تكون غالبية النساء على علم بالنمط النموذجي لحركة أطفالهن, كما أنهن يتعاملن بتناغم مع التغير في شدة تلك الحركات وتكرارها؛ وربما تلاحظ بعض النساء تناقصا طفيفا في نشاط الطفل في الأيام الأخيرة قبل الولادة، وذلك أمر طبيعي، إذ إنه في المراحل المتأخرة من الحمل يتناقص تدريجيا عدد حركات الجنين التي تلاحظها الأم؛ ويعود السبب في ذلك إلى صغر الحيز المتاح لحركة الطفل في الرحم، لا سيما بعد أن يكون رأسه قد نزل إلى الحوض.
وبالرغم من أن الطفل غير النشيط جدا داخل الرحم قد يكون بصحة تامة، إلا أن تناقص الحركة قد يشير إلى وجود مشكلة ما؛ فقد يدل التناقص الملحوظ في نشاط الطفل في الأثلوث الثالث من الحمل على أن الطفل في خطر، ربما بسبب نقص الأكسجين؛ ويمكن أن يحدث ذلك بسبب العديد من المشاكل، مثل انعقاد الحبل السري أو انضغاطه, هذا بالإضافة إلى أن مشاكل المشيمة قد تؤدي إلى ظهور مشاكل عند الطفل.
الرعاية الذاتية في حال تناقص حركات الطفل
يجب التوقف عن أي نشاط آخر عند القلق بشأن نشاط الطفل, ومن ثم الجلوس وشرب كوب من العصير أو الصودا العادية (غير المخصصة للحمية), ومن ثم التركيز على مراقبة حركة الطفل؛ ويلاحظ أن الطفل في غالبية الأحيان – ولله الحمد – يكون أكثر نشاطا مما كان يعتقد, ومما يلاحظ أيضا أن غالبية الأطفال يتحركون أربع مرات على الأقل كل ساعة.
متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية بسبب تناقص حركة الطفل
يجب عدم التردد في الاتصال بمقدم الرعاية الصحية عند الشعور بالقلق بسبب تناقص حركة الطفل, ويجب أن يكون ذلك مباشرة في الحالات التالية:
● عند عدم الشعور بحركة الجنين لأكثر من ساعة.
● عند ملاحظة تناقص واضح في حركة الطفل (أقل من عشر حركات خلال فترة ساعتين).
يمكن أن يقوم مقدم الرعاية الصحية في هذه الحالات بفحص حالة الجنين، إذ كثيرا ما ينتبه إلى تناقص حركة الطفل في وقت يمكن فيه مساعدته إذا كان يعاني من مشكلة ما؛ وعند اكتشاف مثل تلك المشكلة، قد يضطر لإخراج الطفل في الحال، وغالبا ما يكون ذلك بإجراء ولادة قيصرية طارئة (حيث يخرج الطفل عبر شق يحدث في بطن الأم)؛ ويمكن أن يقي التصرف الصحيح من الكثير من المشاكل الخطيرة.