هناك عدة طرق لتشخيص مرض الغدة الدرقية، وسوف نرى الاختبارات التي يمكن أن يجريها الطبيب أو المتخصص، إضافةً إلى الفحوصات التي يمكن أن تقوم بها بنفسك في المنزل. وكلما كان اكتشاف مشكلة الغدة الدرقية مبكرًا، كانت النتائج أفضل.
اختبارات الدم
يُطلق على اختبارات الدم الخاصة بتقدير مستويات هرمونات الغدة الدرقية اختبار وظائف الغدة الدرقية. ويُقَدِّر هذا الاختبار مستويات الهرمونات التالية:
• الهرمون المحفز للغدة الدرقية Thyroid-stimulating hormone (تي إس إتش TSH)
• هرمون الثيروكسين الحر Free thyroxine (FT4)
• هرمون ثلاثي يود الثيرونين الحر Triiodothyronine (FT3)
ويُقصد من وصف الهرمونات بالحرة أنها غير محمولة على البروتينات في الدم، وأنها نشطة، وتنتج الغدة النخامية الهرمون المحفز للغدة الدرقية، وهذا الهرمون ينظم إنتاج الغدة الدرقية لهرموني تي٤ وتي٣، وإذا عجزت الغدة الدرقية عن تصنيع ما يكفي من هرمون تي٤، يرتفع الهرمون المحفز للدرقية، وإذا كانت تنتج الكثير من هرمون تي٤، فسوف ينخفض مستوى الهرمون المحفز للدرقية.
واختبار وظائف الغدة الدرقية هو الوسيلة الرئيسية لتشخيص أمراض الغدة الدرقية، إضافة إلى أنه يمكن من خلاله متابعة جرعات أدوية هرمونات الغدة الدرقية في الأشخاص المصابين بمرض في الغدة الدرقية. ومن المهم معرفة مستوى هرمون تي٣ الحر لديك؛ لأنه مؤشر على مدى كفاءة جسمك في تحويل هرمون تي٤ إلى صورته النشطة تي٣.
يعتمد تحديد المعدلات المرجعية لاختبارات وظائف الغدة الدرقية على المتوسطات الإحصائية، وأظهر بحث جديد أن المعدل المرجعي للهرمون المحفز للغدة الدرقية ربما لا يكون دقيقًا أو غير ملائم، أو كلا الأمرين، وأن الحد الأعلى المثالي الطبيعي للهرمون المحفز الطبيعي هو ٢ مللي وحدة دولية/لتر، ويرجع ذلك إلى أن أمراض الغدة الدرقية شائعة للغاية، وعدد كبير من الأشخاص الذين يبدون ظاهريًّا أصحاء في طريقهم إلى الإصابة بمرض في الغدة الدرقية.
المعدل المرجعي للهرمون المحفز للغدة الدرقية وفقًا للبحث الجديد هو ٠.٣-٢.٠ مللي وحدة دولية/ لتر.
وقد أظهر البحث أن أي شخص لديه قيمة الهرمون المحفز للدرقية أعلى من ٢.٠ مللي وحدة دولية/ لتر، من المرجح أن يكون في المراحل المبكرة لانخفاض نشاط الغدة الدرقية!
حدود المعدلات المرجعية لاختبار وظائف الغدة الدرقية التي تستخدمها أغلب المعامل هي على المحو التالي
– الهرمون المحفز للغدة الدرقية: 0.30 – 4.50 مللي وحدة دولية / لتر
– الثيروكسين الحر (اف.تي 4): 8 -22 بيكومول / لتر أو 0.7 – 2 نانو جرام / 100 ملليلتر
– هرمون تي 3 الحر (إف. تي 3): 2.5 – 6 بيكومول / لتر أو 260 – 480 نانو جرام / 100 ملليلتر
اختبار الدم التقليدي يخطئ في تشخيص حالات عديدة من أمراض الغدة الدرقية!
