قد تحبين في العادة رائحة طبخ اللحم أو رائحة تخمر القهوة، إلا أن تلك الروائح قد تجعلك تتهوعين في أثناء الحمل؛ كما أن عطر زملائك في العمل قد يجعلك تشعرين بالغثيان الذي ربما تودين محاربته عند تعبئة قارورة الغاز، ولا عجب في ذلك! فقد أثبتت الأبحاث أن الحوامل يتمتعن بحاسة شم أقوى، حيث يصبح بإمكانهن التقاط تلك الروائح التي لا يشعرن بها في العادة؛ كما أن تلك الروائح التي كانت مقبولة فيما مضى قد تصبح مكروهة في هذا الوقت؛ وترتبط تلك الحساسية الزائدة في حاسة الشم بالغثيان والقيء اللذين تعاني منهما الكثير من الحوامل؛ وقد يثير الغثيان مجموعة متنوعة من الروائح، كرائحة الطبخ والقهوة والعطور ودخان السجائر وبعض أنواع الأطعمة الخاصة.
وقد يعزى جزء من الزيادة في فرط حاسة الشم إلى الزيادة في مستوى هرمون الإستروجين في أثناء الحمل؛ وكما هي الحال بالنسبة للغثيان، فإن هذا العرض قد يشير إلى تسارع نمو المشيمة والجنين، وهو أمر جيد؛ وقد أشارت الدراسات التي أجريت على الفئران إلى أن التموجات في الخلايا الدماغية التي تتحكم بحاسة الشم ترتبط بهرمون البرولاكتين prolactin (الموجود أيضا في الحمل البشري)؛ ويخف ذلك العرض ما بين الأسبوعين الثالث عشر والرابع عشر من الحمل عادة، لأن الكثير من النساء ترى أن هذا العرض يسير على التوازي مع الغثيان المصاحب للحمل.
الرعاية الذاتية عند حدوث حساسية في حاسة الشم
يجب الحذر من تلك الروائح التي تثير أو تفاقم من الغثيان، وتجنبها قدر الإمكان، وذلك لكي لا تمنعك خلايا الشم النشطة من تقديم أفضل ما تستطيعين؛ وقد تضطرين إلى تناول غدائك على مقعدك الخاص بدلا من تناوله في الكافيتريا، أو ربما تطلبين من زملائك في العمل عدم استخدام عطر ما ريثما يخف الشعور بالغثيان عندك الذي يكون في الأثلوث الثاني من الحمل عادة.