بجانب فائدته المباشرة على القلب، يفيد الانزيم المساعد Q10 أيضاً في مشكلات جهاز القلب والدوران بشكل عام، وهذا يضيف قيمة أخرى للعامل كيو من ناحية فوائده الوقائية والعلاجية على السواء. سنناقش في هذا الموضوع قدرة وفوائد الانزيم المساعد Q10 في مجالات ثلاثة أساسية؛ ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم)، والسكتة، والداء السكري.
الانزيم المساعد Q10 وارتفاع ضغط الدم
في هذا الموضوع ستسمع أنباء طيبة، إن كنت واحداً من الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وما ستقرؤه، وتعرفه هنا، ربما يكون شيئاً لا يعرفه طبيبك الذي يعالجك.
لنبدأ بالحقائق. فرط الضغط الدم أو ارتفاع الضغط الشرياني – وهو الاسم الشائع بين الناس – هو في الحقيقة ليس مرضاً، إنه عرض أو علامة سببتها عوامل جانبية لمشكلات موجودة، قد تكون أخطر من ارتفاع ضغط الدم.
يعني تعبير ارتفاع ضغط الدم، الحالة التي يزداد فيها ضغط الدم على جدران الشرايين. حوالي ثلث مجموع من لديهم ارتفاع ضغط الدم لا يشكون من أي أعراض، بل حتى أنهم لا يعلمون أنهم يعانون من تلك المشكلة.
ولكن سواء وُجِدتْ الأعراض أم لم توجد، فلابد من ضبط هذه المشكلة، وإلا فإن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى تخريب في خلايا الدماغ، ونوبات قلبية أو قصور قلب، ومرض كلوي بل أحياناً يؤدي إلى السكتة.
الأسباب غالباً غير معروفة والعلاج كثيراً ما لا ينجح
في حوالي 90٪ من حالات فرط الضغط الشرياني لا يكون السبب معروفاً بشكل دقيق، وهذه الحالات يطلق الأطباء عليها “ارتفاع ضغط الدم الأساسي Essential hypertension”. من بين العوامل الأخرى المسببة، يُذكر العمر، ومدى وزن الجسم، ونوعية الطعام، والوراثة (فارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعاً وأشد خطورة لدى السود الأمريكيين منه لدى البيض)، كذلك الأخماج الكلوية، والشدة.
من جميع من لديهم فرط توتر شرياني، يقتصر نجاح العلاج على 18٪ فقط منهم، في حين أن الكثيرين ممن يعالجون يتملكهم الخوف من الآثار الجانبية للأدوية أو التداوي غير المناسب لحالاتهم.
ما الذي يُحدِّد ارتفاع ضغط الدم؟
يعتبر الفرد مصاباً بارتفاع في ضغط الدم حينما يكون الضغط الانقباضي 140 مم زئبقي أو أكثر، و / أو يكون الضغط الانبساطي 90 مم زئبقي أو أكثر. أو يكون تحت العلاج بمضادات فرط الضغط الشرياني. الضغط الانقباضي هو ذلك الضغط وقت انقباض البطينين وضخ الدم. والضغط الانبساطي هو الضغط حينما يرتخي البطينان لاستقبال الدم من الجسم – يقع 80٪ من الناس في مجال ضغط على الحدود (180-120 114-90 على مم ز) – وهذه الفئة من الناس قد لا تحتاج إلى أي نوع من التداوي – متوسط الضغط الطبيعي هو 80/120 مم زئبقي.
وبعد أن علمت هذه الحقائق، دعنا نذكر لك العلاقة المثيرة للعامل كيو بالضغط. فلو عدنا إلى الوراء حتى سنة 1976 لاحظ الباحثون أن الانزيم المساعد Q10 يمكنه أن يخفض ضغط الدم عند مرضى ارتفاع الضغط الشرياني. وبمرور الأيام تراكمت التأكيدات على هذه الملاحظة، وربما وصل الأمر الآن إلى الإشارة بأن عوز الانزيم المساعد Q10 قد يكون ضمن أسباب حدوث ارتفاع الضغط الشرياني.
