتك المرارية أو اليرقان.
ما حجم حصواتك؟ ما اتساع قنواتك المرارية؟
إليك حقائق مهمة جدا يجب أن تعرفها، حيث يبلغ متوسط عرض القناة المرارية المشتركة نحو 3.4 مليمتر، ولكن يوجد الكثير من الفروق الفردية، ويعتمد ذلك على عمرك، وصحة كبدك ومرارتك.
والأشخاص الأكبر عمرا عادة ما تكون لديهم قناة صفراوية مشتركة أكثر اتساعا، وبالنسبة إلى الأشخاص الأصغر سنا، الذين تبلغ أعمارهم 20 عاما أو أقل، يبلغ متوسط العرض 2.8 مليمتر، وبالنسبة إلى الأشخاص المسنين، الذين تبلغ أعمارهم 71 عاما أو أكثر، فإن متوسط العرض لديهم يبلغ 4.1 مليمتر.
وعادة ما يوضح تقرير الموجات فوق الصوتية لمرارتك وكبدك قياس قناتك الصفراوية المشتركة.
وعادة ما يجعل وجود الحصوات قنواتك المرارية تتسع بمرور الوقت؛ بسبب الضغط الزائد داخل المرارة، والعصارة الصفراوية الأكثر كثافة، ما يرهق القنوات المرارية.
ويمكن أن تتسبب أمراض الكبد العديدة في توسيع القنوات المرارية بسبب الضغط المتزايد داخل الكبد.
ومع ذلك، فالقنوات المرارية لكل شخص لديها القدرة على التوسع من 10 مليمترات إلى 15 مليمترا (1 إلى 1.5 سنتيمتر) إذا لزم الأمر، وذلك يعني نظريا إذا بلغ حجم حصواتك 15 مليمترا (1.5 سنتيمتر)، أو أصغر فربما تخرجها بأمان من مرارتك من خلال القناة الصفراوية المشتركة، ثم إلى أمعائك الدقيقة.
وإذا بلغ حجم حصواتك أكبر من 4 سنتيمترات؛ فهي أكبر من أن تخرج من مرارتك، وذلك يعني أنها لا تواجه خطر أن تكون عالقة، ولكن أيضا غسيل المرارة لن يكون مفيدا. فالخطر هو أن يتراوح حجم حصواتك ما بين 1.5 سنتيمتر و4 سنتيمترات؛ فهذا النوع من الحصوات من المحتمل أن يصبح عالقا، ويتسبب في دخول الشخص المستشفى، واستئصال مرارته في نهاية المطاف.
وتستغرق الحصوات الكبيرة (التي يبلغ حجمها أكبر من 4 سنتيمترات) وقتا أطول في المعالجة؛ لأن مساحة سطحها صغيرة جدا بالمقارنة مع حجمها، ذلك يعني أن مساحة سطح الحصوة، التي تتعرض للأعشاب والمواد الغذائية والأحماض الصفراوية، أصغر كثيرا من مساحة سطح الحصوات التي ليست كبيرة جدا.
ولأن الحصوات الكبيرة تحتل مساحة كبيرة؛ فهي تعوق أيضا قدرة المرارة على التقلص بفاعلية، ومن ثم تقلل من قدرة المرارة على تطهير نفسها كما يجب، ولهذا، في كل مرة تتقلص المرارة؛ تركد العصارة الصفراوية الزائدة، ومن المحتمل أن تتكاثف وتؤدي إلى الرواسب الصفراوية، ولهذا عادة ما يستغرق الأمر في ظل حصوات بهذا الحجم عدة سنوات لكي تتفتت، والحصوات المتكلسة أيضا تستغرق وقتا أطول لكي تتفتت.
متى يكون غسيل المرارة آمنا؟
من فضلك، لا تغسل مرارتك إذا كنت تشعر بالألم حاليا في منطقة المرارة؛ أي في الجزء العلوي الأيمن من بطنك.
