التصنيفات
الغذاء والتغذية

قلل من خطورة السرطان باستعمال السيلينيوم

اعتُبر السيلينيوم في يوم من الأيام مادة سامة، ولكن ينظر إليه اليوم على أنه معدن غذائي ضروري.. السيلينيوم مضاد أكسدة قوي، يحمي الجسم من مشكلات صحية خطيرة، ومن ضمنها السرطان. يحسن السيلينيوم من نشاط فيتامين (ه) في الجسم، وبالتالي الاستفادة منه. يظهر السيلينيوم آمالاً واعدة في الحد من نسب الخطورة لحدوث أمراض القلب، (عن طريق حماية الكولستيرول من الأكسدة)، وفوائد جمة أخرى.

الوقاية من سرطان الموثة (البروستات)

الوقاية من سرطان الموثة (البروستات) كان من أهم المجالات البحثية المتعلقة بفوائد السيلينيوم.. هذا المرض هو السبب الثاني للوفيات عند الرجال من جميع أنواع السرطان، وبالتالي فوجود وسيلة لمنع أو الحد من هذا الداء القاتل، كانت دوماً من أولويات اهتمام الصحة العامة بالنسبة للسكان. يقع السيلينيوم تحت عنوان المواد الكيميائية الواقية، حيث يمنع التحول السرطاني قبل وقوعه فعلاً.

في سنة 1998 أجريت دراسة على 974 مريض لديهم قصة حدوث سرطان الموثة (البروستاتة) ونشرت في المجلة الإنجليزية للمسالك البولية British Journal of Urology. قسم المرضى إلى مجموعة تأخذ (200 ميكروغرام) من السيلينيوم يومياً، ومجموعة أخرى تستعمل حبوب غفل placebo، لمدة (4.5 سنة).. وبعد (6.5 سنة) من

بداية الدراسة، تكون السرطان لدى 13 فرداً في المجموعة التي تأخذ السيلينيوم، وتكون السرطان لدى (35 فرداً) في المجموعة التي تأخذ حبوب الغفل. كما لوحظ أيضاً أن وقوع سرطان الرئة، وكذلك سرطان القولون والمستقيم قد تناقص بين المجموعة التي تأخذ السيلينيوم.. وفي دراسة أخرى، وَجَدت مجموعة من الباحثين أن استعمال جرعات عالية من السيلينيوم، وعلى فترات طويلة، قد يخفض من تطور وحدوث سرطان الموثة عند آلاف من الرجال بين الأعمار (70-40 عاماً).

غدة الموثة (البروستاتة) Prostate gland

هي غدة مشابهة للكستناء توجد تحت عنق المثانة عند الرجال، وتحيط بالجزء العلوي من الاحليل. تفرز هذه الغدة سائلاً يساعد على حركة وسلامة النطاف.

لطالما تساءل الباحثون عن العلاقة بين مستويات السيلينيوم، وسرطان الموثة (البروستاتة)، وهل هي ببساطة عملية استنزاف معدن السيلينيوم من قبل الخلايا السرطانية. أو بكلمات أخرى، هل المستويات المنخفضة من السيلينيوم تشجع نمو السرطان، أم العكس هو الصحيح؟.. إلا أن دراسات عديدة دللت على أن نقص مستويات السيلينيوم قبل ظهور السرطان يزيد من خطورة حدوثه..

يزيد من الوقاية ضد السرطان

لقد جاء في مجلة السرطان التابعة للمعهد القومي للسرطان The Journal of The National Cancer Institute.. أن مستوى السيلينيوم في الدم قبل إجراء التجارب السريرية، يتناسب عكساً مع مستقبل حدوث سرطان المرئ وسرطان المعدة. كما يساهم النقص الشديد في معدن السيلينيوم في تكوين سرطان الرئة، كما جاء في تقارير مختلفة. بجانب ذلك وجد أن المستويات المرتفعة من السيلينيوم تترافق مع انخفاض في نسبة خطورة وقوع سرطان الكبد، لدى المرضى المصابين بالتهاب كبد مزمن فيروسي.

في دراسة نشرت عام 2001 في المجلة الأوربية للتغذية السريرية European Journal of Clinical Nutrition، أعطي لستين مريضاً مصاباً بسرطان المعدة، ويعالجون كيميائياً، مقدار (200 ميكروغرام) سيلينيوم، و (21 مغ) من الزنك يومياً ولمدة خمسين يوماً.. تحسن المرضى الذين يأخذون هذا الخليط (في صورة تحسن في الحالة التغذوية، وزيادة الشهية).. مع انتهاء هذه الدراسة.

يبدو أن السيلينيوم يحارب الخلايا السرطانية، قبل أن يحدث وبعد تكونه، وذلك بأكثر من طريقة. يسبب السيلينيومثيونين – (وهذا أحد الأشكال الشائعة لهذا المعدن) – انتحاراً للخلايا السرطانية apoptosis في سرطان الموثة (البروستاتة)، في حين لا تتأثر الخلايا الطبيعية.

