استشارة طبية: ” إن طفلي يستيقظ أكثر الآن أثناء النهار ولست واثقة. وأعتقد أنه غير واثق أيضا من عدد الغفوات التي يحتاجها”.
إنه لأمر حتمي، ففي خلال أول أسبوعين من العودة من المستشفى إلى المنزل يتلهف الأبوان الفخوران على البدء في تقلد مهام التربية النشطة، ويقفان فوق سرير طفلهما الجيد مترقبين في انتظار استيقاظه مما يبدو لهما وكأنه سبات لا نهاية له. بعد ذلك حين يبدأ في قضاء مزيد من الوقت مستيقظا، يبدآن في التساؤل: ” لماذا لا ينام أبداً؟”.
على الرغم من أن الطفل العادي في الشهر الخامس يأخذ ثلاث أو أربع غفوات منتظمة إلى حد ما تستمر كل منها حوالي ساعة أو نحو ذلك خلال النهار، فإن بعض الأطفال يزدهر نموهم على خمس أو ست غفوات مدة كل منها عشرون دقيقة، وآخرون ينمون على غفوتين أطول مدة لكل منهما قد تبلغ ساعة والنصف أو ساعتين. غير أن طول وعدد الغفوات التي يأخذها طفلك أقل أهمية من إجمالي ما يحصل عليه من نوم (والذي يبلغ حوالي أربع عشرة ساعة خلال الشهر الخامس مع اختلافات واسعة النطاق). والغفوات الأطول تعد أكثر عملية وفائدة لك. ولا حاجة الأحد لأن يخبرك بذلك. لأنها تتيح لك فترات زمنية أطول يمكنك استغلالها في أداء ما عليك من مهام بالإضافة إلى أن الطفل الذي يغفو لفترات زمنية قصيرة خلال النهار قد يتبع نفس النمط خلال الليل، مما يدفعه للاستيقاظ كثيرا.
طرق لتشجيع غفوات أطول
● توفير مكان مريح للنوم. فترك الطفل نائماً على كتفك لن يؤدي إلى تيبس في الكتف بالنسبة لك فحسب، ولكن سيؤدي إلى غفوة أقصر له، أما استخدام سرير نقال، أو عربة أطفال فسوف يجعله نائما لفترة أطول.
● ضبط درجة حرارة الغرفة على مستوى مريح. بحيث لا تكون شديدة البرودة أو الحرارة، وتوفير أغطية مناسبة.
● تخيري الوقت المناسب. لا تتركي طفلك ينام قبل وقت الوجبة مباشرة (حين يحتمل أن تعمل معدته الخاوية على إيقاظه مبكرا)، أو حين يكون حفاضه بحاجة التغيير (إذ لن ينام طويلا إذا كانت مؤخرته مبتلة بللا شديدا)، أو حين تتوقعين وجود أشخاص (أو ضوضاء)، أو في أي وقت آخر تعرفين أن غفوته لن يقدر لها الاستمرار خلاله.
● تجنبي المشوشات والمقاطعات المتوقعة. سوف تعرفين عما قريب ما يزعج نوم طفلك. وقد يتمثل ذلك في تحريك عرية الدفع الخاصة به داخل السوبر ماركت. أو نقله من مقعد السيارة إلى السرير. أو نباح الكلب الحاد. أو رنين الهاتف في الرواق بالقرب من غرفته. ومن خلال محاولة التحكم في الظروف التى ينام طفلك تحتها، قد تستطيعين الحد من هذه المشوشات – وإن كنت بالطبع لن تستطيعي القضاء على كل الضوضاء (ولا يجب أن تحاولي القيام بذلك).
● إبقاء الطفل مستيقظا لفترات أطول بين الغفوات. فلابد أن يكون طفلك الآن قادرا على البقاء مستيقظا بحوالي ساعتين والنصف إلى ثلاث ساعات في المرة الواحدة. فإذا استطاع ذلك، فستزداد فرصة طفلك في أخذ غفوة أطول. جربي أيا من أفكار تحفيز الرضيع الواردة بالفصل السادس لزيادة فترة الاستيقاظ.
وعلى الرغم من أن العديد من الأطفال ينظمون أنفسهم بشكل جيد إلى حد ما عندما يتعلق الأمر بالحصول على نصيبهم من النوم، فليس كل طفل يحصل على القدر الكافي الذي يحتاجه. قد لا يكون طفلك يغفو لفترة كافية أو يحصل على قدر النوم الإجمالي لمزيد من النوم، وسوف تضطرين للتدخل لزيادة فترة النوم. ولكن إذا كان طفلك ينام قليلا جدا ويبدو سعيدا تماما، فسوف تضطرين لقبول حقيقة أن طفلك من هؤلاء الذين لا يحتاجون الكثير من النوم.