أصدرت الأكاديمية الأمريكية الوطنية للكيمياء الحيوية الإكلينيكية في أوائل عام ٢٠٠٣ إرشادات جديدة لاختبارات وظائف الغدة الدرقية. وقُلِّص المعدل المرجعي للهرمون المحفز للدرقية من ٠.٥ إلى ٥ مللي وحدة دولية/ لتر إلى ٠.٣ إلى ٢.٥ مللي وحدة دولية/ لتر، وبعد مرور ثلاثة أعوام، ما زالت أغلب المعامل تستخدم المعدل القديم الذي يمكن أن يخطئ في تشخيص إصابة الكثير من الأشخاص بأمراض الغدة الدرقية.
وأصدرت الأكاديمية الأمريكية الوطنية للكيمياء الحيوية الإكلينيكية البيان الصحفي التالي في ١٨ يناير ٢٠٠١: “على الرغم من أن مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية من ٣.٠ إلى ٥.٠ مللي وحدة دولية في المعدل الطبيعي، فإنه يجب الاشتباه في أنها نسبة قد تشير إلى تطور حالة انخفاض نشاط الغدة الدرقية”.
ووفقًا لإرشادات الأكاديمية الأمريكية الوطنية للكيمياء الحيوية الإكلينيكية هناك أكثر من ٩٥٪ من الأشخاص الطبيعيين الأصحاء معدل الهرمون المحفز للغدة الدرقية لديهم أقل من ٢.٥ مللي وحدة دولية/ لتر، وأي شخص يعاني معدلًا أعلى من المرجح أن يكون مصابًا بمرض التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، أو بمرض آخر كامن لم يتطور بعد إلى الصورة الكاملة لانخفاض نشاط الغدة الدرقية. وقد نتجت هذه الحقائق من دراسة مستويات الهرمون المحفز للغدة الدرقية عند الأمريكيين الأفارقة، ونسبة الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو في هذه الفئة السكانية قليلة جدًّا، ومتوسط معدل الهرمون المحفز للغدة الدرقية لديهم هو ١.١٨ مللي وحدة دولية/ لتر.
ونحن نُفضِّل استخدام القيمة ٢.٠ مللي وحدة دولية/ لتر كحد أقصى للمعدل المرجعي للهرمون المحفز للغدة الدرقية الذي تم إثباته عن طريق بعض الدراسات الإضافية، فقد اكتشفت دراسة كبيرة استمرت ٢٠ عامًا أن الأشخاص الذين لديهم مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية أعلى من ٢.٠ مللي وحدة دولية/لتر لديهم خطر متزايد للإصابة بانخفاض نشاط الغدة الدرقية خلال العشرين عامًا المُقبلة، وهذا تحديدًا في حالة الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة للغدة الدرقية في الدم، ولكن هذا ينطبق أيضًا على الأشخاص الذين لا توجد لديهم أجسام مضادة، ومع أن جميع هؤلاء الأشخاص لديهم مستوى منخفض من الأجسام المضادة للغدة الدرقية في الدم، فإن طرق الاختبار الحالية لا تستطيع كشف المستويات المنخفضة.
وقد نُشر مقال في المجلة الإنجليزية الطبية يقول: “يرتبط تركيز الهرمون المحفز للغدة الدرقية الأعلى من ٢ مللي وحدة دولية/ لتر بالخطر المتزايد للإصابة بانخفاض نشاط الغدة الدرقية”. ويقول المقال إن الأبحاث الأخرى قد أظهرت أن نصف المجتمع ينتمي إلى هذه الفئة!
إذا كان مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية أعلى من ٢ مللي وحدة دولية/ لتر، فلا تنتظر حتى يظهر المرض في صورته الكاملة كمرض في الغدة الدرقية، بل افعل شيئًا حياله الآن!
إذا أجرى لك طبيبك اختبار وظائف الغدة الدرقية، وقال إن النتائج “طبيعية “، فاطلب منه رؤية نتائج اختبار الدم بنفسك، فمن المُرجح أن طبيبك يتعامل مع المعامل التي ما زالت تتبع المعدلات المرجعية القديمة!
ومن الضروري أن تكتشف، بأسرع ما يمكن، إذا ما كنت مصابًا بمرض في الغدة الدرقية في الوقت الذي لا يزال من الممكن علاج هذا المرض باتباع نظام غذائي, أما إذا اكتشف المرض في مرحلة متأخرة للغاية، وبعد حدوث تلف في الغدة الدرقية بالفعل، فسوف تحتاج إلى تناول أدوية هرمونات الغدة الدرقية البديلة مدى حياتك.
