تتم عادة قضم الأظافر عن درجة من التوتر وعدم الشعور بالاطمئنان وقد يكون تعلم هذه العادة في أول مشوار له عندما يرى أطفالاً آخرين يعانون من هذه المشكلة وهذه العادة لا تعتبر غريبة على الكبار أيضاً حيث يقومون بممارستها أيضاً وخاصة في الأوقات التي يكون فيها الشخص يمر بمشاكل نفسية أو حالة توتر وقد تؤدي المحاولات التي تبذل من أجل التخلص من هذه الظاهرة إلى زيادة التوتر فضلاً عن أنها قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة ولذلك علينا أن ننتبه للأساليب المقدمة للآخرين للتخلص من هذه العادة دون إظهار رأي أو ازعاج لمن يمارسها أو حتى دون انتاج مشاكل أخرى.
إن إعادة قضم الأظافر غالباً ما تتوقف تلقائياً عند الأشخاص ويغلب على الأطفال عدم الاستقرار السلوكي في أثناء ممارستهم لها وأفضل علاج لهذه المشكلة وقوف الأبوين موقف الحياد من تصرف أطفالهم إلا في الحالات التي يكون قضم الأظافر له سبب معروف كخوف الطفل من المدرسة وفي مثل هذه الحالات لا بد للأهل من التدخل المناسب في الوقت المناسب لإيجاد حل للمشكلة التي يعاني منها طفلهم ذلك أن هذه الحالات إن لم تجد العناية والاهتمام قد تسبب مشاكل عديدة لم تكن لتنشأ لولا إهمال الآباء بالمشكلة الأصلية لذلك فمن الضروري معرفة الأسباب وثم عرض الحالة على طبيب مختص بمثل تلك الحالات ليوجد العلاج المناسب لهذه المشكلة أو العادة السيئة.
يعتبر قضم الأظافر من اضطرابات الوظائف الفمية مثل عدم الإحساس بالطعم أو عدم القدرة على البلع وغيرها وأغلب الأطفال ممن يقضمون أظافرهم قلقون ويقضم الطفل في الغالب أظافره ليخفف من حدة شعوره أو لينجو من القلق أو يخفف منه أن التوتر الذي ينتاب بعض الأطفال يدفع بعضهم ليصنع شيئاً ما فيلجاً إلى قضم الأظافر وليس من السهل دائماً معرفة سبب قضم الأظافر. إن سلوك قضم الأظافر يعني لجوء الفرد إلى محاولة فصل أظافره مستعيناً بأسنانه ولا يتوقف ذلك على قص الأظافر بل على قطع الطبقة اللحمية التي تقع تحت الأظافر وينطلق على هذا السلوك بأنه مشكلة عندما يلاحظ من هم حول الفرد تكرار ذلك السلوك عدد كثير من المرات وفي أوقات مختلفة.
أسباب قضم الأظافر
1- أسباب نفسية: كأن يعاني الطفل من ضغوطات نفسية يفشل في مواجهتها وحلها فيلجأ إلى قضم أظافره كوسيلة للتنفيس عن انفعالاته المكبوتة.
2- تعرض الطفل لتربية صارمة تعتمد العقاب بالضرب كطريقة وحيدة في التربية تؤدي إلى وضع الطفل في حالة قلق دائم فيلجأ إلى قضم الأظافر للتخفيف من حدة التوتر التي يعاني منها.
3- قد يواجه الطفل خوف شديد من الرفاق نتيجة لضعف بنيته الجسمية أو لعدم رغبته في ممارسة الألعاب الخشنة وهذا يدفعه إلى تعلم هذه العادة لتخفيف حدة توتره.
4- يعتبر حب التقليد من الأسباب المهمة التي يجب عدم إغفالها فقد يلجأ الطفل إلى قضم أظافره كتقليد لشخص يحبه يعاني من هذه المشكلة فتجد الطفل يقوم بهذا السلوك فقط من باب التقليد.
ويشعر الوالدات بالإحباط عند مشاهدتهما لطفلهما وهو يقوم بقضم أظافره فهذا يؤكد لهما بوجود مشكلة ما لم يستطيعا معرفتها وبالتالي لن يقدرا على حلها، هذا بالإضافة إلى ما قد يعانيانه من انتقاد الآخرين لابنهما أو لهما بسبب هذه المشكلة كذلك خوف الوالدين من تعلم أحد أفراد الأسرة لهذه العادة.
ويسبب هذا السلوك الحرج للطفل نفسه ويدفعه للإنسحاب من المشاركة الاجتماعية والأثار الصحية كالتهابات الفم والتشوه الذي يحدث في شكل الأظافر.
علاج قضم الأظافر
المرحلة الأولى في العلاج:
1- على الأسرة مراقبة الطفل عن قرب لمعرفة الأوقات التي يقوم بها الطفل بقضم أظافره، إن معرفة الزمان والمكان تسهل عملية العلاج والمتابعة. ومن الضروري معرفة الظروف التي تسبق قضم الأظافر.
2- إن العقاب ليس بالوسيلة الفعالة في مثل هذه المواقف لذلك فإنه من الضروري أن تحظى البيئة التي يعيش بها الطفل بالبدائل التي تلهي الطفل عن القيام بقضم أظافره لأن الطفل بحاجة إلى إثارة حسية.
3- ينبغي على المرشد النفسي متابعة حالة الطفل ومراقبته ومعرفة طبيعة العلاقة بينه وبين زملائه وكذلك علاقته بمدرسيه، ومن المهم في هذه المرحلة تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية التي من شأنها أن تمده بالاستقرار والثقة.
المرحلة الثانية في العلاج:
إن إشراك الطفل في عملية العلاج أمر في غاية الأهمية خاصة إذا كان السلوك ناتج عن الإثارة الذاتية وليست عن التعزيز والاهتمام الذي يحظى به الطفل من الآخرين إذ يعتقد علماء النفس أن الطفل إنما يفضل ذلك كي يحظى بالاهتمام الذي يعتبر تعزيزاً أن تجاهل السلوك لن يجدي في هذه المرحلة فيجب مناقشة الطفل وإخباره بأن الأسرة يعلمون بأن هناك مشكلة ما يواجهها الطفل لا بد من حلها وحيث أن هذا السلوك غير مقبول اجتماعياُ لذلك عليه المشاركة قدر الإمكان في التخلص منها، وتوفير نشاطات من شأنها أن تقلل في حدوث السلوك طالما هو مشغول بها في طرق العلاج الناجحة.
تنطبق هذه الطريقة في العلاج على الأطفال حتى نهاية المرحلة الابتدائية، في كثير من الاحيان يكون الالمام في الأسباب ومحاولة تفاديها والتخلص منها علاجاً للمشكلة، إن توفير الجو الأسري الدافئ والحنان والاهتممام والتريث في معاملة الأبناء من شأنه الثقة بالنفس. كما يجب تقليم الأظافر باستمرار وتوجيه الطفل وتعزيز سلوكه وتهيئة الظروف الملائمة لممارسة الأنشطة.