اعتماداً على الخبرة في استعمال الانزيم المساعد Q10 في ممارسته القلبية اليومية وضع الدكتور بيتر لانجسجون ووالده الراحل الدكتور بير نظرية مفادها أن إضافة الانزيم المساعد Q10 في غذاء المرضى، يُحدث تحسناً في الوظيفة القلبية قبل أن ينخفض ضغط الدم.
هل يا ترى ارتفاع ضغط الدم ناجم عن عوز الانزيم المساعد Q10
إليك تفاصيل هذا الموضوع. تتكدس المتقدرات في خلايا العضلة القلبية وبالتالي بالانزيم المساعد Q10. وفي أي مرض يؤثر على وظيفة العضلة القلبية، سواء كان ذلك بسبب داء الشرايين الإكليلية، أو مرض في صمامات القلب، أو بسبب الداء السكري، أو الانسمام بالمعالجات الكيميائية، فإن أول مظهر يشاهد هو تيبس وسماكة العضلة القلبية. وهذه الظاهرة قد يكون السبب الأكبر في حدوثها هو عوز الانزيم المساعد Q10.
يُرى هذا العوز أو النقص على سبيل المثال، كنتيجة للمعالجة بالأدوية المخفضة لمستوى كولستيرول الدم التي تستنزف الانزيم المساعد Q10 من الجسم. يحدث النقص أيضاً في بيئة يكون الجو فيها ملوثاً، وفي تناول غذاء فقير بمحتوياته الأساسية، وأثناء الشدة، وهذه العوامل كلها تؤدي إلى نقص في إمداد الجسم بالفيتامينات الهامة مثل مجموعة فيتامين (ب) المركب وهو المهم في تمكين الجسم من اصطناع الانزيم المساعد Q10.
نحن نعلم أيضاً أن إنتاج الانزيم المساعد Q10 يقل مع تقدم العمر، ونعلم أيضاً أن تيبس جدار القلب يزداد مع التقدم في العمر. فهل يوجد علاقة ما بين الحالتين.
على القلب أن يزيد من مقدار عمله
يعني تيبس العضلة القلبية، أن على القلب أن يؤدي جهداً أكبر من أجل امتلاء حجراته بالدم ومن ثم ضخها إلى باقي أجزاء الجسم. وحتى يتم هذا الجهد الأكبر يستجيب الجسم بإفراز الأدرينالين، وهو ما يطلق عليه “هرمون الشدة”. يحدث الأدرينالين زيادة في دقات القلب، ويُحسِّن من امتلاء القلب بالدم العائد إليه من الجسم وبالتالي يُحسِّن قوة ضخ هذا الدم. إلا أن استمرار إفراز الأدرينالين قد يؤدي إلى تقبض عام في الشرايين (تضيق لمعتها)، مما يعني ارتفاعاً في ضغط الدم حتى يتمكن من ضخّ الدم خلال الأوعية المتضيقة.
الأدرينالين Adrenaline
هرمون يُفرز في الجسم كاستجابة للشدة، الخوف أو الغضب، وبسبب زيادة في عدد ضربات القلب، وتحويل الجليكوجين في الكبد (المخزون السكري) إلى جلوكوز يفرز في الدم. هذه الحدثيات عادة ما يطلق عليها “الاستجابة لمواجهة الحرب أو الهرب” والهرمون بشكل عام يُعِدّ الجسم لمجابهة حالات الشدة
يقول لانجسجون:
“لقد نظرنا دائماً إلى فرط التوتر الشرياني الأساسي على أنه ذلك المرض الذي يؤدي إلى سماكة في عضلة القلب، هذا ما تقوله مراجعنا الطبية. ولكن لم ينظر الخبراء أبداً وبشكل جدي إلى موضوع الانزيم المساعد Q10”.
“اعتماداً على خبرتي السريرية، فإن عوز الانزيم المساعد Q10 هو المسبب لتيبس العضلة القلبية التي بدورها تؤدي إلى استجابة الجسم بإفراز الأدرينالين، وفي نهاية المطاف يحدث فرط التوتر الشرياني.
