ربما يفكر مقدم الرعاية الصحية أحيانا بأنها فكرة جيدة أن يسجل طريقة أداء الجنين, وتشتمل الاختبارات التي تزودك أنت ومقدم الرعاية الصحية بنظرة سريعة على حالة الجنين على فحوصات الشدة stress tests واللاشدة الإلكترونية electronic fetal nonstress, وتسجيل نبذة عن الحالة الجسدية الحيوية للجنين biophysical profile scoring.
اختبارات اللاشدة والشدة الإلكترونية للجنين
ما هي هذه الاختبارات؟
تقيم هذه الاختبارات حالة الجنين بالنظر إلى معدل ضربات قلب الجنين, حيث تجرى نموذجيا في أثناء الثلث الأخير من الحمل؛ حيث يعد الجنين بصحة جيدة إذا زادت سرعة القلب بعد التحريك، حيث ترتبط سرعة القلب ارتباطا وثيقا بحالة الجنين، وهذا هو مضمون اختبارات اللاشدة nonstress tests بشكل عام.
تقيم اختبارات الشدة بالتقلص contraction stress tests صحة الجنين بمراقبة سرعة قلبه استجابة للتقلصات المحرضة بالعقار؛ فالأطفال أو الأجنة الذين هم بحالة صحية جيدة يتحملون بوجه عام التقلصات من دون حصول تغير هام في سرعة القلب.
وتستطيع هذه الاختبارات مساعدة مقدم الرعاية الصحية على تقييم الصحة الإجمالية لطفلك وعلى التحقق من أن استمرار الحمل لا يهدد صحة الطفل؛ ويمكن القيام بأحد الاختبارين أو بكليهما، لا سيما إذا كان حملك عالي الخطورة أو إذا كان قد زاد على التاريخ المتوقع للولادة.
متى تجرى؟
أفضل ما تجرى هذه الاختبارات بعد الأسبوع 28 من الحمل.
كيف تجرى؟
تجرى اختبارات اللاشدة والشدة بالتقلص بالأسلوب التالي:
· اختبار اللاشدة. يوضع في هذا الاختبار حزام ذو تراجم transducers متصلة به على بطنك، وتعد التراجم جزءا من جهاز فائق الصوت الدوبلري الذي يقيس سرعة قلب الجنين من خلال الأمواج الصوتية؛ ويمكن أن يطلب منك مقدم الرعاية الصحية الضغط على زر في كل مرة تشعرين فيها بحركة الجنين أو يقوم بتسجيل حركة طفلك؛ ويظهر قياس سرعة القلب بشكل مخطط، حيث يظهر سهم صغير على المخطط في كل مرة تضغطين فيها على الزر مشيرا إلى حركة طفلك.
إذا لم يبدي طفلك حركة أو كان نائما، قد ينتظر مقدم الرعاية الصحية بضع دقائق إلى حين استيقاظه أو يستعمل جرسا كهربائيا لإيقاظه؛ ويستغرق هذا الاختبار نحو 20 – 40 دقيقة.
· اختبار الشدة بالتقلص. يجرى اختبار الشدة بالتقلص بطريقة مشابهة كثيرا لاختبار اللاشدة، وذلك باستعمال جهاز فائق الصوت الدوبلري، حيث تقاس سرعة قلب الجنين خلال تحريض تقلصات خفيفة، ولا تكون هذه التقلصات مزعجة مثل تقلصات المخاض.
إذا لم تحصل التقلصات بذاتها، يمكن أن يقوم مقدم الرعاية الصحية بتسريب الأوكسيتوسين oxytocin؛ وحتى يكون الاختبار كافيا، فهو يحتاج عادة إلى 3 تقلصات خلال فترة 10 دقائق؛ ويمكن أن يستغرق هذا الاختبار 1 – 2 ساعة حتى ينتهي.
