التصنيفات
الغذاء والتغذية

فوائد التمر

يعتبر التمر من أفضل البدائل وخاصة للذين يحبون الحلوى، وهو ينمو في المناطق الحارة. عندما يممنا وجوهنا وقلوبنا شطر الغرب فإننا مع الأسف انصرفنا بوجوهنا عن نِعَم الله تعالى.

إن التمر غني بالألياف والفينول والنحاس والزنك والصوديوم والبوتاسيوم والمغنزيوم والكالسيوم والحديد والسكر والبروتين ويعتبر دواء شافيا يحمي من السعال وإصابات البرد، ويقي من السرطان ويزيل الإجهاد، ويساعد على نمو الجسم والذهن ويقوي العظام ويشفي أمراضها. التمر هو الفاكهة الوحيدة التي تجمع بين البروتين والدهون والكربوهيدرات، وهو يقلل من أعراض الشيخوخة، ويغذي الجلد، ويزيل كلف الوجه الناجم عن الحمل والتعرض للشمس. كما أنه مفيد لآلام الحلق والسعال وأمراض العظام وفقر الدم. ورغم ارتفاع نسبة السكر فيه إلا أنه لا يسبب السمنة بسبب احتوائه على نسبة كبيرة من الألياف التي تنحل في الماء، ويقي من آفات الجهاز الهضمي كالغازات والإمساك. إن تناول عدة حبات من التمر يكون في الكثير من الأحيان كافيا للتخلص من التوتر والإجهاد اللذين تسببهما الحياة اليومية.

إن التمر الذي وصف أيضا بأنه من نعم الجنة هو أحد أفضل بدائل الشكولاتة والحلويات، وأكثرها فائدة للصحة. علينا أن نقدم لضيوفنا في أيام الأعياد والمناسبات الخاصة التمر بدلا من الشوكولاتة والحلويات، كما يجب أن تضاف يوميا إلى علبة مأكولات الأطفال عدة حبات من التمر. إنه فاكهة ينبغي نظرا إلى فوائده الجمة ألا يقتصر تناوله على موائد الإفطار، بل أن يعم كل أيام السنة.

بعض أنواع التمور

يصل طول أشجار النخيل التي تنتمي إلى الفصيلة النخلية إلى ما يقارب 30 مترا. بعض هذه الأنواع اشتهرت في المتاجر والأسواق وحازت على إعجاب المستهلكين. وإليكم بعض أنواعه:

تمر المملكة العربية السعودية: الفنخة، السكري (أحمر وأصفر اللون)، البرحي، الخلاص، رزيزي، الونان، نبتة سيف، نبتة علي، نبتة همام، نبتة فوزان، نبتة سلطان، حلوة، العجوة، غادري، دقلة نور، رشودية، روثانة، سلج، صفاري، مسكاني، شهل، مكتومي، منيفي، هلالي.

تمر الإمارات العربية المتحدة: الخلاص، البرحي، لؤلؤ، عنيزي، رزيزي، شيشي، سكري، خضراوي، حلاوي، أبو معان، جش الرملي.

تمر عمان: خصب، عنيزي، حنظل،هلالي عمان، الحلاوي، نغال، الزبد، الخصاب، قش بتاش، قش ورد، برش، البرني، المدلوكي، خنيزي، النشو.

تمر الجزائر: دقلة نور، دقلة بيضاء، تليسين، حمراية، تكرمست، الحشف، علي وراشد.

تمر ليبيا: الطابوني، البكراري (وهو مفيد جدا لمرضى السكري)، الخضرايا، البيوضي، البرنسي، الخلفلي، الصعيدي، صعيدي تاوروغا، حليمة، الدقلة، العامي، البلح، الحرة، الحلاوي.

تمر تونس: أنقو، الباجو، الترنجة، توزرزايت، الحمراية، الدقلة، العماري، الفطيمي أو العليق، القصبي، الكنتة، الكنتيشي، الهيسة.

تمر العراق: البرحي، المجدول، الخستاوي، الحلاوي، الخضراوي، الصابر، الزهدي، البريم، الجبجاب، الديري، البرين، الدقل، الساير، المكتوم، البصراوي، الخصاب، الأشرسي، الشكري، أصابع العروس.

خصائص مضادة للأكسدة

إن محتويات التمر الغنية هي التي جعلت منه غذاء مثاليا. فهو بالإضافة إلى كونه غنيا بالطاقة، غني أيضا بالفيتامينات والمعادن والسكر والبروتين والألياف والدهون، ويحتوي على 15 نوعا من المعادن المختلفة وعلى فيتامينات سي، ب1، ب2، نياسين، وفيتامين أ، وأهم المعادن التي يحتويها هي البوتاسيوم (648 ملغ) ويحتوي أيضا على الفوسفور والمغنيزيوم والصوديوم والحديد. وبسبب احتوائه على الفلور الطبيعي فهو يُشكّل حماية للأسنان. كما أن احتواءه على السيلينيوم يفيد في تقوية جهاز المناعة والوقاية من السرطان.

