التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

قضم الأظافر عند الأطفال

إن أغلب الأطفال ممن يقضمون أظافرهم هم أطفال قلقون، وفي الغالب يقضم الطفل أظافره ليخفف من حدة شعوره أو ليخفف من قلقه. إن التوتر الذي ينتاب بعض الأطفال يدفع بعضهم ليضع شيئا في فمه، فيلجأ إلى قضم الأظافر. وهذا غير مرتبط بمرض أو عرض نفسي أو سمات شخصية معينة، إلا أنه يزداد لدى الأطفال المعتادين عليه في فترات الملل والضجر والغضب.

قضم الأظافر يظهر واضحا لدى الأطفال في الرابعة أو الخامسة من العمر، ويستمر إلى فترات متقدمة من العمر. فنسبة لا تقل عن 10% من الأفراد تبقى لديهم تلك العادة حتى قرابة العشرين من العمر.

لقد وجد أن عادة قضم الأظافر تعتبر أكثر شيوعا بين الإناث منها بين الذكور. وغالبا ما يخجل قاضمو أظافرهم من إظهار أظافرهم أمام الناس، فكثيرا ما تتقرح أو تدمى بالإضافة إلى تشققها. وقد يظهر على هؤلاء الارتباك والقلق في المواقف الاجتماعية. ورغم أن هذه العادة شائعة بكثرة، إلا أنها من أكثر العادات صعوبة في قابليتها للتغيير، إذ ربما من يقضمون أظافرهم يكونون حساسين بالنسبة لاستهجان المجتمع، لذا يقومون بقضم أظافرهم أثناء عزلتهم وتحت ظروف معززة، مما يؤدي إلى إنقاص الدافع للتغير. ومن الأفضل بالنسبة لطفل يعاني من عادة قضم أظافره بشكل مستمر أن يقدم له أبواه المساعدة لوقف هذه العادة قبل أن تصبح متأصلة، لأنه كلما بكر في مكافحة هذه العادة كان تغييرها أسهل.

أشكال قضم الأظافر

قد تعرف ظاهرة قضم الأظافر بأنها ظاهرة مرضية تقوم بالتنفيس عن شعور غالبا ما يكون القلق أو التوتر، ويحدث إما عندما لا يقوم الإنسان بأي عمل أو عندما تكون طاقته أقوى من العمل الذي يقوم به. ويرى البعض أن قضم الأظافر هو غذاء رمزي يعبر عن نقص ما. وهو يأخذ أشكالا متعددة، نذكر منها:

1. قضم أظافر الأيدي: بعض الأطفال يقضمون أظافر أيديهم فقط، حتى وإن كانت قصيرة أو غير واضحة. وقد يسبب ذلك تشوهات بالأصابع أو جروحا.

2. قضم أظافر الأرجل: قلة من الأطفال لا يكتفون بقضم أظافر أيديهم فيتجهون لأظافر الأرجل. وقد يشير ذلك إلى توافق عضلي لدى بعض الأطفال وتآزر جسمي.

3. قضم أظافر الآخرين: تلجأ ندرة من الأطفال إلى قضم أظافر غيرهم من الأطفال الصغار لممارسة هوايتهم.

أسباب قضم الأظافر عند الأطفال

إن كثيرا من الناس يقضمون أظافرهم كطريقة للتخلص من التوتر والطاقة العصبية أو القلق. كما يمكن أن يؤدي قضم الأظافر إلى إشباع دوافع عدوانية أو انفعالية نفسية ذات أصل بيولوجي. وقد يبدأ بعض الأطفال بممارسة هذه العادة لأنهم رأوا غيرهم يمارسها فهي تعود إلى التقليد ولمحاكاة سلوك الكبار. وبغض النظر عن هذه العادة والسبب الرئيسي لها، قد تبقى لفترة طويلة جدا بعد زوال السبب الأصلي لبدئها. وقد تعود هذه العادة إلى الأسباب التالية:

1. سوء التوافق الانفعالي: قد يمارس بعض الأطفال هذه العادة رغبة في إزعاج الوالدين متصورا أن في ذلك عقابا لهما.

2. عقاب الطفل لنفسه: قد يعاقب الطفل ذاته نتيجة شعوره بالسخط على والديه، وعدم استطاعته تفريغ شحنته فيهما، فيرى تفريغ تلك الشحنة أو جزء منها في نفسه.

3. إحاطته بتوقعات أكبر منه: عندما يخشى الطفل من عدم قدرته على تحقيق ما يتوقع منه، فإن ذلك يظهر عليه في صورة توتر وقلق.

4. تقليد الآخرين: وجود نماذج أمام الطفل تمارس هذه العادة تسبب أيضا تثبيت هذه العادة عند الطفل أيضا، وقد تكون ظاهرة قضم الأظافر تعود إلى مشكلات التوتر، حيث يظهر الطفل تلك المشاعر على نحو أكثر من الراشد الذي يستطيع ستر انفعالاته ومشاعره جيدا، بحيث يستحيل على الآخرين أن يعرفوا ماهية شعوره.