كيف تفسر اختبار وظائف الغدة الدرقية؟
السيناريوهات المحتملة هي التالية:
– انخفاض الهرمون المحفز للغدة الدرقية = زيادة نشاط الغدة الدرقية أو أن الغدة النخامية فى المخ غير قادرة على تصنيع الهرمون المحفز للغدة الدرقية
– ارتفاع الهرمون المحفز للغدة الدرقیة = انخفاض نشاط الغدة الدرقیة: حيث لاتنتج مایکفی من هرموني تي 4، و تي 3 استجابة للهرمون المحفز للغدة الدرقية، أو أن الغدة النخامية بها ورم يُنتج كمية هائلة من الهرمون المحفز للغدة الدرقية.
– انخفاض هرمون تي 4 الحر = انخفاض نشاط الغدة الدرقية. وهذا يمكن أن يكون بسبب عجز الغدة الدرقية عن تصنيع الهرمونات، أو بسبب ان الغدة النخامية لا تحفز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات، وإذا كنت تتناول حالياً أدوية هرمونات الغدة الدرقية، فهذه النتيجة تعني أن الجرعة التي تتناولها ليست عالية بما يکفي.
– ارتفاع هرمون تي 4 الحر = زيادة نشاط الغدة الدرقية. وإذا كنت تتناول أدوية هرمونات الغدة الدرقية فهذا يعني أن الجرعة التي تتناولها مرتفعة للغاية.
– انخفاض هرمون تي 2 الحر = انخفاض نشاط الغدة الدرقية. لا يحوّل جسمك هرمون تي 4 إلى صورته النشطة (تي 3) بكفائة.
– ارتفاع هرمون تي 3 الحر = يحدت هذا السيناريو فقط إذا كنت تتناول هرمون تي 3 البديل، والجرعة التي تتناولها عالية للغاية.
اختبار تحفيز الهرمون المطلق للهرمون المحفز للغدة الدرقية
يُعد إجراء هذا الاختبار غير شائع، ويُستخدم بصورة أساسية للكشف عن انخفاض نشاط الغدة الدرقية الثانوي، أو انخفاض نشاط الغدة الدرقية الناتج عن خلل في الغدة النخامية، فإذا كانت الغدة النخامية لا تُنتج كميات مناسبة من الهرمون المحفز للغدة الدرقية، فبالتبعية لن تحفز الغدة الدرقية لإنتاج هرموني تي٤ أو تي٣.
ويجرى في البداية اختبار دم لتقدير نسبة الهرمون المحفز للغدة الدرقية، ثم يُحْقَن المريض بهرمون تي أر إتش (الهرمون المطلق للهرمون المحفز للغدة الدرقية)، الذي تفرزه طبيعيًّا غدة تحت المهاد الموجودة في المخ، ويحفز هذا الهرمون الغدة النخامية، لتفرز الهرمون المحفز للغدة الدرقية. وبعد مرور ثلاثين دقيقة من الحقن، يُعاد اختبار تقدير الهرمون المحفز للغدة الدرقية مرة أخرى. فإذا كان مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية مرتفعًا للغاية، فقد يعني ذلك أن الغدة الدرقية منخفضة النشاط، ولا تستجيب، وإذا كان مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية منخفضًا، فقد يعني ذلك أن الغدة الدرقية زائدة النشاط، أو أن الغدة النخامية غير قادرة على تصنيع الهرمون المحفز للغدة الدرقية.