تعتبر وجهة النظر هذه ثورية، وبكل تأكيد تستحق أن توضع موضع التجربة وتجرى عليها الدراسات المنهجية السريرية التي تضم عدداً كبيراً من المرضى.
ضغط دم سوي باستعمال الانزيم المساعد Q10 عند مئات المرضى
إلى يومنا هذا توجد عشرات الدراسات، ولكن معظمها يجري على عدد محدود من المرضى. ولكن كل هذه المحاولات أحدثت تحسناً ملحوظاً في أداء الوظيفة القلبية، وانخفاضاً متدرجاً في ضغط الدم.
في عيادة الدكتور لانجسجون وحدها، عولج مئات من المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المعتدل والمتوسط، وتحول الضغط إلى المستوى الطبيعي بالعلاج بالانزيم المساعد Q10 وحده، ولمدة تراوحت بين ثلاثة إلى ستة أشهر. يقول لانجسجون: “تحسن تيبس العضلة القلبية، وعاد نظم القلب المتسارع، والضغط المرتفع إلى الحالة السوية”.
“كانت نتائج مفعول الانزيم المساعد Q10 قوية للغاية عند الشباب والمرضى ذوي الأعمار بين العشرين والأربعين” هذا ما يقوله لانجسجون، ويضيف: “في الأفراد الأكبر عمراً، غالباً نواجه ببعض المضاعفات، وبالرغم من ذلك، فالغالبية العظمى – حتى ضمن هؤلاء – يظهرون تجاوباً مقبولاً”.
في كونبكتكت حقق الدكتور ستيفن سيناترا نتائج أخرى باهرة، وبكلماته: “منذ أن استعملت الانزيم المساعد Q10 منذ عشر سنوات مضت، تمكنت أن أقلل من الأدوية القلبية التي كان يستعملها مرضاي إلى النصف وبشكل متدرج”.
بينما يحدث الانخفاض في فرط التوتر الشرياني تدريجياً، يبدأ المرضى بالإقلال من كميات الأدوية التي يستعملونها، وكثيراً ما يُقرُّون بتحسن في طريقة حياتهم وشعورهم بنشاط أكبر – ولا غرابة في ذلك حيث إن الانزيم المساعد Q10 له علاقة بإنتاج الطاقة في الخلايا، ولكن قد يُعزى التحسن أيضاً بسبب الإقلال من كميات الأدوية الأخرى المتناولة.
في سنة 1994 نُشِرَ تقرير في مجلة (Molecular Aspects Medicine)، يصف فيه الدكتور لانجسجون، دراسة سريرية على 109 مريض عندهم أعراض فرط الضغط الشرياني. وكانت تلك الحالات متقدمة وشكاياتهم استمرت حوالي تسع سنوات في المتوسط.
حوالي 25٪ ممن شملتهم هذه الدراسة، أمكن التحكم في المرض، واستعادة الضغط الدموي إلى المستوى السوي، وذلك بأخذ الانزيم المساعد Q10 وحده، وبكمية 100 مغ مرتين يومياً.
ويقول الدكتور لانجسجون: “المرضى الذين يعانون من فرط الضغط الشرياني الشديد سيحتاجون إلى الأدوية التقليدية للعلاج، ولكن ما الضرر إذا أضيف إلى تلك الأدوية كمية من الانزيم المساعد Q10، وهذا في حد ذاته يمكن أن يقلل من كميات الأدوية التقليدية”.
فكر دائماً في الانزيم المساعد Q10 كأحد المصادر الأولية في العلاج
في إحدى التجارب التي أجراها في عيادته، أخذ الدكتور لانجسجون صور الإيكو لستة عشر مريضاً مُسِنّاً، كان لديهم فرط ضغط شرياني، ولم يستعملوا الانزيم المساعد Q10 من قبل – أظهرت جميع الصور تيبساً في حركة العضلة القلبية، وذلك يميز بشكل عام ما يحدث في مثل هذه الأعمار. ولكن بعد العلاج بالانزيم المساعد Q10، عادت العضلة القلبية إلى السواء، ويقول لانجسجون: “إذا استطعنا عَكْس تيبس العضلة القلبية، وإعادتها إلى الحالة السوية بالعلاج بالانزيم المساعد Q10، عندها لن يغدو فرط الضغط الشرياني حالة حتمية عند متقدمي السن”.
