يوجد فيتامين (ج) بوفرة في الفواكه والخضروات، إلا أن معظم الناس لا يأكلون من هذه المواد الغذائية الكمية الكافية لاحتياجاتهم. وإذا سألناك هل تتناول على سبيل المثال ثلاث أو خمس حصص.. (أو كما تقول بعض المؤسسات الصحية خمس إلى تسع حصص) من الفواكه والخضراوات هذا اليوم.. فسيكون جوابك على الأرجح هو بالنفي.. ومن أجل ذلك، فربما ستستفيد من أخذ مكمل من فيتامين (ج).
علاقة الفيتامين (ج) بنزلة البرد
في سنة 1970 أوصى لينوس بولينج PhD، وهو أحد الحاصلين على جائزة نوبل، بتناول جرعات كبيرة من فيتامين (ج) في كتابه المعنون “فيتامين (ج) ونزلات البرد”.. وفقاً لما نشر من دراسات علمية منذ ذلك الوقت، كان لبولينج حق فيما قال.. حيث وجد أن فيتامين (ج) يقلل من الأعراض، وطول مدة المرض. وبالرغم من عدم وجود أي برهان على أن غسل الأيدي بعد التماس مع أحد المرضى قد يمنع الإصابة، ولكنه بدون شك، يعتبر ذلك أحد وسائل الوقاية.
أجريت عشرات الدراسات العلمية التي تبحث في تأثير فيتامين (ج) على نزلة البرد.. لقد حلّل هاري هيميلي PhD من جامعة هلسينكي بفنلندا، كل الدراسات السابقة على فيتامين (ج)، ووجد أن أخذ (6-2 غ) يومياً، مع بداية أعراض نزلة البرد، يقلل من شدة الأعراض وطول مدة المرض، بمقدار (% 30) على الأقل. وظهر أن أقل جرعة فعالة هي غرام واحد (1000 مغ) يومياً.. ونفس هذه النتائج ظهرت أيضاً في دراسة حديثة..
يعمل الفيتامين (ج) عن طريق دعم الجهاز المناعي في محاربة الأخماج، ويزيد الفيتامين من فاعلية ونشاط الكريات البيضاء، وخاصة الخلايا اللمفاوية (T)، ويزيد من إنتاج الأجسام المضادة، وكل ذلك يساعد في قتل الجراثيم والفيروسات.
لقد أوصى روبرت كاتكارت MD من لوس ألتوس بكاليفورنيا. على مدى سنوات طويلة، باستعمال جرعات كبيرة من فيتامين (ج) للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل الإصابة بكثرة الوحيدات الخمجية (mononucleosis)، أو مرض الإيدز.. استعمل كاتكارت جرعات عالية جداً بلغت (100-25 غرام) يومياً أثناء معالجة مثل هذه الحالات.
فيتامين (ج) والسرطان
في سنة 1970، قام إيوان كاميرون MD في اسكوتلندا بمعالجة مرضى السرطان، في نهاية مرضهم، بجرعات كبيرة من فيتامين (ج).. وبشكل عام، كانت مدة البُقيا أطول (عاشوا أطول) من المرضى الذين لم يتناولوا الفيتامين، وعدد قليل من المرضى اعتبروا (في مرحلة الشفاء). وعلى مدى العشر سنوات الماضية كان الدكتور أبرام هوفر PhD و M.D، في فيكتوريا بكندا، يعالج مرضى السرطان في المراحل النهائية بجرعات كبيرة من فيتامين (ج) مع مجموعة أخرى من الفيتامينات والمعادن.. وتبين أن حوالي ثلث عدد مرضاه الذين حكم عليهم أنهم في المرحلة النهائية من مرضهم، عاشوا أكثر من عشر سنوات، وهذا بالنسبة لمرض السرطان يعتبر شفاءً.
يستجيب بعض أنواع السرطان للعلاج بفيتامين (ج) أفضل من أنواع أخرى.. على سبيل المثال، النساء المصابات بسرطان الجهاز التناسلي، مثل الثدي يستجبن أفضل بكثير من المرضى المصابين بسرطان الرئة. النظام الذي استخدمه الدكتور هوفر يضم المواد الغذائية التالية، وقد استعمل بشكل يومي، مع مراعاة اختلاف الجرعات أحياناً بحسب المريض.