اختبار هرمون تي٣ العكسي Reverses Triiodthyronin
هرمون تي٣ العكسي هو صورة غير نشطة من هرمون تي٣ (ثلاثي يود الثيرونين)، ويُنْتَج بكميات كبيرة خلال أوقات الضغط النفسي، وخلال اتباع الحميات منخفضة السعرات، وغيرها من الحالات الأخرى. ويمكن أن يوقف مستوى هرمون تي٣ العكسي المرتفع تصنيع وعمل هرمون تي٣ الطبيعي في الجسم، وتُعرف هذه الحالة بمقاومة الغدة الدرقية، ويمكن أن تُسبب هذه الحالة أعراض انخفاض نشاط الغدة الدرقية على الرغم من أن نتيجة اختبار وظائف الغدة الدرقية في الدم طبيعية. والمعدل الطبيعي لهرمون تي٣ العكسي (آر تي٣): ١٤٠-٥٠٠ بيكومول/ لتر
اختبارات الأجسام المضادة للغدة الدرقية Thyroid Autoantibodies
تُجرى اختبارات الأجسام المضادة للغدة الدرقية للكشف عن وجود مرض من أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، ومرض الدراق الجحوظي، ومرض التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة، وهو اختبار إجراؤه ضروري؛ لأن أغلب اضطرابات الغدة الدرقية في أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية ناتجة عن أحد أمراض المناعة الذاتية، ويمكن لهذا الاختبار أن يكتشف أيضًا وجود مشكلة في مراحلها المبكرة، قبل أن تتطور إلى نقص أو زيادة في الهرمونات. وقد تكون نتائج اختبار وظائف الغدة الدرقية لديك طبيعية، ولكن إن كانت لديك أجسام مضادة في الدم، فهذه دلالة على أن جهازك المناعي يدمر الغدة الدرقية، وعاجلًا أم آجلًا سوف تصبح أيضًا مستويات الهرمونات لديك غير طبيعية.
يتضمن اختبار الأجسام المضادة للغدة الدرقية الآتي:
مضادات الثايروجلوبولين Thyroglobulin antibody (تي جي إيه بي TGAb) معيار التركيز = ١٠٠
مضادات الميكروزومات Thyroid peroxidase antibody (تي بي أوه إيه بي TPOAb) معيار التركيز = ١٠٠
(يطلق أيضًا على هذه المضادات اسم مضادات بيروكسيداز الغدة الدرقية).
وتعني النتيجة الأعلى من ١٠٠ أن جهازك المناعي يُنْتِج أجسامًا مضادة كافية لمهاجمة غدتك الدرقية وتدميرها في النهاية.
وتُكْتَشَف الأجسام المضادة الذاتية لبيروكسيداز الغدة الدرقية فعليًّا عند جميع مرضى التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، كما تُكْتَشَف الأجسام المضادة للثايروجلوبولين، ولكنها أقل شيوعًا. وتوجد عادةً مضادات بيروكسيداز الغدة الدرقية عند مرضى الدراق الجحوظي، إلا أن العديد من المرضى لديهم كلا النوعين من الأجسام المضادة في الدم.
الأجسام المضادة للميكروزومات ويطلق عليها أيضًا مضادات بيروكسيداز الغدة الدرقية (تي بي أو إيه بي). ووجود هذه الأجسام المضادة شائع عند مرضى التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، لكن يمكن أن توجد أيضًا في حالة الدراق الجحوظي، فما يقرب من ١٢٪ إلى ١٤٪ من الأشخاص الذين لديهم مستويات هرمونات الغدة الدرقية طبيعية تكون لديهم أجسام مضادة للغدة الدرقية في الدم، وهذه النسبة أعلى من ذلك عند الأشخاص المصابين بأمراض مناعة ذاتية أخرى، مثل داء السكري من النوع الأول، أو فقر الدم الخبيث، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو ما يعزز حقيقة أنك إذا كنت مصابًا بأحد أمراض المناعة الذاتية فمن المرجح أن تُصاب بمرض مناعة ذاتية آخر.
إن نسبة تتراوح ما بين ٧٠٪ و٨٠٪ من مرضى الدراق الجحوظي لديهم أجسام مضادة للميكروزومات في الدم، وتقريبًا جميع مرضى التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، والتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة.
والنساء اللاتي تكون نتائج اختبار الأجسام المضادة للميكروزومات لديها إيجابية، يواجهن خطرًا متزايدًا للإصابة بالعقم، والإجهاض، وفشل الإخصاب المعملي، وولادة جنين ميت، وتسمم الحمل، والولادة المبكرة، والتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة، واكتئاب ما بعد الولادة٢٢! وهذا صحيح حتى إن كانت مستويات هرمونات الغدة الدرقية لديهن طبيعية، ويتضح من ذلك أهمية إجراء اختبار الدم للكشف عن وجود الأجسام المضادة.