اقترح لانجسجون أن كل مريض مصاب بفرط ضغط شرياني لابد أن يُذَكِّر طبيبه بالانزيم المساعد Q10، ويعتقد الدكتور لانجسجون أن هذا المركب كونه آمن، وفعال، وله فوائد متعددة يجب تذكره قبل وضع المريض على قائمة كبيرة من الأدوية الأخرى. يجب التفكير في استعمال الانزيم المساعد Q10 في حالات فرط الضغط الشرياني المعتدلة والمتوسطة، وخاصة إذا كان معتدلاً لدرجة عدم وجود أي أعراض، في مثل هذه الحالات يجب أن تتوقع انخفاض الضغط 15-10 مم زئبقي.
إن الفائدة الواعدة للعامل كيو في علاج فرط الضغط الشرياني تصبح أكثر أهمية، وخاصة في ضوء الأبحاث الحديثة التي أظهرت أن ارتفاع الضغط، حتى بدرجات بسيطة (الحدود العليا من القياسات السوية)، يمكن أن يمثل خطورة في إحداث المرض القلبي.
المعطيات التي نشرت في المجلة الطبية New England Journal of Medicine تقول إن مدى الخطورة قد يصل إلى ضعفين ونصف ما هو في الأفراد ذوي الضغط الشرياني السوي، وتزداد هذه النسبة بالتقدم في العمر.
يقول الدكتور لانجسجون: “حتى لو كان ضغط الدم مرتفعاً بشدة، والأعراض موجودة، واستعمال الأدوية ضرورة حتمية، فيجب التفكير في استعمال الانزيم المساعد Q10 أيضاً لأنه سيقلل تدريجياً من كميات الأدوية المستعملة”.
لكن يجب أن تضع في الحسبان أن الانزيم المساعد Q10 ليس هو هذا الساحر الذي سيتعامل مع العديد من العوامل الخارجية التي ربما كانت عاملاً مشاركاً في حدوث فرط التوتر الشرياني. إن عوامل الشدة هي الأخرى قد تكون وراء المشكلة.
الانزيم المساعد Q10 والسكتة
السكتة الدماغية هي المرض الثالث على قائمة الأسباب الأكثر إحداثاً للوفاة، وذلك بعد أمراض الشرايين الإكليلية والسرطان – تحدث السكتة حينما تتأذى الشرايين الذاهبة إلى الدماغ أو الموجودة بداخله، مما يؤدي إلى نقص التروية الدموية لجزء من المخ. السكتة الخفيفة قد تؤدي إلى فقد مؤقت للإحساس أو الوظيفة الحركية لعضو ما، ولكن السكتة الشديدة قد تخلف وراءها شللاً دائماً أو قد تؤدي إلى الوفاة.
اقتصرت الأبحاث على تأثير الانزيم المساعد Q10 في حالات السكتة على الدراسات على حيوانات التجارب، وقد أظهرت هذه التجارب أن الحيوانات التي وضعت على دعم غذائي يحتوي على الانزيم المساعد Q10 لفترة من الوقت قبل إحداث السكتة تجريبياً، تكون الإصابات الناجمة عن السكتة لديهم أقل شدة من الحيوانات التي لم يكن الانزيم المساعد Q10 ضمن غذائها. لقد لوحظت نتائج مشابهة في البشر، ولكن لم تدرس بشكل رسمي.
شفاء يدعو إلى الإعجاب
لقد وصف الدكتور بيتر لانجسجون بعض الحالات المرضية التي عالجها وأبلت بلاءً حسناً أكثر من المتوقع. كان مرضى القلب يأخذون الانزيم المساعد Q10 ضمن علاجهم وأصيبوا بالسكتة الدماغية. يقول في ذلك: “لقد رأيت مرضى مشلولين تماماً في جانبٍ من جسمهم، ولم يكن لديهم القدرة على الكلام، بعد إصابتهم بسكتة عاصفة، وبعد عدة أشهر استعادوا شيئاً كبيراً مما فقدوا، وقاربوا الحالة السوية. إلا من بعض الحركات غير المصقولة من اليد والرجل، أو بعض التلعثم. ” ويكمل حديثه فيقول: “لقد رأيت العشرات من هذه الحالات التي قاربت من شفاء يدعو إلى الدهشة، ليس فقط بالنسبة لي، ولكن أدهشت حتى المعالجين الفيزيائيين الذين كانوا يشرفون على هؤلاء المرضى.” ويقول الدكتور لونجسجون إنه كان يزيد جرعة الانزيم المساعد Q10 بالنسبة لهذه الحالات إلى 180 مغ مرتين يومياً.