ما النتائج التي نحصل عليها بالاختبار؟
تكون نتائج اختبار اللاشدة طبيعية (متفاعلة reactive) في نحو 85% من الحالات، مما يدل على أن سرعة قلب جنينك تزداد مثلما هو متوقع؛ ويطلق على النتائج الشاذة مصطلح “غير متفاعلة nonreactive”، أي أن سرعة القلب لا تزداد مثلما هو متوقع؛ ولا تدعو نتيجة الاختبار غير المتفاعلة بالضرورة إلى القلق، فأكثر سبب لها شيوعا هو كون الطفل أو الجنين نائما خلال الاختبار، ولكن تشير النتائج الشاذة أحيانا إلى نقص الأكسجين عند جنينك.
تكون نتائج اختبار الشدة بالتقلص سوية (سلبية) إذا لم يتباطأ قلب الجنين بعد التقلصات، بينما تكون النتائج شاذة (إيجابية) إذا تباطأ قلب الجنين بشكل واضح بعد التقلصات، فقد يعني ذلك أن جنينك لا يتلقى الأكسجين الكافي، ويمكن أن يكون في خطر من الموت في الرحم؛ ويكون 3 – 5% من نتائج اختبارات الشدة بالتقلص إيجابيا؛ ومع ذلك، فإن العديد من الاختبارات الإيجابية تحصل في أطفال أسوياء وطبيعيين.
المخاوف المحتملة
لا ينطوي اختبار اللاشدة على أي خطر تقريبا، وهو اختبار آمن لكل من الأم والجنين؛ لكن إذا كان لديك خطر المخاض المبكر، مثلما هي الحال في حمل التوائم، يمكن ألا يوصي مقدم الرعاية الصحية بإجراء اختبار الشدة بالتقلص.
الأسباب الداعية إلى إجراء الاختبار
يمكن أن يوصي مقدم الرعاية الصحية باختبار اللاشدة إذا لاحظت نقصا واضحا في حركة جنينك أو إذا بدا لك أن معدل نموه متباطئ على نحو غير سوي؛ كما قد يقترح عليك مراقبة صحة الجنين باختبار اللاشدة مرة أو مرتين في الأسبوع بعد الأسبوع 28 من الحمل إذا كان لديك أحد الاضطرابات التالية:
· الداء السكري Diabetes.
· مرض يمكن أن يؤذي جنينك، مثل أمراض القلب والكلى.
· ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل (مقدمة الارتعاج preeclampsia).
· سوابق إملاص stillbirth (ولادة وليد ميت).
· الحمل المديد (حمل تعدى موعد الولادة المتوقع).
· الحمل المتعدد Multiple gestation (حمل جنينين أو أكثر).
· وجود كمية غير طبيعية من السائل الأمنيوسي (السلوي)، ويستدل على ذلك بالفحص بفائق الصوت.
تجرى اختبارات الشدة بالتقلص عادة إذا كانت نتائج اختبار اللاشدة غير طبيعية.
ماذا يحصل بعد ذلك؟
إذا كانت نتائج اختبار اللاشدة غير متفاعلة، يمكن إطالة أمد الاختبار أو إعادته أو إجراء اختبار الشدة بالتقلص؛ ففي إحدى الدراسات، أصبح نحو 80% من اختبارات اللاشدة التي كانت غير متفاعلة في الصباح متفاعلة عندما أعيد الاختبار في وقت متأخر من اليوم.
إذا كان اختبار الشدة بالتقلص إيجابيا، لا يعني ذلك بالضرورة أن هناك مشكلة ما، فقد يعيد مقدم الرعاية الصحية الاختبار خلال 24 ساعة أو يشركه باختبارات أخرى، مثل إجراء شاكلة فيزيائية حيوية biophysical profile scoring للتحقق من أن الجنين في خطر أم لا؛ فإذا كان الأمر كذلك، قد تقررين أنت ومقدم الرعاية الصحية تحريض المخاض إذا كان جنينك بعمر يكفي لأن يعيش، وقد تكون العملية القيصرية إحدى الخيارات.
دقة الاختبارات وحدودها
تتصف اختبارات اللاشدة والشدة الإلكترونية بكثرة النتائج الإيجابية الكاذبة، وتعني النتيجة الإيجابية الكاذبة أن الاختبار يشير إلى مشكلة رغم عدم وجودها فعليا؛ وفي كثير من الأحيان تصبح النتيجة الشاذة سوية بإعادة الاختبار. وبما أن هذه الاختبارات مأمونة ويمكن تكرارها من دون تأثيرات ضارة، لذلك غالبا ما تعد أفضل الوسائل لمراقبة صحة الجنين خلال الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل.