وقد تكون الأجسام المضادة للغدة الدرقية مدمرة للغدة الدرقية لديك، وعلى مدار سنوات عديدة يمكن أن تدمر معظم الخلايا السليمة في الغدة الدرقية، لذلك من المهم تقليل نسبة هذه الأجسام المضادة بأسرع وقت ممكن، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تناول مكملات غذائية تحتوي على السيلينيوم وفيتامين د والزنك واليود، وتحسين النظام الغذائي، كما وُجد أن العديد من الأشخاص المصابين بكمية هائلة من الأجسام المضادة للدرقية لديهم حساسية من الجلوتين، وتنخفض نسبة الأجسام المضادة عندما يتبعون نظامًا غذائيًّا خاليًا من الجلوتين.
وقد ظهرت الأجسام المضادة للثايروجلوبولين في دم ما يقرب من ٢٠٪ من المرضى المصابين بالسرطان الجُريبي أو الحُليمي.
مضادات مستقبلات الهرمون المحفز للغدة الدرقية
هناك نوعان من مضادات مستقبلات الهرمون المحفز للغدة الدرقية التي ترتبط بأمراض المناعة الذاتية في الغدة الدرقية:
١) المضادات المحفزة للغدة الدرقية thyroid stimulating antibody (تي إس إيه بي TSAb)، ويمكن أن تجعل هذه المضادات الغدة زائدة النشاط، وتوجد في مرض الدراق الجحوظي.
٢) المضادات المثبطة لتحفيز الغدة الدرقية Thyrotropin-Blocking Autoantibodies (تي بي إيه بيTBAb)، التي تحجب المستقبلات التي ترتبط بالهرمون المحفز للغدة الدرقية، وذلك يتسبب في انخفاض نشاط الغدة الدرقية، وتوجد أحيانًا في مرض التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
وقد يوجد هذان النوعان في مرض الدراق الجحوظي، والتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، وعادةً كلما زادت مستويات الأجسام المضادة زادت شدة المرض، وهذا اختبار مفيد لتحديد سبب زيادة نشاط الغدة الدرقية، فإذا كان ذلك بسبب مرض الدراق الجحوظي، فسوف تكون الأجسام المضادة موجودة في الدم، ويمكن أن تزداد جميع أنواع مضادات الغدة الدرقية بصورة كبيرة بعد علاج أمراض الغدة الدرقية باليود المشع النشط.
من الذي ينبغي أن يُجري اختبار دم لتشخيص أمراض الغدة الدرقية؟
إجراء اختبار دم خاص بالغدة الدرقية هو جانب مهم للحفاظ على صحتك، فوفقًا لرابطة الغدة الدرقية الأمريكية، ينبغي على كل شخص أن يُجري اختبار وظائف الغدة الدرقية عند سن ال٣٥، وبعد ذلك كل خمسة أعوام.
وإذا كنت في إحدى الفئات الآتية، ينبغي أن تُجري اختبار وظائف غدة درقية كاملًا (الهرمون المحفز للغدة الدرقية، وهرمون تي٣ الحر، وهرمون تي٤ الحر)، إضافةً إلى اختبار الأجسام المضادة للغدة الدرقية على الأقل كل خمس سنوات:
• السيدات فوق سن الـ ٣٥ سنة.
• أي شخص في عائلة لها تاريخ مرضي لأمراض الغدة الدرقية.
• أي شخص عانى في وقت سابق حالة غدة درقية مرضية مثل التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة.
• أي شخص يعاني أحد أمراض المناعة الذاتية، مثل داء السكري من النوع الأول، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمراء وغيرها.
• الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي للإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.
• الأشخاص الذين يعانون مرضًا زلاقيًّا (الحساسية للجلوتين).
• أي شخص يكتسب وزنًا بسهولة ويعاني كي يفقده.
• إذا فقدت الوزن بشكل غير متوقع.
• أي شخص يعاني التعب والخمول.
• الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب.
• أي شخص يعاني العقم.
• أي شخص يتناول الليثيوم أو أميودارون، حيث من المعروف أن هذه الأدوية تؤثر في الغدة الدرقية.
• أي شخص تعرض للإشعاع على منطقة الرقبة والصدر.
• إذا كنت حاليًا تتناول أدوية هرمونات الغدة الدرقية، فيجب أن تُجري اختبار دم كل ستة أشهر لتقدير مستويات الهرمون المحفز للغدة الدرقية، وهرمون تي٤ الحر، وهرمون تي٣ الحر.
أفضل وقت لإجراء اختبار الدم
إذا بدأت من فورك تناول أدوية هرمونات الغدة الدرقية، فيجب أن تُجري اختبار دم لتقدير مستويات الهرمون المحفز للغدة الدرقية، وهرمون تي٤ الحر، وهرمون تي٣ الحر، كل أربعة أسابيع بعد بدء العلاج، وفي أي وقت تُعدِّل فيه جرعة الدواء يجب أن تُجري اختبارًا بعد ستة أسابيع من هذا التغيير.
ويجب أن تُجري اختبار دم أول الصباح، ولا تتناول جرعة الدواء الصباحية المعتادة في هذا اليوم، وهذا يتيح تقدير أقل مستويات الهرمونات لديك على مدار ٢٤ ساعة، وإذا كنت تشعر بأنك على ما يرام مع أدوية الغدة الدرقية، يجب أن تُجري اختبار وظائف غدة درقية كاملًا كل ستة أشهر.
اختبار الكالسيتونين في الدم calcitonin test
الكالسيتونين هو هرمون تصنعه خلايا خاصة في الغدة الدرقية تُسمَّى الخلايا المجاورة للجريب (خلايا سي)، وسوف يُطلب إجراء هذا الاختبار إذا شك الطبيب في الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي، وتُنتج هذه الأورام عادةً مستويات عالية من الكالسيتونين.
اختبار الثايروجلوبولين thyroglobulin test
يُستخدم هذا الاختبار لمتابعة المرضى الذين يعانون سرطان الغدة الدرقية، والثايروجلوبولين هو بروتين يُصْنَع في الغدة الدرقية، ويُستخدم لتصنيع هرمونات الغدة الدرقية، ويمكن أن يُنتج بكميات عالية عند الأشخاص المصابين بسرطان الغدة الدرقية الحليمي أو الجريبي.
فحص الغدة الدرقية بالموجات فوق الصوتية
تُستخدم الموجات فوق الصوتية في هذا الفحص لتكوين صورة للغدة الدرقية، ويمكن أن تُحدِّد الموجات فوق الصوتية الآتي:
• حجم الغدة الدرقية.
• وجود عُقَيْدَات وحجمها وعددها؛ ويمكن للموجات فوق الصوتية أن تكتشف العُقَيْدَات ذات الحجم الصغير الذي قد يصل إلى ملليمترات قليلة، أي الصغيرة جدًّا التي يصعب اكتشافها بالفحص الطبي التقليدي.
• إذا ما كانت العقيدات صلبةً أم مليئةً بالسوائل (كيسية).
• مناطق التكلس في الغدة الدرقية، ويمكن أن يشير ذلك إلى سرطان الغدة الدرقية.
• إذا ما كانت العُقد الليمفاوية في العنق متضخمة أم لا.
تذكر أن بعض عُقَيْدَات الغدة الدرقية يمكن أن تحتوي على مزيج من العناصر الصلبة والسائلة.
لا يمكن للفحص بالموجات فوق الصوتية أن يُحدِّد إذا ما كانت عقيدات الغدة الدرقية حميدة أم سرطانية (خبيثة)
تُؤخذ في بعض الأحيان عينة أنسجة بالإبرة الدقيقة في أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية؛ حيث تساعد الموجات الطبيب على تحديد موضع أخذ العينة. وإذا تم إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية بشكل منتظم، يمكن تحديد التغيرات التي تطرأ على حجم الغدة الدرقية والعُقَيْدَات الموجودة.
