هل يمكن لتعزيز مستويات Q10 في نظامك الغذائي مكافحة الشيخوخة؟ هناك بعض الأدلة الدامغة التي تؤكد هذا.
ليس من المعتاد أن يتحمس العلماء بحق، ولكن حدثت جلبة شديدة مؤخراً بشأن مادة مغذية صغيرة تعرف باسم تميم الإنزيم Q10. والواقع أن هناك أعداداً مهولة من الأبحاث المثيرة حول آثاره المكافحة للشيخوخة، لدرجة أنه بدأ يتحول إلى حبة سحرية. في اليابان، يشيع هذا الإنزيم بنفس درجة شيوع أقراص الفيتامينات المتعددة الأخرى؛ وفي الدول الاسكندنافية يعامل هذا الإنزيم وكأنه ذهب، ففي النرويج عام 1994 اقتحمت مجموعة من اللصوص المسلحين مصنع للمكملات الغذائية الصحية، واستولوا على 17000 عبوة من هذا الإنزيم دون مساس بباقي محتويات المكان!
بالرغم من اكتشاف هذا الإنزيم عام 1960 (في بريطانيا، حيث قوبل بالتجاهل)، إلا أن مدى فعاليته الحقيقية المضادة للشيخوخة لم تكتشف إلا مؤخراً. ففي إحدى التجارب التي أجريت عليه، وجد أنه يزيد من طول عمر الفئران بنسبة تصل إلى 45%. وإذا جاءت استجابة البشر له كالفئران، فقد يضيف هذا الإنزيم ما بين 30 و 40 عاماً إلى فترة العمر المتوقعة للبشر.
ما إذن هذه المادة العجيبة، وكيف بالضبط تمنع حدوث الشيخوخة؟ Q10 هو مادة طبيعية تعرف باسم الكينون يفرزها الكبد بمقادير محدودة، وتوجد بكميات نادرة في أطعمة معينة مثل السردين. ولهذه المادة دوران أساسيان بجسم الإنسان؛ فهي مضاد قوي للأكسدة، كما أنها أساسية لإنتاج الطاقة. وتكمن المشكلة في تعذر إنتاج هذه المادة في جسم يعاني من نقص في واحد من ستة فيتامينات ومعادن، بما في ذلك فيتامينات ب (وأغلبنا يعاني نقصاً في واحد على الأقل من هذه الفيتامينات أو المعادن). ويؤثر شرب الكحوليات أيضاً سلباً على إنتاج هذه المادة، ناهيك عن أن إنتاجها يتوقف تماماً تقريباً بعد سن 40 عاماً.
ويعتقد بعض الخبراء حالياً أن كثيراً من أعراض الشيخوخة هي نتيجة لبطء إنتاج تميم الإنزيم Q10، ويوصون أي شخص مهتم بإطالة حياته بأن يتناول مكملات Q10. وترتبط النظرية كلها بكيفية حرق خلايانا للطعام لإنتاج الطاقة. والأجزاء الخاصة بهذا في الخلايا تعرف باسم الميتوكوندريا، وهي مصانع الطاقة بالخلية. ويتم في هذه المصانع حرق المواد الغذائية بهدف إنتاج مادة تعرف باسم ثلاثي فوسفات الأدينوزين (ATP)، التي هي بمثابة الوقود للعضلات. ولكن، كما هي الحال بالنسبة للمحركات، هناك منتجات ثانوية ضارة تتمثل في الشوارد الحرة. وتميم الإنزيم Q10 لا يقتصر على مساعدة الميتوكوندريا على إنتاج ثلاثي فوسفات الأدينوزين بفعالية فحسب، ولكنه يساعد أيضاً على تحييد الشوارد الحرة المدمرة بمجرد تكوينها. وإذا كان هناك قصور في تميم الإنزيم Q10، لا يتاح القدر الكافي من الطاقة، وتعيث الشوارد الحرة فساداً في الجسم بقدر أكبر، وهو الأمر الذي يجعل الجسم يشيخ من الداخل. ومن الآثار الجانبية الواضحة لتلف الميتوكوندريا الجروح التي تلتئم ببطء.