الآثار السلبية الناتجة عن قضم الأظافر

لقد ظل أطباء الأسنان طوال ما يزيد على قرن من الزمان يحذرون من الآثار السلبية التي يتركها قضم الأظافر على تطور عظم الفك. كما أنها تشوه الأسنان، وتسبب صعوبة في التنفس وتشوه الوجه. وتتفق الآثار السلبية الناتجة عن قضم الأظافر مع الآثار ذاتها في عادات مص الأصبع. فكلاهما يؤدي إلى تشوه الإطباق نتيجة ضغط الأسنان العلوية الأمامية، بالإضافة إلى تشوه عظام الفك وعدم التوازن في عضلات الفك كلما نما.

ولكن من يقضم أظافره يكون أميل أثناء القضم إلى الانقطاع عن العالم الخارجي، ويصبح حالما منهمكا بذاته. وتزداد مشكلاته عندما يكبر، ويصبح واعيا لسلوكه الطفولي حيث يصبح محطا لسخرية الآخرين، كما أن عادة قضم الأظافر تخل بالنشاط اليومي للطفل الذي يشغل ذهنه وقواه العقلية بإصبعه وظفره وفمه فقط، فلن ينتبه للأمور الأخرى المحيطة به. وعدم الانتباه هذا سيقلل من تفاعله مع الآخرين، كما سيؤثر على لغته وتطور قدرته التعبيرية، وبالمجمل فإن مشاركته اللغوية والجسدية ستقل، كما أن لهذه العادة مردودا نفسيا سيئا على الطفل نتيجة زجره من قبل والديه ليكف عن هذه العادة.

قضم الأظافر يسبب التسمم بالرصاص، فالرصاص يتركز بشكل استثنائي في أظافر البشر مما يؤدي إلى تلكؤ نمو الطفل جسديا وعقليا. وقد حذرت دراسة علمية نشرت في روسيا مؤخرا من أن قضم الأظافر يضعف ذكاء الطفل ويحطم قدراته على الإدراك.

ويسهم أيضا التسمم بالرصاص في مشكلات النمو والأعصاب. بل إنه قد يتلف الجهاز العصبي بأكمله، كما تسبب هذه العادة إصابة الأظافر بالعدوى الجرثومية أو الفطرية، كذلك تؤدي إلى إصابة صفائح الظفر بالاعوجاج.

إرشادات الأهل لتوجيه عادات قضم الأظافر عند الأطفال

1. من الضروري أن يحاول الأهل تحديد سبب توتر الطفل الذي قد يدفعه لقضم الأظافر. لا يكون ذلك بمساءلته، بل بملاحظته ومراقبة الحوادث التي تزيد من قضمه لأظافره.

2. على الأهل العمل على ضبط مشاعرهم أمام الطفل، وعدم التصرف بانفعال عند رؤيته يقضم أظافره، وعدم محاولة ضربه أو زجره خصوصا أمام الآخرين، أو محاولة جذب أصبعه خارج فمه باستثناء أثناء النوم، كما لا يجب جعل الطفل أضحوكة في البيت بسبب هذه العادة.

3. زيادة الوقت الذي يقضيه الأهل مع الطفل، وملء فراغه بأشياء تلهيه وتسليه.

4. محاولة إشغال يد الطفل قدر المستطاع بأشياء وألعاب يحبها أو بالكتابة.

5. إعادة تشكيل سلوك الطفل، وذلك بتعزيز سلوك الطفل عندما لا يقوم بقضم أظافره، أو كلما طالت الفترة التي لم يقم فيها بقضم أظافره. وذلك بمكافأته بجائزة يحبها، كالقصة أو اللعبة.

6. هناك طريقة بسيطة وقديمة لعلاج هذه الظاهرة، وهي تلويث أصبع الطفل بأي مادة كريهة الطعم، لكن ينبغي أن يفهم الطفل أننا لا نفعل هذا إلا لتذكيره إذا ما أشرف على الوقوع في ذلك الفعل الذي يود التخلص منه.

7. الاحتفاظ بسجل أي تسجيل الطفل لمشكلته. وذلك بتسجيل المرات التي يقضم فيها أظافره، كما عليه أن يدون المواقف التي تسبق القضم، وأن يبذل جهده لتجنب تلك الأحداث حتى يتمكن من السيطرة شيئا فشيئا على هذه العادة. وهذا التسجيل يؤدي بالطفل إلى زيادة الوعي بمشكلته وكيفية استغلاله لوقته وجهده.

8. المكافآت: بعد ملاحظته عدد المرات التي يقضم بها أظافره المبينة على السجل يمكن للأهل وضع هدف لتحسينه مثل المكافآت المادية أو المعنوية والتعزيز كلما نقصت عدد المرات التي يقوم بها بقضم أظافره، ويتدرج حجم المكافأة بازداد عدد المرات التي يتجافى فيها عن هذه العادة، وبالمقابل نضع العقوبات للأفعال الشاذة.

9. التدريب على زيادة الوعي: بما أن قضم الأظافر يحدث بشكل آلي غير واعي فيمكن أن نساعد الطفل في أن يصبح واعيا بسلوكه، وذلك بتدريب الطفل على الجلوس براحة ساعة كل صباح ومساء، ويقوم بتمثيل قضم الأظافر أمام المرآة، ويقول هذا ما لن أفعله ثانية.

10. عدم اتخاذ أساليب الضرب على اليد والنقد السلبي للطفل والسخرية منه لما يفعله، بل توفير جو من الأمان والمحبة للطفل لخفض التوتر لديه المسبب لهذا المشكلة.

تأليف: أنس شكشك