وفي الأساس، إذا كنت تعاني أعراضا؛ فغسيل المرارة من المحتمل أن يفاقم أعراضك، ويمكن أن يتسبب في حالة طبية طارئة؛ لذا فالوقت الآمن الوحيد للقيام بغسيل المرارة هو عندما لا تعاني ألما، أو عدم ارتياح مستمرا، وكذلك عندما تتأكد من أن حجم حصواتك أصغر من 1.5 سنتيمتر.
من فضلك، ضع في اعتبارك أنك غير مضطر لغسيل مرارتك على الإطلاق؛ فذلك العنصر من توصياتنا هو عنصر اختياري.
غسيل المرارة بشكل آمن وفعال
غسيل المرارة لا يصلح للجميع؛ حيث ينطوي على مخاطر.
إذا أردت أن تغسل مرارتك؛ فمن فضلك، اتبع الخطوات التالية
من اليوم الأول إلى الخامس
تحتاج إلى أن تتناول ثلاثة أكواب من العصير الطازج يوميا، وتحتاج إلى أن تصنع العصير بنفسك في عصارة الفاكهة، وبالنسبة إلى العصائر الجاهزة، فمن المقبول فقط أن تشتريها من المتاجر المخصصة لبيع العصائر الطازجة؛ حيث تصنع أمامك بشكل طازج، والعصائر المبيعة في الثلاجات في المتاجر الكبرى لا تصلح، كما أن عصير الخضار ماركة 78 لا يصلح.
وتناول كوبين من عصير التفاح الطازج على معدة خاوية في بداية الصباح، وأضف ملعقة صغيرة من خل التفاح في كل كوب، وبعد ظهر ذلك اليوم، تناول كوبا من عصير الخضراوات المفيد لصحة المرارة.
من فضلك لا تتناول عصير التفاح بشكل مستمر؛ فمع كونه عنصرا مهما للتهيئة لغسيل المرارة، فإنه يجب ألا تستهلكه باستمرار؛ لأنه يحتوي على نسبة عالية من السكر، ولكن يمكنك، بل يجب عليك، تناول عصير الخضراوات كلما كان ذلك ممكنا.
وتناول ملعقة صغيرة مرتين يوميا من مسحوق يحتوي على مزيج من الماغنسيوم وحمض الماليك، والمكمل الغذائي المناسب هو مسحوق ماغنسيوم ألترا بوتنت الذي يحتوي على أملاح مختلفة من الماغنسيوم، وحمض الماليك، والتورين، والسيلينيوم.
وسيساعد حمض الماليك على تليين الحصوات، حيث يوجد حمض الماليك في التفاح، وخل التفاح، بل بإمكانك أن تشتريه بشكل مركز على شكل مكمل غذائي.
ويساعد الماغنسيوم على استرخاء العضلات في جسدك، بما في ذلك العضلات الملساء التي تبطن قنواتك المرارية، وهذا سيساعد على تقليل التشنجات المؤلمة في القنوات المرارية خلال غسيل المرارة، وللماغنسيوم أيضا تأثير ملين لطيف يساعدك على التبرز بشكل كامل.
من المفيد أن تتناول ملعقة صغيرة من مسحوق الماغنسيوم وحمض الماليك يوميا؛ إذا كنت تعاني مشكلات في المرارة، ولكن تناول ملعقتين صغيرتين في اليوم في أثناء التهيؤ لغسيل المرارة
لذلك؛ تناول الماغنسيوم وحمض الماليك مع الوجبات.
يعيش معظم الناس حياة حافلة بالمشاغل؛ لذلك، يمكنك أن تصنع عصير التفاح وعصير الخضراوات بكميات كبيرة مقدما، ثم قم بتجميده مباشرة بعد صنعه، وجمده في أوعية زجاجية مزودة بأغطية
اليومان الخامس والسادس
في مساء اليوم الخامس، امزج ملعقة صغيرة من الملح الإنجليزي، وملعقة صغيرة من عصير الليمون الطازج في كوب من الماء الدافئ، ويفضل أن تشرب هذا المزيج قبل العشاء بنحو نصف الساعة، وتناول عشاء خفيفا يحتوي على الكثير من الخضراوات، وتناول كوبا آخر من مزيج الملح الإنجليزي وعصير الليمون بعد العشاء بساعتين.