فيتامين (ج): 12 غرام أو أكثر
العامل كيو 10: 300 ملغ
فيتامين (ب 3): 500 ملغ – 3 غ
فيتامين (ب 6): 250 مع بعض المرضى (وليس كلهم)
حمض الفوليك: 10-5 مغ
مجموعة فيتامين ب المركب: 50-25 ضعف الجرعة الموصى بها RDA
فيتامين (ه): 800 وحدة دولية (في شكل سكسينات)
كاروتينويدات: 50000-25000 وحدة دولية
سيلينيوم: 600-200 ميكروغرام
زنك: 220 مغ (أو 59 مغ من سترات الزنك)
مرض الرثية (الروماتزم) وفيتامين (ج)
يمكن أن يحمي فيتامين (ج) الفرد من التهاب المفاصل وداء الرثية (الروماتزم)، قد يكون المفعول أفضل إذا شورك مع مجموعة فيتامين (ب المركب).. في داء الرثية والتهاب المفاصل الرثيانية، وتتسرب الخلايا الدموية من الشعيرات الدموية الضعيفة إلى داخل المفاصل.. يستجيب الجهاز المناعي وكأنما هذه الخلايا الدموية تهاجم الجراثيم، فتقدح حدوث تفاعلات الالتهاب المؤلمة.
داء الرثية (الروماتزم) Rheumatism
اضطراب يسبب الألم في الجهاز الداعم للجسم مثل العظام، والمفاصل، والعضلات.. أما التهاب المفاصل الرثياني فالالتهاب فيه في المفاصل فقط.
إن إعطاء مكملات من فيتامين (ج) يقوي جدران الشعيرات الدموية، وتفعل ذلك أيضاً مضادات الأكسدة الفلافونويدية (وهي مواد غذائية شبيهة بالفيتامينات وموجودة في الفواكه والخضروات).. بهذه الطريقة سيمنع فيتامين (ج) تسرب الخلايا الدموية من الشعيرات، وبالتالي لا تحدث الاستجابة الالتهابية. من ناحية أخرى، يعتبر فيتامين (ج) ضرورياً للجسم من أجل إنتاج الكولاجين، وهو بروتين هام يحتاج الجسم إليه لبناء أنسجة المفاصل والجلد..
في إحدى الإصدارت الحديثة للمجلة الفرنسية الطبية (Revue Du Rhumatisme) يصف الدكتور جان ليون MD في إحدى المستشفيات التعليمية في ريمز، أن اثنين من مرضاه الذين يشكوان من داء البثع (بمعنى أن الرثية كانت أحد أعراض البثع).. إن داء الإسقربوط هو عوز شديد لفيتامين (ج)، ويتميز بوجود نزوف في اللثة، ونزوف شاذة أخرى، ولا تبرأ الجروح عند هؤلاء المرضى. إن سبب هذه النزوف هو ضعف جدران الشعيرات الدموية.. وقد شفي مرضى الدكتور ليون بعد أن أعطاهم مكملات من فيتامين (ج) بجرعة مقدارها (1000 مغ) يومياً، ولمدة عشرة أيام.
فوائد إضافية لفيتامين (ج)
في دراسة حديثة أشرف عليها الدكتور آلان تايلر PhD من جامعة تافت في بوسطن، وجد أن إعطاء مكمل من فيتامين (ج)، قلل بشكل واضح خطورة الإصابة بحالات الساد، وهي تلك الحالات التي تحدث فيها عتامة لعدسة العين تؤدي إلى اضطراب الرؤية. يمكن أن يحدث الساد بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية للشمس، أو أحياناً بسبب بعض الأدوية، أو الرضوض على العين أو أحياناً بسبب اختلاط أحد الأمراض مثل الداء السكري.. وفي حين يمكن معالجة الساد جراحياً، وذلك بإزالة العدسة المعتمة ووضع عدسة بلاستيكية عوضاً عنها، لكن من المستحسن دائماً تجنب العمل الجراحي بالوقاية من حدوث الساد.
الساد Cataract
عتامة تحدث في عدسة العين تسبب اضطراب الرؤية، وغالباً ما تترافق مع السكري وأيضاً قد تحدث مع التقدم في العمر
قد يساعد فيتامين (ج) أيضاً في علاج الأرجية (التحسسات)، حيث إن لهذا الفيتامين مفعول مشابه لمضادات الهستامين.. أثناء التفاعلات الأرجية (التحسسية) يفرز الجسم مادة تسمى الهستامين، تؤدي إلى احمرار الجلد والإحساس بالحكة. ومع المفعول المضاد للهستامين، ليس للفيتامين (ج) أي من الآثار الجانبية الموجودة لدى العقاقير المضادة للهستامين.. على سبيل المثال لن يسبب فيتامين (ج) دواراً.. كما أن فيتامين (ج) هام جداً للجهاز المناعي، وريما يشفي بعض عيوب هذا الجهاز التي تؤدي إلى الأرجية.
