أنا حامل في الشهر الخامس. أصيبت إحدى صديقاتي بالأنيميا في أثناء حملها. هل هذا أمر شائع؟
يعتبر فقر الدم الناجم عن نقص الحديد عرضًا شائعًا في أثناء الحمل، ولكن يمكنك الوقاية منه بأسهل الطرق. وما دمنا نتحدث عن الوقاية فإن طبيبك سيدعمك بكل سرور. لقد فحصك لمعرفة ما إذا كنت مصابة بالأنيميا في زيارتك الأولى، مع أنه من غير المرجح أن ينقص الحديد لديك في ذلك الوقت؛ هذا لأن مخزونك من الحديد يتجدد على نحو سريع بمجرد توقف دورتك الشهرية.
مع تقدم سير الحمل، ووصولك إلى المنتصف (في الأسبوع العشرين، والذي اقترب كثيرًا) تزداد كمية الدم التي تنتجينها بشدة؛ ما يزيد من كمية الحديد المطلوب لإنتاج كرات الدم الحمراء، ما يستنزف مخزون الحديد لديك. ولحسن الحظ فإن إعادة ملء هذا المخزون – ما يمنع الأنيميا بكفاءة – تسهل من خلال: تناول مكملات الحديد يوميًّا (بالإضافة إلى فيتامينات الحمل) التي قد يصفها طبيبك بدءًا من منتصف فترة الحمل. كما يتعين عليك إضافة الطعام الغني بالحديد إلى نظامك الغذائي. وبالرغم من أن المصادر الغذائية قد لا تضطلع بهذه المهمة وحدها، فإنها تدعم مكملات الحديد. ولزيادة معدل امتصاصه، تناولي مكمل الحديد (والأطعمة الغنية بالحديد) مع عصير البرتقال (أو أي طعام أو شراب آخر غني بفيتامين سي)، ولكن لا تتناوليه على الإفطار، فهذا يقلل من امتصاصه في الواقع.
هل تؤلم مكملات الحديد معدتك (فتسبب الغثيان أو الإمساك)؟ اطلبي من طبيبك نوعًا بطيء الامتصاص.
أعراض نقص الحديد
نادرا ما تظهر أعراض نقص الحديد المعتدل على الحامل المصابة به، أو بالأحرى الأعراض التي يمكن تمييزها عن أعراض الحمل (فالحامل تعاني الإجهاد سواء كانت مصابة بالأنيميا أو لا)، لكن مع استنزاف خلايا الدم الحمراء الحاملة للأكسجين، تصبح الحامل المصابة بالأنيميا شاحبة وضعيفة للغاية، وتتعب بسرعة أو تلهث باستمرار (بصورة تزيد على الطبيعي بالنسبة للحوامل)، وقد تعاني نوبات الدوار أيضا، كما قد تشتهي تناول أشياء أخرى غير الأطعمة مثل الطمي، وقد يصير لديها دافع لا يقاوم لمضغ الثلج، كما أن إصابتها بمتلازمة تململ الساقين قد تكون مرتبطة بنقص الحديد، قد تكون هذه هي إحدى الحالات التي تلبي فيها أحتياجات الجنين قبل احتياجات الأم، حيث إنه من النادر أن يولد الطفل بنقص في الحديد.
وبالرغم من أن زيادة الطلب على إنتاج الدم خلال الحمل تجعل جميع الحوامل عرضة للإصابة بنقص الحديد، فإن منهن من یکن معرضات على نحو أخطر للإصابة به: من يحملن على نحو متواصل، ومن يتقيأن كثيرا وأكلن قليلا بسبب غثيان الصباح، ومن يحملن وهن يعانين سوء التغذية (بسبب أحد اضطرابات الأكل على الأغلب) و/أو لا يتناولن كفايتهن من الطعام منذ الطفولة، وسيقيك (أو يعالجك) تناول مكملات الحديد التي يصفها لك طبيبك بصورة يومية من الأنيميا.
فقر الدم المنجلي
يعرّض هذا المرض الحمل لخطورة كبيرة، لكن بالرعاية المناسبة يمكن للأمهات المصابات بفقر الدم المنجلي – حتى أولئك المصابات بمضاعفات مثل أمراض القلب والكلى – أن يحظين بفرصة طيبة للمرور بحمل آمن والحصول على طفل سليم صحيا، وتتعرض النسوة المصابات بفقر الدم المنجلي للإصابة بتسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم أكثر من غيرهن، وكثير منهن يدخلن المستشفى لتلقي العلاج على الأقل لمرة واحدة خلال أشهر حملهن التسعة، كذلك تشیع بينهن مضاعفات من نوع الإجهاض، الولادة المبكرة، وقصور نمو الجنين. مع ذلك ليس مؤكدا مدى فائدة إمكانية أن تخضعي لعملية نقل الدم على الأقل لمرة واحدة أو بشكل دوري خلال فترة الحمل، وفي أثناء المخاض المبكر أو قبل الولادة فقط.