تشير بعض الدلائل الأخرى إلى أن السيلينيوم يحمي الدنا والبروتينات والدهون في الجسم من الأكسدة وما ينتج عنها من أذية وتخريب، وذلك بسبب مفعوله المضاد للأكسدة. الأذية الناتجة عن الأكسدة هي التي تهيئ للتحول السرطاني في الخلايا. وعلى هذا الأساس يوافق الكثير من الخبراء على أن السيلينيوم، وكثير من مضادات الأكسدة الأخرى – [بما في ذلك فيتامين (ه)] – قد تكون مفيدة في الوقاية من سرطان الموثة (البروستات) وربما سرطانات أخرى.

يحصر السيلينيوم خطورة الفيروسات

تقتل جائحات الأنفلونزا أكثر من 20000 أمريكي سنوياً، غير حوالي 110000 مريض يدخل المشفى للعلاج. وتظهر فصائل جديدة ومغايرة كل عام، وبالتالي فقد يكون من المستحيل على الجهاز المناعي أن يُكوِّن مناعة دائمة ضد مرض الأنفلونزا.. إلا أن بعض الأبحاث الحديثة تشير إلى أن السيلينيوم يمنع حدوث الطفرات الكبيرة في هذا الفيروس.

في دراسة أجرتها الدكتورة ميليندا بيك PhD وزملاؤها، وجدت أن الفئران التي تطعم غذاءً فقيراً في مادة السيلينيوم، يظهر عليها اختلاطات خطرة إذا تعرضت لفيروس الأنفلونزا، عكس الفئران التي يحوي طعامها على كمية كافية من السيلينيوم. كما أن الفيروس الذي أصاب الفئران الفقيرة في السيلينيوم، حدثت فيه طفرة، حولته إلى فيروس أشد خطورة، وكان الالتهاب الرئوي أشد وأخطر.. وجدت الدكتورة بيك في دراسات سابقة أن الطفرات التي حدثت في فيروس الكوكساكي لدى المواطنين الصينيين، نبهها نقص معدن السيلينيوم.

إعطاء مكملات من السيلينيوم والزنك عزز الوظيفة المناعية في دراسة استغرقت سنتين، وأجريت على 720 مسن فرنسي ونشرت في حوليات الطب الداخلي Archives of Internal Medicine سنة 1996، فالأشخاص الذين أخذوا جرعات صغيرة من الزنك والسيلينيوم، ازدادت لديهم الأضداد التي تحارب الأخماج الرئوية، ولم تظهر هذه الفوائد على الأشخاص الذين أخذوا مكملات صغيرة من الفيتامينات.

ربما يشرح مفعول السيلينيوم على المناعة، كيف لهذا المعدن أن يحمي الجسم من الأنفلونزا والسرطان. يُحتاج إلى السيلينيوم من أجل إنتاج بيروكسيداز الجلوتاثيون، وهو مضاد أكسدة قوي، ومنبه للجهاز المناعي. وإن نقص السيلينيوم في الجسم يقلل من قدرته الدفاعية المضادة للأكسدة.. مما يجعل الجذور الحرة تعيث فساداً وتحدث الطفرات في الدنا DNA.

قد يؤدي عوز السيلينيوم أيضاً إلى نقص في إنتاج الخلايا القاتلة الطبيعية في الجسم.. هذه الخلايا هي نوع خاص من الخلايا اللمفاوية، أو الخلايا المناعية التي تستهدف النسيج الورمي أو الخلايا المخموجة بالفيروسات وتقتلها. لقد وجد ارتباط ما بين عوز السيلينيوم والزنك عند المتقدمين في السن، ونقص مستويات الخلايا القاتلة الطبيعية. قد يفسر ما للسيلينيوم من تنشيط للمناعة السر في استفادة مرضى الإيدز من أخذ مكملات من السيلينيوم.

الخلايا القاتلة الطبيعية Natural Killer Cells

هي نوع خاص من الخلايا المناعية التي تستهدف الخلايا السرطانية أو الخلايا المخموجة بالفيروسات وتقتلها

أخذ مكملات السيلينيوم

توجد مصادر نباتية جيدة لعنصر السيلينيوم مثل النخالة والثوم والشوفان والبصل والفطر والبركولي broccoli والأرز البني والحبوب الكاملة. أما المصادر الحيوانية فتشمل البيض والتونا والأطعمة البحرية والدجاج والكبد. وبالرغم من ذلك، إذا كانت الأراضي الزراعية فقيرة إلى المعدن. أو كانت طريقة تحضير الغذاء غير صحيحة فقد لا يحصل الفرد على الكميات المناسبة من السيلينيوم.

في هذه الحالة، يمكن أن تُعوِّض المكملات النقص في السيلينيوم.. يوجد هذا والعنصر في سيلينومثيونين، والخميرة الغنية بالسيلينيوم.. وقد وجد أن هذه الأخيرة قد تخفض من نسبة الإصابة بالسرطان عند كثير من الناس. تعتبر الجرعة اليومية (200 ميكرغرام) كافية ومثالية للشخص البالغ.

أخذ كميات كبيرة من السيلينيوم – (أكثر من 800 ميكروغرام يومياً، ولفترات طويلة) – يمكن أن يسبب مشكلات قد تكون خطيرة. يجب أن تتبع الإرشادات حول الجرعات المناسبة حتى تحصل على أقصى منفعة.. عادة يكون العوز أكثر شيوعاً، ويمكن أن يؤدي إلى اضطرابات عصبية وشيخوخة مبكرة وزيادة في هشاشة كريات الدم الحمراء.. وتنكس في البنكرياس وضعف الرؤية.