ربما يساعد الفيتامين في التقليل من خطورة الإصابة بأمراض المرارة.. تخزن المرارة السائل المراري، وهو سائل يساعد على هضم الدهون.. تحتوي الحصيات المرارية على نسبة عالية من الكولسترول، ويمنع فيتامين (ج) تشكل تلك الحصيات عن طريق تثبيط إنزيم يحطم الكولسترول ويحوله إلى حموض مرارية. يقدر عدد المصابين بحصيات مرارية في الشعب الأمريكي بحوالي (20 مليون) فرد، والمصاب النموذجي بالحصيات المرارية هي المرأة البدينة، في متوسط العمر.
لقد وجد جويل سيمون MD من جامعة كاليفورنيا، في دراسة على 2744 سيدة، أن اللائي يستهلكن كمية كبيرة من فيتامين (ج) – (وخاصة على شكل مكملات) – لديهن خطورة أقل بمقدار% 26 لحدوث أمراض المرارة (من كل الأنواع)، وتنخفض خطورة استئصال المرارة بنسبة% 23، بالمقارنة مع السيدات اللائي لا يتناولن كميات وفيرة من فيتامين (ج).
تدعم تلك الملاحظات أبحاث حديثة، اعتمدت على المعطيات التي خرجت من المسوح التي أجرتها (Third National Health & Nutrition Examination). وقد بينت تلك المعطيات أن إعطاء فيتامين (ج) وحده، قد ترافق مع انخفاض حدوث الحصيات المرارية عند النساء بنسبة% 34. إن أخذ فيتامين (ج) يترافق بشكل عام مع انخفاض الخطورة لدى النساء بنسبة% 39، ولكن لا تأثير له على نسبة الخطورة بالنسبة للرجال.
أخذ مكملات من فيتامين (ج)
يستفيد معظم الناس من تناول (2000-1000 مغ) من فيتامين (ج) يومياً، وحتى إن أخذ (500 مغ) خير من لاشيء.. وإذا كنت تنوي أخذ جرعات كبيرة، فيجب أن تتبع إرشادات الدكتور كاشكارت، وهي بأن تعدل الجرعة لتتوافق مع (تحمل الأمعاء).. يوصي هذا الطبيب بأن تزيد تدريجياً من جرعة فيتامين (ج)
– (وتقسم على عدة مرات يومياً) – حتى تصل إلى الجرعة التي تجعل البراز ليناً، عندها تقلل الجرعة قليلاً وتستمر على هذه الجرعة الجديدة.
وجد كاتكارت أن المرض كلما كان شديداً، كانت الحاجة إلى زيادة جرعة فيتامين (ج) أكبر. على سبيل المثال إذا أصاب الفرد نزلة برد عادية، فقد يحتاج إلى زيادة الجرعة إلى (10 غرامات) في اليوم.. ولكن في نزلة البرد الشديدة قد تحتاج إلى (25 غرام) من الفيتامينات يومياً. ومع تحسن الحالة يمكن أن تقلل الجرعة مرة أخرى.. وحينما تصبح في صحة جيدة، يمكنك أن تكتفي بجرعة مقدارها (3-1 غرامات) يومياً.
تكون الجرعة المثالية لمعظم الناس من فيتامينات (ج) هي الجرعة الأقل من أن تحدث ليناً أو إسهالاً.. يمكن تقسيم الجرعة إلى مرتين أو حتى أربع مرات يومياً، فإن ذلك يزيد من فرصة الامتصاص من الأمعاء، ويقلل من احتمال حدوث الإسهال.
هناك الكثير من الشواهد التي تشير إلى أن كثيراً من الناس لا يتناولون كفايتهم من فيتامين (ج). وتشتمل الأعراض المبكرة للعوز التعب والهيوجية; أما الأعراض والعلامات المتقدمة فتشمل نزوفاً من اللثة، كدمات، تقرحات تأخذ وقتاً طويلاً لتشفى، وحدوث نزلات برد متكررة، وإنهاكاً شديداً.
يعتبر فيتامين (ج) مادة آمنة للناس عامة وبجرعة قد تصل إلى (2 غرام) يومياً.. ذكرت إحدى الدراسات التي نشرت سنة 1998، أن تناول (500 مغ) من فيتامين (ج) سبب أذية للدنا (DNA)، إلا أن تجارب لاحقة أثبتت عكس ذلك تماماً، وأن فيتامين (ج) يحمي بالفعل الدنا (DNA).