فحص الغدة الدرقية بالنويدات المشعة (المسح الذري) / تصوير الغدة الدرقية بالنظائر المشعة radionuclide thyroid imaging
خلال هذا الفحص، يُحقن نظير اليود المشع في الوريد المرفقي الموجود في المنطقة الداخلية للمرفق، وسوف يُطلب منك الاستلقاء على منضدة، بينما تظهر صورة للغدة الدرقية على شاشة الحاسوب. وهذا الفحص مفيد للكشف عن التهاب الغدة الدرقية، وإذا ما كانت الغدة زائدة النشاط أم لا، وخصائص عُقَيْدَات الغدة الدرقية.
ويمكن للمسح الذري أن يكشف عما إذا كانت العُقَيْدَة نشطة (ساخنة)، أو غير نشطة (باردة)؛ فالعُقَيْدَة النشطة مُهيأة لامتصاص اليود واستخدامه لصنع هرمونات الغدة الدرقية، وبالطريقة ذاتها سوف تمتص اليود المشع، وتكوِّن نقطة ساخنة على صورة الغدة الدرقية الظاهرة على شاشة الحاسوب، أما العُقَيْدَة غير النشطة، أو الكيسية المليئة بالسوائل، فلن تمتص اليود، وسوف تظهر منطقة “باردة” على الشاشة. وهذا يمكن أن يكون مفيدًا في التمييز بين العُقَيْدَات الحميدة، والعُقَيْدَات السرطانية، فنادرًا ما تكون العُقَيْدَات الساخنة سرطانية, بينما تكون نحو ٥٪ فقط من العقيدات الباردة سرطانية، ولكن هذه الطريقة ما زالت غير قاطعة في تشخيص سرطان الغدة الدرقية.
أخذ عينة أنسجة بالإبرة الدقيقة fine-needle aspiration biopsy
يشار إليه أيضًا، عامةً، بمصطلح “عينة من أنسجة الغدة الدرقية”، وهذه هي أفضل وسيلة لتحديد طبيعة الخلايا الموجودة داخل عُقَيْدَة الغدة الدرقية؛ حيث تدخل إبرة رفيعة للغاية في العُقَيْدَة، وعادةً لا يحتاج هذا الإجراء إلى التخدير الموضعي. وسوف يرغب الطبيب في معرفة إذا ما كنت تتناول أية أدوية مسيلة للدم، حيث يمكن أن تزيد فرصة تعرضك لنزيف في أثناء الخضوع لهذا الإجراء.
ونحصل على أفضل النتائج عندما تدخل الإبرة عدة مرات في أجزاء مختلفة في العُقَيْدَة؛ حيث يمكن أن تتكون كل عُقَيْدَة من أكثر من نوع من الخلايا، وتحتوي بعض العُقَيْدَات على عناصر سائلة وصلبة، ومن المحتمل أن تشعر بشعور غير مريح في منطقة العنق لمدة من يوم إلى ثلاثة أيام بعد هذا الإجراء، ويشعر بعض الأشخاص بألم طفيف في الغدة الدرقية يصل إلى الأذن.
ولا يمكن دائمًا التمييز بين العُقَيْدَة السرطانية وغير السرطانية باستخدام هذه الوسيلة، وفي هذه الحالة من الضروري تكرار أخذ عينات الأنسجة، أو استئصال العُقَيْدَة جراحيًّا وتحليلها.
الاختبارات الدرقية التي يمكنك إجراؤها بنفسك
فحص الغدة الدرقية بملاحظة العنق
أيدت الرابطة الأمريكية لمتخصصي الغدد الصماء الإكلينيكيين هذا الاختبار، ويجب أن تعتاد مظهر غدتك الدرقية وملمسها، فبهذه الطريقة يمكنك ملاحظة أية تغيرات تطرأ عليها في الحجم، أو تشعر بوجود أية نتوءات في مراحلها المبكرة.
لتجري هذا الاختبار سوف تحتاج إلى كوب ماء، ومرآة صغيرة تُحمل في اليد.
١. احمل المرآة أمامك حتى يصبح بإمكانك رؤية منطقة عنقك أسفل تفاحة آدم مباشرة، وأعلى من الترقوة.