وسوف تحتاج إلى أن تمكث داخل المنزل طوال اليوم السادس؛ فأنت لن تتناول أي طعام هذا اليوم. عندما تستيقظ، تناول كوبا آخر من مزيج الملح الإنجليزي وعصير الليمون في الماء الدافئ، وبعد مرور ساعتين، اخلط نصف كوب من عصير الليمون المعصور طازجا مع نصف كوب من زيت الزيتون البكر الممتاز، واخفقهما معا إلى أن يمتزجا جيدا، ثم اشرب المزيج رويدا رويدا.
سوف تتبرز هذا اليوم بمعدل يتراوح ما بين أربع وعشر مرات؛ لذلك، استرخ قدر المستطاع، ولا تخطط لأي شيء آخر في عطلة هذا الأسبوع، فإذا شعرت بالجوع الشديد في مساء اليوم السادس، فمن الجيد أن تتناول بعض الفواكه الطازجة، والخضراوات النيئة، أو المطهوة، ويمكنك أن تواصل وجباتك المعتادة في اليوم السابع.
ومن الأفضل أن تجعل اليوم الأول يوافق أحد أيام الأحد؛ بحيث يكون اليوم السادس يوافق أحد أيام الجمعة، ويمكنك أن تستعيد عافيتك في المنزل يوم السبت (اليوم السابع) قبل العودة إلى العمل.
هل أنت متأكد من أنها كانت حصوات مرارة؟
على حد علمنا، لا توجد أية دراسات علمية خضع بموجبها عدد كبير من المرضى لفحص الموجات فوق الصوتية للمرارة قبل غسيل المرارة وبعده، لتوضيح عملية إزالة الحصوات خلال الغسيل، ومع ذلك، هناك دراسة نشرت في دورية ذا لانسيت الطبية تسمى هل هي حصوات مرارة؟
وقد حلل الباحثون الأجسام الصغيرة التي تشبه الحصوات، التي خرجت من جسم امرأة في الأربعين من عمرها، بعد غسيل المرارة؛ حيث تناولت مزيجا من زيت الزيتون وعصير الليمون، وبعد ذلك، جمعت الحصوات وحفظتها في المجمد، ثم قدمتها لمعمل التحليل.
وتبين أن الحصوات لا تحتوي على بنية بلورية، وقد انصهرت إلى سائل أخضر اللون عند حفظها في درجة حرارة 40 درجة مئوية لمدة عشر دقائق، وتبين أيضا أن الحصوات لا تحتوي على أي كوليسترول، أو بيليروبين، أو كالسيوم (المكونات الطبيعية لحصوات المرارة).
وحاول الباحثون أن يصنعوا حصواتهم الخاصة من خلال مزج حمض الأوليك (المكون الأساسي لزيت الزيتون)، بعصير الليمون، وكمية صغيرة من هيدروكسيد البوتاسيوم، ومن ثم كانوا قادرين على خلق هياكل تشبه الحصوات تتصلب إذا ما تم تجفيفها بالهواء في درجة حرارة الغرفة.
وقد توصل الباحثون إلى أن ما يسمى بالحصوات، التي تظهر بعد إجراء غسيل المرارة، هي نتيجة مزج زيت الزيتون مع عصير الليمون (الغني بالبوتاسيوم) والإنزيمات الهاضمة.
ومن الممكن أن تخرج بعض الحصوات متناهية الصغر خارج المرارة في أثناء عملية الغسيل؛ بسبب الكمية الكبيرة من زيت الزيتون التي ستتناولها؛ ما يجعل المرارة السليمة تتقلص بقوة، على الرغم من أن المرارة المعتلة لا تكون قادرة على التقلص بشكل جيد