ظل الاعتقاد سائداً أن الناس تأخذ كفايتها من فيتامين (د)، ولكن الحقيقة أن كثيراً من الناس لا يأخذون كفايتهم من هذا الفيتامين. يعمل هذا الفيتامين مع الكلسيوم – (وهو معدن ضروري) – في المساعدة على بناء عظام قوية وأسنان سليمة.. بمعنى آخر يلعب دوراً هاماً في منع تخلخل العظام osteoporosis، وهو مرض يجعل العظام هشة وضعيفة، وقابلة لحدوث الكسور.
المساعدة من قبل معدن الكلسيوم
ربما تعلم أن عنصر الكلسيوم له أهمية كبرى في بناء العظام والحفاظ عليها قوية.. إلا أن الكلسيوم يحتاج إلى فيتامين (د) لأداء وظيفته، وذلك لأن هذا الفيتامين يساعد في امتصاص الكلسيوم من الأمعاء.
أظهرت نتائج الأبحاث أن عوز فيتامين (د) يؤدي إلى انخفاض واضح في نسبة كسور الورك عند المرضى الذين يعانون من تخلخل العظام.. ومن دراسة متصلة نشرت في مجلة New England J. of Medicine، ذكرت أن أخذ (500 مغ) يومياً من الكلسيوم، و (700 وحدة دولية) يومياً من فيتامين (د) قد زاد من كثافة العظام في عدة مئات من الناس المسنين ذكوراً وإناثاً..
ليس تخلخل العظام osteoporosis والتهاب المفاصل والعظام oster-arthritis مشكلة واحدة، ورغم ذلك قد يلعب فيتامين (د) دوراً في كلتا الحالتين. ففي إحدى الدراسات التي أجراها تيموثي ماك ألندون MD، من مركز التهاب المفاصل بجامعة بوسطن، وجد هذا الباحث أن احتمال حدوث التهاب المفاصل والعظام في الركبة يكون أكبر إذا لم يستهلك الأفراد حوالي (400 وحدة دولية) يومياً من فيتامين (د).. للفيتامين (د) أثر مشابه لأثر الهرمون، وبالتالي قد يؤثر على سلامة وصحة الخلايا المشاركة في سلامة وصحة المفاصل.
ماذا عن عوز فيتامين (د)
قد يحصل الأطفال على كفايتهم من فيتامين (د) من الحليب، إلا أن غالبية الحليب غير مدعوم بهذا الفيتامين، ومن ناحية أخرى فإن الكثير من البالغين لا يشربون الحليب. يمكن للجسم أن يصنع فيتامين (د) إذا تعرض لأشعة الشمس. ويعتقد أن التعرض لمدة خمس عشرة دقيقة على الأقل لأشعة الشمس، ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع كافٍ لإمداد الجسم بما يحتاجه من فيتامين (د).. ولكن يوجد الكثير من الناس، وخاصة أصحاب الوظائف المكتبية، وكبار العمر الذين لا يغادرون دورهم، لا تتسنى لهم حتى تلك الفترات القليلة.
يعتبر الكهول والمضعفون أكثر عرضة لعوز فيتامين (د). في دراسة أجريت من قبل ميليسا توماس في المستشفى العام بماسيشوست، بوسطن، على 290 مريض، وجد أن 164 مريض فوق 65 عاماً لديهم عوز فيتامين (د)، وكان العوز شديداً عند 22 منهم. ولا يتوقف الأمر عند كبار السن، فهناك الكثيرون من الشباب لديهم عوز لفيتامين (د) أيضاً. لقد وجد الدكتور توماس أن% 42 من الذكور والإناث الواقع أعمارهم بين 50-35 سنة، لديهم نقص في فيتامين (د).
إعطاء المكملات يضمن حصولك على كفايتك من الفيتامين. يمكن تناول كمية تتراوح بين (800-400 وحدة دولية) يومياً تكون آمنة بالنسبة للبالغين. الجرعة الموصى بها RDA هي (400 وحدة دولية) يومياً.. بعض الخبراء يوصون بجرعة (800 وحدة دولية) يومياً للذين بلغت أعمارهم فوق 65 عاماً، و (400 وحدة دولية) يومياً للأصغر عمراً.
ماذا عن فيتامين (ك)
فيتامين (ك) الذي يسمى أيضاً فيللوكينون Phylloquinone، هو فيتامين ذواب في الدهون، يساعد على حدوث الجلطة الدموية بمساعدة الصفيحات الدموية أثناء حدوث أي جرح، أو قطع. بدون فيتامين (ك) قد ينزف الإنسان حتى الموت من أي جرح ولو كان بسيطاً.. بجانب ذلك يعتبر فيتامين (ك) مهماً أيضاً في نمو المخ.. يقول الدكتور (ام شيرر PhD) من مشفى القديس توماس في لندن، إن الأطفال الذين يعانون نقص الفيتامين (ك) في الأشهر الستة الأولى من الحمل، ربما يحدث لديهم أذية دائمة في الدماغ، وقد تنتهي بالوفاة.
لقد أثبتت أبحاث حديثة دور فيتامين (ك) في تكوين العظام.. يعتبر الأستيوكالسين Osteocalcin بروتيناً هاماً في تطور العظام، وحتى يؤدي الأستيوكالسين عمله في بناء العظام لا بد أن تتحد به مجموعات كيميائية تسمى مجموعات الكاربوكسيل. يستخدم الجسم فيتامين (ك) في المساعدة على تثبيت الكاربوكسيل إلى الأستيوكالسين. لقد أثبت جيمس سادلوبسكي PhD من جامعة بوسطن في دراسة على تسع نساء في صحة جيدة أن إعطاء المكملات من فيتامين (ك) زاد من اتحاد مجموعات الكاربوكسيل إلى الأستيوكالسين، مما ساعد في بناء العظام.
استعمل سادلوبسكي في دراسته (420 ميكروغرام من فيتامين (ك)) يومياً.. وهذه الجرعة أكبر من الجرعة الموصى بها RDA. كما وجدت بعض الدراسات أن إعطاء فيتامين (ك) بجرعات أعلى من تلك الموصى بها يحسن من صحة وسلامة العظام. بجانب ذلك لاحظ الباحثون أن عوز فيتامين (ك) ربما يزيد من خطورة حدوث كسر الورك عند النساء. وهذه النتائج دعت بعض الباحثين إلى القول بوجوب إعادة النظر في احتياجات الفرد من فيتامين (ك).
وكانت إحدى المقالات في مجلة التغذية (J. of Nutrition) قد ذكرت أن احتواء الأطعمة على فيتامين (ك) منخفض.. وتعتبر أوراق الخضروات مصدراً جيداً له، إلا أن امتصاص الفيتامين من الأمعاء ليس جيداً، وهذا ربما يستوجب أخذ مكملات تحتوي على مختلف أنواع الفيتامينات، ويجب أن تتأكد أن فيتامين (ك) أحدها.