الرياض: «الشرق الاوسط»
يعد القيء من المشاكل الصحية الشائعة بين الأطفال، ولا يخلو أي بيت من هذه المشكلة.
و ينتج القيء عن تقلصات عضلية تدفع الطعام من المعدة الى خارج الجسم عن طريق الفم،
وعادة ما يسبق القيء الشعور بالإعياء والغثيان وقد يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة.
وكثيرا ما يبدأ ظهور الكثير من أنواع الالتهابات التي تصيب الصغار بالقيء، أما
الأطفال دون عمر السنة فيعانون من القيء غير المرضي بصورة متكررة من الطعام أو عند
الضحك ولا تدعو للقلق، وهي مألوفة لدى الأمهات ويستطعن تمييزها بسهولة كما أنها
تتناقص بتقدم العمر.
ومن الأسباب الشائعة للقيء الالتهابات المعدية المعوية، وتعتبر الفيروسات المسؤول
الأول عن هذه الالتهابات، وعادة ما تسبب آلاما في البطن وإسهالا، وفي بعض الأحيان
يصاحب تلك الأعراض ارتفاع في درجة الحرارة. وكذلك يسبب تناول الأطعمة الفاسدة أو
الملوثة بالتسمم الغذائي (والناتج عادة عن إصابة بكتيرية) والذي من أعراضه أيضا
القيء والإسهال وارتفاع درجة الحرارة. ومن الأسباب الأخرى للقيء المفاجئ الإصابة
بالصداع الحاد، التهابات الحلق والأذن الوسطى، أو التهابات مجرى البول والزائدة
الدودية، كما يسبب الانسداد المعوي أيضا القيء بصورة متكررة. أما عند الإصابة
بالقيء بدون سبب واضح فيجب على الأهل النظر في الأدوية الموجودة في المنزل إن نقص
منها شيء فقد يتناول الأطفال بعض الأدوية الشبيهة بالحلويات.
في حال اختلطت محتويات القيء بالدم، فلا داعي للقلق في الحالات العادية إذ تعتبر
هذه الحالة كحالة الرعاف، ولكن يجب طلب المساعدة الطبية فورا عند الشك بالأمر، ولا
ينصح بإعطاء الطفل أدوية وقف القيء دون استشارة الطبيب، كما يحذر إعطاء أدوية قد
وصفت لطفل آخر، أو علاجات القيء الخاصة بالكبار.
ولا يعتبر القيء خطرا إلا إذا صاحبه فقدان جزئي أو كلي في الوعي، وبسبب فقدان كميات
كبيرة من سوائل الجسم تزداد خطورة الحالة، خصوصا عند عدم تمكن تعويض هذه السوائل.
وفي الحالات الشديدة يصاب الأطفال بالجفاف الذي ذكرنا أعراضه سابقا عندما تطرقنا له
في موضوع الإسهال في ملحق الصحة، ومن المهم اللجوء الى أقرب مركز صحي إذا ما ترافق
القيء مع الشعور بالنعاس الشديد أو الصداع أو آلام حادة في البطن ومتواصلة، أو تبول
متكرر ومؤلم مع صعوبة في التنفس وارتفاع درجة الحرارة.
ويراقب المريض وعدد مرات القيء خلال الساعة فإذا ما زادت عن أربع مرات فيجب التوجه
الى المستشفى، ومن الأمور المهمة عدم إعطاء الطفل أي طعام أو سوائل لعدة ساعات حتى
تعود المعدة الى حالتها الطبيعية ثم البدء بتقديم السوائل عند طلب الطفل لها،
كرشفات متقطعة، بمعدل رشفة أو ملعقة طعام كل عشر أو خمس عشر دقيقة ثم تزداد الى
ثلاث ملاعق، وكذلك تزداد فترات التقديم من خمس عشر الى ستين دقيقة ويجب أن تحتوي
على كمية من السكر لمده بالطاقة والماء والملح لتعويض الفاقد ويمكن استخدام محلول
الجفاف، وتعطى السوائل خلال الأربعة والعشرين ساعة على الأقل، وإذا رفض الطفل هذه
المحاليل من الممكن إعطاؤه عصير الفواكه المحلى أو الماء المحلى. وبعد انقضاء اليوم
الأول من توقف القيء يمكن إعطاء الطفل الحليب قليل الدسم والحبوب المطحونة كالأرز،
أو الفواكه الخفيفة كالموز والذي يحتوي على كمية من البوتاسيوم المفيد للجسم أو
عصير التفاح. وما أن يتقبل الطفل هذا الطعام من الممكن أن يقدم له طعامه المعتاد مع
تجنب إعطائه الفواكه الطازجة ذات القشرة أو الخضر النيئة حتى يتم الشفاء تماما، أما
بالنسبة للأطفال الرضع فلا يمكنهم البقاء لفترة طويلة كما هو الحال لدى الأطفال
الأكبر سنا دون سوائل، لذلك يجب طلب المعونة الطبية دون تأخير، وعلى الأم المرضعة
شفط الحليب لمنع تيبسه والمحافظة على تدفقه