التصنيفات
الغذاء والتغذية

قرة العين، جرير الماء، حرف الماء Watercress


تعرف أيضا بالقرّة، وهي نبتة مائية تنبت في الأراضي الغنية بالماء، قرب الينابيع والجداول وحيثما تغمر الماء جذورها. قد تنمو إذا تركت حتى 90 سم إلا أن أفضلها للأكل هو ما بين 15-25 سم طولا. وينبغي أن تنتقى القرة وتؤكل قبل أن تزهر، فما إن تزهر حتى يتغير طعمها كليا ويصبح غير مقبول بتاتا. أوراقها خضراء غليظة ذات عصارة غزيرة وطعم لذيذ حريف شبيه إلى حدّ ما بطعم الفجل (radishlike taste). هذه الأوراق الشبيهة شكلا بالبتيلات الملونة للوردة بأطرافها الملساء الدائرية غير المسنّنة هي أكثر من إضافة لذيذة في السلطات. فقرة العين هي من الفصيلة الصليبية (cruciferous vegetables) المعروفة علميا بقدرتها الكبيرة على محاربة مرض السرطان، ومن هذه المجموعة أيضا البروكولي والقرنبيط والملفوف.

هذا مضافا إلى أنّ قرة العين هي واحدة من الخضار المورقة ذات اللون الأخضر الغامق ما يعني أنها غنية بالبيتاكاروتين، مضاد المؤكسدات القوي الذي يحمي من الإصابة بأمراض القلب والشرايين وأمراض الشيخوخة كافة ومنها السرطان والكاتاراكت (الماء الزرقاء).

فوائد قرة العين

•    لمكافحة سرطان الرئة والثدي
•    لمحاربة الشيخوخة ولتأخير ظهور التجاعيد
•    للوقاية من الكاتاراكت (الماء الزرقاء)
•    لحماية القلب والشرايين

المركّبات الدوائية الفعّالة

Glucosinolates
Vitamin C
Gluconasturtiin
Vitamin E
PEITC mustrard oil
Calcium
Betacarotene
Phosphorus
Vitamin K
Potassium
Iron
Zinc

مكوّنات قرة الماء

تحتوي قرّة العين على ثروة من الفيتامينات والمعادن الأساسية فهي واحدة من الخضار التي تتصدّر جداول المصادر الأغنى بهذه الفيتامينات وخصوصا البيتاكاروتين حيث تحتوي على 2520 ملغ في كل 100 غ، وكذلك
الفيتامين K وهي رابع أغنى المصادر فيه إذ تحتوي على 315 ملغ في المئة غرام. أمّا الفيتامين C فهي واحدة من بين المصادر العشرة الأغنى به، وتحتوي قرة العين على ما بين 60-80 ملغ من الفيتامين C في كل 100 غرام منه. كما أنها تحتوي أيضا على نسبة جيدة من الفيتامين E 1.2 ملغ / الحصة.

وتأتي قرة العين أيضا في طليعة الأغذية والمصادر الغنية بالكالسيوم المقوي للعظام مباشرة بعد السبانخ والبامية والبازلاء حيث تحتوي على 136 ملغ في الحصة الواحدة منه. كما تحتوي على نسبة جيدة من البوتاسيوم والفوسفور والحديد والزنك والمنغنيز.

وما يميز قرة العين احتواؤها على مركبّات الغلوكوزينولات (Glucosinolates) وأهمها الغلوكوناستورتيين (Gluconasturtiin) الذي يتحول إلى نوع من زيت الخردل mustard oil يدعى فنيل إثيل أيزوثيوسيانيت (PEITC) أو i (phenyl ethyl (isothiocyanate. والأيزوسيانيت هو الذي يعطيه هذا الطعم الحاد ما يؤدّي إلى ابتعاد الحشرات عنه وتفضيل عدم تناوله، وهو الذي ارتبط اسمه علميا بالقدرة على محاربة سرطان الرئة.
فهذا الفيتوكيميكال الذي تولّده النبتة للدفاع عن نفسها في وجه الحشرات المهاجمة هو نفسه الذي يحارب السرطان لدى الإنسان.