٢. اسحب رأسك للخلف، بينما تنظر إلى المنطقة نفسها.
٣. ارتشف بعض الماء ثم ابتلعه.
٤. انظر إلى عنقك وأنت تبتلع الماء. ابحث عن أية نتوءات أو أية بروزات وأنت تبتلع الماء. لا تركز على تفاحة آدم، فإن غدتك الدرقية تقع أسفل عنقك وأقرب إلى الترقوة. ارتشف بضع رشفات وكرر هذا الإجراء.
٥. إذا كنت ترى أو تشعر بأية نتوءات أو بروزات في هذه المنطقة، فاذهب إلى طبيبك فورًا، وعلى الأرجح ستتحرك عُقَيْدَة الغدة الدرقية عند البلع، بينما لن يتحرك أي نتوء في أي موضع آخر من عنقك.
اختبار الحرارة
منذ أكثر من خمسين عامًا مضت، وجد طبيب اسمه “برودا بارنس” أن درجة حرارة الجسم الأساسية (وقت الراحة) هي مؤشر جيد لأداء الغدة الدرقية؛ حيث يؤدي انخفاض نشاط الغدة الدرقية إلى انخفاض في درجة حرارة الجسم، بينما تؤدي زيادة نشاط الغدة الدرقية إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم. ولذلك فإن قياس درجة حرارة الجسم وسيلة أخرى يمكنك من خلالها تشخيص مشكلة الغدة الدرقية، ويجب أن يتم ذلك بالتزامن مع إجراء اختبار الدم، وملاحظة الأعراض والتاريخ المرضي للعائلة، وأي اختبار تشخيصي آخر.
تعليمات إجراء اختبار قياس الحرارة لتشخيص أمراض الغدة الدرقية
١) يُفضَّل استخدام الترمومتر الزئبقي. نظف الترمومتر باستخدام بالماء البارد والصابون. أمسك الترمومتر من الجانب الآخر المقابل لبصيلة الزئبق، ثم هز الترمومتر لأسفل حتى يصل إلى درجة ٣٥ مئوية أو أقل. ضع الترمومتر بجانب الفراش حتى يسهل الوصول إليه، وبذلك يمكنك استخدامه في الصباح التالي، وأنت لا تزال مستلقيًا.
٢) في الصباح التالي بمجرد أن تستيقظ ضع الترمومتر تحت إبطك بحيث تكون بصيلة الزئبق تحت إبطك. وتأكد من عدم فصل الملابس بين إبطك والترمومتر، وحافظ على الترمومتر في هذا الوضع لمدة عشر دقائق وأنت لا تزال مستلقيًا.
٣) دوِّن درجة حرارتك، ويجب أن تقوم بذلك لأربعة أيام متتالية.
إرشادات مهمة
يجب أن تُقاس درجة حرارتك بمجرد أن تستيقظ في الصباح، وقبل أن تترك الفراش، أو تأكل أو تشرب أي شيء، فبهذه الطريقة سوف تسجل أقل درجة حرارة في اليوم. ويجب أن تُجري النساء اللاتي يمررن بالحيض هذا الاختبار في ثاني يوم من أيام الحيض؛ لأن التبويض يرفع من درجة حرارة الجسم، ولن تحصل المرأة على قراءة صحيحة في هذا التوقيت، بينما يمكن للنساء في سن اليأس، والرجال، أن يجروا جميعًا هذا الاختبار في أي وقت، ولا تُجرِ هذا الاختبار وأنت مصاب بعدوى أو جرح، أو أية حالة أخرى يمكن أن تنتج عنها حمى طفيفة.
درجة الحرارة الطبيعية (للإبط) عند البالغين تتراوح بين ٣٦.٥ و٣٦.٧ درجة مئوية. إذا كانت أقل من ٣٦.٥ درجة مئوية يجب أن تذهب إلى الطبيب لإجراء فحوصات أخرى للغدة الدرقية؛ فهذه الطريقة لا تكون دقيقة بنسبة ١٠٠٪، ويجب ألا تعتمد عليها وحدها، ولكنها يمكن أن تكون مفيدة بمصاحبة الفحوصات الأخرى للغدة الدرقية.