العلاقة بين نقص تميم الإنزيم Q10 وأمراض القلب
يشعر العلماء بحماس شديد تجاه العلاقة بين نقص تميم الإنزيم Q10 وأمراض القلب. لقد استخدم هذا الإنزيم كعلاج تجريبي للمرضى الذين يعانون من فشل قلبي، وذبحة صدرية، وارتفاع ضغط الدم حول العالم. وفي إحدى الدراسات التي أجريت على أشخاص يعانون من فشل القلب الاحتقاني -وهي حالة يضعف فيها القلب بشكل تدريجي- وجد أن 75% من المرضى الذين تعاطوا تميم الإنزيم طالت أعمارهم ثلاثة أعوام مقارنة بـ 25% منهم عولجوا بعقاقير تقليدية. ومن الممكن أيضاً أن يساعد تميم الإنزيم Q10 الجسم على مكافحة أمراض اللثة التي نعلم الآن أنها ترتبط بأمراض القلب.
فوائد تميم الإنزيم Q10 في مكافحة الشيخوخة
على الرغم من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن تكون هناك أدلة حاسمة على فوائد تميم الإنزيم Q10 في مكافحة الشيخوخة، فإن هذا الإنزيم يقدم فوائد أخرى تساعدك على الشعور بالشباب والحيوية. إنه معزز هائل للطاقة ويتعاطاه الرياضيون كأقراص مسموح بتداولها لزيادة طاقتهم. ولقد اكتشفت إحدى الدراسات أنه يساعد حتى على تحسين اللياقة البدنية لدى الأشخاص الذين لا يمارسون التمارين الرياضية. واكتشفت السيدات اليابانيات متوسطات العمر اللائي تعانين من الإرهاق المزمن أن 60 مجم من تميم الإنزيم Q10 يومياً تحسن لياقتهن البدنية بنسبة تزيد على 30%، وصرحن بأنهن صرن تعانين بقدر أقل من الإرهاق.
يعمل تميم الإنزيم Q10 أيضاً كمضاد أكسدة؛ وهو أهم حليف لك في معركتك ضد الشيخوخة.
أثبتت الدراسات أن ما يقرب من 97 % من الناس يعانون من نقص تميم الإنزيم Q10. وإذا ألقيت نظرة على أعداد المصابين بأمراض القلب، يمكنك أن ترى المحصلة النهائية.
يبطئ شرب الكحوليات من إنتاج إنزيم Q10 في جسم الإنسان.
أضف هذا إلى الأضرار الأخرى العديدة للكحوليات، وستعرف حجم المعروف الذي تقدمه لنفسك عندما تمتنع تماماً عن شرب الكحوليات.
لقد ذهبت إلى متجر الأطعمة الصحية بحثاً عن مكمل غذائي يشتمل على تميم الإنزيم Q10، ولكنني ذهلت من قلة الاختيارات. ماذا ينبغي أن أفعل؟
لك الحق في أن تمل، فكثير من المنتجات التي تباع بالأسواق تحتوي على مقادير قليلة جداً من هذا الإنزيم لدرجة أن أثره لا يظهر، وفي هذه الحالة، فإنك لا تحصل على فائدة كبيرة. إن تميم الإنزيم Q10 ليس رخيصاً، ولكن تذكر الفوائد المنتظرة التي ستحصل عليها. لكي تستغل مالك كأفضل ما يكون، ابحث عن هذا الإنزيم المذاب مسبقاً في زيت الصويا في كبسولات جيل داكنة اللون. تناول هذه الكبسولات عند الأكل؛ ولعل الإفطار هو أفضل وقت حيث يسهل تذكر تعاطي المكملات الغذائية آنذاك. يتعاطى الرياضيون 100-300 مجم من هذا الإنزيم يومياً، فيما يتعاطى مرضى القلب 300 مجم. وبالنسبة لمكافحة الشيخوخة، ينصح بتعاطي 30-90 مجم يومياً.
إنني أكره تعاطي الحبوب. هل هناك أي وسيلة أستطيع بها الاستفادة من هذا الإنزيم من الطعام؟
يوجد هذا الإنزيم بكميات قليلة في السردين، والماكريل، والخثارة، ولكنك ستحتاج إلى تناول كميات هائلة منها لكي تصل إلى المستويات التي تكفلها المكملات الغذائية. إن تناول المزيد من البروكلي، والكرنب من شأنه المساعدة على تثبيت مستويات إنزيم Q10 بالجسم.