قرة العين: محارب قوي لسرطان الرئة والثدي

تظهر الإحصائيات والبحوث الميدانية أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الخضار من الفصيلة الصليبية (cruciferous) ومنها قرة العين لديهم نسب أقل من الابتلاء بمرض السرطان مقارنة بمن لا يتناولون كميات كافية من هذه الخضروات.
وتشير الدراسات بشكل خاص إلى قدرة قرة العين على مكافحة سرطان الرئة الناتج عن التدخين وتلوث البيئة والهواء. في هذه الدراسات أعطيت الحيوانات المخبرية مركّب الفنيل إثيل أيزوسيانيت (phenyl ethyl isocyanate or PEITC)، وهو مركّب موجود في قرة العين بوفرة بشكل يومي من ضمن نظامهم الغذائي ثم تمّ تعريض هذه الحيوانات للمواد الكيميائية السامة الموجودة في دخان التبغ (Tobacco smoke)، وكانت النتيجة أن انخفضت نسبة ابتلاء المجموعة التي أعطيت مركب (PEITC) بسرطان الرئة حتى 50 بالمئة (أي حتى النصف) أقلّ مقارنة بالمجموعة التي لم تعطى هذا المركب الدوائي المعجزة.

هذا الفيتوكيميكال الذي تولّده النبتة لأجل الدفاع عن نفسها في وجه الحشرات المهاجمة بشكل أنه يعطي النبتة هذا الطعم الحاد الذي تنفر منه الحشرات هو نفسه الذي يكافح مرض السرطان ويحاربه لدى الإنسان.
والجدير بالذكر أن قرة العين لا تحتوي فقط على هذا الدواء المعجزة، بل إن فيها الفيتامين C والبيتاكاروتين والفلافونوئيدات (Flavonoids)، وهذه جميعها مضادات قوية للمؤكسدات (antioxidant) ولها دور مهم في محاربة مرض السرطان.
وينصح العلماء والباحثون في أمراض السرطان بالإكثار من تناول قرة العين Watercress ما أمكن، ولأجل هذا ينصح باستهلاكه في السندويشات كبديل ممتاز للخس وليس فقط الاكتفاء بتناوله كسلطة من حين إلى آخر.

قرة العين: مؤخّر لظهور التجاعيد

إن قرة العين هي من أغنى المصادر الغذائية بالفيتامينات K، C، A و E وهذه جميعها مضادات قوية للمؤكسدات (antioxidant) إضافة إلى أنّها تلعب دورا مهما في حماية البشرة وتقويتها، وتأخير ظهور علامات الشيخوخة كالتجاعيد وتهدّل البشرة والتصبّغات على أنواعها.
هذه النبتة بلونها الأخضر الغامق الجميل مليئة بالبيتاكاروتين، طليعة الفيتامين A، الذي يلعب دورا مهما في تمايز خلايا الجلد (Skin cell differentiation)، فكثيرا ما يوصف أسيد الفيتامين (Tretinoin) A بشكل مراهم جلدية لتجديد خلايا البشرة وإزالة التجعّدات والتصبّغات وآثار حبّ الشباب وغيرها من المشاكل الجلدية وهو فعّال جدا في هذا الخصوص. كما أن قرة العين غنية بالفيتامينات C و E، والثابت أن هناك تفاعلا وتعاونا إيجابيا (synergy) ما بين البيتاكاروتين والفيتامينات C و E بمعنى أنها تقوي عمل بعضها بعضا، وقرة العين هي من المصادر القليلة الغنية بهذه الفيتامينات جميعا، ومن هذه المصادر المانغا والمشمش والشمام والبقدونس وغيرها.
وتعتبر هذه المصادر من أفضل الأغذية المضادة للشيخوخة والمؤخّرة لظهور التجاعيد، العدو الأوّل للسيدات.. وللسّادة أيضا.

قرة العين: للوقاية من الكاتاراكت

من أهم المشاكل والعلل التي تصيب كبار السن غشاوة البصر أو ما يعرف بالكاتاراكت (cataracts)، وهي نفسها تسمّى بالمصطلح الشعبي «الماء الزرقاء». والكاتاراكت عبارة عن ترسّب البروتينات داخل عدسة العين، وهذا يحصل نتيجة مهاجمة الراديكالات الحرة (free radicals) للعين كما بقية أعضاء الجسم; هذه الراديكالات الحرة هي كناية عن ذرّات الأوكسجين التي تفتقر إلى الإلكترونات (electrons) فتدور باحثة عما يسد مكان هذه الإلكترونات المفقودة مهاجمة ما يعترض طريقها من خلايا سليمة مخرّبة إياها للحصول على هذه الإلكترونات منها.
إنّ أهم الطرق لمكافحة هذه الراديكالات الحرة هو ملء الجسم بمضادات الأكسدة (antioxidant) وأهمها الفيتامينات C و E والبيتاكاروتين (Betacarotene)، وهذه جميعها تعمل على إبطال مفاعيل الراديكالات الحرة وتمنع تأثيراتها المخرّبة للجسم.