قياس الشاكلة الفيزيائية الحيوية Biophysical profile scoring
ما هو الاختبار؟
يعد قياس الشاكلة الفيزيائية الحيوية وسيلة أخرى لمراقبة صحة الجنين خلال الأثلوث الأخير من الحمل، وهو يجمع بين فحص فائق الصوت ultrasound exam واختبار اللاشدة؛ وتقيم هذه الاختبارات عادة الأوجه الخمسة المختلفة لصحة جنينك، بما في ذلك:
· سرعة القلب.
· حركات التنفس (لا يتنفس جنينك الهواء داخل الرحم، بل تحرك حركات التنفس مقادير صغيرة من السائل داخل الرئتين وخارجها).
· حركة الجسم.
· التوتر العضلي Muscle tone.
· كمية السائل الأمنيوسي.
حيث يعطى لكل عامل من هذه العوامل رقم 0 أو 2، وتضاف الأرقام إلى بعضها البعض فيكون الإجمالي من 0 إلى 10.
متى يجرى الاختبار؟
يمكن استعمال هذا الاختبار بدءا من الأسبوع 26 من الحمل.
كيف يجرى الاختبار؟
تقاس سرعة القلب لدى الجنين باستعمال اختبار اللاشدة، بينما تقيم العوامل الأربعة الأخرى – التنفس والحركة والتوتر العضلي والسائل الأمنيوسي – بفائق الصوت؛ فإذا كان العامل سويا يعطى له رقم 2؛ وإذا كان غائبا أو أقل من المتوقع يعطى الرقم 0.
ما النتائج التي نحصل عليها بالاختبار؟
يمكن أن يشير الإجمالي 6 أو أقل إلى أن جنينك يعاني من نقص الأكسجين؛ وكلما قل الإجمالي، زاد الداعي إلى القلق؛ ففي دراسة كبيرة على أكثر من 26000 حمل عالي الخطورة، كان نحو 97% من إجمالي الشاكلة الفيزيائية الحيوية بقيمة 8 أو أكثر.
المخاوف المحتملة
يعد كل من اختبار اللاشدة وفائق الصوت مأمونين جدا، ولكن يمكن لبعض العقاقير أن تقلل مقدار الشاكلة الفيزيائية الحيوية.
الأسباب الداعية إلى إجراء الاختبار
تشبه الأسباب الداعية إلى إجراء الشاكلة الفيزيائية الحيوية تلك الداعية إلى اختبارات اللاشدة والشدة، وهي تساعدك وتساعد مقدم الرعاية الصحية تعقب صحة جنينك قبل الولادة، لا سيما إذا كان لديك حملا عالي الخطورة.
ماذا يحصل بعد ذلك؟
يمكن أن يوصي مقدم الرعاية الصحية اعتمادا على نتائج الاختبار بواحد من إجراءات عديدة؛ فإذا كنت مصابة بالداء السكري أو قد تجاوزت موعد الولادة المتوقع وكانت نتيجة الاختبار 8 أو أكثر، يمكن إعادته مرة أو مرتين في الأسبوع؛ أما إذا كانت النتيجة 6 أو أقل، فيمكن إعادة الاختبار للتأكد من النتيجة؛ ويمكن – عند الضرورة – أن يوصي مقدم الرعاية الصحية بولادة الطفل قبل موعد الولادة المتوقع.
دقة الاختبارات وحدودها
يكون معدل النتائج الإيجابية الكاذبة لكل من عوامل اختبار الشاكلة الفيزيائية الحيوية مرتفعا؛ لكن عند مشاركة كافة العوامل، يقل هذا المعدل؛ ولكن نقص قيمة نتائج الاختبار لا يعني بالضرورة أن لدى الجنين مشكلة؛ ولكنه يدل على أنك بحاجة إلى رعاية خاصة خلال ما تبقى من حملك.