يصنف اضطراب نقص الانتباه ـ فرط النشاط Attention-Deficit Hyperactivity Disorder – ADHD ضمن اضطرابات السلوك الشائعة لدى الأطفال والتي تؤدي إلى تدهور وسوء في التكيف لا تتناسب مع مرحلة النمو وينتشر هذا المرض ما بين الأطفال في سن المدرسة (5-18) سنة بنسبة 3 ـ 5% ونسبة إصابة الذكور أكثر من الإناث بنسبة 4: 1 ويلاحظ أن أعراض نقص الانتباه تظهر أكثر في الإناث. أما الاندفاعية فتظهر أكثر في الذكور. يشكل هؤلاء الأطفال نسبة 30% من اضطرابات الأطفال النفسية في العيادة النفسية الخارجية.
الأعراض
الطفل المصاب بفرط النشاط الحركي يمكن أن تبدو عليه الأعراض بالشكل التالي:
- كثيرا ما يحرك يديه أو رجليه أو يتحرك في كرسيه ويتململ.
- كثيرا ما يترك مقعده في الصف أو في أماكن أخرى حيث يتوقع منه بقاؤه في مكانه.
- كثيرا ما يركض ويتسلق ويتحرك في المكان الذي يوجد فيه وبشكل غير مناسب (في حالات المراهقين والكبار يكون ذلك مقتصرا على الشعور بالتململ).
- كثيرا ما لديه صعوبات في أن يلعب أو أن يقوم بنشاط ترفيهي بشكل هادئ.
- كثيرا ما يكون جاهزا للانطلاق وكأن بداخله محركاً يحركه باستمرار.
- يتكلم كثيرا في أغلب الأحيان.
الاندفاعية
وتظهر عليه الاندفاعية بالشكل التالي:
- كثيرا ما يجيب على الأسئلة قبل انتهاء السؤال.
- كثيرا ما يجد صعوبة في انتظار دوره.
- كثيرا ما يقاطع الآخرين أو يتدخل فيهم ( في الحوار أو الألعاب).
قلة الانتباه
يبدو عدم الانتباه والتغيرات الانفعالية الحادة على الشكل التالي:
1ـ كثيرا ما يظهر عدم الانتباه للتفاصيل أو كثرة الأخطاء في الواجبات المدرسية أو العمل أو غير ذلك من النشاطات.
2ـ كثيرا ما يحدث له صعوبات في المحافظة على الانتباه لمدة كافية في اللعب أو المهارات المدرسية المتنوعة.
3ـ كثيرا ما يبدو غير مصغ عند الحديث إليه.
4ـ كثيرا ما يحدث عدم اتباعه للتعليمات المطلوبة ويفشل في إنهاء واجباته على الشكل المطلوب.
5ـ كثيرا ما لديه صعوبات في تنظيم المهمات المطلوبة منه والنشاطات.
6ـ كثيرا ما يتجنب ويكره ويرفض الأعمال التي تتطلب تركيزا طويلا (مثل الأعمال المدرسية والواجبات).
7ـ كثيرا ما ينسى الأشياء الضرورية لإنهاء مهمات معينة أو نشاطات (مثل الدمى ـ الكتب ـ الأقلام).
8ـ كثيرا ما يتشتت انتباهه بسهولة في حال وجود مثيرات أخرى أثناء قيامه بمهمة معينة.
9ـ كثير النسيان في نشاطاته اليومية.
عدة أشكال لهذه الحالة المرضية
الشكل الأول : تكون أعراض نقص الانتباه هي المسيطرة على الصورة المرضية فهو يحدد بوجود ستة أعراض من أعراض عدم الانتباه وأقل من ستة أعراض من فرط النشاط والاندفاعية خلال الأشهر الستة الماضية ونسبته حوالي 5% من الناس وفيه تزداد نسبة الإناث عن الأشكال الأخرى .
الشكل الثاني: وفيه أعراض فرط النشاط أو الحركة هي المسيطرة على الصورة المرضية فهو يحدد بوجود ستة أعراض من أعراض فرط الحركة والاندفاعية ووجود أقل من ستة أعراض من أعراض عدم الانتباه في الأشهر الستة الماضية ونسبته 2% وفيه نسبة عالية من الذكور.
الشكل الثالث: هو مزيج من الشكلين السابقين فهو يحدد بوجود ستة من الأعراض المتعلقة بعدم الانتباه وستة من الأعراض المتعلقة بفرط الحركة والاندفاعية خلال الأشهر الستة الماضية ونسبته حوالي 3%.
التشخيص
يعتمد التشخيص على توفر الشروط الآتية:
أولا: وجود ستة أعراض أو أكثر من أعراض عدم الانتباه أو ستة أعراض من أعراض فرط النشاط والاندفاعية وهي مستمرة لمدة ستة أشهر على الأقل تؤدي إلى تدهور وسوء في التكيف ولا تتناسب مع مرحلة النمو:
ثانيا: بعض الأعراض السابقة التي أدت إلى سوء التكيف موجودة قبل سن 7 سنوات من العمر.