وقرة العين هي من أغنى المصادر بهذه الفيتامينات الأساسية وهي واحدة من المصادر القليلة الحاوية لمقادير كبيرة من كلّ من هذه الفيتامينات (A، C، E). لذلك ينصح بالإكثار من تناول الخضار والفاكهة كمصدر مهم لهذه الفيتامينات المحاربة للمؤكسدات، ويمكن الاستفادة بشكل خاص من قرة العين وإدخالها في النظام الغذائي اليومي كأن تستعمل كبديل عن الخس في السندويشات إضافة إلى أنواع السلطة التي يمكن أن تدخل في تركيبتها، ولا يجب أبدا الانتظار إلى أن تبدأ عوارض الكاتاراكت بالظهور نتيجة التقدم في العمر بل يجب البدء بهذه الخطوات المهمة منذ مرحلة الطفولة والشباب لحماية العين ما أمكن من تأثيرات العوامل المخرّبة والضارة التي تظهر نتائجها فيما بعد.

قرة العين: لحماية القلب والشرايين

كما سبق وذكرنا فإن قرة العين هي من أغنى المصادر بالفيتامينات C و E والبيتاكاروتين وهي مضادات قوية للمؤكسدات (antioxidant) ومن أهم فوائدها أنها تمنع تصلّب الشرايين وانسدادها الحاصل نتيجة تأكسد الكوليسترول السيئ (LDL) وترسّبه على جدر الشرايين مشكّلا صفيحات عصيدية (atheromas) تماما كما يترسّب الكلس في الأنابيب التي تجري فيها مياه كلسية شيئا فشيئا إلى أن ومع مرور الوقت تنسد هذه الأنابيب بالكامل.
من أهم طرق الحماية من تصلب الشرايين (atherosclerosis)، إضافة طبعا إلى الامتناع عن التدخين الذي يولّد الكثير من الراديكالات الضارة في الجسم، الإكثار من تناول الخضار والفاكهة الغنية بمضادات المؤكسدات كالفيتامينات المذكورة آنفا، والكثير من المركبات الكيميائية (phytochemicals) الأخرى المضادة أيضا للمؤكسدات. وكثيرة هي الدراسات التي تؤكّد على أهمية الغذاء النباتي خصوصا في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالآثار المدمرة للراديكالات الضارة (Free radicals)، كما أنها تثبت أن من يعتمد على هذه المصادر النباتية يعيشون لمدة أطول وبكيفية أفضل أي أن حياتهم تكون أفضل وذات مشاكل أقلّ.
وقرة العين هي واحدة من هذه المصادر الغنية بمضادات المؤكسدات الحامية للقلب وللشرايين وللجسم عموما، لذلك ينصح بالإكثار من تناولها وبشكل يومي للوقاية من هذه الأمراض الخطيرة.

كيف تحصل على أفضل النتائج؟

● كل القرة طازجة ونيئة
يجب أن تؤكل قرة العين طازجة ونيئة أي غير مطبوخة بل كما هي بصورتها الطبيعية لأنه عندما تطبخ على النار تخسر من قدرتها على توليد المادة المحاربة للسرطان فيها المعروفة بال “PEITC” أو الفنيل إتيل أيزوسيانيت “phenyl ethyl isothiocyanate”.
ولحسن الحظ، فإنّ غالبية الناس يستهلكون قرة العين طازجة من غير أن يطبخوها وذلك بشكل سلطة أو بشكل خضرة طازجة منكّهة إلى جانب الأطباق الرئيسية أو في السندويشات.

● كل قرة العين بكميات أكبر
لكي تحصّل الفائدة المرجوة من محاربة السرطان وآثار التدخين السامة ينصح بالإكثار من تناول قرة العين ما أمكن; فيمكنك مثلا – عزيزي القارئ – أن تستفيد من هذه الخضرة الكبيرة الفائدة كبديل ممتاز ولذيذ للخس في السلطات أو في السندويشات، كما يمكن الإفادة منها كإضافة مقبّلة ومشهيّة مع الوجبات اليومية