يوجد في التمر ما نسبته 6.5 بالمئة – 18 بالمئة من الألياف. وقد أظهر بحث أن التمر يتفوق على التفاح من الناحية الغذائية بضعفين، لكونه زاخرا بالألياف والمعادن والفينول، ولاحتوائه على الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم والحديد. إن المحتويات المفيدة لهذه الفاكهة التي يفيد تناولها المنتظم في تخفيف مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين تتواجد بشكل أكبر في قشرة التمر.

وقد أظهرت أبحاث كثيرة أن التمر يتميز بالإضافة إلى قيمته الغذائية الكبيرة بخصائص مضادة للأكسدة.

وتُعرف مضادات الأكسدة بفوائدها الكثيرة التي تأتي في مقدمتها الوقاية من السرطان وانسداد الأوردة والشيخوخة. وعلى عكس الفاكهة الأخرى التي تميل إلى الفساد عند عملية التخزين فإن تخزين التمر في محيط بارد يزيد من كثافة مضادات الأكسدة فيه.

في دراسة أجريت في إحدى المناطق العربية التي تقطنها مجموعة من البدو يتناول أفرادها التمر بانتظام تبيّن تدني نسبة أمراض القلب والسرطان في المنطقة بشكل يكاد يكون منعدما. وعند التعمق في البحث، تبيّن أن اعتماد هؤلاء في غذائهم على التمر الذي يحتوي مقادير كبيرة من الألياف أدى إلى وقايتهم من سرطان القولون والثدي والرحم.

كما أظهرت الأبحاث أن النشاط يدب في الجهاز المعدي والمعوي (الهضمي) عند الفئران عند إطعامها من التمر. يعتقد العلماء أن هناك تأثيرا ملينا للأطعمة الغنية بالألياف، وهم الآن يجمعون على أن محتويات التمر من السكر والميلاتونين لها دور في تنشيط الجهاز المعوي. وقد أفاد الباحثون أن نظام تغذية غني بالبوتاسيوم (وهو موجود بوفرة في التمر) أدى إلى إبطاء قرحة المعدة لدى الفئران، وإلى الوقاية منها.

التمر مفيد في تقوية العين وزيادة بريقها، وله خاصية تقوية أعصاب العين. ونظرا لاحتوائه على الفيتامين أ فهو مفيد للذين يعانون من العمى الليلي وضعف البصر. ويتم وصف التمر لتجنب التعرض لضعف حاسة السمع مع التقدم في العمر. يعيق التمر تصلب الشرايين، كما له دور في تنظيم الضغط لأنه ينظف الدم.

إن الشعوب العربية تستهلك القهوة والأغذية الدهنية بمقادير كبيرة، إلا أن الأبحاث الجارية تبيّن ندرة تعرضهم للتأثيرات الجانبية للقهوة والمواد الدهنية، كما تبيّن أن التمر يفيد في تقوية الكلى لمساعدته في غسلها، وأن له خاصية القضاء على التهاب المثانة والكلى وعلى حصوات الكلى.

إذا تم تناول التمر مع الفستق الحلبي فإنه يقوم بتنظيف الكبد وتقويته، كما يقضي على حصوات المرارة.

عندما يتعرض المرء للإسهال أو التقيؤ فإن جسمه يفقد الكثير من الماء والملح والبوتاسيوم والصوديوم والجلوكوز، ويفيد تناول شراب التمر بكميات كافية في مثل هاتين الحالتين في تلافي خسارة الماء والمعادن والطاقة. ويفيد أيضا في حالة وجود طفيليات في البطن، كما أن تناوله بشكل مستمر يقي من البواسير. إذا وضع التمر الممزوج بالسمن الحيواني بعد تقليبه جيدا على النار فوق الأورام الجلدية فإنه يشفيها. ويوصى بتناول التمر من أجل در الحليب للأم المرضعة، لأن التمر ينشط هرمونات الحليب ويؤدي إلى زيادة در الحليب.

يستخدم التمر حسب وصفات الطب التقليدي كمقوٍّ جنسي. وتستخدم حبوب لقاح النخيل في بعض البلدان من أجل علاج العجز الجنسي. وحسب تجارب أجريت على فئران، فإن خلاصة التمر تزيد من أعداد الحيوانات المنوية، وتزيد نشاطها. وتقتضي التقاليد الهندية أن تتغذى النساء بعد الإنجاب على التمر والحليب، وذلك من أجل القضاء على التوتر والضعف الجسدي. وتؤكد الأبحاث فوائد التمر للأمهات بعد الوضع.

التمر مفيد لأمراض السكري والقرحة والضغط المرتفع

في المغرب حيث يسود الطب الشعبي تجري أبحاث ونشاطات متنوعة حول النباتات الطبية التقليدية. ويشيع استهلاك التمر في المغرب في التجمعات البعيدة عن المناطق المركزية.