ثالثا: لا تقتصر الأعراض المؤدية إلى التدهور على مجال واحد محيط به بل تتعداه إلى مجالين مثل المدرسة والمنزل.
رابعا: يجب وجود دليل واضح على تدهور وسوء الأداء في المجال الاجتماعي والمدرسي أو المهني.
خامسا: لا يكون ظهور هذه الأعراض منحصرا خلال سير اضطرابات النمو المتعممة أو الفصام أو غير ذلك من الاضطرابات الذهانية كما أن هذه الأعراض لا تفسر بشكل أفضل من خلال تشخيص اضطراب نفسي آخر مثل الاضطرابات المزاجية أو اضطرابات القلق أو الاضطراب التفككي أو اضطراب الشخصية.
وكما هو واضح فإن معظم هذه السلوكيات هي سلوكيات شائعة عند الأطفال ولا يمكن اعتبارها مرضا واضطرابا إلا إذا كانت شديدة ومستمرة وتؤدي إلى سوء في التكيف.
أهم الأسباب
ـ لا يوجد أي دليل على وجود آلية دماغية واحدة مسؤولة عن كل أعراض اضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط.
ـ أوضحت الدراسات وجود عامل وراثي حيث يظهر الاضطراب في نفس العائلة وخاصة بين الأقرباء الذكور للمصاب بالاضطراب واحتمال تكرار الإصابة في نفس العائلة قد تصل إلى نسبة 30%.
ـ يظهر الاضطراب بنسبة 92% في التوائم وحيدة البويضة بينما يظهر بنسبة 33% في التوائم ثنائية البويضة.
نظريات أخرى لتفسير أسباب حدوث المرض:
ـ الإصابة الدماغية ( الجملة العصبية المركزية)
ـ تأخر نضج الدماغ
ـ اضطراب عصبي
ـ انخفاض وزن الوليد
ـ التعرض لتسمم عصبي
ـ اضطرابات الغدة الدرقية
ـ اضطرا بات الناقلات الكيميائية العصبية
ـ نوع الغذاء
ـ الأدوية مثل بعض مضادات الصرع والمنشطات
ـ يترافق مع عدد من الاضطرابات النفسية الأخرى والاضطرابات العضوية.
وكما هو الحال في معظم الاضطرابات النفسية فإن الأسباب الدقيقة لا تزال مجهولة والاحتمالات متنوعة ومتشابكة ولا تزال الأبحاث جارية للوصول إلى نتائج أفضل وفهم واضح لآليات الاضطرابات وأسبابها .
العلاج
يتضمن العلاج عددا من المحاور وهي: العلاج السلوكي ـ العلاج التعليمي التربوي ـ العلاج الدوائي.
العلاج السلوكي:
ـ تدريب الطفل على زيادة التركيز والتخفيف من فرط النشاط وتعديل السلوك المزعج.
ـ التدعيم الإيجابي وجدولة الأعمال والواجبات المطلوبة والاهتمام بالإنجاز على مراحل مجزأة مع التشجيع والمكافأة (فترات الدراسة ـ عشرين دقيقة ثم راحة ثم زيادة المدة).
ـ التدريب المتكرر على القيام بنشاطات تزيد من التركيز والمثابرة مثل تجميع الصور وتصنيف الأشياء والكتابة المتكررة .
ـ تنظيم العمل المطلوب والتخطيط له وتحديد مراحله.
ـ الإبعاد المؤقت عند ظهور السلوك الاندفاعي أو العدواني.
ـ تعديل درجة الإثارة في البيئة المنزلية مثل توفير الغرفة الهادئة للمذاكرة مع إبعاد المؤثرات الصوتية والبصرية مثل التلفزيون والألعاب والألوان الصارخة المثيرة.
ـ الابتعاد عن الحفلات والأسواق التجارية.
ـ اللجوء إلى الألعاب الهادئة عموما.
ـ تدعيم أي سلوك بديل أو مناقض لنقص التركيز وزيادة النشاط.
ـ اعتراض السلوك المضطرب وتوقيفه ـ التوجيه لسلوك آخر بديل إيجابي.
العلاج التعليمي
ـ العلاج الخاص في عدد من الحالات بسبب نقص التحصيل المدرسي.
ـ التعليم الفردي وزيادة نسبة المدرسين إلى الأطفال.
ـ وجود عدد قليل من الأطفال في نفس الفصل .
ـ أن تكون النشاطات ضمن مجموعات صغيرة إضافة للجلوس في المقاعد الأمامية لزيادة المراقبة والضبط.
ـ زيادة المراقبة والمتابعة في الفسح ودروس الرياضة وفي ركوب الباص.
العلاج الدوائي
ـ المنشطات النفسية
ـ مضادات الاكتئاب
وتجدر الإشارة إلى أن نجاح العلاج يعتمد على التعاون الوثيق بين الأهل والأسرة والطبيب.
الدكتورة زينب عز الدين
أخصائية طب الأسرة