يقول الدكتور لونجسجون: “في الواقع ليس لدي أي خبرة عن حالات لم تكن تأخذ الانزيم المساعد Q10 قبل إصابتهم بالسكتة، ومن ثم وضعوا عليه بعد الإصابة، ولكن يعتقد أنه بذلك ربما نكون قد تأخرنا كثيراً.
يمكن على نفس المنوال ذكر القصص التي يرويها الدكتور جون إلي John Ely Ph.D، وهو أحد الباحثين في العلوم الفيزيائية في جامعة واشنطن، حيث نشر تقريراً عن حالة شفاء تام تقريباً من سكتة دماغية شديدة، أصابت سيدة في التاسعة والستين من العمر، وقد كانت تأخذ 400 مغ من الانزيم المساعد Q10 لمدة شهر قبل إصابتها بالسكتة.
لقد كتب الدكتور إلي عن هذه الحالة في المجلة الطبية Orthomolecular Medicine، شارحاً كيف أن هذه السيدة تعافت بشكل يكاد يكون كاملاً في فترة لا تتجاوز الأسبوعين، بالرغم من أن جميع الاختصاصيين المميزين في الوحدة التي كانت تعالج فيها توقعوا أنها ستعيش باقي عمرها فيما يشبه الحالة النباتية.
الانزيم المساعد Q10 والداء السكري
هل تتذكر فريد كرين، إنه ذلك الباحث المتقاعد، الذي كان أول من اكتشف الانزيم المساعد Q10 في سنة 1957. بعد عدة سنوات أصيب كرين نفسه بالداء السكري واحتاج إلى بعض الأدوية الفموية التقليدية لجعل مستوى سكر الدم لديه في الحدود السوية. ولكن بمرور الوقت لم تعد تجدي تلك الحبوب، وبدأ مستوى السكر بالارتفاع.
يصف الدكتور كرين بكلماته هو ما حدث: “لقد فكرت ملياً، وقلت في نفسي ربما يساعدك أخذ الانزيم المساعد Q10. كنت أتناول في الأساس 30 مغ يومياً، فرفعت المقدار إلى 180 مغ. وفي فترة حوالي ستة أشهر، بدأ مستوى الإنسولين في دمي يتحول إلى الطبيعي، وانخفض مستوى سكر الدم إلى المستوى المرغوب فيه – بقيت على هذا العلاج لمدة سبع سنوات، آخذ أدوية السكر الفموية بالإضافة إلى الانزيم المساعد Q10. ونجح معي هذا النظام “.
زيادة عدد مرضى السكري بشكل ينذر بالخطر
إن زيادة وقوع حالات الداء السكري تشكل هاجساً يؤرق المسؤولين عن الشؤون الصحية – مثل حالة الدكتور كرين، يكون نمط الداء السكري من النوع الذي يتطور ببطء، وعادة لدى الأفراد الذين تعدوا الخامسة وأربعين من العمر.
إن آخر الإحصاءات الواردة من مراكز مراقبة الأمراض (CDC) تقول إن هناك حوالي 16 مليون أمريكي مصاب بالداء السكري، (6٪ من مجموع السكان)، وهو أعلى نسبة مذكورة في الأدب الطبي. بجانب ذلك فإن هناك زيادة مُقلقة في الأعداد التي تصاب بشكل جديد، حيث يبلغ عن حوالي 798،000 حالة جديدة سنوياً.