تنتشر بين الناس في بعض البلدان تجربة التمر كعلاج للقرحة المعدية. وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2005 م أن التمر يخفف من شدة القرحة في مَعِدات الفئران؛ حيث يقوم بوظيفة حماية بطانة المعدة، والأمر نفسه ينطبق على البشر.

وفي بحث أجري عام 2003 م تبيّن أن نسبة سكر الدم لدى الأشخاص الذين يتناولون التمر منخفضة. وهذا يعني أن التمر يلعب دورا في تنظيم مستوى سكر الدم والأنسولين. وقد صرّح العلماء الذين أشرفوا على هذا البحث أن التمر رغم كونه سكريا إلا أنه غير ضار بمرضى السكري. وبما أن مرضى السكري يتصف وضعهم بالحساسية فإن الذين يعانون من هذا المرض ينبغي أن يستشيروا أطباءهم في هذه المسألة.

التمر ووجبة الإفطار الصحية

إن تناول التمر يحول دون الإكثار من الطعام على مائدة الإفطار في رمضان؛ فهو غني بالسكر سهل الهضم، وذلك لأن هبوط سكر الدم أثناء الصيام هو الذي يولد الشعور بالجوع.

يقول الدكتور خلوق ساجاقلي في معرض نصائحه التي يقدمها حول كيفية الإفطار: «ينبغي أن نبدأ طعام الإفطار بكوب من الماء والتمر أو الزيتون. وبعد تناول حساء دافئ مع شريحة خبز ينبغي أن يكون هناك فاصل مدته 15– 20 دقيقة. وخلال هذا الفاصل، تتم السيطرة على إشارات الجوع المنطلقة من المخ إلى المعدة».

إذا أخذنا نصائح الدكتور خلوق بعين الاعتبار فلن نكون مضطرين لحشو المعدة بالطعام من أجل القضاء على الشعور بالجوع. أظهرت دراسة أجريت عام 2008 م أن خلاصة ثمار التمر وبذورها عبارة عن مضاد حيوي – غنتاميسين – وأنها مفيدة في التقليل من الأضرار التي تلحق بالكلى. ويصرح العلماء أن المركبات المضادة للأكسدة – فيتامينE وحمض الأسكوربيك والميلاتونين – هي التي تؤمن هذه الحماية.

القيمة الغذائية للتمر

تمر دورة نمو التمر بأربع مراحل: الطلع، الخلال، الرطب، والتمر.

وكل مرحلة من المراحل لها قيمة غذائية خاصة بها. ومع نضوج التمر تزداد نسبة السكر فيه. كما تزداد نسبة المعادن من بوتاسيوم ونحاس وغيرهما. إلا أن الأبحاث أظهرت أن محتواه من الفيتامين أ يقل مع النضوج. وكذلك إن نسبة مضادات الأكسدة تقل أيضا كلما ازداد التمر نضجا.

1– في مرحلة الطلع يكون التمر أخضر اللون. ويبدأ السكر بالتشكل ويزداد وزن حبات التمر وحجمها، بينما تقل حموضتها وتزداد رطوبتها بعض الشيء.

2– في مرحلة الخلال تبلغ الثمرة حجمها النهائي، ويبدأ لون الثمار بالتغير حسب نوعها.

3– في مرحلة الرطب تفقد الثمرة رطوبتها ولا يتشكل السكر في هذه المرحلة.

4– في المرحلة الأخيرة، وهي مرحلة التمر تبلغ الثمار غاية النضج وغاية الحلاوة.

إن المحتويات الغذائية للتمر تختلف باختلاف أنواع التمر. ولكن بشكل عام، إن 100 غرام من التمر تحتوي على:

● سعرات حرارية: 278–301 كيلوكالوري
● سكر: 44–88 بالمئة
● دهون: 0.2–0.5 بالمئة
● بروتين: 2.3–5.6 بالمئة
● ألياف: 6.4–11.5 بالمئة
● كالسيوم: 34–103 ملغ
● فوسفور: 105–350 ملغ
● حديد: 6–13 ملغ
● بوتاسيوم: 648 ملغ
● سيلينوم: 0.36– 0.53 ملغ
● فيتامين أ: 11– 15.6 ملغ
● فيتامين ب2: 0.16 ملغ
● نياسين: 2.2– 6.9 ملغ

إن التمر يعتبر من أفضل أنواع المحروقات للجسم، وأكثرها فوائد صحية. عندما نستبدل الحلويات المصنوعة من السكر المكرر والسيئ والمحليات بأنواع التمر نكون بذلك قد خطونا خطوة صحيحة في طريق الانتقال من الاستهلاك القائم على المتعة إلى الاستهلاك النبوي.

إن التمر غني بالكربوهيدرات والبروتين والدهون والمعادن والفيتامينات. تبيّن الأبحاث أن هذه الفاكهة تحتوي على المغنيزيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والزنك والفوسفور بنسب عالية. إن ما يحتويه هذا التمر من نسب عالية من مركبات حمض الأسكوربيك والفينوليك يؤمن له درجة عالية من الخصائص المضادة للأكسدة.