بالرغم من أن الداء السكري ليس مرضاً قلبياً بالمعنى الحرفي، فإن الإصابة به تمثل مشكلة وعبئاً ضارّاً على جهاز القلب والدوران، فهذا المرض يساعد على تكوين الجذور الحرة التي لها آلية تخريبية على الأوعية الدموية.
نقص الانزيم المساعد Q10 لدى مرضى السكري
أظهرت الدراسات الطبية وجود نقص في الانزيم المساعد Q10 لدى المرضى السكريين. في واحدة من تلك الدراسات، أعطي الانزيم المساعد Q10 بمقدار 120 مغ يومياً لمجموعة مكونة من 39 مريضاً سكرياً، وأدى ذلك إلى انخفاض مستوى السكر في دمهم بنسبة٪ 30-20.
لقد وجد الدكتور بيتر لانجسجون أثناء ممارسته في عيادته القلبية في تكساس أن إعطاء الانزيم المساعد Q10 قد حسن من المشكلات المرتبطة بارتفاع السكر لدى السكريين من المرضى القلبيين الذين يشرف عليهم، ولم تكن هذه دراسة رسمية، وبالرغم من ذلك فقد راجع باهتمام تطور المرض لدى حوالي 140 مريض يعانون من الداء السكري الكهلي.
يقول في هذا الخصوص: “إن ثلث هذه المجموعة كانت نتائج تطور المرض لديهم أفضل، حيث إن التحكم في مستوى سكر الدم كان أحسن، واحتياجهم إلى الأدوية الفموية كان أقل، وبعض المرضى تحولوا من أخذ حقن الإنسولين إلى الأدوية الفموية، وبعض من كانوا يعتمدون على الأدوية الفموية استطاعوا أن يتحكموا في مستوى السكر بالدم عن طريق الحمية الغذائية فقط. وللحقيقة، هناك مجموعة أخرى لم تتحسن أعراض الداء السكري لديهم بشكل ملحوظ “.
علاقة الانزيم المساعد Q10 بالداء السكري غير معروفة بشكل تام
حقيقة أن الانزيم المساعد Q10 يبدو وكأنه يساعد بعض المرضى في تعديل مستوى السكر لديهم نحو الحالة السوية غير معروفة الآلية تماماً. ومن الواضح أن هناك حاجة ملحة إلى كثير من البحث العلمي لتوضيح القدرة الكامنة في الانزيم المساعد Q10 لفعل ذلك.
يقول الدكتور لانجسجون: “في كثير من الأوقات، أجد نفسي في حاجة أن أُذكِّر المرضى أنهم قد يحتاجون إلى تخفيض جرعة الإنسولين بشكل واضح أو كمية الأدوية الفموية.”.
يبدو أن مفعول الانزيم المساعد Q10 له صلة بتحسين إنتاج الطاقة الحيوية، ونتيجة لذلك يزيد إنتاج الأنسولين من الخلايا المنتجة التي تدعى خلايا بيتا البنكرياسية. فبإعطاء الانزيم المساعد Q10 فإنك تغير التفاعلات الكيميائية الأساسية في كل الخلايا – وبالتالي ترى تحسناً في كامل الجسم – ويظهر هذا التحسن في أوجه كثيرة من الصحة، وببساطة بسبب تأمين الطاقة الكافية لكل شيء.
كوكتيل المواد الإضافية التي تساعد في الداء السكري
يستعمل طبيب القلب المشهور الدكتور ستيفن سيناترا الانزيم المساعد Q10 ضمن مجموعة أخرى من المركبات المضافة، وكنوع من المقاربة في مساعدة المرضى الذين لديهم قصة عائلية للداء السكري، في محاولة منه للوقاية من المرض. يوصي هذا الطبيب بالكوكتيل التالي من المركبات يومياً:
• حمض الفاليبويك (مضاد أكسدة) 300-100 مغ.
• الانزيم المساعد Q10 400-200 مغ.
• L – كارنيتين (حمض أميني) 2-1 غ.
• فيتامين E هـ 200-400 وحدة دولية.
هذه المواد الغذائية تمنع عبء الشدة التأكسدية في البنكرياس، كما أنها تتحكم في الحصول على مستوى سوي من السكر في الدم.